الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي بعيون النساء!!

أسماء صباح

2012 / 1 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لا أحد ينكر ان المرأة العربية تعاني عموما من تمميز ضدها في كافة المجالات، ففي السعودية مثلا تواجه المرأة اسوء معاملة على الاطلاق، تتوشح بالسواد في عمر مبكرة، ويكون الرجل مسؤولا عنها حتى الموت، فهي تحت وصاية المحرم (الاب والاخ في الصغر، والزوج بعد ذلك) هذا بالاضافة الى ان اي امرأة وان كانت ناجحة فهي محرومة من توليها منصب في مراكز صنع القرار المحتكرة من قبل الذكور.

وبعد ان اشتمت المرأة السعودية نسيم الربيع العربي، ارادت هي ايضا ان تتحرك لتنال كما نالت بعض الشعوب العربية حريتها، ليست حرية كاملة ولكن بعضا من كل، فقامت احداهن بقيادة السيارة احتجاجا على منعهن تعسفيا من القيادة، بحجج واهية تتعلق بالحفاظ على شرفهن وعذريتهن التي تمس "ذكورية المجتمع السعودي"، وقوبلت هذه الفتاة بالحبس لمدة تزيد على 9 أيام، مما خلق ضجة في اوساط المرأة والمجتمع المدني السعودي.

وكانت هذه الحادثة بداية لبعض قطرات الحرية التي تشتاق السعودية "المرأة" ان ترتوي منها، وخيمت سحب من من التفائل على صحراء السعوديات اذ بدأت الامور في التغير تدريجيا وان كان هذا التغير بطيئ الا انه يحدث، فالكثير من السعوديات يسافرن من اجل التعلم في الخارج، ومن المرجح ان يصوتن في الانتخابات القادمة عام 2015، وسيترشحن للمنافسة على مقاعد البرلمان.

وبرأيي فان المرأة السعودية أصبحت واعية لحقوقها وتعرف كيف تطالب بها وتدافع عنها خصوصا بعد انتشار استعمال الانترنت في المملكة حيث تتعرف النساء السعوديات على انجازات النساء في كل انحاء العالم وتطمح بالتأكيد لعمل انجازات مماثلة وهذا الذي دفع "الفتاة المغامرة بقيادة السيارة" لتحدي الانظمة والقوانين، والجدير بالذكر انه لا يوجد اي قانون يحظر على المرأة في السعودية القيادة، الا ان الاعراف تنهى عن ذلك ويتم معاقبة كل من تحاول التمرد عليها.

ان منال الشريف "فتاة السيارة" واحدة من النساء اللواتي اشعلن ثورة في بلادهن كما فعلت توكل كرمان في اليمن ونساء كثيرات في تونس ومصر، مؤمنات بدورهن في التغيير الى الافضل.

الا ان هؤلاء النسوة تفاجأن بان التغيير طال معظم القضايا المجتمعية الا قضيتهن؛ حيث ناضلن من اجل مجتمع "انساني" لهن ولغيرهن من المواطنين، الا ان النتائج لم تكن مشجعة فمشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية"ما بعد الثورة" في مصر كانت مخيبة للامال بالنسبة للمرأة، والصادم كان استخدام "الوردة" في ملصقات "حزب النور السلفي" من اجل الدلالة على المرأة، وكانها لن تشارك في مناقشات البرلمان بعدما يتم انتخابها، او ان زوجها سيتحدث باسمها، او انها قد تضطر لاخذه محرما.

ان وصول الاسلاميين للحكم في تونس ومصر، يهدد بشكل او باخر حقوق المرأة، فلو صرحوا علنا بعدم نيتهم المساس بأي من حقوق المرأة ومكتسباتها، وبانهم سيعملون على مساواتها مع الرجل، الا ان "ذكوريتهم" اولا ستمنعهم هذا عدا عن المجتمعات المتشربه لفكرة كراهية المرأة ودونيتها.

لذلك فان النساء العربيات متخوفات من هذا الحلم "الربيع العربي" الذي قد يتحول في وقت من الاوقات القادمة الى "كابوس عربي" في حال تم سحب بساط "حقوق المرأة" القليلة التي حصلت عليها بعد نضال سنوات طوال، من خلال تغذية الجهل والرجعية في المجتمعات العربية، والخوف كل الخوف من اللجوء للدين لتبرير قمع المرأة كما فعل السلفييون قبلا، وهدد حزب التحرير بفعله بعدا، فقد اتهم الاخير حزب النهضة التونسي بانه أصبح علمانيا بعدما قرر ان يبقي مجلة الاحوال الشخصية التونسية كما هي لا بل تم الايعاز لتسجيلها ضمن القوانين الثابتة في البلاد.

هذه المجموعات ستبدا بثورة مضادة ضد المرأة لتحاول ان تعيدها الى الجدران الاربعة، ولا تعرف الا الطبخ والنفخ ولا تتدخل في شؤون البلاد والعباد، وسيريحهم هذا في التعامل معها اذ ستكون سلبية لا تفعل اي شيء لمقاومة الظلم الواقع عليها.

وهنا ما على النساء الا السعي وراء تحقيق حلمهن بكل ما يمكلن من قوة من خلال التواصل مع فئات المجتمع كاملة ذكورا واناثا متعلمين وغير متعلمين من اجل محاولة غسل ما لصق في ادمغة الناس من افكار مسبقة سيئة عن النساء عملت "المجتمعات الذكورية" على تغذيتها وشددت الانظمة السياسية عليها منذ وقت طويل، فخلقت رجلا لا يهتم الا للقمة العيش وامرأة لا تعرف عن الحياة شيئا الا الطبخ والغسيل وغير ذلك من الاعمال المنزلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية