الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه عالم اللذة المتجددة

محمد ماجد ديُوب

2012 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الألم هو حالة فيزيائية بحدوثها يتم حماية الجسد من فتك الأمراض فلولا إحساسنا بالألم عندما تضرب الجراثيم والبكيتيريا الضارة والفيروسات القاتلة أجسامنا لما كنا سننتبه إلى تلك الأعداء الميكروسكوبية التي تهاجم أجسادنا وتفتك بها مما يستدعي المسارعة إلى الطبيب والبدء في تناول الأدوية التي عليها مساعدة جهازنا المناعي في تصديه لهؤلاء الأعداء والقضاء عليها وليس الحلول محله بشكل كامل في القضاء على الأعداء المهاجمين أجسادنا هذا ذإا كان الطبيب من الأطباء الذين يتقنون مهنتهم

لكن الملاحظ أن غالبية الأطباء في عالمنا التعيس يسعون وفق منهج تفكيرهم العلاحي إلى البدء بحقن الجسد بكميات كبيرة من الأدوية النوعية أو التي تصنف تحت زمؤرة الأدوية الواسعة الطيف بحيث يبدأ جهاز المناعة إلى التكاسل في عمله كما يحصل عند البدء في حقن الأنسولين عندما تتزايد حدة مرض السكري بسبب الحالة النفسية التي تنتاب المريض بعد معرفته أنه مصاب بمرض السكري

لبناء أجسام قوية وليس هنا مفهوم القوة الذي يعني تنمية العضلات بل قوة جهاز المناعة الذي لاعمل له إلا كخط دفاع في معركة

أما اللذة فهي الحالة التي تنتاب المرء عندماتتم تلبية ما أو إشباعاً ما لحالة تجتاحه نفسياً كحالة الجماع مثلاً أو كحالة سماع خبر مفرح ينتظره أو كحالة تناول الطعام في إثر جوع إلخ

حالة اللذة هي الحالة المتناقضة أو التي على تضاد مع حالة الألم ولكن أيهما هي الحالة الأقوى والأكثر تأثيراً على نفس الإنسان

مما لاشك فيه أن اللذة التي يشعر بها المرء أقوى كثيراً من حالة الألم التي تنتابه عندما يقوم بحك جلده بعد لسعة بعوضة أو عندما يقوم بحك جرح على وشك الشفاءومهنا نستنتج أنه في حالة الجماع تكون اللذة التي تشعر بها المرأة أكبر من اللذة التي يشعر بها الرجل بل وأكبر كثيراً من حالة الم الوضع في عملية ولادة طفلها ولولا إتساع مساحة اللذة بشكل يفوق مساحة الألم كثيراً لرفضت كل أنثى أن تحمل وتلد

إن متعة المرء في إرتداء لباس جديد تتفوق كثيراً على ألمه برمي لباس قد إهترأ وقد كان يحبه ويشعر بمتعة كبيرة بإرتدائه

بناءاً على ماتقدم هل يمكننا القول أن متعة الولوج في جسد جديد هي أكبر كثيراً من ألم تركه ليدفن ويتحول إلى بتعفنه إلى تراب ؟

لو نظرنا إلى الجسد كما ننظر إلى رداء نرتديه هل يجوز لنا عندها القول أو التفكير بأن الإنسان الذي لايجد نفسه إلا من خلال جسده هو إنسان لايفكر بشكل صحيح وعليه تصحيح منهجه في التفكير ؟

إن الطاقة هي حالة فيزيائية يمكن لها أن تتشكل وفق أي شكل أما الجسد فهو حالة فيزيائية لها تشكل ثابت يذكرنا بخالة الكون الذي نراه أما الطاقة وبتشكلها بأشكال لانهائية فتذكرنا بالنظرية النسبية التي تقول أن الأشكل تتغير وفقاً لخط سيرها كما أنها تنطلق إلى رحاب أوسع في التشكل مع فيزياء الكم إذهي حالة موجية صرفة

هل يجوز لنا هنا القول أن العالم هو على صورتين صور الأشكال الثابتة الذي هو عالم اللذة وصورة الطاقة الذي هو عالم الكمون ؟

هذا السؤال إذا أجيز لنا طرحه سيقودنا وبشكل تلقائي إلى السؤال الهام التالي هل الطاقة الهائلة الكامنة في ما يسمى اللاوعي هي التي تشكل الدافع لتمسكنا بعالم اللذة أي تمسكنا بأجسادنا ورفضنا الغريزي لحالة الموت ؟وبالتالي الإصرار وبشكل مخيف على أن نستمر في عالم اللذة مهما كانت التضحيات ؟

إن طاقة الكمون هذه هي الطاقة التي وبناءاً على ما تقدم هي المحرك لتطور الحياة على الأرض مذ كانت الخلية الأولى ومفتاح إنطلاقها هو إما صوت ما وإما صورة ما

ماذا لو كان الوعي محمولاً على هذه الطاقة الكامنة كما تحمل الموجات الكهريطيسية التلفزيونية الصوت والصورة هذان الأمران اللذان يقتحمان علينا حياتنا ألا يجوز عندها القول أن الجسد ليس أكثر من رداء بلي وعلينا تركه والبدء بالإستحواذ على متعة الولادة من جديد بإكتسابنا جسداً جديداً والخول في عالم اللذة الذي يعز علينا مفارقته ؟

عندها ألا نكون قد خرجنا من قطرة الماء التي ما أن تسقط حتى نسقط معها كما قال الكبير سامي لبيب ؟













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخوة في هيئة الحوار
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 1 / 18 - 09:43 )
أرجو حذف هذه النسخة من المقال وترك الأخرى
ولكم الشكر


2 - ربما كان الوهم سيد اقدارنا
جواد الصالح ( 2012 / 1 / 18 - 09:53 )
هل هي الاماني وحديث العشق بانصاف الليالي يا استاذ محمد بعد ان ضاقت بنا الدنيا وتكسرت احلامنا بعدما داس الزمن فوق جراحنا وولت طيور الدوح من اعشاشها وانكفانا مهمومين متعبين نندب حظا عاثرا اوسنينا من العمر قضيناها دون جدوى0 ام هي عوده لاصدقائنا الهندوس بنظريتهم اللذيذه التناسخ وتحول الارواح بعد خروجها من الاجساد لتدخل اخرى 0ليت احلامنا بوسع افكارنا 0ليت ماتسميه الطاقه تعيد لنا الدفئ والهدوء ولها ان تمضي بارض بابل او ان اتجوس بلحظة التشريق مروج الدلتا واعالي الانديز 0ان الطاقه او الروح او بسمة الوجود بعتمة العدم سمها ماشئت تبقى لغز محير ومتاهة ليس لها قرار كان اجدادنا اكثر جراة مننا حينما بنو لها المعابد وتعاملوا معها كانها بينهم بل هي اصلهم كما ظنوا ومؤاهم ومنتهى احلامهم فترى الاسلاف يعتمرون الموت او التحول قبل الميلاد ولحظة التكوين ربما فجعتهم الالام وهي كثيره وغياب الحب في لحظة التنوير فعرفوا ان وهم الحياة يضرب في حقولهم وان البقاء للجوهر0ان اللذه سر الكون ولنا بني الانسان ان نعب من هذا السر فلولاه لم تكن للاشياء طعم ربما كان الوهم سيد اقدارنا ولكن متى كانت الاشياء حقيقه 0


3 - نعم
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 1 / 18 - 10:49 )
لاأستطيع أن أكتب أية إضافة لما تفضلت به إلا التأكيدعلى على قولك
نعم ربما كان الوهم سيد أقدارنا
لك تحيتي ومحبتي


4 - الأخوة في هيئة الحوار
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 1 / 18 - 11:09 )
للمرة أرجوكم إحذفوا هذه النسخة غير المعدلة عن صفحة الحوار وعدوا الأخرى المعدلة إذ هناك نسختان أرجو الرد


5 - تعقيب مكرر عن المقال السابق
موجيكي المنذر ( 2012 / 1 / 18 - 17:06 )
تقول في نهاية الورقة: ألا يجوز عندها القول أن الجسد ليس أكثر من رداء بلي وعلينا تركه والبدء بالإستحواذ على متعة الولادة من جديد بإكتسابنا جسداً جديداً والدخول مجدداً في عالم اللذة) انتهى

أظنك قد رميت لنا بطُعْم هنا!

ولذلك أحسبك تمهّد لمقال آخر، أو ربما مقالات، تسلط الضوء أكثر صوب هذه المسألة الشائكةالذي لطالما أرّقت عقول المفكرين والفلاسفة والأنبياء: ولادة جديدة خارج قطرة الماء

قد علقت السنّارة وأصبحتَ مطالباً برفعنا من بحيرة الحيرة التي رميتنا بها في نهاية المقال .

شكر وتقدير


6 - آه منك
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 1 / 18 - 17:57 )
آه منك أيها العزيز الغالي

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا