الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام والفوضى

صاحب الربيعي

2012 / 1 / 29
المجتمع المدني


الحاجة إلى النظام ليس لكبح الفوضى فقط، وإنما لإدارة مؤسسات الدولة والمجتمع على نحو سليم. على خلافه إضعاف النظام يحدث الفوضى ويكشف عجز أجهزة السلطة العنفية وفشلها ما يمهد لاسقاطها وتقع على الجهة البديلة مسؤولية كبح الفوضى بآليات ضبط وتحكم مغايرة لإعادة النظام ومن ثم إحداث تغيير جوهري في بنيتها الأساس لتحسين صورتها. لأن مفهوم حفظ النظام لسلطة المستبدة يرتكز على خلق فوضى تحت السيطرة بإثارة الفتن الطائفية بين المكونات الاجتماعية أو العرقية لإضعاف صلاتها المجتمعية ما يشعرها بحالة عدم الاستقرار والخشية من مصير مجهول فتطلب على نحو لا واعي حماية السلطة.
تقر أحد تعاليم الماسونية : " أن الفوضى قانون طبيعي يتحكم بكل شؤون الحياة ".
تلجأ سلطة الاستبداد إلى إحداث فوضى مقننة في مجتمع متعدد المكونات بإثارة الفتن الطائفية والعرقية لتنمية حالتي الحقد والكراهية بعدّهما المحركان الأساس للتفرقة ما يضطرهم طلب الحماية، على خلافه الفوضى المنفلتة تمهد لحرب الأهلية وتمنح السلطة المسوغات لاستخدام العنف المفرط ضد كل مكونات المجتمع بحجة حفظ النظام.
يعتقد (( دان براون )) " أن المجتمع الجاهل يساعد على خلق الفوضى وانتشارها ".
إن اختلال حجم جرعات الحقن الطائفي في وجدان المجتمع أو العرقي لخلق الفوضى المقننة يزيد الحقد والكراهية على نحو كبير ما يجعله يبحث عن متنفس لتفريغ شحناته خلال الفوضى المنفلتة المصحوبة بالانتقام المتبادل بين مكوناته الاجتماعية التي تقاسمت التاريخ والعيش المشترك مئات السنيين.
تشجع الجهات الدولية الداعمة لسلطة الاستبداد على زيادة جرعات الحقن الطائفي والعرقي لإحداث الفوضى المقننة لتحكم السلطة قبضتها على المجتمع لكنها في حقيقة الأمر تدفعه على نحو غير مباشر إلى الفوضى المنفلتة لتوريطه باستخدام العنف المفرط لاستعادة النظام ما يزيد عدد الضحايا ويتسبب بقطيعة بين السلطة والمجتمع. حينها تمارس ضغطها على سلطة الاستبداد لايقاف العنف، وفي الوقت ذاته تشجع المعارضة على نحو خفي لإحداث الفوضى المنفلتة وتعرض شروطها المجحفة لاسقاط السلطة ما يضطر المعارضة لقبولها، وتنسى أنها كانت الداعمة الأساس لسلطة الاستبداد واجراءاتها القمعية ضد المجتمع لعقود من الزمن.
تؤكد أحد تعاليم الماسونية : " أن جمع ما هو مبعثر يولد النظام من الفوضى، وبدوره يخلق الاتحاد ".
في رحم سلطة الاستبداد ينمو جنين الفوضى، فكلما اقتربت أيام ولادته تتفاقم أزمات النظام وعند الولادة تصاب أجهزته العنفية بالشلل التام لتسود الفوضى المنفلتة. ومن دون وجود جهة وطنية قادرة على إعادة اللحمة الوطنية ووأد الفتنة الطائفية والعرقية تفرض الجهات الدولية الطامعة أجندتها لتقسيم الوطن إلى كانتونات طائفية وعرقية واشعال الحرب الأهلية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حالة -إسرائيل- مزرية ونتنياهو في حالة رعب من إمكانية صدور مذ


.. احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل




.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج