الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كلمة معلم أم قيمة النظام المغربي أوالمجتمع هي المنحطة

بوجمع خرج

2012 / 1 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


حينما كانت المجتمعات تتوحد حول العقد الديني في ظل الاهتمام الجاد بالانتاج اللائق بمتطلباتها كانت كلمة إقرأ لها قيمة دينية أكثر منها انتاجية مادية فكان الأساس هو تعلم ما يليق بالصلاة والأخلاق وآداب المعاملات ويتوقف أمر متابعته حصرا على الإرادة الشخصية فكان للمعلم قيمة معنوية كبيرة.
وبعد ظهور الحاجة إلى ما يليق بتنظيم المجتمع وتحديثه وخلق دينامية انتاجية تتماشا وهذه الوضعية خاصة في مرحلة التحرر من الاستعمار صار لإقرأ قيمة مزدوجة لدى هذه المجتمعات بحيث القيمة المعنوية في التربية الدينية والقيم الكونية والقيمة المادية في العلم والتكنولوجيا علاوة على القيمة التنظيمية في الشأن العام للدولة فكان لكلمة المعلم أنحضيت بمقام أكثر أهمية خاصة وان الحركة التحررية للمجتمعات اهتمت ببناء المدارس لتهيئ ابنائها بما يليق وانتمائها الحضاري من منطلق الهوية. فكان للمعلم مقام الرسول.
اليوم يلاحظ تراجع أكثر من ما كانت عليه في كل الأزمنة لا معنويا ولا ماديا بحيث أن الكل يتنكر لكلمة " معلم" مفضلين تبديلها بالأستاذ.
صحيح أن الوضعية المادية للمعلم هي السبب الأساس لكن أليس في الأمر حقيقة جوهرية تعني بأزمة المؤسسة بالمملكة المغربية ككيان تعاقدي لأمة آمنت بنظامها الشرعي في ما يسمى بالدولة مع العلم وللتذكير ان القيمة الحقيقة لكلمة معلم لا ترتبط بزمان ولا بمكان فكيف لها أن تدهورت كالعملات؟
في السؤال توجيه الى المادي ذلك أن اليشر أصبح ينظر إليه كمورد وكطاقة ومن ثم تحدد قيمته المجتمعية علاقة بالمردودية في سياق الإنتاج.
للأسف أنه من هذا المنظور المقاولاتي كان للمعلم أن يفقد من قيمته مثلما هي العملة المغربية بين الأوساط الدولية بما يعني أن الأزمة او محدودية المنظومة الإقتصادية هي أولا أزمة فكر وتوجه وخيارات تشمل ما هو ديني وما هو اقتصادي وما هو تكنولوجي وكل ما يرتبط بذلك بما فيه التنظيمي المؤسساتي أي أنها أزمة مجتمع وجودية ووجدانية في ما يسمى أمة.
ليس الموضوع تعميق النقاش في المفهوم ولكن لو نعلم أن التعليم العالي في الأولي لعلمنا ما هي القيمة الحقيقية لكلمة "معلم" ولوقمنا له تبجيلا... وباللسان الدراج سأذكر بالمثل الشعبي القائل" الشوكة محددة من صغرها"
فلا غرابة أن تضيع قيمة اسم فيه تتداخل كل القيم ومنه تنتشر الى ما يليق بخلق كيان يتوحد وعيه في نظام عارف بأمانة "إقرأ" في مجتمعات إلى حدود الساعة تستنزف باسم الدين وباسم القيم الانسانية المحورة من داخل ماكرو تصورات أباطرتها تجتهد في تنميط الانسان على نحو العبث والرجعية الأنانية والهمجية الليبيرالية السادية التي هي اليوم تأكل ذاتها.
أخيرا أترككم مع مجموعة لمشاهب المغربية في نضال الكلمة الموزونة :
السايق تالف والراكب خايف ... يا مجمع لعرب نوضو تقلعوا ... مركبهم ,,, ما صابو عولامة
ومعناها " السائق حائف تائه والراكب خائف ... مركبهم... لم يجدوا له علماء"
ولن يجدوه في اصلاح تعليمي المسؤولون عنه بالرباط أؤكد لكم أن المعنيين بمراكز التكوين تائهون.

بوجمع خرج: مؤطر بمركز تكوين المعلمات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله: قصفنا 9 مواقع إسرائيلية وهاجمنا بسرب من المسيرات م


.. أعمال شغب في باريس خلال مناظرة مناهضة لليمين المتطرف




.. احتجاجات -الحريديم- تتحول إلى أعمال عنف في القدس


.. نتنياهو سيعلن خلال أيام نهاية عملية رفح.. ووزير الدفاع يقول:




.. ترقب للجولة الثانية من الانتخابات بين بزشكيان وجليلي| #غرفة_