الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عضة الحشر ولا عضة البشر!!!

سامي الحجاج

2012 / 1 / 26
المجتمع المدني


عضة الحشر ولا عضة البشر.....
ومن هو البشر هو (أم) طفلة مسكينة( س) من محافظة ميسان!!!
طفلة ظهرت في صورة لها وقد اعترتها الدماء وتمزقت أذنها اليسرى من شدة الضرب العنيف الذي مارسته عليها أمها!!!
التي احتمت بنفوذها المادي من عقوبات القانون الجزائي والتي نصت المادة (16) من اتفاقية حقوق الطفل بــ(1- لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني يشرفه أو بسمعته /2- للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس )
ان هذا حدث في عام 2007 ولا زال يحدث كل يوم في البيت العراقي القابع تحت مأسي العنف! وقد تصدى مشكورا لهذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع القاص العراقي الآستاذ محمد رشيد وقد سانده الكثير من الخيرين الطيبين كالآستاذ طارق حرب وغيره كثيرين ولكن للآسف لم ترتقي الجهود لمستوى الطموح !!!وربما يعود السبب لعدم فاعلية مؤسسات مجتمعنا المدني كما ينبغي!
نشرت موضوع بل اعدت نشره في الفيس وهو عبارة عن رسالة كتبها لفنجستون لارند لابنه الصغير تحت عنوان: "بابا ينسى!!"
هذه الرسالة الرائعة التي هزت كيان الآنسانية من رأس الى قدم لآنها واقعية وتفيض بالآحاسيس والمشاعرالآنسانية الصادقة وكل كلماتها ممتلئة بالعطف والحنان الذي احوج ما يكون اليه مجتمعنا العراقي!!!
ولشدة روعة هذه الرسالة نشرت ألاف المرات في الصحف والمجلات على مدى 25 سنة وترجمت الى كل لغات العالم والقيت في معظم خطابات المدارس والكنائس والآذاعات
وفوق كل هذا وذاك وضعت اسس راقية للتعامل مع الآبناء بشكل خاص والتعامل بين البشر بشكل عام حول الآنتقاد والبحث والتنقيب عن اخطاء الآخرين وتوجيه اللوم القاسي لهم في بعض الآحيان !
لهذا امتلكتني رغبة جامحة في اعادة نشرها من خلال النافذة التي اتاحها لنا مشكور الحوار المتمدن وأذيلها بقصيدة الشاعر ايليا ابو ماضي
"بابا ينسى!!"
بقلم لفنجستون لارند لابنه الصغير
يا بني،
أكتب هذا وأنت راقد أمامي على فراشك، سادر في نومك، وقد توسدت كفك الصغير، وانعقدت خصلات شعرك الذهبي فوق جبهتك الغضة.
فمنذ لحظات خلت ، كنت جالسا إلى مكتبي أطالع الصحيفة وإذا بفيض غامر من الندم يطغى عليَّ فما تمالكت إلا أن تسللت إلى مخدعك ووخز الضمير يصليني نارا.

وإليك الأسباب التي أشاعت الندم في نفسي:

أتذكر صباح اليوم؟ لقد عنفتك وأنت ترتدي ثيابك تأهبا للذهاب إلى المدرسة، لأنك عزفت عن غسل وجهك، واستعضت عن ذلك بمسحه بالمنشفة.ولمتك لأنك لم تنظف حذاءك كما ينبغي ... وصحت بك مغضبا لأنك نثرت بعض الأدوات عفوا على الأرض ! .

وعلى مائدة الإفطار، أحصيت لك الأخطاء واحدة واحدة : فقد أرقت حساءك، والتهمت طعامك، وأسندت مرفقيك إلى حافة المائدة، ووضعت نصيبا من الزبد على خبزك أكثر مما يقتضيه الذوق ! .
وعندما وليت وجهك شطر ملعبك، واتخذت أنا الطريق إلى محطة القطار، التفتَّ إليَّ ولوحت لي بيدك، وهتفت: "مع السلامة يا بابا"؛ وقطبت لك جبيني ولم أجبك . ثم أعدت الكرة في المساء ، ففيما كنت أعبر الطريق لمحتك جاثيا على ركبتيك تلعب "البلي"، وقد بدت على جواربك ثقوب، فأذللتك أمام أقرانك، إذ سيرتك أمامي إلى المنزل مغضبا، باكيا. إن الجوارب، يا بني، غالية الثمن ولو كنت أنت الذي تشتريها لتوفرت على العناية بها و الحرص عليها.

أفتتصور هذا يحدث من أب؟!

ثم أتذكر بعد ذلك ، وأنا أطالع في غرفتي، كيف جئتَ تجر قدميك متخاذلا، وفي عينيك عتاب صامت، فلما نحيت الصحيفة عني وقد ضاق صدري لقطعك عليَّ حبل خلوتي، وقفتَ بالباب مترددا، وصحت بك أسألك: "ماذا تريد؟".
لم تقل شيئا، ولكنك اندفعت إليَّ، وطوقت عنقي بذراعيك وقبلتني، وشددت ذراعيك الصغيرتين حولي في عاطفة أودعها الله قلبك الطاهر مزدهرة، لم يقو حتى الإهمال على أن يذوي بها.

ثم انطلقت مهرولا، تصعد الدرج إلى غرفتك.

يا بني...

لقد حدث ، بعد ذلك ببرهة وجيزة، أن انزلقت الصحيفة من بين أصابعي، وعصف بنفسي ألم عات.

يا الله! إلى أين كانت "العادة" تسير بي؟! عادة التفتيش عن الأخطاء؟! عادة اللوم والتأنيب؟! أكان ذلك جزاؤك مني على أنك ما زلت طفلاً؟!

كلا، لم يكن مرد الأمر أني لا أحبك، بل كان مرده أني طالبتك بالكثير، برغم حداثتك ! كنت أقيسك بمقياس سني وخبرتي وتجاربي.
ولكنك كنت في قرارة نفسك تعفو وتغض الطرف، وكان قلبك الصغير كبيرا كبر الفجر الوضاء في الأفق الفسيح.

فقد بدا لي هذا في جلاء من العاطفة المهمة التي حدت بك إلى أن تندفع إليّ وتقبلني قبلة المساء !.

لا شيء يهم الليلة يا بني ! لقد أتيت إلى مخدعك في الظلام، وجثوت أمامك موصوما بالعار.

وإنه لتكفير ضعيف.

أعرف أنك لن تفهم مما أقول شيئا لو قلته لك في يقظتك لكني من الغد سأكون أبا حقا. سأكون زميلا وصديقا ... سأتألم عندما تتألم ، وسأضحك عندما تضحك ، وسأعض لساني إذا اندفعت إليك كلمة من كلمات اللوم والعتاب ، وسأرد على الدوام - كما لو كنت أتلو صلاتي - "إن هو إلا طفل".

لشد ما يحز في نفسي أنني نظرت إليك كرجل ... إلا أنني وأنا أتأملك الآن منكمشا في مهدك، أرى أنك ما زلت طفلا وبالأمس القريب كنت بين ذراعي أمك يستند رأسك الصغير إلى كتفها.
وقد حَمَّلْتُكَ فوق طاقتك .... !

متى يذكر الوطن النوم
الشاعر ... أيليا أبو ماضي
جلست وقد هجع الغافلون
أفكر في أمسنا والغد
وكيف استبد بنا الظالمون
وجاروا على الشيخ والأمرد
فخلت اللواعج بين الجفون
وأن جهنم في مرقدي
وضاق الفؤاد بما يكتم
فأرسلت العين مدرارها
...
ذكرت الحروب وويلاتها
وما صنع السيف والمدفع
وكيف تجور على ذاتها
شعوب لها الرتبة الأرفع
وتخضب بالدم راياتها
وكانت تذم الذي تصنع
فباتت بما شيدت تهدم
صروح العلوم وأسرارها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم