الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير.. لا التكفير

سامي فريدي

2012 / 1 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سامي فريدي
التفكير.. لا التكفير
الاسلام دين سلام ومحبة، وهو صالح لكل زمان ومكان.
هذا ما يحاول البعض اقناع العالم به بالقول والتكرار. ما يغيب هنا أنه خطاب أحادي الجانب، يتعامل مع الآخر من منظور القوة والحق، وليس تبادل الرأي ومناقشة القناعات؛ ومن الجانب الآخر، فهو فكر انتقائي، يتعامل مع نصوصه المقدسة بما يخدم حججه الراهنة، أو يؤهله لتسويق نفسه في وقت لم يعد فيه مكان لمظاهر البداوة وقيم القبيلة.
عصرنة الاسلام.. مشروع محمد عبده الذي تعرض للاجهاض على يد بعض تلاميذه، وبالشكل الذي قاد غبّ قرن من الزمان إلى دعوات غاية في التطرف والسلفية الأولى. واليوم يعيش المسلمون حالة من التناقضات المركبة في حياتهم وأفكارهم ومسالكهم، وعلاقتهم بالعالم وأنفسهم، كما يتفاوت توصيفه من شخص إلى آخر، ومن جماعة إلى سواها، ومن بلد إلى غيره، وهو ما يؤكد تلك الحاجة الملحة للاصلاح والتحديث، وبدونه لا يمكن التكهن كيف تؤول إليه الأمور.
هو أحد أديان ابراهيمية ثلاثة، وواحد من العقائد المتعارفة في العالم، يطالب بالاعتراف به في كل مجال، لكنه هو لا يعترف بحق لدين آخر سواه، ويرفض مضارعته بأي دين آخر. وهو يسوغ ذلك لنفسه عبر عملياتية تاريخية طويلة استغرقت قرونا من الزمن، عمل خلالها على توسيع حدود امبراطوريته السياسية المتخذة من الدين ذريعة، والاقتصاد التجاري وسيلة.
حدود الامبراطورية العربية الاسلامية القريشية لا تمثل شيئا بالمقارنة مع الامبراطورية الرومانية التي كانت تحكم الغرب والشرق مدى ألف وخمسمائة سنة، كما أنها ليست كذلك نسبة إلى امبراطورية اسكندر المقدوني، وهي عكس كليهما كذلك من حيث الثمار والآثار والمأثورات.
وما يزال العالم حتى اليوم يحصد ثمار الثقافة الهلنستية والتقسيمات العمرانية والمدنية ومبادئ الدمقراطية والعدل الرومانية، وكل من هاتين، رغم سعتهما ونفوذهما السياسي، لم يعن لأي منهما اجبار الناس في الأقاليم التابعة لها، على اتخاذ لغتها الرسمية أو اعتناق ديانتها المركزية، بينما فرضت الامبراطورية العربية الاسلامية لغتها وديانتها وعصبيتها القبلية القريشية على كل البلاد والمجتمعات الخاضعة لها مستخدمة لذلك العنف العسكري والديني.
لغرض مساواة الاسلام بغيره وعصرنته، فلابد له من ..
- وقف اتهاماته للديانات الأخرى بالتحريف وفرض رؤيته الخاصة في تعريف اليهودية والمندائية والمجوسية والمسيحية، ..
- الاعتراف بها أسوة بنفسه والاعتراف بأفرادها وعدم وصمهم بالكفار في تعليمهم العام.
- يكون للديانات الأخرى ما للاسلام من حق التبشير ونشر الدعوة.
- وقف العمل بحكم الردة والارتداد إضافة لما يتعلق به من إقامة الحدود، باعتبارها أحكاما عنفية تعسفية لا تحترم كيان الانسان الذي خلقه الله كاملا وحرا، واعتبار حرية الفرد في الرأي والمعتقد والتفكير والتعبير مبدأ مصانا. لقد كان بمقدرة الله الذي خلق آدم أن يجعله في الهاوية بدل أن يضعه في الأرض عندما عصى أمر ربه، ولكنه أنذره ونظره حتى اليوم. أما الاسلام، فأحكام عقوباته فورية قطعية عنفية مباشرة، لا تمهل ولا تنتظر أو تسامح، ولا تبرر للاخرين كيف تسمح لنفسها بعمل ما لم يعمله خالق السماوات والأرض.
- احترام الدول والأنظمة الاسلامية لمبدأ المعاملة بالمثل في التعامل مع الديانات الأخرى. ففي حين يتمتع رعاياهم بحقوق وامتيازات كبيرة في الغرب فأنهم يمنعون رعايا الدول والديانات غير الاسلامية من حقوقهم المثيلة ويضطهدون أفرادا منهم ويفرضون عليهم عقوبات لا يوجد مثيل لها في بلدان الرعايا. ان هذا الأمر مدعاة للاستغراب ومخالف للياقة، ويقتضي عدم الاستمرار في استغلال ظروف التسامح والمجتمع المدني لنفسها على حساب الآخر.
هذا جانب من المشهد الديني للعرب والمسلمين والعلاقة بالآخر، مما يعني كل فرد رجلا أو امرأة ولابد من أخذها مأخذ الجدّ، من أجل سلام وتسامح ومحبة حقيقية!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار