الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبيعة

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 1 / 22
المجتمع المدني


صباح الخير أصدقائي و لغير أصدقائي أيضا
تحية صباحية عطرة من أجواء لندن النديّة ،إذ استقبلنا صباحنا اليوم بجو لطيف و أهواء مشمسة مضيئة ،و هذا خبر سعيد .. يلوح الغسق في خجل ملتحفا ثنايا غمام أبيض كأنه الصوف . إنه ممتع حقا الإستمتاع بعطايا الطبيعة في صباح يوم الأحد حيث السكون والهدوء .
إنه اليوم الذي يخلد فيه الجميع للراحة مستمتعين بلحظات خالدة لن تعود ،لا عودة لها حتى و إن تمدّدت الساعات و معها سنون الحياة .
اخترع الأنوار و تبعتهم الرعية لحظات ، فقط للحظات يحقّ لكل فرد الإستمتاع بحياته محتفلا بالطبيعة مبتهجا بمعالم الجمال متأملا في الزمن المجهول مقدِّسا حياته و حياة غيره حتى و إن كانت لا تستحق ذلك .
إنه يوم الأحد ، يوم التأمل في أرجاء الطبيعة ، مستلهمين منها العبر و الحكم و إن لم تكن الطبيعة بشرا مثلنا .
إن الإختلاء و الإختلاء في أجواء الطبيعة يمنحنا الثقة بالنفس والعزيمة للمشي قدما اتجاه مستقبل مشرق تملؤه الإبتسامة والأمل متحدّيين أشقّ الجبال مستمتعين بكل تفاصيل الحياة مترفّعين عن القبح والإساءة .
تصرّ الحكومات التي تحترم شعوبها على أن يترعرع الطفل منذ الصغر مع تعليم ينمّي علاقة التلميذ بمباهج الطبيعة ورغم رداءة الطقس تنظّم المدارس أنشطة أسبوعية لا تخلو من زرع البذور و تأمل الحشرات و الدّيدان بحديقة المدرسة و خارجها وممارسة الفلك والزّولوجيا حتى لدى الصغار .
يكبر الطفل مدركا علاقته الحميمية مع الطبيعة ، طبيعته ليعتبرها شيئا من أشياءه الخاصّة التي تجب رعايتها عالما أن علاقة أبدية تربطه بهذه الأخيرة التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى بداية انطلاقته .
في الوقت الذي يوهمنا فيه نظامنا الإقطاعي أن الإحتفال بالطبيعة شئ مخلّ بآداب العصرنة و التقدم و أنها هي سبب تأخرنا لذلك يتمّ التحريض( و لو بطريقة غير مباشرة ) على اقتلاع الأشجار و نَتْفِ الأزهار من قبل الصغير و الكبير و تلويث المياه وسرقة الرمال من شواطئها ليلا وإكثار سمّ البناء من أجل البناء و اعتبار سكان الجبال و الغابات و السهول و البحار و الوديان متخلّفين ،جاهلين غير ناضجين ،لم يقطعوا حبل السُّرَّة بعد و بالتالي لا مجال لعقد عليهم الآمال و أن الفحولة في مستنقعات مدن " بيطونية " إسمنتية تمقت الحياة و تسرق مباهج الطبيعة من أصحابها .
إذن لنعلن اليوم بداية لهذا الإحتفال الدائم ، لنسرق ذواتنا بعيدا عن سمّ المجتمع البائد إحياء للطبيعة التي حاول الإقطاع اغتيالها بداخلنا .
إذن لنستمتع بالطبيعة و لو للحظات ولو لجرعات ، على أن يظل ارتباطنا حقيقيا دون تلوث أو ضجيج مع أُمِّنا ... الطبيعة وذلك من أجل إنتصارنا .
فلنتمتع و نستمتع بصفاء هذا اليوم .
نهاركم سعيد ..
خديجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد