الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المصرى من المنطق العدمى الى منطق اصلاح ذات البين

محمود فتحى عبدالعال ابودوح

2012 / 1 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بعيدا عن التجريد النظرى الذى قد لا يفهم منه الكثير الا نطق الكلامات او تركيب الجمل واتساقا مع الجوهر الفلسفى والمدلول اللفظى لكلمة العدمية ، اقول بكل بساطة ان المجتمع المصرى عايش فترة من فترات العدمية فى كل شئ ، حيث استطاع النظام السابق ان يخلق نظاما عدميا داخل مستويات الوجود الانسانى المصرى افرز معه مجموعة من القيم والسلوكيات التى مثلت المنطق الداخلى له والتى ساعدت فى تدعيم مضامين فكرية معينة مثل انعدام قيمة القيم والاخلاق فانتشر الفساد والرشوة وسوء الاخلاق بشكل لم يرى المجتمع المصرى له مثيل من قبل كان من نتائجه انهيار منظومة القيم ، ونجحت فى زعزعة ثوابت اخلاقية وفكرية وسياسية مستقرة داخل المجتمع المصرى فاستطاع النظام بذلك ان يعمم التجهيل وان يزيف الوعى فعمت اللامبالاة والانامالية وانخفضت روح الانتماء داخل المجتمع وبدا الناظر المتامل يوقن ان موت الشخصية المصرية قد اصبح وشيكا حيث ظهر ذلك من خلال اعراض النهاية على الانسان المصرى والتى تمثلت فى اهدار كرامته وتزيف وعيه فتاه عقله فى فراغات الامور ، وقبل ان يغمض الانسان المصرى عقله ويفقد قدرته على التامل والتدبر وقبل ان يسلم امانه العقل الى من وهبه العقل ، ظهر بصيص امل من بعيد تمثل بوضوح فى الحركات الاجتماعية الاحتجاجية الناقدة للاوضاع القائمة داخل المجتمع ، تلك الحركات التى ظهرت لتكون المنقذ للشخصية المصرية من الضياع والاندثار ، ظهرت هذه الحركات لتنتقد النظام العدمى وتؤكد ان الشخصية المصرية مازالت واعية قادرة على التغيير وتطوير مجتمعها فى تحدى صارخ لنظام سياسى من اقوى الانظمة الاستبدادية التى عرفها المجتمع المصرى ، من هنا بدا الانسان االمصرى ينظر ويتامل، بدا يفيق من غايابات النهاية بدا يفكر مذا يحدث ؟ ولماذا يحدث ؟ وكيف الخروج من ذلك ؟ فبدات بذلك مرحلة اخرى من مراحل حياة العقل والكيان المصرى وهى مرحلة "اصلاح ذات البين" حيث تولد اتفاق فى المجتمع كان بمثابة العقل الجمعى لهم بان الخروج من التيه لا يمكن ان يحدث الا من خلال احداث تصحيح واصلاح داخل الانسان المصرى نفسه ، من هنا بدات الشخصية المصرية تسترد عافيتها وذلك من خلال زيادة قدرتها على تامل ذاتها واوضاعها ، ذلك التامل الذذى افرز لها تاكيد ان التحرر من هيمنة المنطق العدمى على حياة الانسان المصرى ومقدراته لن يتاتى الا من داخل الانسان المصرى ذاته " لابد من تحطيم الصنم " من هنا بدا الانسان المصرى يتحسس طريقه نحو الخلاص من اغلال عدمية النظام السابق تلك العدمية التى جعلت من الشخصية المصرية شخصية انهزامية همجية سلبية عشوائية تنكر الابداع وتمجد اللامبالاة ، فبدا الانسان المصرى يخوض تجربة فريدة من نوعها وهى ان يتخلص تدريجيا من هذا العضال السام الذى كاد ان يقضى على مجده القديم وتراثة العظيم ، بدا يوقن ان طريقة الاصلاح والصلاح لا يمكن ان تتحقق الا من خلال نفسه اولا فبدا باصلاح نظرته لذاته وقدراته واستطاع ان يصحح نظرة الاخرين له ونظرته لنفسه فبدا يخرج من خمول العقل وجمود التفكير وزيف الوعى الى نشاط العقل وتحرر الفكر وقراءة الواقع بمنطق حر سليم " رفض الوصاية على العقل "، بدا ينتصر على عدمية النظام بدا يعنى بدا يثور " ميلاد الثورة " اكتشف بداخله قدرته على التعبير قدرته على الاصلاح قدرته على تحديد مصيره ومستقبله قدرته على ان يتحدث ان ينفجر ان يصرخ لا للظلم والاستبداد لا لقيود العقل والفكر لا للفقر والتخلف لا للتبعية والاستغلال والانكسار ، بدا يصرخ ليرسم لنفسه عصرا جديدا من عصور النهضة المصرية ما بعد الحديثة عصرا يحترم الانسان فيه ذاته وعقله وفكره ويتدبر واقعه ويتعايش معه فى ظل منظومة من القيم البناءه التى تدفع الانسان المصرى الى ان يحيا كانسان من الدرجة الاولى داخل وطنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا