الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نظرية المعرفة (5)

مجدي عزالدين حسن

2012 / 2 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


5/ محاولة الخروج من نظرية المعرفة التقليدية: هوسرل
حاول "إدموند هوسرل" تجاوز الثنائيات التقليدية وخاصة ثنائية الذات والموضوع التي كانت لها السيادة المطلقة في تاريخ نظرية المعرفة، ليس ذلك فحسب، بل أن مجمل وسائر مسائل وقضايا نظرية المعرفة تدور حول محور الذات والموضوع والعلاقة بينهما.
هي محاولة هوسرلية إذن للتجاوز. وسنطرح تساؤلاً حول مدى نجاح وقدرة فينومينولوجيا هوسرل على هذا التجاوز، ولكننا لن نجيب عليه إلا بعد أن نتعرض بالتحليل للمحاولة الفينومينولوجية عند هوسرل.
محاولة هوسرل تمثلت في القيام بمراجعة شاملة وجذرية لقضايا نظرية المعرفة، بغية الوصول إلى حل جذري لمشكلاتها العالقة التي اوضحناها سابقاً. وبالتالي فإن "هوسرل" أراد أن تكون نظرية المعرفة علماً صارماً للأشياء، وذلك من خلال منهجه الفينومينولوجي الذي يهدف إلى الوصول بالذات العارفة إلى معرفة مباشرة تكون بمثابة الأساس الراسخ واليقيني لكل معرفة.
والمنهج الفينومينولوجي يعني بشكل عام: " أن نترك الأشياء تظهر على ما هي عليه، دون أن نقحم عليها مقولاتنا الخاصة. (...) وهذا بالضبط ما كان يقصد إليه هوسرل حين نادى بالعودة إلى الأشياء ذاتها" "هوسرل" هنا يخالف "كانط" الذي ميز بين (ظاهر الأشياء) و(الأشياء في ذاتها)، ورأى أن بمقدورنا معرفة (ظاهر الشيء) فقط أما (الشيء في ذاته) فلا يمكن للذات العارفة أن تعرفه. هوسرل يفارق كانط هنا في نقطتين:
النقطة الأولى: تتمثل في أن "هوسرل" لا يقيم تمييزاً بين الشيء و(ظاهر الشيء)، وإنما هناك (الشيء ذاته)، الذي يطلق عليه الظاهرة، باعتبارها " ما هو واضح وما هو معطى، هذا المعطى معطى حدسي لا يخفي وراءه وجوداً أكثر عمقاً أو أكثر صدقاً... لا يوجد وراء (الظاهرة) وجوداً آخر أكثر حقيقة أو صدقاً منها" وبالتالي فإن مع "هوسرل" لا وجود آخر خارج الظاهرة، والظاهرة هنا تعني الماهية أو العناصر والخصائص الجوهرية الثابتة للموضوع المراد معرفته والتي بدونها لا يكون الموضوع هو ذاته.
النقطة الثانية: التي يفارق فيها "كانط" تتمثل في اعتقاد "هوسرل" بإمكانية معرفة (الأشياء ذاتها) معرفة يقينية. وأن ذلك لا يتأتى إلا إذا جاء وصفنا للظاهرة " صحيحاً ودقيقاً للمدى الذي لا يستبعد من الشيء الموصوف أحد عناصره الجوهرية التي بدونها يتوقف هذا الشيء عن كونه هو ذاته"
وفي سبيل العودة إلى (الأشياء ذاتها)، بمعنى معرفتها كما هي، يرى "هوسرل" أن ذلك يتطلب جملة شروط من أهمها: " أن يتخلى الباحث عن كل الاعتقادات والنظريات التي سبق قبولها، وأن يوجه دراسته إلى وقائع الفكر والمعرفة دراسة وصفية محضة، دون التقيد بأي رأي مسبق، ودون إقحام أي فرض ميتافيزيقي على طريقة الفلاسفة المثاليين والواقعيين"
إذن تمثلت هذه المحاولة الهوسرلية في (الفينومينولوجيا الوصفية): هي وصفية لأن هوسرل حاول من خلالها " وصف العمليات الأولى التي يتم فيها تعرف الذات الإنسانية إلى الظاهرات. هذا التوجه الجديد يحاول مخاطبة الأفعال الإدراكية الذاتية على أنها ظاهرات يتعين وصفها" وهو بذلك يرى أن هذا الوصف سابق ومتجاوز في الآن ذاته لثنائية الذات والموضوع. وبذلك فإن هوسرل يتبنى منهج جديد في التعامل مع قضايا نظرية المعرفة، آلا وهو المنهج الفينومينولوجي.
وهو يهدف من خلال تطبيق منهجه هذا إلى " استبعاد مجموع العادات الفكرية التي سادت حتى اليوم، والتعرف على الحواجز الروحية التي تضربها هذه العادات حول أفق تفكيرنا، وهدم هذه الحواجز، من أجل الوصول بعد ذلك بحرية عقلية كاملة إلى المشكلات الحقيقية للفلسفة، التي تقتضي تجديداً شاملاً، والتي سيكون من الممكن بلوغها بعد تحرير الأفق من جميع جوانبه" وعلى أية حال، فإن الفينومينولوجيا تقدم لنا وصفاً دقيقاً لماهية الظاهرة، على نحو ما تظهر وتتبدى للوعي. ولكن هناك جملة من الشروط الواجب التقيد بها، من أجل الحصول على الوصف الدقيق للظاهرة: " فلابد للذهن أولاً من أن يتطهر من الافتراضات السابقة والأحكام المبتسرة. ومن الضروري كذلك أن نبقى داخل حدود الوصف وأن نقاوم الميل للسير من الوصف إلى الاستدلال" . إذن فلكي يكون بإمكان الذات العارفة وصف الظاهرة وصفاً دقيقاً، فلا بد أن تتخلى هذه الذات عن أية اعتقادات سابقة عن الظاهرة (موضوع المعرفة)، وأن تتوجه بكلياتها إلى التناول الوصفي لماهية الظاهرة كما تتبدى للعيان، دون إقحام أية فروض أو وجهة نظر مسبقة. وباختصار غير مخل بالمعنى: الهدف الذي ينشده هوسرل من خلال المنهج الفينومينولوجي، يتمثل في الوصول إلى ماهية الظاهرة كما هي، أي كما تتبدى للعيان. وذلك من خلال وصف وقائعها، مع الوضع في الاعتبار أن الوصف لكي يكون دقيقاً، فلابد للذات من أن تتخلى عن جميع افتراضاتها واعتقاداتها السابقة عن الموضوع. وهو ما أطلق عليه هوسرل (وضع الوجود بين قوسين) أو (التوقف عن الاعتقاد في الوجود) حيث " تُعلق عدة أشياء وتحفظ بين هلالين: يُعلق كل ما هو ذاتي صرف في إدراكنا للشيء فيتوجه التفكير إلى الموضوع وينحصر فيه... استبعاد ما يخالط هذا الإدراك، دون وعي منا أحياناً، من أحاسيس ومشاعر وعواطف، من رغبات وتمنيات ومخاوف، من ميول (إلى الموضوع وعنه) وتفضيلات ومواقف." وبالتالي فإن عملية (وضع الوجود بين قوسين) تعليق الحكم: تعني التوقف عن الاعتقاد في الوجود مؤقتاً، والتوقف عن عملية إصدار الأحكام وتعليقها إلى حين تتم عملية الوصف الفينومينولوجي للظاهرة.
والمنهج الفينومينولوجي بهذه الخطوة إنما يستهدف " كشف وجهة نظر جديدة، وآفاق جديدة، لا تتبدى إلا بعد (تعليق) العالم الطبيعي و(تعطيل) موقفنا الطبيعي الذي نعترف فيه بهذا العالم ونندمج فيه" وبهذا المعنى فإن (وضع الوجود بين قوسين) يختلف عن الشك المنهجي عند "ديكارت" الذي يرفضه هوسرل " كمنهج لمعرفة ماهية الموضوع، ويرى أن الشك هو نفسه عملية يُصدر من خلالها حكم على الموضوع المقصود في ذاته، وبالتالي لا يمكن أن يحقق معرفة بإصدار حكم على حكم" . في حين أن المنهج الفينومينولوجي عند "هوسرل" يدعو الذات العارفة إلى التوقف عن إصدار أية أحكام على الظاهرة، ريثما تتم عملية وصفها وتتجلى حقيقتها في الوعي الخالص.
وعلى حسب رأي "جون ماكوري"ـ الذي نوافقه هذا الرأي ـ فإن أمر التقيد والالتزام بهذه الشروط هو " عمل بالغ الصعوبة حقاً ويتطلب نظاماً عقلياً دقيقا للغاية: فكيف يمكن للمرء أن يتأكد من أنه أستطاع أن يُبعد جميع افتراضاته السابقة حول موضوع ما؟ أو كيف يمكن له أن يكون على يقين من النقطة التي ينتهي عندها الوصف ويبدأ معها الاستدلال أو التفسير؟"
وبالتالي فإن نقطة انطلاق هوسرل الأساسية، كما نلمحها بوضوح في التوجه المعرفي للفينومينولوجيا عنده، إنما تتمثل في مطالبته إيانا بضرورة فهم الخبرة الإنسانية، على أساس جديد يقوم على تجاوز المفهوم التقليدي لنظرية المعرفة، المتمثل في التقسيم الثنائي التقليدي إلى ذات في مقابل موضوع. ففهم الخبرة كما أظهر لنا "هوسرل" يكشف عن مبدأ فينومينولوجي أساسي هو: " أن كل وعي هو وعي بشيء أو موضوع ما". وهذه الفكرة البسيطة التي تنطوي على بداهة قد تجاهلتها أو أسقطتها نظرية المعرفة التقليدية، وأهلكت نفسها في مناوشات عقيمة لحساب الذات أو لحساب الموضوع (لحساب الوعي أو لحساب الوجود المادي). فالفكرة تعني ببساطة أن عالم الأشياء أو الموضوعات ليس من خلق وعينا أو تصوراتنا، ولا وعينا يكون من خلق هذا العالم: فالوعي والعالم يوجدان في وقت واحد لا أحد منهما من خلق الآخر، فالوعي ليس سوى توجه نحو عالم الأشياء أو الموضوعات يهدف إلى الاقتراب منها ومحاولة التعرف عليها وفهمها من خلال خبرتنا بها، لا الاستحواذ عليها أو تملكها وإخضاعها لتصوراتنا التي يمكن أن تحجبها عنا"
ونحن إذا أمعنا النظر في الجهاز المفاهيمي الذي يشكل (الفينومينولوجيا الوصفية)، فيمكننا ملاحظة أن مفهومه الأساسي الذي على أرضيته تنبثق بقية المفاهيم وهو مفهوم (القصدية). يمكننا ملاحظة أن مفهوم القصدية هذا، يؤسس لتجاوز الثنائية التقليدية للذات والموضوع، والتي كانت لها السيادة المطلقة في ميدان قضايا نظرية المعرفة التقليدية.
إن مصطلح أو مفهوم القصد Intentionalityليس اختراعاً هوسرلياً أصيلاً، ولكنه سبق أن استخدمه برنتانو(1838-1917م) إلا أن "هوسرل" قد استخدمه ووظفه بشكل مختلف، حيث أن " قصد الشيء أو عنّيه هو التوجه إليه... كل فعل يتوجه إلى شيء، والتمثل تمثل لشيء، والتذكر تذكر لشيء، والتوقع توقع لشيء، والحكم حكم بشيء، والحب حب لشيء، والأمل أمل بشيء. وإذا كان الإدراك دائماً إدراكاً لشيء فلنلاحظ أن هذا الشيء ليس بالضرورة شيئاً مادياً بوسعنا الإشارة بالأصبع إليه. فهذا الشيء قد يكون موضوعاً معنوياً ذا نحو كينوني يختلف عن كينونة الأشياء المادية. من هنا استطاعتي مثلاً أن أدرك، عند الآخرين، الحب والكره، الشغف والنفور، الفهم والطلمسة، الانتباه والشرود" وبهذا المعنى فإن " قصدية الإدراك لا تعني توجُّهه إلى شيء يُلحق به من الخارج كشيء يمكن أن يكون الإدراك إدراكاً بدونه. إن الإدراك هو، منذ البداية وبحكم ماهيته الإدراكية، دائماً إدراكاً لشيء،...، وهكذا بالنسبة لسائر أفعال الوعي: كلها وعي معين لشيء معين،...، على النحو الخاص به كإدراك، أو كتذكر، أو كتوقع، أو كحب أو ككراهية، إلى شيئه الخاص. على هذا الصعيد الوصفي ينتفي الكلام عن خارج وداخل، فتختفي، إذ ذاك، مسألة العبور بين الذات والموضوع" بذلك يكون المنهج الفينومينولوجي قد قام " بإلغاء المشكلات القديمة التي لم تحل في شطر كبير منها في نظرية المعرفة الحديثة مثل تفاعل الذات والموضوع وتبرير تصورنا للعالم الخارجي بوصفه معرفة حقيقية. إذ تبدو هذه المشكلات جمعياً في ضوء معقولية الإجراء الفينومينولوجي أوهاماً ومشكلات زائفة، لأنها في واقع الأمر تقوم على تفرقة مصطنعة بين الذات والموضوع، (بين الوعي والوجود). أما الفينومينولوجيا فتؤسس كل شيء ـ من جهة أخرى ـ على البنية المباشرة والحدس" وكأن هوسرل قصد بمنهجه الفينومينولوجي التحرك " إلى ما وراء الحدود القديمة لنظرية المعرفة التي تنعكس في التمييزات بين التجربة الحسية وبين الذهن! أو بين الحساسية والذهن أو بين المباشرة والتوسط" ويكون هوسرل بذلك قد قدم الفينومينولوجيا بوصفها تكملة للفلسفة الحديثة بصورة عامة، ولنظرية المعرفة بشكل خاص، وهو ما ظهر جلياً من خلال محاولته المنهجية الرامية إلى تحاشي الانقسام التقليدي بين الذات والموضوع والذي قامت على أساسه نظرية المعرفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محور للنقاش
مجدي عزالدين حسن ( 2012 / 2 / 4 - 07:15 )
حاول هوسرل تجاوز ثنائية الذات والموضوع (الوعي والوجود) التي كانت لها السيادة المطلقة في تاريخ نظرية المعرفة، عبر قوله أن عالم الأشياء أو الموضوعات ليس من خلق وعينا أو تصوراتنا، ولا وعينا يكون من خلق هذا العالم: فالوعي والعالم يوجدان في وقت واحد لا أحد منهما من خلق الآخر، فالوعي ليس سوى توجه نحو عالم الأشياء أو الموضوعات يهدف إلى الاقتراب منها ومحاولة التعرف عليها وفهمها من خلال خبرتنا بها، لا الاستحواذ عليها أو تملكها وإخضاعها لتصوراتنا التي يمكن أن تحجبها عنا.
ما هو رأيك فيما سبق؟
وهل يستطيع الباحث حقاً التخلي عن كل اعتقاداته، والتطهر من افتراضاته وأحكامه المسبقة؟ هل يستطيع حقاً دراسة وقائع الفكر والمعرفة دراسة وصفية محضة دون التقيد بأي رأي مسبق، ودون إقحام أي فرض؟ وإذا كانت الإجابة بنعم؟ فكيف يمكن للمرء أن يتأكد من أنه أستطاع أن يُبعد جميع افتراضاته السابقة حول موضوع ما؟


2 - شهادة تقدير
نعيم إيليا ( 2012 / 2 / 4 - 10:49 )
أستاذ مجدي، أحييك على هذا العرض الفلسفي الذي اتسم بالوضوح والإيجاز والسهولة، وعبر عن وعيك الفلسفي العميق الواسع.
بالنسبة لهوسرل، أنا شخصياً أستطيع أن أتقبل دون مشقة فكرته التي ترى أن الوعي والعالم يوجدان في وقت واحد؛ لأنني إن لم أتقبل ذلك سيواجهني سؤال عسير: أين كان الوعي قبل أن يخلقه العالم ؟
ولكنني لا أسنطيع تقبل رأيه في وجوب التجرد من الآراء والأحكام والقواعد المعرفية السابقة؛ لأنّ المعرفة تيار متصل لا يمكن التحكم به وإيقافه، وهو بنيان لا يمكن هدم لبناته مع المحافظة على سقفه، كما أننا لا يمكننا أن نبني بناء دون لبنات. إننا نخطئ حين نعتقد أن نظرية النسبية كان يمكن أن تظهر بغياب ما سبقها من النظريات العلمية. ونخطئ حين نعتقد بأن هيغل كان يمكن أن يظهر من دون أن يظهر أرسطو مثلاً. وسنكون مخطئين إذا اعتقدنا بأننا سندرك حقيقة العالم إذا ما تخلينا عن الأحكام والقواعد والاجتهادات السابقة التي هي معارف لا بد من الاستعانة بها لإنتاج معارف جديدة.
هذا رأيي وشكراً لك


3 - ما المقصود بالوعي
رمضان عيسى ( 2012 / 2 / 4 - 17:44 )
اذا كان يقصد الوعي المطلق, الفكره المطلقة ,كما عند هيجل ، فهذا شيء , والوعي الذاتي كما عند بيركلي , شيء أخر , فعند هيجل يكون الوعي المطلق أسبق من المادة , وهذا مثالية موضوعية , أما عند بيركلي فالشعور والوعي الذاتي هو الذي يخلق العالم - أسف - يُوجده ., فالوعي والوجود المادي لا يمكن أن يُوضعا متقابلين في كفتي ميزان أو يُجدان في وقت واحد بل يجب أن يسبق أحدهما الآخر , من هنا ينقلب السؤال هل الوجود المادي يُحدد الوعي , أم العكس ؟ والجواب العلمي واضح لا جدال فيه وهو أن الوجود المادي سبق الانسان ووعيه , ولا وجود لوعي قبل الوجود المادي مطلقا , وأن الوعي هو وظيفة الدماغ وهو المادة الراقية التنظيم , وبهذا لاوجود لوعي بدون الدماغ الانساني , والقول أن الوعي والعالم المادي وُجدا في وقت واحد فهذا قول أخرق لا برهان عليه لا في العلم ولا بالتسلسل الاستنتاجي , ,


4 - الوعي الانساني تراكمي واستنتاجي
رمضان عيسى ( 2012 / 2 / 4 - 18:11 )
الانسان يولد وليس عنده الا جسمه ودماغه الجنيني و الدوافع الغريزية , أما الوعي الانساني فتكون ويتهذب عبر العمل الانساني الانتاجي , والوجود في ,مجتمع , وتتراكم الخبرات والمعلومات من خلال المجتمع , وفي الحكم على الأشياء يقف الانسان أمام مقاربة بين المعطيات الحسية الحالية والخبرات السابقة ويصل هنا على استنتاجات جديدة تتراكم مع الكل المعرفي الفردي فالمجموعي , من هنا لايمكن التخلي أو الغاء المعرفة السابق من تدنت في أي حكم جديد .


5 - الوعي الانساني تراكمي واستنتاجي
رمضان عيسى ( 2012 / 2 / 4 - 18:23 )
الانسان يولد وليس عنده الا جسمه ودماغه الجنيني و الدوافع الغريزية , أما الوعي الانساني فيتكون ويتهذب عبر العمل الانساني الانتاجي , والوجود في ,مجتمع , وتتراكم الخبرات والمعلومات من خلال المجتمع , وفي الحكم على الأشياء يقف الانسان أمام مقاربة بين المعطيات الحسية الحالية والخبرات السابقة وبهذا يحصل على استنتاجات جديدة تتراكم مع الكل المعرفي الفردي فالمجموعي , من هنا لايمكن التخلي أو الغاء المعرفة السابقة مهما تدنت في أي حكم جديد .


6 - سؤال الأسبقية سؤال ذو طابع ميتافيزيقي
مجدي عزالدين حسن ( 2012 / 2 / 5 - 09:10 )
ألا تتفقون معي على أن تساؤلات من مثل:( سؤال الأسبقية: أيها أسبق:المادة أم الوعي؟ وهل المادة من خلق الوعي أم العكس؟ أو التساؤل بشأن هل العالم قديم أم محدث؟ وما يستتبع ذلك من التساؤل عن هل الله موجود أم غير موجود؟..الخ)ألا تتفقون معي على أنها تساؤلات تحمل أي محاولة للإجابة عليها بعداً ميتافيزيقياً أي بعداً ما ورائياً، وبالتالي تصطبغ الإجابات على إختلافها(دينية، فلسفية، علمية..الخ)بطابع الإحتمالية واللا يقينية. خاصة إذا إدركنا أن ليس ثمة يقين علمي مطلق في هذا الشأن، فالنظرية العلمية نتاج نظري له القابلية للدحض والتكذيب


7 - قانون بقاء المادة يحسم الموضوع
رمضان عيسى ( 2012 / 2 / 5 - 10:33 )
ان نظرية اللاتحديد في , أو اللاأدري , أو اللايقين هي حجة لا علمية , هي منطلق لخلق ضبابية لمعرفة الحقيقة , فحينما نتعرف على قانون وتثبت التجربة صحته , فيجب ألا نعود بعد ذلك ونشكك في مفعوله , فقانون بقاء المادة يلغي أن تكون المادة يوما ما غير موجودة , وبالتالي التشكيك في هذه الحقيقة بحجة اللاتحديد , هناك فكرة علمية تقول ان المتفجرات تقتل الانسان , فلا يجب أن يشكك أي شخص في هذا , الا اذا اعتقد شخص بامكانية خلق شيء من عدم , فهذا لايحدث الا في الأساطير , فالعلم , والخرافة خرافة , والإسطورة , اسطورة ,فلا يجب أن نخلط المفاهيم مراعاة لميراث مقدس بحكم الزمن ,
يجب أن يكون دائما لكل شيء سبب معقول , ومتسلسل المعقولية .
فالاسطورة قابلة للدحض , والفرضية النظرية قابلة للدحض , ولكن القانون العلمي , لا يستطيع أحد أن يدحضه , واذا وجدنا شخص يؤمن بللا تحديد دوما , فليلق نفسه في النار ويقول لا أؤمن أنها سحرقني دائما .


8 - ليس ثمة حسم قطعي مع الفيزياء الجديدة
مجدي عزالدين حسن ( 2012 / 2 / 5 - 16:18 )
أولاً: اللا تحديد أواللا تعيين هو أهم مبادئ الفيزياء الجديدة، وقد أستقته الفلسفة المعاصرة والدراسات الإنسانية والاجتماعية من مبدأ عدم التأكد أو مبدأ الريبة والذي يعتبر أهم مبدأ في نظرية الكم أو ما يعرف بمبدأ هايزنبرج، وهو ذات المبدأ الذي جذر لمفاهيم اللا تحديد واللا تعيين، وإذا إضفنا إليه نظرية النسبية العامة والخاصة لأنيشتاين فأن الباب ينفتح على مصرعيه إلى الإحتمالية وفي نفس الوقت يتم القطع مع أي خطاب ذو طابع قطعي وجازم وحاسم!
ثانياً: قانون بقاء المادة ينص على أن المادة في نظام (مغلق) لا يمكن أن تستحدث أو تفني وهو أُعتبر صحيحاً في الفيزياء الكلاسيكية في حين لا يعتمد عليه ولا يعول عليه في الفيزياء الجديدة بعد ظهور النسبية ونظرية الكم.


9 - الأستاذ رمضان عيسى
نعيم إيليا ( 2012 / 2 / 5 - 18:07 )
الوعي ليس الله، الوعي هو إدراك الله وإن شئت فقل خلق الله.
الوعي باختصار هو الحياة من أرقى دماغ إلى أصغر خلية؛ لأنه ليس هناك وعي من دون حياة.
فإذا كنت ترى أن الحياة - الوعي - لم يكن لها وجود دائم في المادة، فتفضل وبين لنا من أين جاءت الحياة؟ أنت تقع في المثالية من حيث لا تقصد وقولك:
أما الوعي الانساني فيتكون ويتهذب عبر العمل الانساني الانتاجي , والوجود في ,مجتمع , وتتراكم الخبرات والمعلومات من خلال المجتمع
فليس تحديداً للوعي، إنه تحديد للمعرفة التي تنضم إلى الوعي عبر التجربة الانسانية
أما الجواب عن سؤال أستاذنا مجدي حسن: ألا يؤدي البحث في مشكلة الأسبقية إلى المثالية، فبالنفي؛ إلا إذا اعتبرنا أن الوعي يسبق المادة. ففي هذا الحالة يصبح الوعي قوة خارج الوجود

اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو