الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو فرات وداعا

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2005 / 1 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


هادي صالح اسم لايمكن ان يغيب عن ذاكرة الذين عملوا في ( طريق الشعب ) في السبعينات ، جاء الى دار الرواد من المنظمة الحزبية ايام الجبهة ، ، ورغم قلة معلوماته عن الطباعة يومها فقد اندفع بحماس للعمل في أي قسم ينسب له ، ساعة تراه في قسم التصحيف واخرى يحاول ان يتعلم التنضيد على اللاينو تايب الى ان استقر به المقام في قسم الطباعة ، وظل رغم ذلك يعمل في أي مجال آخر يكلف به دون اعتذار او استنكاف وكان العمل كل حياته ، احيانا كثيرة يصعد الى غرفنا بعد منتصف الليل ليسأل عن صفحات اليوم التالي او عن مسودات الثقافة الجديدة فنمازحه محمود حمد ووصطفى احمد وانا آخر الساهرين في الجريدة ، وكان حماسه يشجع الراحلين حازم سلو (ابوسمير) وكريم احمد ( ابو شروق ) للاعتماد عليه ، وتعرف على رفيقة عمره كوريا رياح في المؤسسة فقد كانت هي الاخرى تعمل في القسم الفني وتزوجا وسط حفاوة الاخرين وصيحات الراحل ابو كاطع ( ولك شورطك محد نصحك .
ورغم الزواج ومسؤلياته ظل هادي يعمل بنفس الحماس والاندفاع ..... ومرت الايام والسنوات لتصلني تحياته وام فرات عبر العزيز حامد الحمداني من السويد ونتواصل من جديد .
في مطلع العام الماضي وفي اول ايام تواجدي في ( طريق الشعب ) كان ابو فرات وام فرات اول المهنئين بالسلامة ووجدتهما كما كانا حماس لم يؤثر فيه الزمن هي تعمل في منظمات الحزب النسوية وهو يركض ليل نهار بين الاتحاد والمقر واحلامه باعادة بناء مؤسسة دار الرواد الطباعية اصطحبني ثاني ايام الوصول الى المكان المخصص للمطبعة وفي الطريق لم ينقطع حديثه عن احلامه الجديدة ، تذكرنا كل الاصدقاء الذين غابوا او توزعوا على خارطة الكرة الارضية كانت ذاكرته حية لم ينس احد ، حدثني عن جريدة اتحاد العمال ونقل لي تحيات الصديق محل حردان زميله في الاتحاد الوليد ، اصبحت زيارات هادي لنا يومية كان مزاح ابراهيم الحريري ولؤي غائب معه لاينقطع وكان هو كثير الحديث عن حيويته التي عادت فور وصوله للوطن وعن احساسه بالشباب والرغبة بالعمل كان يتمنى ان يطول النهار لينجز اكثر ، وحين قررت الرحيل وقف هو محتجا : لماذا الم يكن هذا هو الحلم ان يسقط الدكتاتور ونعود ، كانت له رؤيته ولي ظروفي و رؤيتي التي تكونت وسط مايحيط بالوطن تعانقنا لنفترق الى الابد .
رحل هادي شهيد مبادئه واصراره على البقاء لتحقيق احلامه الكثيرة ..... رحل دون ان تعطه قوى الظلام فرصته لتحقيق تلك الاحلام الجميلة التي ارتبطت بالطبقة العاملة وحقها بالعيش الكريم
وداعا ايها الصديق العزيز ابا فرات
واعانك الله ايتها الصديقة الوفية ام فرات على احزانك الكبيرة
ليث الحمداني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة واعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين لغزة قرب م


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا


.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة




.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق