الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضاحي والسفير

سعيد الحمد

2012 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هو الفريق ضاحي خلفان قائد شركة دبي تلك الامارة المعولمة بامتياز وهو الذي امسك بخيوطها الامنية على خلفية استقرارها لسنوات عديدة، بما اكسبه خبرة خبيرة في قضايا أمن المنطقة ووعيا عميقا بالتهديدات المحدقة بها.. السفير هو توماس كراجيسكي سفير الولايات المتحدة في البحرين والذي خبر المنطقة جيدا خلال سنوات عمله الدبلوماسي فيها لسنوات مضت. والحكاية تناقلتها الصحف المحلية والعربية والاجنبية ووكالات الانباء العالمية التي غطت مؤتمر الامن الخليجي حيث انسحب السفير «الديمقراطي» احتجاجا على كلمة الفريق خلفان والتي هي في النهاية وجهة نظر خبير امني لا تمثل توجه دولة بقدر ما تعبّر عن وجهة نظر صاحبها وكان بامكان السفير «الديمقراطي» ان يرد او يعلق عليها في المؤتمر ذاته كما يحدث في المؤتمرات المماثلة التي تطرح فيها الافكار ووجهات النظر في سياق حواري حضاري وديمقراطي مفتوح لتعددية الاراء والطروحات. وقد اثار انسحاب السفير «الديمقراطي» حفيظة الناس في المنطقة واثار دهشتهم، وكان الانسحاب مدعاة لتعليقات لا عَدَّ لها ولا حصر على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد السفير، علما بان بلاده «امريكا» طالما حاولت وما زالت تحاول تلقيننا نحن شعوب المنطقة وقادتها ومسؤوليها دروس التعاطي الديمقراطي مع حق حرية التعبير.. فكيف لم يحتمل سفيرها المخضرم حق ضاحي خلفان في حرية التعبير عن افكاره؟ والسفير نفسه لم يتردد في ان ينصحنا هنا في البحرين «على البحرينيين جميعا ان يعبروا عن وجهات نظرهم» ولم ينس هذا السفير المحترم ان يحثنا على المشاركة في حوار حقيقي كما قال في لقاء مع «الايام» فكيف ينسحب من الحوار وكيف يحتج على حرية التعبير عندما تنتقد حكومته فيترك المؤتمر وقد كان بامكانه ان يعلق ويرد ولكنه آثر ان يربك المؤتمر بانسحابه وهو ما لم يحدث ولله الحمد وسارت وقائع وبرنامج المؤتمر كما هو مخطط لها سلفا، وظل انسحاب السفير محل انتقادات الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة على «ديمقراطيته الاتقائية» او ديمقراطية الكيل بمكيالين فهو عندما يدعو الصحف البحرينية في مقابلته مع «الايام» إلى ان «تكون دائما مشككة في الحكومة وان تتحدى الحكومة وتستجوبها» فكيف ثارت حفيظته عندما «شكك» الفريق ضاحي خلفان في «الصديق والصداقة الامريكية» علما بان خلفان عمل بنصيحة السفير في «التشكيك في الحكومات وتحديها» او ان السفير الموقر يقصد دعوة الصحف والصحفيين إلى «التشكيك في حكوماتهم وتحديها واستجوابها وعدم دعمها» وهو ما لا يسري على امريكا ولا على حكومتها واذا ما فعل واقدم احدهم على ذلك فان السفير كراجيسكي سيحتج وستثور ثائرته وسينسحب وسينسى نصائحة وروشتاته في حق حرية التعبير. وخيرا فعلت شخصيا حين آثرت وحين اخترت ان لا اشارك الزملاء كتاب ومحرري «الايام» في الحوار المفتوح معه، والا كان قد انسحب من اللقاء ومن الحوار لانه لا يحتمل الرأي الآخر ولا يحتمل التشكيك في حكومته، وهو الذي يدعونا نحن الصحفيين البحرينيين إلى «التشكيك في حكومتنا وعدم دعمها».. ولعلي هنا انصح السفير الموقر اذا كان يقبل النصيحة المتواضعة من كاتب ومثقف بحريني يعرف النبض البحريني جيدا وقريب من مزاج الرأي العام هنا، بأن لا يقوم بزيارات للمجالس والديوانيات البحرينية المختلفة، لانه سيسمع كلاما ووجهات نظر تشكك وبقسوة صريحة جدا في «صداقة» الولايات المتحدة لنا ولدول المنطقة، وهو ما سيثير حفيظته كما اثارتها ملاحظة الفريق خلفان، وسينسحب من المجالس احتجاجا على حرية التعبير كما انسحب من المؤتمر. كنا نتمنى لو ان سعادة السفير لم ينسحب، ولا ندري هل هي رسالة لابناء الخليج العربي حتى لا يمسوا امريكا بأي ملاحظة نقدية، ام هو تبرم وعدم احتمال الرأي الآخر.. في الحالتين كان الانسحاب لا يعبّر عن روح ديمقراطية حقيقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما بعد نظام الأسد.. هل تُحكم سوريا بقبضة الميليشيات؟ | #التا


.. هل تعدد الأجندات الإقليمية سيكون سلبيا على الوضع بسوريا؟




.. مطار دمشق الدولي سيعمل خلال أيام


.. الصين تحظر تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة




.. نشرة إيجاز - رئيس الوزراء السوري الجديد يقول إنه كلف برئاسة