الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصالح مع نفسك في أصعب الظروف

نايف حسين الحلبي

2012 / 1 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تصالح مع نفسك


في الدول النامية وبعصر الحكومات الكرتونية التي لا تقوى إلا على أبنائها، لا تجد غير البؤس على وجوه
مواطنيها، و شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد، تأمين لقمة

العيش والمأوى، وذلك يقتل بداخلهم الكثير من الأحلام الجميلة والإبداعات.
ويشعرون بالذل والخنوع والانكسار.... وتظل اللعنة تلاحقهم حيثما ذهبوا..

كل ذلك يترك ندبة بقلب الفرد وانكسار، تلحظه على وجهه، ويصبح كالعود اليابس الذي لا يصلح إلا للنار.

بلاده تحتكم لرجال عصابة، لا يمتلكون أي أخلاقيات ولا واعز إنساني ولا رحمة في قلوبهم ، همهم فقط القمع
والتسلط والاكتناز وتلبية شهواتهم، وإيجاد مكان آمن لمدخراتهم،

كل ذلك يؤدي لحمل المواطن العادي أعباء دهر بأكمله، ليجد نفسه لا يقوى على شيء.

بلاده تنهب، وثرواته مستباحة، وصوته غير مسموع ، ذلك ينعكس على فكره وسلوكه ومعتقداته وفاعليته،
وتقتل روح الإبداع لديه ، وهرولته الدائمة وراء لقمة عيشه تدمي قلبه، وتجعله غير متصالح حتى مع نفسه .

علينا أن نبتعد عن كل ما يسبب لنا الانكسار و نحتفظ بالتوازن الداخلي والهدوء النفسي وسوف يقول البعض
ممن يقرأ هذه الكلمات بان ذلك غير ممكن وضرب من الخيال، ولكن إن كنا لا نستطيع أن نفعل شيء أمام
هذا التحدي الكبير والظروف الصعبة التي تحيق بنا ما ذا نفعل؟
وما الحل ؟
هل نستسلم لهواجس لا طائل منها؟
علينا أن نتقبل هذا الوضع ونتعايش معه بحيث لا نفقد أنفسنا، وذلك ضمن الأطر المتاحة لنا.

لأن انغماسنا بالسلبيات وتكريس وقتنا للإنصات لهموم ومشاكل المجتمع تجعل منا أشخاص قلقين ومهمومين،
وتكرس لدينا مفهوم الفكر السلبي والاستلاب الاجتماعي.
اجعل فكرك ايجابيا ونظيفا حتى تستطيع أن تحيا، ولا تنغمس في براثن الخطر النفسي والإعياء والإحباط.

ابتعد عن كل ما يقلقك ويجعلك متوترا.
ابتعد عن كل المشاوير التي تقيدك وتجعلك مستلب لها.
اترك الجلسة إذا شعرت بأنها تسبب لك الضيق.

حول كل النقاشات السلبية لفكر ايجابي وفاعل ،لان الشعور الدائم بالأفكار السلبية والاستكانة والذل
والخنوع سوف تقتل بداخلك الكثير من الأحاسيس وتشل تفكيرك

وتحد من فاعليتك وتؤثر على سلوكياتك ومعتقداتك الداخلية وسوف ينعكس ذلك على حياتك اليومية
ويجعل منك إنسان مقيد ويجعل قيدك أكثر إحكاما عليك وينعكس

ذلك على حياتك الخاصة وأسرتك وأولادك ومحيطك وتصبح شخصا غير مرغوب فيه حتى بين أفراد أسرتك!!!

وستجد نفسك كتلة من الهموم والمشاعر السلبية والعصبية .

حرض نفسك على السعادة مهما كانت الظروف المحدقة بك، وقل إنها أشياء عابرة وستزول.
عود نفسك على التفاؤل والكلمات الايجابية، وستدرك قوة الأفكار التي تفكر بها. لأنها سوف تتحول لسلوك،
والسلوك بدوره يتحول لمعتقدات، وهذا ما أخذت بهالبرمجة اللغوية العصبية.

عليك أن تصنع شرابا حلوا من حامض الليمون رغم كل الظروف الصعبة، عليك أن لا تفقد ثقتك بنفس
وقدراتك وان لا تجعل حياتك يتخللها الألم ويحيق بك الاكتئاب ويتسلل لداخلك التشاؤم.

الحياة التي نعيشها ثمينة، علينا فك رموزها ومعرفة بواطن جمالها، وذلك يحتاج لبعض الجهد والتفكر
بكل ما يطورنا،
ويجعلنا نعيش برضا لخلق كيمياء جديدة بداخلنا تعمل على خلق السعادة والسلام،

وكما قال المعلم الكبير ساد غورو: كل إمكانيات العالم المادية متجهة للعالم الخارجي وهذا يحقق الراحة
ولكن لن يجعلنا سعداء. وكما إن هناك علم وتكنولوجيا لخلق أوضاع خارجية، هناك علم وتكنولوجيا لخلق
أوضاع داخلية.
وهذا يلزمه وقفة حقيقية مع الذات، واتخاذ إجراءات حقيقية على ارض الواقع، والاهتمام بهذا الجانب
والاستفادة من الخبرات ،

فان توصلت لمرحلة تنسجم بها مع نفسك، وتشعر من خلالها بحريتك وإزالة القيود التي بداخلك،
ستفتح لك الكثير من الأبواب وستجد السعادة ، التي لا يمكن

أن يسلبها منك احد، لان المفتاح بيدك الآن ولا يمكن لأي تأثيرات خارجية أن تؤثر عليك بالسلب أو بالإيجاب .

كن رقيبا على نفسك، وصادقا مع ذاتك، اجعل مجالستك مع نفسك أولا وتصالح معها، الهندسة الداخلية بحاجة
لوقفة حقيقية وبحاجة لعمل ولفكر نظيف غير ملوث،

ولواقع يغير مجرى حياتك، في أي حوار اترك أثرا طيبا، اجعل لسانك لا يتفوه بكلمة رديئة ... اقرأ الكلمات التي
تترك بداخلك أثرا جميلا واجعلها في دفترك ....

أكتب كل ما تحبه وتحب أن تسمعه في دفترك الخاص واجعله جنب سريرك على الدوام، واقرأه قبل أن تخلد للنوم.

كل الأفكار السامية ستجد طريقها إليك وتتفاعل بداخلك بطريقة سحرية وتتغلغل بكل ذرة من كيانك
وستجد إن هناك فيض لم تستطيع العثور عليه بعالمك الخارجي ولن تجده

أن كل ما تريده من الوفرة والحب والكمال تجده بداخلك وستجد إن العالم الخارجي لا يخبئ لك غير خيبات الأمل.
كثير من الأشياء تعتقد إنها غير موجودة من حولك لأنك لم تستطيع رؤيتها كفاية في داخلك.

طهر عقلك من الأفكار الرديئة ولا تقلق على المستقبل، ولا تكن أسيرا للماضي فهذا لن يطورك ولن يجعلك
متصالح مع نفسك فقط عليك أن تعيش الحاضر بكل

أبعاده وتستمتع به بكل محبه، فهو الخير لك، وهو من يحدد بذور مستقبلك،

فإن كانت أبواب بيتك ونوافذك مشرعة ومحطمة، ستعبث بها الحشرات والطفيليات، وسوف تقتنص أي
فرصة للخروج لأي مكان، تبحث به عما يسعدك،

اجعل من بيتك راحة لك وروضة لا تأنس إلا بها وفسحة جميلة وحياة وروح لا تنبض إلا بالعشق.

وان كنت تشعر بعبء ثقيل على كاهلك، ولا تستطيع أن تقوم بكل ما تفكر به من خطوات ايجابية،
لا تقلق ولا تتأفف، فانك لن تستطيع أن تنسف الماضي بلمحة بصر.

عليك أن تعقد النية أولا لتغيير الماضي، وخطوة خطوة ستجد الكثير من الأفكار الجديدة قد وجدت مكانها لديك،
كن محبا وستجد كل ما في الكون قد سُخر لخدمتك، ازرع بذرة واحده وستعمل كل قوانين الكون لإنتاشها ،
مرن نفسك على رصد

أفكارك، وتعرف إلى أسبابها ومصادرها ولا تترك الماضي يتملك منك، فإن استفحل المرض بداخلك يصعب شفائه
ومعالجته.
إن الأمراض التي بداخلنا لم تأتي فجأة، بل كانت نتاج أعمالنا وشهواتنا السابقة وإغراقنا في حب التجربة
ونحن نجني ما زرعناه، الزرع والحصاد..أليس الأجدر بنا زرع بذارا جديدة وطيبه وإزالة البذار السيئة والعفنة والتخلص

منها من أن نقف مكتوفي الأيدي نندب حظنا ونعلق سوء حالنا على كاهل غيرنا ونتباكى على ظروفنا وواقعنا



***










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم