الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس / ج 4 , العدالة !

رعد الحافظ

2012 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستمر معكم في قراءة وتفريغ محتوى شريط المناظرة العلميّة الفلسفيّة
حول العلم والإله , بين عالمين بريطانيين مُميزيّن .
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VrOKDy421fY
هذهِ مُناظرة مفيدة لجميع الأطراف , فإن لم يستفد منها المرء معرفياً , فيكفيهِ أن يطلّع على الصورة الحضاريّة الراقيّة لمناظرات الكبار في العلم والنفوس , والمتواضعين المتسامحين مع الجميع .
هؤلاء العالمين هما :
الأوّل / ريتشارد داوكنز , عالم بايولوجي , لا ربوبي
الثاني / جون لينوكس , عالم رياضيات , مؤمن
مدير الحوار / لاري تاونتون
المكان / قاعة متحف التأريخ الطبيعي في جامعة أوكسفورد العريقة .
************
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=292522
نهاية الجزء الثالث كانت قول لينوكس التالي :
إن كانَ يسوع فعلاً بُعِثَ من الموت تأريخياً فهذا يُشكّل فرقاً عظيماً في رؤيانا للعالم .
فعلى عكس إعتبارها تافهه إن كان هذا هو الإله الذي يُخاطبنا , فسآخذهُ بجديّة مُتناهيّة . فلماذا تعتبرها تافهه ؟
**********
الآن الجزء الرابع
داوكنز : بالطبع ستشكل فرقاً كبيراً لو كانت حقيقة .
ولكنّكَ فجأةً إنحدرتَ من نقاش راقٍ حول أصل الكون , أقصد حينما كنّا نناقش عبقريّة كونيّة لقوانين الفيزياء . ثمّ فجأةً قفزتَ الى رجل عاش قبل ألفي عام , ووِلِدَ من عذراء , وبُعِثَ من الموت !
لينوكس مقاطعاً : ذكرتهُ لأنّكَ تناولتهُ في البداية .
داوكنز : نعم لكنّي أعتقد أنّ هذا كلام تافه مقارنةً بجلال الكون .
سأعيد نقطتي مرةً اُخرى , هل تعتقد فعلاً أنّ الذي صمّمَ هذا الصرح الكوني العظيم بسعتهِ ومجراتهِ , لم يجد وسيلة أفضل لتخليص الخطايا على ذرّة الغبار هذهِ , مِنْ أنْ يُسلّم نفسهُ للتعذيب ؟؟؟
هو الذي يصفح الخطايا بكلّ حال , فلماذا لم يصفح وحسب ؟
لينوكس : لأنّ هذا كون أخلاقي يا ريتشارد !
الإصفاح Forgiving وحسب , ليس منطقياً .
داوكنز : هل تعني أنّهُ توجّب عليهِ قتلَ نفسهِ
لينوكس : هو لم يقتل نفسهُ !
داوكنز : يُسلّم نفسهُ للقتل والتعذيب !
لينوكس : الله أرسلَ إبنهُ للعالم , ليقدّم الغفران .ولكي يقدّم أرضيّة , بناءً عليها يُمكن أن يجلب الغفران لي بعدالة .
داوكنز : وهل كان عليهِ أن يُقتَل من أجلِ هذا ؟؟؟
لينوكس : علينا تجاوز هذهِ اللحظات ,لأنّهُ لديّ موضوع ذي صلة كبيرة.
في عالمكَ , أينَ توجد العدالة ؟
داوكنز : العدالة مفهوم إنساني ذو أهميّة عاليّة في العلاقات البشرية , إنّهُ شيء يحمل أغلبيتنا حسّاً لهُ .
وأعتقد يمكن تفسيرهِ بالتطوّر الدارويني , لكنّي لا أستوعب ماتُريد الوصول إليه ؟
لينوكس : سؤالي هو , هل توجد عدالة مُطلقة ؟
لأنّكَ تقول أنّ هذا تافه . بينما أنا أقول أنّي أجد نفسي في عالم مُحطّم فيهِ ظلماً كبيراً , الكثير من الناس لايجدون حقّهم . ونحنُ محظوظون إذ نعيش في أوكسفورد ولدينا كثير من المال لنعيش .. الخ
لكن , إنْ لم يكن هناك إله , فلا توجد عدالة مُطلقة !
وأحد الأشياء التي تنقل بعثَ يسوع بالنسبة لي , من التفاهة الى الأهميّة القصوى , هو كون ذلكَ البعث حقيقياً , فهناك أمل حقيقي بالتقييم العقلاني والعدالة في نهاية العالم , واللاربوبيّة تفتقد لهذا !
داوكنز : حسناً فلنفرض أنّهُ لا يوجد أمل ولا عدالة .
ولنفترض أنّهُ لاتوجد سوى المآسي والظلمة والشؤم .
ولنفترض أنّهُ لا يوجد ما نتطلّع إليه أو نأمل من أجلهِ
... too bad ... يا خسارة
لكن هذا لايجعلهُ حقيقياً لمجرّد أنّ الإله يجعلنا نشعر أفضل .
لينوكس : بالطبع لايجعلهُ حقيقياً .
داوكنز : لماذا تذكر هذهِ الحجة إذن ؟
لينوكس : لأنّي أؤمن بوجود دلائل على صحّة البعث .
أنا لا أؤمن بالبعث هكذا وحسب . لأنّ العقيدة مبنيّة على الأدلّة
داوكنز : أنتَ تُغيّر الموضوع مرّة اُخرى .
كنتَ تقول أنّهُ لا أمل بدون إله .
لينوكس : هذا صحيح , وبإعترافكَ .
داوكنز : أنا لم أعترف بهذا , بل قلتُ لو كان صحيحاً فهو غير مهم .
لم أقل أنّهُ صحيح !
لينوكس : السؤال الواجب طرحهُ / هل يوجد إله ؟ وهل كشفَ لنا عن نفسهِ ؟
وهنا أعيد أنّهُ يجب تجنّب كلمة التفاهة , لأنّهُ لا يمكنني أنْ أتعرّف عليك كشخص بالعلمِ وحده . أنتَ لستَ مُجرّد موضوع علمي يمكنني دراستكَ بالمنظار والمكبّر, أو حتى تشريحكَ .. الخ
لكن بما أنّكَ شخص , فلا يُمكنني التعرّف عليكَ , إلاّ لو كنتَ مستعداً لكشف نفسكَ لي !
إذاً إدّعاء يسوع المسيح أنّهُ الحقّ وتجسيد الله , هذا منطقي كلياً بالنسبة لي . لأنّهُ لو وجِدَ إله وقد خلقَ هذا الكون البديع بكل مافيه من عِلم وخلافه . إذاً فقد أخذَ المبادرة بالتعرّف علينا والكشف عن نفسهِ لنا .
لقد كشفَ عن نفسهِ لنا بالمستوى الذي نستطيع فهمهِ .
نحنُ أشخاص , وهو شخص . وهذا منطقي على الأقل !
إذاً أحد المسائل المُهمّة / هل هذا حقيقي ؟ أم مُجرّد خُرافة وإسطورة ؟
داوكنز : إنّها خُرافة وإسطورة , بالنسبة لي .... ويبتسم !
لينوكس : ( حائر ) نعم ... لكن .. هل تعلم , هذا يُزعجي للسبب التالي :
أثناء قراءة كتابكَ وهم الإله , أنتَ تقول أنّ هناكَ خِلافاً بين المؤرخين القُدامى حول وجود يسوع , من عدمه !
أنا تأكدتُ من كُتب المؤرخين القدامى وكلامكَ خطأ !
وهذا يُزعجني . فالتاريخ ليس من العلوم الطبيعيّة . وما لا أفهمهُ لماذا تكتب شيئاً كهذا ؟
داوكنز : لا أعتقد أنّ مسألة وجود يسوع مهمّة . أغلب المؤرخين يقولون بوجودهِ , وبعضهم يُنكره , يوجد واحد أو إثنين , ولكن الموضوع لا يهمني حقاً .إنّهُ موضوع تافه !
أعني ربّما يُمكنكَ أن تقنعني بوجود قوّة خالقة في الكون , بوجود عبقري في الرياضيّات والفيزياء خلقَ كلّ شيء , بما فيهِ الكون المتوسّع .ووضعَ نظرية الكمّ والنسبيّة وغيرها . ربّما يمكنكَ أن تقنعني بهذا .
لكن هذا يختلف جذرياً وجوهرياً عن الإله الذي يهتم بالخطايا , والإله الذي يهتم ماذا تفعل بإعضائكَ التناسليّة , أو الإله الذي يحمل أدنى إهتمام بأفكاركَ الداخليّة وذنوبكَ وما شابه .
بالتأكيد لا يمكنك أن تتصوّر أنّ الإله الذي بلغَ من العظمة بأنْ يخلق الكون , سيّهمهُ بأيّ حال ما تفكر بهِ , وخطاياكَ وما شابه .
{ هنا داوكنز يقول حتى لو وِجِدَ الإله , فالبشر هم الذين تصوروا شكل وطبيعة ذلك الإله حسب إعتقادهم وصفاتهم , وهكذا تعددت طبائع الإله حسب المجموعات البشرية التي تبنّت تلك الأديان } .
لينوكس : إذاً أنتَ تعتقد بأنّ الأخلاق غير مُهمّة ؟
داوكنز : بالطبع لا .. لم أقل ذلك , أنا إنسان وأعيش في مجتمع بشري .
وفي المجتمعات البشرية تُعتبر الأخلاق مُهمّة بالتأكيد !
ولكنّنا في كوكب واحد من مليارات الكواكب على مقياس هائل , والإله الكوني الذي ينشغل بهذا المستوى البشري , لا يتوافق مع منظور علمي للكون . بل مع منظور من العصور الوسطى !
إنتهى الجزء الرابع , الكلمة الآن ل لينوكس .
*****
الخلاصة
يظن داوكنز أنّ تعدّد الأديان وأشكال الالهه وصفاتها هو دليل على أنّها نتاج صناعة بشرية , حسب الإنسان أو المجتمع الذي تبنّى تلك الفكرة .
هو يظّن لو وجد إله لهذا الكون فلن تكون إهتماماتهِ كما نسمعها من رجال الدين !
بينما لينوكس تسائل عن أهميّة المنطق والأخلاق وفكرة العدالة المُطلقة التي لن تتحقق بدون وجود الإله ودافع عن تأريخيّة حقيقة وجود المسيح .

تحياتي لكم
رعد الحافظ
28 يناير 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقطع من مقال د. كامل النجار سيكولوجية الأديان
رعد الحافظ ( 2012 / 1 / 28 - 14:52 )
الجزء الثاني
****
منذ بدء التاريخ وحتى نهاية القرن الثامن عشر لم يتقدم إدراك الإنسان تحت المظلة الدينية إلا خطوات قليلة متعثرة، تخللتها حروب عديدة باسم ذلك الإله المتغطرس. وعندما يعجز الإنسان مثلاً عن فهم لماذا أعطاه الله طفلاً جميلاً ذكياً أحبه كل الحب، وفجأة أصابه الله بمرض لا شفاء منه ومات الطفل بينما جدته التي بلغت المائة عام من عمرها وخرّفت ما زالت عائشة، يجيبه رجال الدين بأن الله يعمل بطرق خفية God works in mysterious ways. وطبعاً مثل هذه الإجابة لا تقدم ولا تؤخر في فهم المصيبة. ولكن في العقود الثلاثة الأخيرة طفر بنا العلم طفرات جبارة في طريق فهم كيفية نشأة الكون وما سوف يؤول إليه مستقبله. وترك لنا العلم موضوع معنى الحياة ليقرره كل إنسان بنفسه، سواء أراد أن تكون حياته منذورة لحماية البيئة أو لنشر السلام بين شعوب الأرض، أو أن ينذر حياته للإجرام وقتل الآخرين. ولهذا يقول الفيلسوف شارلز تيلور Charles Taylor في كتابه Secular age 2007 (لا حاجة للإنسان إلى اللجوء إلى قوى ميتافيزيقية خارجية ليعرف معنى الحياة، وإنما عليه أن يعثر على ذلك من داخل نفسه التي هي جزء من الطبيعة.)


2 - مقطع ثاني من نفس المقال
رعد الحافظ ( 2012 / 1 / 28 - 15:05 )
بالنسبة للإيحاء فهناك نوع من الناس، ربما بسبب تربيتهم كأطفال، أو بسبب جيناتهم، يميلون إلى تقبل الأفكار بسرعة خاصة إذا أتت من شخص ذي قوة أو منصب رفيع. ويظهر هذا جلياً في مسألة التنويم المغنطيسي. فالذي يقوم بالتنويم ربما ينجح في تنويم عدد بسيط من الناس أما الغالبية فلا يقعون تحت تأثيره. أما مصطلح -غسيل الدماغ- فمصطلح حديث كان أول من استعمله صحافي أمريكي اسمه هنتر كان يعمل عميلاً للسي آي أى في الصين وزعم أنه اكتشف اسلوباً حديثاً استعمله الحزب الشيوعي الصيني لتغيير الأفكار، فسماه Brainwashing. ويعتمد هذا الأسلوب على عزل الشخص في مكان منفرد ومحاولة استعمال الخداع معه وربما بعض الأدوية، وأخيراً استعمال الإكراه. وقد استعمل هذا الأسلوب شوكو أسهارا Shoko Asahara مؤسس جماعة أوم شريكو اليابانية التي فجرت قنابل غاز السارين السام في قطارات المترو اليابانية عام 1995. الجدير بالذكر هنا أن هذا الرجل البوذي استطاع أن يجند مهندسيين كيمائيين، بعضهم يقوم بالدراسات العليا في جامعات طوكيو. وقد استعمل معهم نفس الإسلوب الصيني الذي يتكون من إحضار مجموعات صغيرة من الناس وعزلهم في مجمع لا يتصلون فيه بأي شخص !

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah