الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركس يطرد بوش من مملكة اللة 2-2 ( انجلز و الدين)

عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)

2012 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماركس يطرد بوش من مملكة اللة
2-2
انجلز و الدين
جاسم الزيرجاوي
تناولنا في الجزء الاول موقف ماركس من الدين وفي هذا الجزء سوف نتعرف على موقف أنجلز منه.
والدراسة التالية كتبها , مايكل لوفي Michael Löwy(مواليد 1938) عالم اجتماع , ماركسي, فرنسي الجنسية , برازيلي الاصل, يشغل حاليا (مديرالمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية )
ترجمة : بشير السباعي
والدراسة طويلة جدا, اخترنا فقط هنا موقف انجلز من الدين.

..... و أبدى انجلز اهتماما بالظاهرة الدينية وبدورها التاريخي يفوق اهتمام ماركس بهما بكثير . وتتمثل مساهمة انجلز الرئيسية التي قدمها إلى الدراسة الماركسية للأديان في تحليله لعلاقة التمثيلات الدينية بالصراع الطبقي .
وفيما وراء المناظرة الفلسفية ( المادية ضد المثالية ) حاول فهم وتفسير التجليات الاجتماعية الملموسة للأديان . فالمسيحية لم تبدو في نظره ( مثلما كانت تبدو في نظر فيورباخ ) بوصفها "جوهرا " منفصلا عن الزمن ، بل هي تبدو بوصفها شكلا ثقافيا يتعرض لتحولات في العصور التاريخية المختلفة :
• فهي تبدو في البداية بوصفها ديانة للعبيد ،
• ثم بوصفها أيديولوجية ملائمة الإقطاعية
• واخيرا بوصفها أيديولوجية تتميز بالتكيف مع المجتمع البورجوازي .
وهي تظهر من ثم بوصفها فضاء رمزيا تتنازع عليه قوي اجتماعية متناحرة :
• اللاهوت الإقطاعي
• والبروتستانتية والبورجوازية
• والهرطقات الشعبية .
وفي بعض الأحيان كان تحليله يزل في اتجاه تفسير نفعي ، ذرائعي ، بشكل ضيق للحركات الدينية : ".... وان كل طبقة من الطبقات المختلفة تستخدم الدين الملائم لها ... ولا أهمية تذكر لما إذا كان هؤلاء السادة يؤمنون بالأديان التي يتبناها كل منهم أم لا ".
ويبدو أن انجلز لا يري في صور الإيمان المختلفة غير" الستار الديني" للمصالح الطبقية .
لكن انجلز بفضل منهجه الذي يؤكد علي الصراع الطبقي قد أدرك - خلافا لفلاسفة التنوير - أن النزاع بين المادية والدين لا يتطابق دائما مع الصراع بين الثورة والرجعية . فنحن نجد ، علي سبيل المثال ، في إنجلترا في القرن الثامن عشر ، أن المادية ممثلة في شخص هوبز قد دافعت عن الملكية المطلقة في حين أن الشيع البروتستانتية قد استخدمت الدين كراية لها في النضال الثوري.
وبالشكل نفسه ،بدلا من اعتبار الكنيسة كلا متجانسا من الناحية الاجتماعية نقدم تحليلا رائعا يبين كيف أن الكنيسة قد انقسمت في بعض المنعطفات التاريخية بحسب تركيبها الطبقي . وهكذا فخلال زمن الإصلاح ،كان علي أحد الجانبين كبار رجال الدين ، القمة الإقطاعية ، وكان علي الجانب الآخر صغار رجال الدين ، الذين جاء من بين صفوفهم إيديولوجيوا الإصلاح وإيديولوجيوا الحركة الفلاحية الثورية , ومع كون انجلز ماديا " ملحدا " وعدوا لدودا للدين ، فانه قد أدرك ، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب ، الطابع المزدوج للظاهرة الدينية : دورها في إضفاء الشرعية علي النظام القائم ، ولكن أيضا ، تبعا للظروف الاجتماعية ، دورها الإنتقادي والاحتجاجي ، بل والثوري .
وعلاوة علي ذلك فإن معظم الدراسات الملموسة التي كتبها قد ركزت علي هذا الجانب الثاني : حيث تركزت ، بالدرجة الأولي ، علي المسيحية البدائية، ديانة الفقراء والمنبوذين والمهانين والمضطهدين والمقهورين .
فقد جاء المسيحيون الأوائل من ادني مستويات المجتمع : العبيد ، الأحرار الذين حرموا من حقوقهم ، وصغار الفلاحين الذين نزحوا تحت نير الديون , بل إن إنجلز قد مضي إلى حد رسم تواز مثير بين هذه المسيحية البدائية والاشتراكية الحديثة :
( أ ) إن الحركتين الكبيرتين ليستا من عمل زعماء وأنبياء- مع أن الأنبياء ليسوا بالمرة قليلين في أي منهما -بل هما حركتان جماهيريتان .
( ب )إن كليهما حركات مضطهدين ، يعانون من القهر والمنتمون إليهما يتعرضون للتشريد والملاحقة من جانب السلطات الحاكمة .
( ج ) أن كليهما يدعوان إلى تحرر وشيك من العبودية والبؤس . وسعيا إلى زخرفة مقارنته .
نجد أن إنجلز يتجه ، بشكل مثير إلى حد ما ، إلي الاستشهاد بقول مأثور للمؤرخ الفرنسي رينان : " إذا أردتم تكوين فكرة عما كانت عليه حال الجماعات المسيحية الأولي ، انظروا إلي شعبة محلية لرابطة العمال الأممية " ويري انجلز أن الفارق بين الحركتين يتمثل في أن المسيحيين الأوائل قد نقلوا الخلاص إلي الآخرة بينما تتصوره الاشتراكية في هذا العالم الدنيوي . ولكن هل يعتبر هذا الفارق واضحا بالدرجة التي يبدو بها للوهلة الأولي ؟
يبدو أنه قد اصبح مطموسا في دراسة إنجلز للحركة المسيحية الكبرى الثانية - " حرب الفلاحين في ألمانيا " - فتوماس مونزر ( Thomas Münzer 1489-1525 ، لاهوتي وقائد الفلاحين الثوريين عام 1524 تم قطع رأسه ) والعوام الهراطقة في القرن السادس عشر كان يريد تجسيدا فوريا علي الأرض لمملكة الرب ، مملكة الأنبياء الألفية السعيدة . ويري انجلز أن مملكة الرب كانت بالنسبة لمونزر مجتمعا لا يعرف الفوارق الطبقية ولا الملكية الخاصة ولا سلطة دولة مستقلة عن أفراد ذلك المجتمع وغريبة عنه .
علي أن انجلز كان ما يزال ميالا إلى اختزال الدين إلي مستوي حيلة : فقد تحدث عن " صيغ " مونزر " الكلامية " المسيحية وعن " ستاره " الإنجيلي ويبدو انه قد غاب عن باله البعد الديني المحدد للنزعة الألفية المونزرية ، قوتها الروحية والأدبية ،وعمقها الصوفي المعيش معايشة صادقة . وأيا كان الأمر ، فإن انجلز ، بتحليله الظاهرة الدينية من منظور الصراع الطبقي ، قد ابرز القوة الاحتجاجية للدين وشق الطريق لنهج جديد - متميز عن كل من الفلسفة التنويرية التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والهيجلية الجديدة الألمانية - لتناول العلاقة بين الدين والمجتمع .
ومعظم الدراسات الماركسية في القرن العشرين عن الدين تقتصر إما علي تفسير أو تطوير للأفكار التي عرضها ماركس وانجلز أو علي تطبيقها علي واقع محدد .

ورقتنا القادمة بعنوان
نقد-نقد الخطاب الاسلامي

المصادر
http://almisri.jeeran.com/archive/2007/5/218196.ht
http://www.internationalviewpoint.org/article.php3?id_article=807

http://en.wikipedia.org/wiki/Michael_L%C3%B6wy

Michael Löwy @ encuentro 5: Global Justice & Eco-socialism

http://en.wikipedia.org/wiki/Thomas_M%C3%BCntzer

وللمزيد حول موقف انجلز من الدين:

The Peasant War in Germany, 1850, London
http://www.marxists.org/archive/marx/works/1850/peasant-war-germany/index.htm
On the History of Early Christianity, 1894-95
http://www.marxists.org/archive/marx/works/1894/early-christianity/index.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 1 / 22 - 17:57 )
تحيه و موده
الدين غيب روحاني يريد تحريك ماده والسيطره عليها وتحديد حركتها كما يريد بعيدا عن الطبيعه وعندما يفشل وهو مستمر اي الفشل يلجاء الى مرونة الحروف وياس اليائسين وبطش رجال الدين الحارقين المارقين ليؤسس في عقول الاجيال شيء يبني وبنى عليه استمراره
لذلك تراهم مطئطين هاربين من المواجهه الى العنف والاجبار والاسكات
قال انجلس ما يشعر به او ما حلله ولمسه او استنتجه وقال ماركس بحب محمد ما لم يقله مالك في الخمر
وقال غيره ما قال
اعرف ما تبغي وتريد ان تسكت به البعض وتوضح ولكن اشعر وتعذرني لطفا انها مضيعه للوقت فكما جبل القرضاوي على شيء جبل على شيء اخر من تقصد وكلهم في جمود وتحجر
كل ينظر من مكان وزاويه وتحت ما يعيش او عاش بما فيهم الفلاسفه وانت اعرف مني بهم وما تركوا
شجرة الدين كبيره ولم تنظف منذ قرون ويجب اليوم تقليمها وتشذيبها تمهيدا لهز جذورها لتمرض وتكف عن الاوراق او الازهار ولو انها غير مزهره
اكرر التحيه
ووعد الصيف يجب ان يكون


2 - ولكن لتكون ارجلنا على الارض لئلا نفقد التماس
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 1 / 22 - 18:15 )
تحية حاره في هذه الايام الشديدة البرودة ليس فقط على الشياب للصديق العزيز استاذ جاسم
قراءت بتشوق المقالة شديدة الحلاوة اعلاه -واعتقدت للحظه وكاءن كلمات انجلز مكتوبة للعراقيين خاصة ولاهل شمال افريقيا وهم لتوهم يدخلون القرن الواحد والعشرين -الشديد الشبه بالقرن السادس عشر لاوربا وتطابقه بصورة اعظم لايام
الثورة الفرنسية وهي تطيح بالاقطاع في فرنسا واوربا كلها قبل قرابة 222 سنه
وقد تكون هذه المقالة وبالتحديد افكار انجلس الفلسفية -ولكنها المرتبطة بشدة بالحياة الفعلية وخصوصا للكادحين-اقول وكاءنها مكتوبة لنا فليس الاهم الافكار المجرده عن الدين والتدين ولكن حتى المتدينين هم فئات وطبقات فحزب المجلس شئ والدعوة شئ اخر الخ والاهم ماذا يريدون في هذه الدنيا وليس مايقوله الدين -والدي الشيخ كان دائما وهو يستعرض اللطامه كان يقول بتعاطف انهم يلطمون ليس على الحسين انهم يلطمون على حالتهم وضيمهم هم -اقول هذا لئلا تاءخذنا النقاشات حول الدين الى الانعزال عن ناسنا وتفتيشهم -وحاجتهم الى حلول لايمكن ان تكون بافكار اكاديمية خالصه وكما في الصالونات هذا الحس واضح عند انجلسفهو يريد عودة رجلي الملاك لتلامسا الارض وش


3 - تحياتي لك وللمشاركين
شامل عبد العزيز ( 2012 / 1 / 22 - 19:49 )
تحياتي
حسب ظني الدورين - إضفاء الشرعية والظروف لا ينفكان عن بعضهما
في دولنا البائسة - لازلنا نغوص في الدورين ولا نستطيع أن نفصل بينهما
اليوم هناك ملاحظة صغيرة لك والسبب حسب اعتقادي اللابتوب
لماذا تستخدم حروف الجر بوضع نقاط مثلا كان على الطرف الأخر - مكتوبة علي الطرف الأخر
الأولى - الأولي وهكذا
على كل حال شكراً جزيلاً لك


4 - لعزيز عبد الرضا
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2012 / 1 / 23 - 03:46 )
العزيز عبد الرضا
يدور الان نقدا للدين بدين اخر , لا يمكن نقد خرافة بخرافة اخرى , معتقدات الناس وشعائرهم اليومية ليس دخل لنا فيها, لكن نحن ننقد الدين الذي يرتدي ثوب السياسة
تحياتي واحترامي


5 - المعلم و مربي الاجيال دكتور صادق
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2012 / 1 / 23 - 04:13 )
المعلم و مربي الاجيال دكتور صادق
تحياتي لك
فعلا كا قال المرحوم الوالد يلطمون على حالهم
ونقطة مضيئة ذكرتها استاذي وهي
لتوهم يدخلون القرن الواحد والعشرين -الشديد الشبه بالقرن السادس عشر لاوربا وتطابقه بصورة اعظم لايام
وهذا ما ابحث عنه الان في دراستي القادمة
تمنياتي لك بالصحة الطيبة


6 - عزيزي شمول الورد
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2012 / 1 / 23 - 04:16 )
عزيزي شمول الورد
اخطاء املائية قاتلة .. انا اعرفها حتى نستمتع بلسعات المعلم
تحياتي


7 - تعليقى مرة أخرى-ماذا به!!!
سامى لبيب ( 2012 / 1 / 23 - 15:22 )
تعليقى مرة أخرى!!
تحية طيبة عزيزى جاسم
ارى ان الأديان والمعتقدات هى مشاريع سياسية للجماعة البشرية تعبر عن مصالح نخب وطبقات وتنحاز إليها مقدمة رؤيتها ومصالحها لتكريس وجودها وتصيغ هذا الامر من خلال تشريعات واضحة وفجة فى الكثير من الاحيان او من خلال قصة يبرز فيه دور الممثل الأول
كثير من الاديان والمعتقدات تتقدم الرؤية السياسية للمشروع الدينى بشكل فج كما فى اديان مصر القديمة واليهودية والإسلام
المسيحية من الأديان الصعبة لتى لا تتلمس لها مشروع سياسى لنخبة معينة فهى تميل للنهج الصوفى ولكن لابد أن تجد رؤية سياسية ما لن تقدم مشروع ولكن ستروج
مخطأ من يتصور أن المسيحية عبرت عن مجتمع العبيد بل العكس هو الصحيح ففى رسائل بولس دعوة العبيد للخضوع التام للأسياد إذن يمكن أن نعتبر المسيحية هى تعبير عن مجتمع الأسياد منطلقة من فكرة تفادى التركيبة الإجتماعية للمجتمع القائم فمارست دور تخديرى لطبقة العبيد-أى انها روجت لمجتمع السادة مجبرة من منطلق عدم التصادم وحتى يكون لها فرصة التواجد والإنتشار
منهجية الخضوع للشأن السياسى والقوى المهيمنة أتاح للمسيحية أن تتزاوج مع المجتمع الإقطاعى والبرجوازى بعد ذلك
مودتى


8 - إلى الاستاذ جاسم الزيرجاوي
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 23 - 22:09 )
أُسعدت أوقاتاً :

أولاً : عزيزي .. ليّ مُلاحظة حول هذا الجُزء مِن مَقالِك - ولاسيما إني قرأتُ الجُزء الأول - وهي أعتقدُ إنكَ لَم تُعطي الموضوع حَقّهُ كما فَعَلتَ في الجُزء الأول ..!! على العموم شُكراً لجُهودكَ .

ثانياً : المُشكلة تَكمُن في العَوام - المُجتمع - حيثُ أن الأغلبية غير مُثقفة وحتى المُثقفون أُميون من ناحية فهم النًقد وتَقَبُلهِ حيث تراهُ يشغُل مًنصِباً رَفيعاً في أحد مؤسسات الدولة أو ما شابه ويحمل شهادة جامعية مُحترمة ولكنــهُ ..!! لا يعرف من العلمانية - مثلاً - سِـوى أنه كُفرٌ وإلحاد ولا مِن الديمقراطية غير الإنفلات والطيش .. وهلم جرا !! حقيقةً نحنُ في الدول العربوإسلاماوية نُعاني من جَهلٍ مُدقع .

مع عاطر تحياتي لك .

نضال ...

اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام