الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرقة حلال فى الإسلام

طاهر مرزوق

2012 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأت خبراً مفاده :" أن رجل الدين السعودى عبد العزيز الطريفى بوزارة الأوقاف السعودية قد أفتى بجواز أستخدام البطاقات الإئتمانية الإسرائيلية المسروقة لأنها صادرة من بنوك غير مسلمة، وأنه لا عصمة إلا لبنوك المسلمين وبنوك الدول المعاهدة والتى بينها وبين دول المسلمين سلام.".
هذا الخبر من المؤكد قد أنتشر فى صفحات الأنترنت كأنتشار النار فى الهشيم، وأعترف أنه من الأخبار الصادمة فى أيامنا هذه التى تتعالى فيها أصوات الجهل والتخلف والبدوية فى الوقت الذى تخرس فيه أصوات المثقفين والمتنورين وكل إنسان له ضمير حى أمام هذا الطوفان من الفتاوى الدينية التى تكشف عن الوجه القبيح للأديان.
لم أسمع ولم أقرأ أى أعتراض على هذه الفتوى التى تحلل السرقة من وجهة النظر الإسلامية، مما يعنى أننا لو قلنا أن الإسلام والمسلمين يبيحون السرقة من بنى البشر الذين لا يدينون بدينهم ولا يؤمنون بإلههم، فإننا لا نتجنى على هذا الدين ولا على هذا الإله ونعطى لأنفسنا الحق فى رفض هذا الدين وهذا الإله الذى يبيح قتل وسرقة المخالفين له والإستيلاء على أملاكهم وأراضيهم وبيوتهم وأولادهم ونساءهم ويعتبرون أن كل هذه الأشياء حلالاً !!!!
أى عقل هذا الذى يصمت ولا يتحرك مفكراً أمام دين يربى أبناءه على سرقة المخالفين ولا يريد أن يفكر فى تلك العقائد المخالفة للمنطق وللعقل السليم؟
نحن أمام أفكار دينية تحتاج التفكير فيها بحيادية وتروى بدلاً من إدخال العواطف والمشاعر فى الحكم عليها، هذه الأفكار هى أكبر دعوة لكل إنسان مسلم يريد حقاً أن يستخدم عقله بإنسانية بعيداً عن همجية المشاعر وعنصرية الأديان، إنها فرصة كبيرة للمسلم ليستعمل الذكاء الذى يتمتع به لكى يفكر بالحقيقة فيما يقع على مسامعه ويقلبه يميناً ويساراً ويضعه أمام نور العقل والمعرفة ليكتشف إذا كان به غموضاً أو شيئاً عسير الفهم، حتى يصل إلى نتيجة قاطعة تحترم إنسانيته وعقله.
على المسلم الحقيقى أن يسأل نفسه بحرية وبكل إخلاص: كيف أؤمن بإله يحلل سرقة المخالفين لى فى الدين أو حتى الأعداء؟ كيف تكون الأموال المسروقة أموال يرضى عنها الإله؟
هل هذا المنطق الإلهى يستحق أن أتخذه منهجاً وعقيدة أدين بها وأسلم له نفسى وأطيع بقية أوامره التى قيل لى أنها مرسلة منه؟
هل من الحكمة والعقل أن أسلم نفسى فريسة لأقوال إله يطلب منى ويرضى بأن أقوم بأعمال سرقة وقرصنة لأملاك الأعداء وغير المؤمنين به؟
إن إله كهذا لا يستحق أن أصدق كلامه ولا أن أسير على خطواته، إنه إله يريد أن يعلمنى السرقة بل وأن أربى أولادى على السرقة أيضاً، وكلام الإله هو الذى يتكلم به رجال أديانه، رجل الدين هذا لا أستطيع أن أقول أنه أخطأ لأنه قد فسر كلام إلهه المكتوب فى كتابه والذى يأمر به عباده، رجال الدين وبقية المسلمين مظلومين لأنهم يسيرون وراء إله مستسلمين له كما طلب منهم يقتلون غيرهم ويقتلون أنفسهم ودون التفكير أو الشك فى أوامره أو كلامه، إنهم ينفذون كلامه وهم مغمضى العينين لا يساورهم الشك فى ما يقال على مسامعهم ولا يحاولون التفكير فيه حتى لا يخطئوا فى حق الإله كما يتوهمون.

كلام رجل الدين الصادم يحتاج من كل مؤمن حقيقى أن يتوقف عن الروتين اليومى ويكف عن لعن المخالفين له الذى يريد إلهه أن لا يكتفى بلعنهم وقتلهم بل يريد أن يسرقوهم أيضاً، أرجو يا صديقى المسلم أن تثق فى عقلك وتبدأ أستعماله فى التفكير الذى هو من طبيعة الإنسان الحى، التفكير سيقودنا إلى الحق الذى لن يقف عاجزاً أمام الأقوال المضللة التى تقود البشر إلى طريق التخلف والرجعية، علينا جميعاً أن نبدأ فى وضع أرجلنا على الطريق الصحيح بدلاً من طريق الأديان الأسطورية التى أبتدعها الإنسان فى ماضيه،حيث لا إله نزل ولا ملاك ظهر ولا إنسان رأى شيئاً، بل كل روايات الأديان هى روايات أسطورية أبتدعتها مخيلة الإنسان الذكية.
أخى الإنسان, إقرأ جيداً ولا تسرع فى إصدار الأحكام لأن مشاعرك تقول ذلك، بل توقف أمام النصوص عشرات ومئات المرات وحاول أن تجد الحق والحقيقة التى لا تأمرك بقتل المخالف لدينك أو لإلهك، الحقيقة والحق الذى لا يأمرك بسرقة غير المؤمنين بإلهك لأنهم كفرة يستحقون ذلك، لا تصدق الحق والحقيقة التى تقول لك أن إلهك يملك الحقيقة الوحيدة لأنها أقوال إنسانية ولا وجود لتلك الآلهة إلا فى أذهان من أبتدعوها.

هل آن الآوان أن يستيقظ الجميع ويبصروا نور الحق والحقيقة؟ أن يستيقظوا ويبصروا النور الذى ينبع من العقل وينير لنا طريق الحياة؟
أتمنى للجميع أن يعثروا على هذا النور ليبصروا طريق الحياة الإنسانية الحقيقية وليس طريق الآلهة الغيبية!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة