الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( فهد من مات؛ ذب ضيمه على عتيوي )

مديح الصادق

2012 / 1 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ضخم الجثة، طويل القامة، عريض المنكبين، كفَّاه تُشبهان كلاَّبَي حدَّاد حين تقبضان على المسحاة، أو على مقبض المنجل الطويل، يداعب المعشوقة التي عاشرها مذ تفتحت عيناه على الكون، تغلغل في ثنايا جسدها الذي يمنحه الحياة كلما ضاقت به الدنيا، أو ضاق بها، لا يُحزنه أن يرويها بماء العيون وهي تجود بالثمار والعطاء للغير، يقسو عليها إذ توخزه آثار قديمة لضربات سياط الإقطاعي اللعين يوم كان هو السيد الأعلى للأرض والإنسان، الإنسان الذي يكدُّ ويشقى العام كله؛ ثم يخرج بعد الحصاد لا يملك قوت يومه، أو كسوة تقيه هجير صيف أو لسعة الشتاء، وقد يتكبل بدَين لسيد الأرض من جديد يُلزمه إما أن يبقى أسيرا له لحين سداد ما ترتب عليه، أو يحني القامة مُستقبِلا سياط أتباع الجلاد - وهم من لحمه ونفس الدم - وهو سعيد إن خُفف العقاب بالحبس، أو الطمر بالطين، أو الغطس بماء النهر في كانون، والأسعد من كل ذلك أن يُلحقه الشيخ بحاشيته؛ إن كان له أخت أو ابنة جميلة يضمها لموكب زوجاته المُتعددات، وليس بمُشكلٍ صغر السن؛ فذلك ما يحبذه الباشا، وله تنشرح الأسارير، وبه يُجدد الشباب. بعد العودة من يوم جهيد مع الحقل يغرز مسحاته في الأرض، يتكئ على ضلع كوخه القصبي، يمص لفافة التبغ بعمق، ويُطلق صوته العذب بموال يجسد لوعة حبه لحسناء السَلَف ( هيلة ) وعندما تحرجه تعليقات الجيران يغير الموضوع بأغنية ( يا أرضنا، يا أرضنا، إحنا لها وهيَّه لنا ) وشرهان مسرور ؛ كما هُم أخوته الفلاحون، فشمس تموز الخالدة يوم الرابع عشر منه، عام 1958 قد طهَّرت الأرض من عفونة المُستغِلِّين، الإقطاع وأعوان الإقطاع، وجردتهم من سلطانهم وسطوتهم التي اكتسبوها من ملكيتهم لوسائل الإنتاج، وهاهو اليوم يقود الجمعية الفلاحية بعد أن كان تابعا لسلطة الشيخ

الكبار لهم عالمهم الخاص، لا يفرطون بسريته لأي كان؛ وإن كان واحدا من الأولاد، وحين يدفع الفضول أولئك الصغار لأن يتطفلوا بالسؤال عما يكتنفه الغموض؛ فإن الكبار قد يتفننون في ابتداع وسائل التمويه والإقناع؛ لكن والدي لم يكن من هذا الصنف، يشرح ويفصل وقت اللزوم؛ إلا أن الامر مُختلِف تماما حين يستقبل ضيفه، يختار ركنا قصيا في غرفة الضيوف، يفترشان سجادة صوف يدوية الصنع، شرهان مستلقٍ على جنبه ساندا بكفِّهِ خدَّه الأيسر، مُطلِقا في الهواء قدميه المتفطرتين مثل طين فارقه السيل فصار ملاذا للزواحف والفئران، من جيبه يُخرج قصاصات ورق تُشبه حرزا علقته أمي في جيدي ساعة ولادتي، وتناقله أخوتي فيما بعد، يهمسان طويلا، وعند انتهاء اللقاء يناوله والدي قطعة من النقود، فهمتُ فيما بعد ماذا كانت تعني تلك، يتعانقان بحرارة، بكيس ورقي سميك يلف حذاءه البلاستيكي الذي لم يعد بحاجة له؛ فقدماه حافيتين تقطعان الأشواك وهو يحث الخطى عائدا لقريته

بعد تموز كل شيء صار كبيرا، وكبرنا ونحن مازلنا صغارا، نتقدم المظاهرات، نتبارى في إلصاق المنشورات، بمرح نرقص، ونغني عندما تقام الاحتفالات ( فرحانه، فرحانه، كل الشعوب اليوم ويَّانه ) كراريس، ما تحويه أكبر من مستوى إدراكنا، عن الاشتراكية، والمساواة، حق الشعوب في تقرير مصيرها، عن دور العمال والفلاحين والطلاب والمثقفين في حماية الثورة، وما حققته من إنجازات، بعض مصطلحات عصية على الفهم؛ لكننا لم نكن لنبالي باستهزاء الجهلاء؛ نبرز عضلاتنا فنعقد حلقات نقاش عن المادية الديالكتيكية، النظرية الماركسية، دور الحزب البلشفي؛ غير مُدركين أن أقل هفوة تشكل انحرافا عن الفكر الماركسي يوم وقعنا في الفخ؛ فعلى بُعد أمتار قليلة كان يجلس ( شرهان ) متشاغلا بلفِّ السكائر وحفظها بعلبته الصدِئِة السوداء؛ كمن كواه سعير جهنم قفزمن مكانه؛ حتى خيل لنا أن قد أصابه مس من الجنون: مِنْ أين لكم هذا؟ مَنْ ضحك عليكم وسمم أفكاركم، أيها الصغار؟ إنها ( التروتسكية ) يا أولاد، هي تحريف للفكر الماركسي؛ ووسط دهشتنا من هذا الفلاح الساذج الذي ظننَّا أنه لا يجيد سوى لغة الحقل وما عليه من دواب؛ توسَطَ مجلسنا مبتسما، متهلل الأسارير، وراح يشرح بلهجته الريفية المشوبة بفصحى ركيكة النقاط الجوهرية التي خرج فيها ( تروتسكي ) عن الفكر الماركسي، دسَّ يده في جيبه الطويل ليخرج بعض الأوراق؛ حافِظوا عليها، لا تصدقوا كل ما تقرَؤُون، وراح يروي لنا قصة حياته مع الحزب الشيوعي قبل الثورة إذ كان الإقطاعي ورجال الأمن يعدون الأنفاس على كل متعلم غيور على وطنه وشعبه، وكيف داهمت منزله مفرزة من الشرطة والأمن وألقي القبض عليه، كان اسمه المتداول في البيت ( عتيوي ) ولما استفسرت والدته عن سبب اعتقاله أجابها كبيرهم : ( ابنج شوعي كافر، من جماعة فهد ) غرزت أظافرها بخديها كأنما أطالتهما لمثل هذا اليوم : ( شلوننننننننننننن؟! عليك العباس كلي هو وينه فهد هاذ )؛ لا عليكِ، لا عليكِ يا سيدتي، فهد هذا قد مات، فتَحَتْ ذراعيها للهواء، نزعت عباءتها ( البشت الصوفي ) وتأزَّرت بها، تجمهرت حولها نساء القرية وهن َّ مُعزِّيات، لاطمات : (... يُمَّاي... فهد من مات ذب ضيمه على عتيوي ) وهي اليوم تعلق على أضلاع كوخها صورة الخالد المناضل الشهيد، فهد

لم ينقطع عن برنامجه الأسبوعي، في كل مرة يكون غَداؤنا مع ( شرهان ) سمكا طازجا، وفي سلته بيض وجبن وقوالب صفراء من الخِرَّيْط، وقائمة من الأسئلة السياسية والفكرية قد أحضرناها له، نستفزه أحيانا بشقاوة الصغار لاختبار مستوى تفكيره؛ فاكتشفنا فيها ثروة ندمنا على أننا استهنَّا بها يوما ما، نتشبث به محاولين تعطيله؛ لكنه علَّمنا درسا في الالتزام بكل ما يؤمن به الإنسان؛ ولعل احترام المواعيد كانت سجية له ولكل المناضلين. الرفيق ( عتيوي ) في كل مرة يُودِّعنا يُشعِرنا بأنه لن يلتقينا فيما بعد؛ لاسيما أن سماء السياسة في مطلع الستينيات قد تلبدت بالغيوم المخيفة، صراعات وتجاوزات بين أطراف جبهة الاتحاد الوطني الذي ساهم بتفجير ثورة 14 تموز، تصدع وخلافات، اتهامات متبادلة، البعثيون والقوميون العرب ومن يساندهم في سوريا ومصر يشكلون جبهة ضد الشيوعيين، وهؤلاء يعولون على دعم الكادحين من طبقات الشعب المسحوقة والمثقفين الثوريين، الزعيم عبد الكريم قاسم لم يحسم ولاءه لأية كتلة، تعرض لمحاولتي اغتيال فاشلتين من قبل حلفائه البعثيين والقوميين، وهؤلاء تسللوا؛ بل سيطروا على مراكز الأمن والاستخبارات، فمارسوا سلطتهم بالتنكيل بالشيوعيين وكل الوطنيين، وغصت زنازين الاعتقال بخيرة المناضلين المخلصين

غاب الرفيق ( عتيوي ) وطالت غيبته عنا، فشعرنا بالأسى، وضاق بنا الكون كأننا قد غادرنا الحياة، وقرأنا في عيون الوالد أنَّ ما يُحزِن القلوب عنا يُخفيه، ولججنا في السؤال فأسقطنا من يده الحيلة؛ وكاشَفَنا بالسر : رفيقكم عتيوي، يا أولاد، في الحبس! وماذا جنى المسكين كي يودع في الحبس والمجرمون السفاحون على هواهم يسرحون ويمرحون؟ قلبه يسع العالم قدر ما يحمله للناس من حب وإخلاص، جمعية فلاحية، مدرسة للصغار وأخرى للكبار، مستوصف صحي، شبيبة ونساء وأطفال وجدوا فيه المنقذ من براثن التخلف والجهل وسوء الصحة، أين أنت من مُحبيِّكَ هؤلاء؟ فكلهم قلوبهم ولهى، وأنظارهم تتطلع إليك، أيُعقل أن يُودَع السجن من هم على شاكلتك يا شرهان؟ أي زمان هذا؟ وتبَّاً له ذلك الزمان

مهلا يا صغارُ، مهلا؛ حين يضجر الحكام الفاسدون من الطيبين الأخيار؛ ويقض مضاجعهم ما به يفكرون، وما يجنونه من حب الناس؛ فإنهم يتفننون في تدبير الفخاخ التي تضعهم تحت طائلة القانون، وما أذكى هؤلاء الأشرار في نصب الفخاخ! هكذا وقع المسكين ( عتيوي ) في فخاخهم؛ لقد اتهموه بأنه شتم الزعيم، بذلك المقلب الخبيث تمكنوا من إلقاء الآلاف المناضلين خلف جدران السجون، وسوف تُصبح تلك الحجة السلاح الفاتك بقبضة الفاشست، في كل زمان ومكان، حين يضجرون من النظاف، ويوم يكسر المناضلون الصابرون حواجز الخنوع والصمت؛ فإنهم - بكل بساطة - سيُلبسونهم تُهَماً جاهزة لا تقبل التأويل: إنهم يشتمون الزعيم، في ذلك الزمان الجديد، وقد يعود ( عتيوي ) ثالثة إلى الحبس؛ فهو لاينفكُّ يشتم الزعماء في كل العصور.
كانون الثاني - 2012










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شرهانية رائعة جديدة
د. خالد الحيدر ( 2012 / 1 / 29 - 04:00 )
شرهانية جديدة من سلسلة شرهانيات الأديب المبدع مديح الصادق بإسلوبه المشوق الذي عودنا عليه والذي يذكرنا بإسلوب ورباعيات أديب الواقع الشعبي الخالد أبو كاطع، شمران الياسري ورباعيته الشهيرة، دام قلمك وأدبك لتوثيق هذا التراث الرائع، كاشفاً معرياً من خلاله أساليب القوى المعادية لطموحات الشعوب وأفكارها النبيلة


2 - نماذج تستحق الاهتمام وتخليد الذكر
مديح الصادق ( 2012 / 1 / 29 - 05:35 )
شكرا لك عزيزي الدكتور خالد الحيدر لمتابعتك لكل جديد على موقع الحوار المتمدن، واهتمامك بكل ما هو مفيد في مرحلة نحن أحوج فيها للفكر العلمي الرصين، ولعل في صفحات تراثنا الوطني، وسفرنا النضالي؛ نماذج تستحق الاهتمام؛ وتخليد ذكرها، كما هو الرفيق عتيوي، الفلاح المتواضع في مظهره؛ الغني فيما يحمل من فكر متنور يتخطى النعرات الطائفية والقومية الشوفينية والظلام والتخلف؛ له المجد ولكل من سار على نفس الدرب


3 - شرهانيات لذيذة
الدكتور جبار ياسر الحيدر ( 2012 / 1 / 29 - 05:52 )
ليس غريبا عليك هذا الاسلوب الجميل ايها الاديب اللامع الاستاذ مديح الصادق .. احسنت .. ارجو لك مزيدا من الابدعاع والتألق


4 - هذا من رقي ذوقكم، د. جبار الحيدر
مديح الصادق ( 2012 / 1 / 29 - 06:13 )
تحايا لكم ولكل من يتذوق الكلمة الهادفة المعبرة، سلم ذوقكم أخانا العزيز الدكتور جبار ياسر الحيدر، بهذه النماذج النقية سوف تزاح الغمة عن شعبنا الصابر الأبي


5 - لوحة فنية رائعة
علاء مهدي ( 2012 / 1 / 29 - 10:53 )
موضوع شيق وبإسلوب ممتع يرسم لوحة فنية تبرز النضال الشريف بألوان زاهية وتوبخ الأنذال من صغار القوم بألوان قاتمة تتناسب ومكانتهم الخسيسة. شكراً لك أستاذ مديح وأتمنى أن نقرأ لك المزيد.


6 - الادب الرفيع
naseer Alshajer ( 2012 / 1 / 29 - 13:52 )
لقد سرق الاسلوب الادبي الرائع المنساب كقطعة موسيقة انتباهي عن التسلسل التاريخيللاحداث عدة مرات مما اضطرني لان اعود لقرائتها مرات عدة...سلم الله اليد التي امسكت بالقلم وسلم العقل الذي صاغ هذه القطعه الادبية


7 - هم أنفسهم عادوا، أستاذ علاء
مديح الصادق ( 2012 / 1 / 30 - 05:57 )
تحية لك عزيزي أستاذ علاء، ليس غريبا عنك وعن كل شريف مثلكم؛ أن جلاوزة الأمس هم أنفسهم حكام اليوم، لم يتغير منهم شيء سوى أقنعة زاهية بها يخدعون البسطاء المساكين، لهم قابلية التلون والتكيف مع كل الأحوال والظروف، ويبقى الفكر الحي ورموزه الأصلاء خالدين، وسوف ينقشع كل دجال خبيث


8 - شكرا لكم، أستاذ نصير الشجر
مديح الصادق ( 2012 / 1 / 30 - 06:06 )
يسعدنا متابعتكم واهتمامك بكل ما ينشر على هذا الموقع الذي حظي بتقدير واحترام كل الأخيار في العالم، وشكرا لاهتمامكم بما يصدر عنا، أستاذ نصير الشجر العزيز


9 - لوحه فنيه تنتجها الحياة دوما
ستار جبار رحمن ( 2012 / 2 / 1 - 13:31 )
في لوحتك الفنيه استاذي جانبين الاول فني راقي ومعبر ليس غريب عنك وعن مستواك الادبي الرفيع، والثاني سياسي تكرره الحياة دوما، يقول ماركس ان التاريخ يعاد مرتين مره بطريقه مأساويه ومره بطريقه كوميديه فعتيوي وجلاديه يتكررون دئما...وباشكال مختلفه لكن المفارقه احيانا ان يتكرر داخل احزاب اليسار والشيوعيه احيانا ، ويصبح رفاق عيتوي هم الجلادون...فكم عتيوي داخل الاحزاب الشيوعية اليوم اقصي وابعد واتهم باشكال التهم ومنها انتقاده القياده او تبنيه لافكار تحريفيه !!! ... وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي سبعينات القرن الماضي كان اقتناء الشيوعي لكتب مهدي عامل تشكل تهمه له داخل حزبه. والامثله اليوم كثيره في الاحزاب الشيوعيه -اللاشيوعية-، اما في وقعنا الاجتماعي الذي نعيشه انا وانت فحدث ولا حرج
تحياتي مرة اخرى للكاتب المبدع مديح صادق


10 - عشت وعاش قلمك
أبو زينب ( 2012 / 2 / 2 - 02:42 )
عاش قلمك يا أبا سولاف فقد أجدت في وصف الطغاة وما يفعلون ، وجعلت الباب مفتوحاً للأمل أن عتيوي سيبقى وإن رحل فالأم العراقية ولاّدة . لكنك يا أبا سولاف سبقت الذكرى الأليمة ( إعدام فهد ) بأسبوعين ففي الرابع عشر من شباط خسر العراق قمة أبطاله المناضلين والأسف في القلب أنهم لم يعوضوا من عقود


11 - مهما تغيرت الوجوه؛ فإن عتيوي باقٍ
مديح الصادق ( 2012 / 2 / 2 - 05:12 )
الأستاذ ستار جبار رحمن المحترم، شكرا لمداخلتك الجوهرية
إن حالة الصراع المتسبب عن التناقض - بين عناصر المادة أو الافكار - لهو أولى بديهيات الفكر الماركسي، وما تفضلتَ بطرحه أمر طبيعي تمر به كل الحركات والتيارات، ليس اليسارية فحسب، بل اليمينية، المعتدلة والمتطرفة؛ إذ لولا ذلك لما حدث التطور؛ لكن عتيوي يبقى هو القطب الثابت الذي يدور حوله الصراع؛ وهو الذي يتحكم به، اعتزازنا واحترامنا لوجهة نظرك


12 - كل الشيوعيين فهود
مديح الصادق ( 2012 / 2 / 2 - 05:26 )
تحية عطرة لكم، أستاذنا أبا زينب، ييلماز جاويد المحترم، وشكرا لمداخلتكم الرقيقة
وقفة إجلال لذكرى استشهاد الرفيق الخالد ( فهد ) الآتية بعد أيام قلائل، والتي سبقناها لأننا مؤمنون بأنها تمر علينا كل يوم؛ وليس بذلك اليوم فحسب، وأن عتيوي هو امتداد لتلك الرسالة التي لم ولن يتوقف سعينا إليها؛ سواء بلغنا القمة أم لم نبلغها بعد، فكل الشيوعيين فهود

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال