الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام بين النجارين

عدنان عاكف

2012 / 1 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الإسلام بين النجارين
عدنان عاكف
" الإسلام بين كامل النجار وصادق العظم " كان عنوان مقالتي الأخيرة المنشورة على موقع الحوار المتمدن يوم 15/1/2012 . وصلت مجموعة من التعليقات التي تضمنت عددا من الملاحظات التي تم الرد عليها في حينها، باستثناء بعض التعليقات التي وصلت في وقت متأخر نسبيا. في حينها ولأسباب شخصية اعتذرت من الرد واعتذرت من الأخوة أصحابها واستأذنتهم بتأجيل ردي الى فرصة مناسبة.
قبل الانتقال الى الردود لابد من التذكير ان المقالة في اطارها العام كانت تتمحور حول السؤال الرئيسي والذي يمكن استخلاصه من العوان: أي مفهوم للإسلام : أي مفهوم للإسلام على العلماني ان يتبناه بكونه يسعى الى انتشال المجتمعات الإسلامية المعاصرة من حالة التخلف والجهل والفقر التي تعاني منها منذ عقود؟

سأبد بتعقيب السيد سعد الشرؤكي :
( استاذ عاكف هذا مثل حي يرزق عل احد فطاحل العلماء المسلمين في القرنيين ال20 وال21 وهو البروفسور العلامة الدكتور زغلول النجار واعتقد ان تدري قبل غيرك ما في جعبة هذا المهرج من علم وهوس وخرافات ولكن المشكلة انه قد وضع عدة نظريات جلها خرف وشعوذة
وعلى ما اعتقد انه مثلك جيولوجي اي نفس الاختصاص العلمي وهو من ادعى مركزية مكة المكرمة ونقطة الجذب المغناطيسي في الارض وان التوقيت والتقويم التاريخي بني من هذه البقعة من الارض وهناك الاف الخزعبلات التي يتفوه بها هذا الصعلوك وصنفت من قبل المسلمين بانها علم وغير قابل للمجادلة .والاغرب من ذلك ترى مؤلفاته والسي دي والكاسيتات تباع في كل الدول الاسلامية وبكثافة وتتسابق الفضائيات لاستضافته.
سيدي الفاضل ذكرت بان النهضة استمرت 5 قرون بعهد المنصور المأمون . قل لي كم سنة حكم المأمون وهو الذي جيش جيوش اسلامية لمقاتلة اخيه الامين وقتل الاف الجنود لسنوات وقدم راس اخيه الامين على طبق امام ضيوفه في حفل .ان الشيء الوحيد الذي عمله المأمون هو الترجمة وكل من قام بالترجمة كانوا اغريق...
انتهى تعليق الأستاذ سعد الشرؤكي !!

لو صدق القارئ بان مقالتي كانت تتمحور حول الموضوع الذي أشرت اليه توا، فهو بالضرورة قد لاحظ ان تعليق السيد سعد وبنسبة كبيرة لم يكن له علاقة بالمقالة ، وكان يمكن ان أكتفي بالرد التالي : لا علاقة لما ورد في التعليق بالمقالة، وكفى المتحاورين دوشة الحوار. لكني آثرت الرد لأن التعقيب نمطي ويمكن ان يمثل مجموعة مهمة من التعليقات التي تنشر، والتي تبقى تلف وتدور حول الموضوع لكنها تستحي الولوج في صلبه. و لست بصدد توجيه اللوم الى الكاتب، أو الى أي زميل آخر، لكن يبقى هناك سؤال يلح علي: هل يعتقد ان مثل هذا التعليق يمكن ان يغنى الحوار بمعلومة جديدة، أم ان المعلومة الجديدة المضافة ( ان أضيفت حقا ) أبعدت اهتمامنا عن جوهر الموضوع؟ أفكر أحينا وانا أراجع بعض التعليقات ان التعليق الفلاني الذي ورد على مقالتي العلانية يمكن ان يصلح أيضا كتعليق دسم على مقالتي التالية التي لم أقرر بعد محتواها وكيف سيكون عنوانها... ويبدو لي ان بعض الأخوة يركزون في تعليقاتهم على اسم الكاتب وليس على ما يكتب. وهذه ظاهرة لا ثقافية معروفة تأصلت فينا وورثناها منذ عقود، عندما كان الاستقطاب الفكري والسياسي يسيطر على مشاعرنا وعقلياتنا ومعتقداتنا وعلى حياة الكثير منا. فيكفي ان أعرف ان القصيدة التي أستمعُ اليها للشاعر الذي ينتمي الى الطرف الذي انتمي اليه حتى استقبلها بموجة من التصفيق والهتاف. وبالعكس. كم من كاتب أو شاعر أو مطرب حرمت من الاستمتاع بنتاجه الفني أو الثقافي لمجرد انه " برجوازي " أو " يميني " أو " رجعي " !!!
الإسلام بين النجارين :
خص السيد سعد الفقرة المطولة الأولى للحديث عن د. زغلول النجار، ولست بحاجة ان أعيد طرح السؤال: ما علاقة هذا الموضوع بمقالتي؟؟؟ والسؤال الأهم هو ما علاقة عدنان عاكف بأخلاق وعبقرة د. زغلول وبموضوعة الأعجاز العلمي ؟ قد يكون السيد سعد قد صدق ما قيل من قَبل ان عدنان شيوعي اسلامي وقد يكون ارهابي؟ كنت قد أقبل هذا الاسلوب في الحوار لو ان الكاتب اكتفى بذلك بل سعى ان يمنح زغلول سمة المسلم الذي يكاد ان يكون النموذج الكلاسيكي لجميع المسلمين. وهذا خلل منهجي مرفوض أيضا. لا أريد شخصنة الموضوع بقدر ما أسعى الى اثارة انتباه القارئ الى نقطة مهمة سبق وان أشرت اليها، وهي تفشي نزعة – قد تكون غير ارادية – لدى بعض الزملاء الذين يعتقدون انهم يدافعون عن العلمانية، وهي التصدي بأي وسيلة لأي رأي لا يتفق مع موقفهم، خاصة ان كان هذا الرأي يقف موقفا موضوعيا وعقلانيا من الفكر الديني.
نعود الى تفاصيل الفقرة المخصصة للسيد زغلول النجار: أول ما يلفت النظر ان السيد سعد استخدم عبارات ما كان ينبغي ان ترد في وصف استاذ جامعي وكاتب معروف، مثل زغلول النجار ليس فقط ان هذا الأسلوب ينبغي ان يكون مرفوضا، بل ولكونه حول القضية الى قضية شخصية تتعلق بزغلول ومواهبه وأخلاقه. ان خطورة الدور الذي يلعبه زغلول النجار، وقدرته على التأثير على جمهرة واسعة من القراء – وبينهم نسبة عالية من خريجي الجامعة - نابعة من كونه يتمتع بمواهب ومواصفات هي على النقيض تماما من التي قدمها سعد. هناك فرق بين ان يتمتع الشخص بمواهب جيدة وبين ان تكون تلك المواهب مسخرة في الاتجاه الخطأ. المسألة الأخرى المثيرة للشك هي محاولة تسويق د. زغلول على انه عالم كبير عند المسلمين في العصر الحديث، كقوله: "... وهناك الاف الخزعبلات التي يتفوه بها هذا الصعلوك وصنفت من قبل المسلمين بانها علم وغير قابل للمجادلة ...".
ان طرح ظاهرة " الاعجاز العلمي " كقضية معزولة عن ما يجري في المجتمعات العربية ومحاولة ربطها بهذا الشخص أو ذاك ( في حالتنا البطل هو د. زغلول النجار )، مهما كان دور هذا الشخص، سيبعدنا كثيرا عن جوهر القضية والوسائل التي ينبغي توفرها للوقوف ضد هذا السرطان الفكري الثقافي.. ليست كتب الاعجاز وحدها التي تلقى رواجا كبيرا، بل هناك مد طوفاني بدأ يغرق سوق الثقافة العربية منذ نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، بالكتب والقصص التي تمجد التخلف والجهل والخرافات بجميع أنواعها. حتى الكتب والمؤلفات التي كانت في العقود السابقة تتناول الفكر الديني والعلاقة بين الأديان والطوائف الدينية تراجعت هي الأخرى تاركة المجال للدعوات المشبوه التي تكرس الطائفية والعنصرية والعشائرية. وقد تزامن كل هذا مع انحسار كبير لقوى حركة التحرر العربية وتراجع في دور الثقافة اليسارية والتقدمية والعلمانية. في الخمسينات والستينات انتشرت مؤسسات التعليم الجامعي وازداد عدد البعثات الى دول أوربا الغربية، ومن بعدها الى الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية، ونشطت بشكل ما حركة علمية كان يمكن لها ان تشكل نواتات لمراكز أكاديمية للبحث العلمي. وحسب تعبير العالم المصري أحمد زويل كانت مصر تضاهي الهند في العديد من المؤسسات التعليمية والعلمية، وفي مجال التصنيع. حتى في مجال أبحاث الذرة كان البلدان يسيران جنبا الى جنب. و... بدأ التراجع في كل المجالات حتى وصلنا الى ما نحن فيه. وبدأ الخراب يدب في المؤسسات التعليمية مع توسع سياسة الانفتاح وشمولها خصخصة كل شيء وفي مقدمتها مؤسسات التعليم بكل مستوياته.
ما ذكر أعلاه يؤكد على ان التخلف والفقر والخرافات الدينية ليست جينات مثبتة فينا، وليست قدرنا الذي لا يمكن الخلاص منه.. وجدير بالذكر ان مراجعة التراث العلمي ( أرجو التأكيد على التراث العلمي في الفلك والجغرافيا وكتب الحيوان والفيزياء، والطب، وحتى الكيمياء التي كانت ما تزال غارقة بالسيمياء ) ترينا أمرا عجيبا: مع ان الفكر العلمي في العصر الوسيط ما زال مترجرجا فضفاضا غير قادر على تشكيل ملامحه بوضوح لكننا نكاد لا نرى لظاهرة العجاز ما لها اليوم. من النادر جدا ان تجد استشهادات بالآيات القرآنية او الأحاديث النبوية. وكلما ابتعد الكاتب او العالم عن جوهر الموضوع الذي يتحدث عنه كلما زاد من لجؤه الى الدين. وان دل هذا على شيء انما يدل على وجود استقلال نسبي للمجالات الفكرية أكثر مما هو عليه واقع الحال اليوم. ولو عدنا الى حالات الاضطهاد التي كان يتعرض لها بعض العلماء سنجد ان تلك الحالات كانت في معظمها بسبب مواقف فكرية فلسفية وليس بسبب طروحاتهم في مجال علوم الطبيعة، أو كانت بسبب وشايات بعض علماء الدين او حتى بعض العلماء المقربين من السلطة، الذين يكنون العداء لزملائهم .
تحذير :لا أستبعد بعد كلامي هذا ان يظهر من سوف تسول له نفسه ويتهمني باني من فرسان مدرسة " الاعجاز العلمي ". فعليه أحذر الزملاء باني اتخذت الاحتياطات الاحترازية وأعلنت موقفي الصريح من الاعجاز العلمي غلنا في مقالة نشرتها قبل نحو أربع سنوات، على موقع الحوار المتمدن، تناولت فيها قضية " الاعجاز العلمي في القرآن " :
" لو ضغطت على موقع " كروية الأرض " ستظهر أمامك أرقاما عن عدد المقالات باللغة العربية التي تتناول موضوع كروية الأرض ودورانها حول محورها وحول الشمس. ولو بذلت جهدا أكثر من مجرد الضغط، و ألقيت نظرة عابرة الى ما هو مكتوب تحت عنوان كل مقالة دون ان تفتحها ستصل الى نتيجة، ستفاجئك حتما وتصيبك بالذهول، وقد تجعل رأسك الكروية تدور حول محورها ( الرأس البيضوية لن تدور ) لمدة أربع وعشرين ساعة بدون توقف، وبسرعة دوران الأرض حول محورها. ستجد ان الكثير من هذه المقالات تتحدث عن الإعجاز العلمي ، وهي مقالات تكرر بعضها البعض، غالبيتها تدور حول تفسيرات لعدد مكرر من الآيات القرآنية التي يحاول أصحابها ان يثبتوا ان موضوع كروية الأرض و دورانها حول الشمس أمور غير جديدة وقد أقرها القرآن منذ 14 قرنا.... ولن تنفق الكثير من الجهد لتستنتج ان أصحاب بعض المقالات لم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد القيام بتغيير طفيف في ما ينقله عن غيره، بل يقوم بتكرار ما يكتبه عن موضوعه....". انتهت الفقرة القديمة.
ملاحظة لا علاقة لها بالموضوع : ربما لا يعلم السيد سعد ان من أبرز من تصدى لموضوعة الاعجاز العلمي في البداية المفكرة الاسلامية واستاذة الجامعة الكاتبة والأديبة الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )، و كانت أول امرأة تحاضر في جامعة الأزهر. دخلت في بداية السبعينات بنت الشاطئ بكل ثقلها في حرب فكرية بكل معنى الكلمة ضد مروجي فكرة الاعجاز العلمي، و كان في مقدمتهم آنذاك د. مصطفى محمود، وهو من الشخصيات الفكرية والثقافية اللامعة، و كان يكتب بصورة متواصلة في أشهر جريدة مصرية " علمانية " وهي الأهرام ومدعوم من قبل النظام المصري " العلماني "، الذي لم يعد يخفي دعمه للأخوان المسلمين في محاربة اليسار المصري والناصريين. وها هو التاريخ يعيد نفسه، وكأن الزمن قد توقف، مع فارق كبير يتمثل في الموجة الكاسحة للفكر الديني السلفي في العالم العربي مدعوما بالثروة النفطية ومؤسسات اقتصادية ومالية خليجية ودولية. وقد رافق كل هذا انحسار كبير في الدور الذي كانت تلعبه الثقافة التقدمية وتراجع كبير في الدور الذي كانت تلعبه القوى السياسية التقدمية واليسارية.
وجدير بالذكر ان بنت الشاطئ انطلقت في مقالاتها من الفكر الإسلامي ذاته، مؤكدة انها لا تدافع عن الفكر والعلم والفكر العلمي فحسب بل تدافع عن الدين الإسلامي، من وجهة نظرها، الذي يتعرض لهجوم من قبل مروجي فكرة الاعجاز.
.
***
بشأن الفورة في عهد المنصور والمأمون : قد تكون النقطة الوحيدة التي وردت في التعليق ولها علاقة بمقالتي. ومع ذلك فانها وردت في التعليق واقفة على رأسها.
لست من ادعى ان الفورة العلمية دامت خمسة قرون في زمن المنصور والمأمون. السيد النجار هو من أشار الى تلك " الفورة العلمية ". وقد صححت ذلك بقولي انها لم تكن مجرد فورة بل نهضة أنجبت حضارة دامت نحو خمسة قرون، وكان نص ما قلته : (الكاتب يقر ويعترف بان فورة علمية ما حدثت في عهد المنصور المأمون – وبوسع القارئ ان يعود الى نص مقالتي وسيجد اني ركزت على هذ الجملة بالتحديد مع انها تبدو ليست ذات أهمية، أو ربما زلة قلم غير مقصودة. لكن الأمر ليس كذلك. ان وصف الحضارة الاسلامية التي امتدت خمس قرون بالفورة العلمية وحصرها في أفق زمني لا يتعدى 50 سنة لم يكن اعتباطا بل جاء ليؤكد على فكرة جوهرية روج لها د. كامل النجار وهي ان ما انجزه بعض العلماء المسلمين، وما عرف من انجازات حضارية – ان كانت هناك انجازات - لم يكن حضارة بمعنى الكلمة بل مجرد " فورة " حصلت رغم أنف الاسلام والمسلمين.
وما أشرتَ اليه بشأن المأمون ونزعته العسكرية وجرائمه بحق أخيه، لا علاقة له بالموضوع. لم يعرف التاريخ المعاصر مجرما مثل هتلر ونظامه الذي تسبب بمقتل عشرات الملايين من البشر، وتدمير المئات من المدن في جميع انحاء العالم، ومع ذلك شهدت ألمانيا في عهده تطورا علميا وتكنولوجيا لم يعرفه التاريخ، وكادت ان تسبق العالم الى أهم وأخطر اكتشافات العصر: تصنيع القنبلة الذرية. ولو عدت الى تاريخ الحضارة ستجد بان الحروب بقدر ما كانت، وما تزال، تشكل ظاهرة كارثية ومدمرة للموارد البشرية والمادية بقدر ما كانت عامل منشط مهم في تطوير التكنولوجيا والكثير من العلوم، بغض النظر عن طبيعة الأهداف التي تسعى اليها، ان كانت من أجل أهداف انسانية أو تدميرية اجرامية.
من الواضح انك لا تعترف بوجود حضارة لدى المسلمين، ومن حقك ان تتخذ الموقف الذي تراه. ولستَ لوحدك من يبشر بوجهة النظر هذه. ولكن من حقي أيضا ان أتبنى وجهة نظر أخرى مخالفة تماما، ومن حقي أن أبشر بها خاصة وهي وجهة النظر التي تبناها العلم منذ قرون. ان نفي الحضارة عن العرب والمسلمين ليس أكثر من موقف عبثي لا جدوى من مناقشته هنا. وانا في نفس الوقت لا أدعي انها حقيقة مطلقة، وما من شك ان الزمن كفيل بتصحيح الكثير من الأخطاء. ولكن على كل من يرفض تلك الحضارة ان يرفض ما حققه علم " تاريخ العلوم " الذي بدأ يشق طريقه وسط المنظومة العلمية منذ القرن التاسع عشر.. يمكن ان تكون هناك اختلافات مهمة في وجهات النظر بشأن طبيعة تلك الحضارة وحول طبيعة البشر الذين ساهموا في تشييدها ومعتقداتهم الدينية والحضارية وبشأن دورها ومساهمتها الحقيقية في الحضارة الانسانية وبشأن مصادر تلك الحضارة وعلاقتها بالحضارات التي سبقتها في المنطقة. ولكن نفيها وشطبها من التاريخ فهو ما يتعارض مع العلم ومع منطق التاريخ.
لقد توقفت عند هذا الموضوع، للتعقيب على آراء مشابهة أكثر من عشر مرات خلال الأسابيع الأخيرة. وها انا اكرر: لست من ابتدع للمسلمين والعرب حضارتهم، فأنا لست أكثر من تلميذ ما زال يحاول ان يتعلم على يد من ساهم في احياء التراث الحضاري. وهؤلاء يشكلون جيشا جرارا من المؤرخين والباحثين وأساتذة الجامعات والمستشرقين الغربيين. ومؤلفات هؤلاء مسطرة على رفوف المكتبات بانتظار يد تمتد اليها لتزيل عنها غبار زمن الجهالة والتخلف. .
أما الجزم بان من قام بالترجمة هم الإغريق فهذا لعمري هو اكتشاف جديد. ما الذي جاء بهؤلاء الإغريق الى بلاد الإسلام لترجمة مؤلفاتهم؟ وما حاجة العرب البدو الجهلة لتلك المؤلفات؟ ولماذا ترجموها الى اللغة العربية وليس الى اللغات الأوربية أو السنغفورية ؟ الترجمة آنذاك يا صديقي لم تكن مجرد نزوة من نزوات المأمون بل كانت حاجة حضارية، ثقافية واقتصادية فرضتها ظروف تطور المجتمع في تلك الدولة الجديدة. لقد استغرقت الترجمة عشرات، بل مئات السنين، وساهم بها المئات من المترجمين في الشرق وفي الأندلس : مسيحيون ومسلمون ويهود ، عرب وكلدان و فرس وسريان وغيرهم. قد تستغرب لو قلت لك انه منذ الخمسينات كان هناك من أكد على ان من بين أهم الفوائد التي يمكن ان نتعلمها من دراسة تراثنا العلمي هو ان نتعلم من السلف الصالح، كيف ينبغي علينا نحن الخلف الطالح ان نتعامل مع الثقافة " المستوردة " وان نقارن بين موقفهم العلمي الحضاري من ترجمة العلوم وبين موقفنا الفاسد المتخلف من الترجمة. لقد كانت الترجمة مهمة الدولة والمجتمع، في حين ما زالت مجرد هواية يمارسها عدد من المتعلمين.
وسأكون في غاية الشكر لو تفضل أحدهم وأجاب على السؤال التالي: اذا كان موقف العرب والمسلمين من الفكر والعقل والعلم والحضارة بهذه الدرجة من السذاجة والضحالة والجهالة، التي يصورها البعض ممن يحاول ان يسلبهم حتى دورهم في الترجمة، وهو الدور الذي أقر به حتى بعض المتعصبين الغربيين ضد العرب والمسلمين، فلماذا انتظرت أوربا حتى القرن الثاني عشر لتبدأ خطواتها الخجولة لترجمة المؤلفات اليونانية والعربية؟
ومع ذلك يبقى السؤال الذي ورد في مقالتي هو السؤال الأهم : عن أي اسلام علي أنا العلماني ان أبحث: اسلام د. كامل النجار أو اسلام د. جلال العظم؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ عدنان عاكف المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 1 / 22 - 08:48 )
تحيه وتقدير
رغم انك دعوتني دعوة محب عن عدم متابعة ما تقدمون من علم وحجه ولكن عنادا محبا اكتب لكم اليوم التالي
لو خنكَوا انفاس الحقيقه
ومزقوا كل الفصول
ما نكَول الدنيه ظلمه
والضوه منور العقول
ما نكَول الارض مالت
شما كثر بيها الظلم
بس نكَول
الارض تفتر بقواعد
ولقواعدها اصول
تقبل اعتزازي واعتذاري لهذا الاقحام


2 - يا سيد عاكف أنت تحاول بعث الحياة لجسد ميت
الحكيم البابلي ( 2012 / 1 / 22 - 09:02 )
السيد عدنان عاكف
تحية ...... معلوماتي تقول لي بأنك كتبتَ في مواضيع جميلة ومختلفة وناجحة جداً في السابق
صدقني الكثير من الكُتاب الهواة يتمنون لو كانت لهم خبرتك وقابلياتك في أمور فكرية وكتابية شتى ، طبعاً عدى أمور الدين التي أرى إنك تفقد كل القراء بسببها وبسبب الدفاع عن أباطيلها
لِذا أخي أقترح عليك ترك الدين جانباً ، كذلك ترك السيد نجار لحاله ، فما أنت بقادر على مقارعتهِ وخاصة في أمور الدين المضحك الذي أصبح من قصص الأطفال في يومنا هذا
أقترح عليك العودة لكتابة المواضيع التي تضع نقطة فوق الحرف
المواضيع التي يتوق لها القارئ العصري المعرفي الذي يبحث عن المفيد والجميل والواقعي والعصري
وهذا هو الحل الوحيد لإسترداد بعض جمهورك أو المعجبين بفكرك وقابلياتك
صدقني أنا جاد في إقتراحي هذا ، ولستُ أستخف بك أو أشمت أو أسخر كما قد تتصور ، فكر بالموضوع بصورة جادة ، فالعناد لن يجديك شيئاً ، وليش دوخة الراس بعد هل عُمر ؟
تحياتي وتمنياتي بسنة طيبة


3 - مثل اسباني
غسان مجيد ( 2012 / 1 / 22 - 11:57 )
مثل اسباني يقول
La diferencia entre estupidez y genio es que genio tiene sus límites.
اي أن الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقربة تعرف انه لها حدودها.


4 - يااستاذ البابلي اقرأ المقال بموضوعيه
يوسف الهر ( 2012 / 1 / 22 - 12:54 )
انا استغرب من بعض المعلقين الافاضل ومنهم السيدالحكيم البابلي باتهام الدكتور عدنان عاكف بانه يدافع عن الدين والتدين.ارجو من السيد الحكيم ان يدلني على جمله واحده من كل ماكتب عدنان عاكف تدلل على ذلك.الرجل يكتب في التراث العلمي عند العرب المسلمين في حقبه ازدهرت فيها العلوم النظريه والتطبيقه في الفلك والكيمياء والرياضيات وعلوم الارض حقبه انجبت كوكبه من افذاذ العلماء في ذلك العصر ويشهد على ذلك العشرات من المستشرقين والكتاب الغربيين .على العكس من ذلك د.عدنان يؤكد في اكثر من مقاله بانه لايكتب في الشريعه او الفقه او علوم القرأن بل يبحث في التراث العلمي والمعرفي عند العرب المسلمين في تلك الفتره.لقد عدد لك في مقاله سابقه انواع العرق من المسيح والمستكي والزحلاوي الى عرق هبهب ابو الكلبجه......هل تريد اكثر من ذلك


5 - أرفض اعتذارك
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 16:11 )
الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
اعتذارك لهذا الاقحام مرفوض جملة وتفصيلا كل ما وددت قوله في المرة السابقة كان مجرد نصيحة من قارئ شم رائحة ابداع حقيقي تفوح من كلمات بدى لي انها قد لا تكون في المكان المناسب. ولكن ما دام الاقحام يمكن ان يكون بمثل هذا الصفاء الفكري والعناد الثوري فعلى الرحب والسعة ومرحبة بك في حلبة حوار الطرشان وذنبك على جنبك
لو كان الأمر بيدي لعلقت قصيدتك على جميع المداخل المؤدية الى ساحة التحرير في بغداد. وحتى تتوفر لي القدرة على فعل ذلك سأحنفظ بها في الذاكرة وقريبا من القلب لتكون معين استعين بها عندما تظلم الدنية أكثر لأصرخ بأعلى صوتي
ما نكَول الارض مالت
شما كثر بيها الظلم
وستبقى الأرض تدور، ويقولأهل العلم والخبرة ان ما تبقى لها وهي تدور بقدر ما مضى من عمرها
سأعتبر كلمت الشعر هذه ملك مُشاع يمكنالاستشهاد به عند الضرورة
مع تحياتي


6 - ألف شكر لهذا التقييم
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 16:39 )
الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
لا أعتقد ان هناك من لا - يتَختخْ - وهو يسمع كلمات الاطراء الناعمة حتى لو كان من الحاصلين على جائزة نوبل. في الأدب خاصة اذا جاءت هذه الكلمات من صديق لدود واقف ركبة ونص لكل كلمة أتفوه بها. يقينا اني لم أكن أحلم في يوم ما بربع هذا الاطراء. لك مني ألف شكر.
يبدو ان حظي مع تعليقاتك سيء جدا. ها هو الأستاذ يوسف النهر يقطع علي الطريق ويقول في تعليقه كل ما كنت أود قوله. أضيف الى ما قال معلومة قد تساعد على فهم موقفي في الكتابة من الدين: منذ البداية وضعت لنفسي هدفا واضحا وهو السعي من أجل ان أكون باحث غي التراث العلمي الخاص بالأرض ( الجيولوجيا وعلم الفلك وعلم الجغرافيا، وقليلا من الكيمياء لأرتباط هذا العلم بالأرض أيضا ) وكنت أدرك ان الموضوع متشابك جدا حيث تمتزج هذه العلوم مع الفلسفة والدين والعقائد. ومع ذلك رسمت خطا أحمرا أسعى من أجل ان لا اتخطاه. لن أقحم نفسي في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك لسبب واضح وهو ان التراث العلمي، وفق مفهومي ، هو الانتاج الفكري والثقافي للناس، ان كان ذلك النتاج شعر أو نثر أو علم أو أساطير ومعتقدات. .


7 - ألف شكر على هذا التقييم -2
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 16:56 )
الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
قد أتوقف عند تفسير آية ما لأن التفسير لم يعد كلام الوحي بل من نتاج البشر، وفي هذه الحالة فهو يعبر عن وجهة نظر المفسر في ظاهرة أو شيء ما
التراث العلمي الذي خلفته شعوب العالم يشكل تأريخ العلوم. وتاريخ العلوم يعتبر علما قائمة بذاته، وعلى ما أعتقد انه يدرس في معظم جامعات العالم. هل على العرب والمسلمين ان يتخلوا عن تراثهم العلمي ونسيانه؟ هل سوف يستقيم تاريخ العلوم لو حذفنا منه حقبة زمنية سادت فيها حضارة ( مهما كان مستوى هذه الحضارة ) في خالة كهذه على من يدرس مادة تاريخ العلوم ان يصمت كليا عن حقبة من الزمن امتدت منذ سقوط امبراطورية روما حتى عصر النهضة أو القرنين اللذين سبقا عصر النهضة. نحو ألف عام من تاريخ الانسانية ينبغي علينا اغراقها في بحر الظلمات
بالنسبة للجسم الميت الذي أنفخ به كما تفضلت: اسمح لي ان أعيد ما يبق ان قلته: انا لا يهمني ان كان البيروني كان أول من استخدم الوزن النوعي لتصنيف المعادن، ولا يهمني ان يكون الامام الغزالي قد أقر كروية الأرض ولا يهمني ان كان الخليفة المأمون أمر بقياس محيط الأرض.


8 - ألف شكر على هذا التقييم - 3
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 17:08 )
هذه قضايا علمية تخطاها العلم الحديث منذ زمن بعيد. ولكن ما لم يتخطاه العلم، وخاصة في بلداننا، وما نحن بامس الحاجة اليه، هو المنهج العلمي الذي نهجه العلماء آنذاك والعقلية التي كانت تتحكم في نشاطهم وموقفهم من العقل والدين. هذه القضايا تعتبر بالنسبة لنا من أكثر القضايا الملحة من أجل التوصل الى الجواب العلمي والواقعي على السؤال :: كيف استطاعت بغداد، عاصمة الدولة الاسلامية ان تتحول الى أكبر مركز دولي للتجارة العالمية في حين نحن عاجزون عن زراعة البصل والفجل، وأصبحنا نستورد التمور من الامارات والسعودية، بعد ان كنا المنتج الأول في العالم، وما هو السبيل للخروج من هذا المستنقع قبل أن يبدأ احفادنا بفتح مكاتب لاستيراد التمور من ألاسكا والمنطقة القطبية الشمالية؟.


9 - مثل عبقري
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 17:15 )
الأستاذ غسان مجيد المحترم
شكرا لك وشكرا للأخوة الاسبان على هذا المثل. لكني لم أستطع ان أصنف نفسي الى أية ملة أنتمي : الى الغباء أو العبقرية. وبما اني عجزت عن ادراك نفسي فيبدو اني من معشر الأغبياء
شكرا مرة أخرى


10 - فهمتني أفضل مما أفهم نفسي
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 17:22 )
الأستاذ يوسف الهر المحترم
سررت كثيرا لتعليقك لأنك بالفعل وضعت الكثير من النقاط على الحروف، وعلى أمل ان يساهم تعليقك في إيضاح ما قد عجزت على ايضاحه، وهو علاقة ما أكتب بالدين ان هذا الالتباس وفي حالات كثيرة يؤدي الى حرف الحوار عن موضوعه الأساسي
شكرا مرة أخرى


11 - ألف شكر على هذا التقييم -4
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 17:44 )
الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
فاتني مع الأسف ان أقول بضعة كلمات بشأن ما ورد في تعليقك عن د. النجار . ورد في التعليق ما يلي : - لِذا أخي أقترح عليك ترك الدين جانباً ، كذلك ترك السيد نجار لحاله ، فما أنت بقادر على مقارعتهِ وخاصة في أمور الدين المضحك الذي أصبح من قصص الأطفال في يومنا هذا -. لقد وضحت ما يتعلق بموقفي من الدين. اذا كانت أمور الدين بهذه الصورة التي وصفنها فلماذا لا توجه النصيحة الى د. النجار أيضا؟ حلال عليه وحرام عليه؟
لست أدري ماذا سيكون رأي النجار بشأن ما ذكر عن علاقتنا معا. أنا شخصيا أرفض الصورة التي رسمها البابلي لعلاقتي بالنجار، وهي صورة تتكرر في الكثير من التعليقات، صورة تحاول تحويل الاختلافات في وجهات النظر الى مواقف شخصية لا تخلو من المواقف العدائية من قبلي
ليس بيني وبين النجار سابق معرفة وقد تعرفت عليه من خلال متابعتي لما ينشر ومن خلال ما قرأت له وعنه أعرف انه طبيب ناجح يعمل في بلد أوربي، ويتمتع بمواهب عديدة يحسده عليها العقلاء. وأعرف أيضا انه مهتم بنقد الفكر الديني ( في الحقيقة نقد الاسلام على الخصوص )


12 - ألف شكر على هذا التقييم - 5
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 22 - 18:01 )
الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
وهكذا نحن أمام طبيب يرى ان دوره كمثقف في المجتمع ينبغي ان لا ينحصر في مجال مهنته، فهو ناشط في مجال الكتابة والفكر. وهذا مصدر آخر لحسد العقلاء. لذا فان الصيغة المستخدمة في التعليق - ترك السيد نجار لحاله ، فما أنت بقادر على مقارعته - غير واردة على الاطلاق. لست بصدد مقارعة أحد ويسعدني ان أدخل في حوار مع د. النجار ولا يضايقني باننا نختلف في الكثير من وجهات النظر، بل على العكس تماما. هل صدر مني خلال حوارنا ما هو خارج شرعية الحوار الفكري؟ قد يكون ذلك لكنه لم يكن عن قصد على الاطلاق.
أما الحديث عن جمهوري من القراء الذي فقدته فاني في غاية الأسف لذلك ولكن مع ذلك فانا لا أكتب من أجل ان أكسب الجمهور بل من أجل أن أفيد هذا الجمهور وأستفيد منه
ومهما كان سأبقى أردد مع الزميل الشاعر عبد الرضا كما ورد في تعليقه لهذا اليوم
ما نكَول الارض مالت
شما كثر بيها الظلم
بس نكَول
الارض تفتر بقواعد
ولقواعدها أصول
وها هي دعوة مني لك وللدكتور كامل ولجميع القراء الأعزاء ان نردد هذا الكلام الجميل الذي فيه اصرار على مقارعة الجهل والظلام


13 - السي عدنان عاكف ، حول الحضارة الإسلامية # 1
الحكيم البابلي ( 2012 / 1 / 22 - 19:36 )
السيد عدنان عاكف المحترم
شكراً لردودك الهادئة ، وأتفق معك في الكثير من ملاحظاتك ، ولكن قولك - ولو من خلال الدعابة - بأنني صديقك اللدود وواكف ركبة ونص لكل ما تقول ، لا أتفق معك على صحته ، فأنا عراقي مثلي مثلك ، أثور لكلمة مخدشة ، وأنسى الخدش بكلمة أخرى طيبة ، وهذا قدرنا كعراقيين أخي ، ولكن الرحمن يدري ، وكذلك الشيطان بأن قلوبنا لا تحمل الحقد والضغينة وإنها بيضاء نقية كقلوب الأطفال
طبعاً لا تُصدق بأني أعترف بأي رحمن أو شيطان ، لأن كلاهما إنسان
المهم .. جاء في تعليقاتك أمور كثيرة ، لكني أحاول التركيز على النقطة التي تُثيرني دائماً ، والتي سبق لي أن تحاورت معك بالذات عنها قبل سنتين على ما أذكر ومن خلال مقال للسيد شامل عبد العزيز
أنت تقول بأن للدولة الإسلامية حضارة ، وأنا لا أختلف معك في هذا ، ولستُ من ضمن السادة الذين يتبعون خطة ( لو هَرَة لو وَرَة ) إذ ليس هناك تعميم أو شمولية أو مُطلق في كل الأمور الحياتية ، وعليه أكرر ما قلته لك قبل سنتين ، من أن حضارة الإسلام - وخاصة في بغداد والأندلس - قامت في زمن الخلفاء الذين كانوا يقولون بإسلامهم كتقية ، ولم يُحتسبوا على الإسلام بحق وحقيق
يتبع


14 - السيد عدنان عاكف ، حول الحضارة الإسلامية # 2
الحكيم البابلي ( 2012 / 1 / 22 - 19:57 )
هؤلاء الخلفاء عُرف عنهم مجونهم ولا دينيتهم إلا من خلال الإدعاء والمظاهر ، وكان بعضهم خلعاء متهتكين أصحاب جلسات خمر وقصف وشعر وأدب وعلم ومجون ، وكانت الحريات التي أعطوها لشعوبهم تسمح لتلك الشعوب بممارسة ما تُريد من أدب وفنون وعلوم وبحوث لم يكن الدين الإسلامي من خلال حكم البعض الآخر من الخلفاء يسمح بها ، وأظنك تعرف كمثقف أن الإسلام الحقيقي منع كل تلك الأمور ، وذبح وقتل وإغتال وحرق وطارد أغلب العلماء والفنانين في تلك الأزمان ، وقائمة الشهداء معروفة لرجل يحمل ثقافتك المعرفية الواسعة أخي عدنان
لِذا .... فكل العلماء والباحثين والعباقرة الذين قد تذكرهم لنا ، ليسوا من معطيات ونتاج دولة الإسلام ، بل من نتاج تلك الفترات المتقطعة التي هيمن في أزمنتها خلفاء أو حكام غير دينيين إلا بالإدعاء
ثم لِمَ لا يكون لدولة ذلك الزمان حضارة ؟ ونصف أموال الكرة الأرضية تنام في خزائنها ، فالمادة عنصر مهم في دعم الحضارة والعلم ، كما الحال مع أميركا مثلاً في القرن العشرين
حقيقة كبيرة عليك أن تفكر بها دائماً ، لولا الدين الإسلامي الجاف المتصحر والمحارب للعلم والفن والإبداع ، لكنا اليوم من يشغل كرسي السائق
كل الود


15 - ستكون لنا منازلة أخرى
عدنان عاكف ( 2012 / 1 / 23 - 07:22 )
الأستاذ الحكيم البابلي
يبدو لي انا أخذنا من وقت القراء أكثر من حقنا. وما ورد في التعليقين الأخيرين يتطل مقالة خاصة. دعنا نفترق الآن حبايب واتركني أستمتع بكلمات الاطراء التي سمعتها منك اليوم ولك علي عهد باني سوف أعود الى ملاحظاتك بشأن الاسلام وموقفه من العلم والحضارة لأنها بالفعل تستدعي المناقشة
مع الشكر


16 - دكتورنا الفاضل عاكف
سعد الشرؤكي ( 2012 / 1 / 24 - 16:24 )
شكرا لتخصيص مقالة كاملة لرد على مداخلتي.واسمح لي بمداخلة اخرى لمقالتك الجديدة.
انا لم اكن بعيدة في تعليقي كما نوهت انت. بل كنت في صلبه حيث عنوان الرد كان د.كامل النجار وهو محور الموضوع ونصفه الثاني الفيلسوف العلامة زغلول النجار.
مقالك اتسم بالتشنج والعجلة والاصرار في التشعب لافقاد ردي من معناه.
سيدي الفاضل الرد كان عبارة عن مقارنة وربط الحاضر بالماضي. والحاضر هو العالم والذي نمقت عليه ايضا انت وكانك وبلا شك من مويدي نظرياته الساذجة والتي لا تقبل الشك ومتكاملة
.. الاسس وكاملة الاثبات
ها نحن في عصر زغلولنا العلامة وقد صنف من قبل المسلمون بانه من العلماء الذين لايشق لهم غبار.ولكن حقيقته غير ذلك وهو كذاب ودجال يلوي الاية والحديث ليا ويسقط العلم اسقاطا ليصل الى مبتغاه ولا دليل علمي على علمه ونظرياته..ولو لم نكن في عصره ربما سوف نصدق علمه. وهكذا كان العلماء العرب في السلف الصالح لم نجد لهم تطبيق على الارض ولا طلول لعلمهم وحضارتهم واننا مدعين علم وحضارة ولم نكن نملكها يوم ما بعد ان اصدعت
رووءسناايام الدراسة. .
لمقارنة بين د كامل الذي يكتب بمعلومة موثقة من موروثنا وبتحليل...تكملة


17 - تكملة لتعليقي اعلاه2
سعد الشرؤكي ( 2012 / 1 / 24 - 16:33 )
امر ما يراه صحيحا وهذه جزء من ردي المقارن لمقالتك الاولى.
سيدي اين كروية الارض عند العلماء العرب والمسلمين. اهي الارض مسطحة شدت باوتاد الى جبال.؟؟؟
ادخل الى انسكوبيديا العلماء وشاهد بام عينك ما عندنا.
لم ياخذ جائزة نوبل من المسلمين سوى احمد زويل اي نعم. عل مدار اكثر من قرن لم يتشرف غير واحد علميا.
ولك فائق تقديري

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو