الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءة التأريخية لواقعة كربلاء

باسم محمد حبيب

2012 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك دعوات كثيرة تدعو لاعادة كتابة واقعة كربلاء لوجود حلقات مفقودة في القراءة التأريخية للاحداث بسبب نقص المادة التأريخية وأغفالها لصفحات مهمة من تلك الواقعة التي مازالت تؤثر في حياتنا وتحرك وجداننا ، لا سيما الطريقة التي يتم فيها عرض تفاصيل الواقعة والتي يهيمن عليها الطابع الشعائري ، فأن من شأن قراءة كهذه طمس الكثير من الوقائع وتشويه الكثير من الاحداث التي نحتاجها لفهم الواقعة فهما تأريخيا ، لكن السؤال : هل يمكننا أن نتجاوز حقيقة أغفال تلك المصادر لتلك الحلقات المهمة ؟ وهل لدينا سبيل للوصول أليها بغير التخمين والاحتمال ؟ لا شك أن القراءة التي ننشدها للواقعة لا يمكنها أن تبني بشكل أساس على تلك الحلقات التي نعترف بأنها مفقودة ، وكم من الاحداث التي نعرفها أو التي لا نعرفها فقدت منها حلقات مهمة بحيث لم يعد بالامكان أستحضارها عند القراءة التأريخية ، نعم يمكن لكاتب الدراما أو السيناريو أن يفعل ذلك من أجل أن يحكم بناء نصه ويظهره بشكل مترابط وحسن ولكن لا يجوز ذلك إذا ما أردنا أن نقرأ الحادثة قراءة تأريخية ، وبالفعل فنحن بحاجة إلى هذه القراءة لكن ليس من أجل ملأ تلك الحلقات المفقودة بل من أجل فهم الاحداث بأعتماد منهج البحث التأريخي ، لاننا ندرك أن هذا الواقعة مازالت تتعرض للتشويه سواء بقصد أو دون قصد وأن التشويه الذي يشوبها ربما يحرمنا من الوثوب الى الكثير من المعاني التي تحملها .
أن أهم شيء تفرضه القراءة المنطقية هو عدم عزل الواقعة عن واقعها التأريخي ، فالذين قاتلوا الحسين لم يكونوا يجهلون شخصه بل لعلهم قاتلوه لانهم يعرفونه جيدا إذ لم نلمس منهم أنكارا لشخصه أو تكذيبا لما عرضه عليهم من معلومات حول عائلته ومكانته بالنسبة لرسول الله ، كما لا يجوز تجاهل دور الموالي في أحداث تلك الحقبة والظروف التي عاشوها في ظل الحكم العربي الاسلامي ، فالذين قاتلوا الحسين ربما يدركون هذا الدور وما قد يسببه من تغيير سياسي وأجتماعي لا سيما وهم قد عاشوا حكم الامام علي بن ابي طالب الذي ربما يمثل هاجسا مخيفا لاصحاب المصالح ، فكما قال الحسين تعبيرا عن هدف ثورته " لم أخرج أشرا ولا بطرا وأنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله " ، والاصلاح هنا ليس سوى فرض العدالة وأحقاق الحق وإلا فأن الحكم الاموي لا يمنع أداء الشعائر التي تشكل جزءا من الشعار السائد أنذاك .
كذلك ما سبب التشدد الذي أبداه عبيد الله بن زياد مع الحسين على الرغم من أنه كان بالامكان تجنب الواقعة فيما لو أبدى عبيد الله شيئا من المرونة ، فقد وصف الحسين موقف عبيد الله هذا بقوله " أن الدعي بن الدعي قد ركز بين أثنتين السلة والذلة وهيهات منا الذلة " ، فقد رفض عبيد الله كل المقترحات التي قدمت لتجنب المواجهة عازما على تحقيق احد أمرين أما جلب الحسين الى مجلسه تحقيقا لرغبة معينة وحاجة نفسية دفينة أو قتل الحسين مع أصحابه وسبي آل بيته ، ولو عاينا مجمل سيرة هذا الرجل لوجدناه حادا عنيفا لا يتورع عن تعذيب خصومه لا سيما إذا كانوا من طبقة الاشراف ، فقد رفض أمان محمد بن الاشعث لمسلم بن عقيل وأنب عمر بن سعد لافشائه سر مسلم له عادا ذلك من الامور السيئة وهدفه من ذلك تقريع عمر بن سعد لا أكثر ، و فعل نفس الشيء مع مسلم بن عقيل وهاني بن عروة والمختار بن ابو عبيدة الذي تلقى منه ضربه على عينه سببت له شرخا في محجرها ، ومن الطبيعي أن نعتقد أن الواقعة ربما لم يكن بالامكان حصولها لو لم يكن هذا الرجل حاكما على الكوفة ، ولعل يزيد بن معاوية قد أدرك هذا الامر وفهمه جيدا فبدون عبيد الله بن زياد لم يكن بالامكان توجيه الاحداث الى الوجهة التي حصلت فيها .
كما لابد ان نفهم السبب الذي جعل الناس ينفضون عن مسلم بن عقيل بعد أن بايعوه وأيدوه في البداية ، هل بسبب تذبذبهم وضعف ثقتهم بالنصر أم أن لـ مسلم نفسه شأن في ذلك ؟ وقد يكون أيضا لعدم معرفة مسلم بأوضاع الكوفة وظروفها وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن الدافع وراء ارسال مسلم مع ان هناك من يمكنه أن يؤدي الدور نفسه من أنصار الحسين سواء من الذين يعيشون في الحجاز أو الكوفة ، وهنا لابد لنا أن نبحث في شخصية مسلم مالذي تميزت به وجعلتها مرجحة لتولي هذه المهمة ؟ أن المعلومات التي لدينا تشير الى أن أم مسلم من النبط الذين هم سكان العراق الاصليين ، وبالتالي فأن الهدف من أرسال مسلم هو لاستمالة هذه الطائفة الكبيرة وربما لهذا السبب جاء تخوف الاشراف لما يشكله التقرب من النبط من خطر على مصالحهم فتقاعسوا عن دعم مسلم عند المواجهة ، لكن لماذا تقاعس النبط عن نصرة مسلم وهم يعلمون أنه جاء لخلاصهم ؟ والجواب لان هؤلاء لم يكن يشكلون أنذاك قوة ضاربة ولم يتم تنظيمهم بعد لا سيما وهم لا يعرفون مفهوم القبيلة الذي يعرفه العرب ناهيك عن كونهم اناس مسالمين لا خبرة لهم في شؤون الحرب ، ولعل الحسين كان يقصدهم عندما أشار الى الجيش الذي يواجهه بأنهم كثمرة " شهية للناظر وأكلة للغاصب " .
ومما يجب أن يخضع للتحليل أيضا أصرار الحسين على التحرك الى الكوفة بعد أن علم بأنقلاب الامور ضده ، هل أضطر إلى ذلك تحت إلحاح أخوة مسلم وأبنائه كما تقول بعض الروايات أم أنه كان ينشد الشهادة وحسب ؟ أن أفضل أجابة يمكن أن نستشفها من قرار الحسين المضي الى الكوفة برغم الظروف هو أدراكه أن هناك سبيل لتحريك الناس من خلال ما يمثله وصوله من دفع معنوي مع أمكانية تجمع المزيد من أنصاره ، وهذا يمكن أن يفسر عدم أصرار الحسين على مغادرة أصحابه وهو يعلم أنهم سيقتلون معه على الرغم من أنه قدم لهم عرضا بالمغادرة قبل يوم من المعركة وقد كان مصيبا عندما بين أن القوم يريدونه وحده ولا لزوم لان يقتل الآخرون معه ، إذن لماذا أصر هؤلاء على البقاء ؟ ولماذا لم يصر الحسين على مغادرتهم ؟ ألا يدل ذلك على أن الحسين كان يأمل في حصول تغيير في موازين القوى وقد كان يأمل ذلك حتى قبل لحظات من بدأ المواجهة ، ثم أنه أراد أن يلقي الحجة على من لا يرغب في القتال ، أما أنفراده بـ عمر بن سعد فهو جزء من المسعى الذي اراد به الحسين تغيير الموازين لصالحه فأذا كان عمر بن سعد يطمع بالمال أو الأمرة فـ بالامكان تعويضه ، لكن عمر بن سعد قد أفصح للحسين عن الواقع الذي تعيشه الكوفة بعد مجيء عبيد الله بن زياد مناقشا معه بعض الحلول التي يمكن أن تحقن الدماء ، وهنا يبرز سؤال حول السبب الذي دعى عبيد الله بن زياد الى رفض تلك الحلول التي ستبعد عن ولايته الخطر وتخلصه في نفس الوقت من سفك دم الحسين ، هل لذلك علاقة بطبيعة شخصيته كما بينا سلفا ؟ أم أنه ربما خشي أن تكون وراء ذلك مناورة ما لاجل كسب الوقت وأستقبال المزيد من الاتباع ، وليس بمستبعد أنه خشي من حصول توافق بين الحسين وعمر بن سعد لما بينهما من قرابة لذا جاءت الاوامر صارمة أما رأس الحسين أو رأسه (أي رأس عمر بن سعد ) ، الامر الذي دفع الاخير الى قطع المفاوضات وأعلان بدأ المعركة بأطلاقه أول سهم بأتجاه عسكر الحسين قائلا لاصحابه " أشهدوا لي لدى الامير بأني أول من رمى " فهذه الشهادة أراد بها تبرئته من موالات الحسين أو التواطؤ معه .
أن المعركة التي تعرضها لنا المصادر التأريخية قد جرت في معظمها بطريقة المبارزة رجلا لرجل ، وهنا لابد من التساؤل عن مدى صحة ذلك وعن السبب الذي دفع الطرفين الى اتباع هذا الاسلوب في القتال فيما إذا صدق أنه الاسلوب الذي أتبع في المعركة ، فأمامنا رأيان لتفسير هذا الامر إما أن المعركة قد جرت بأشتباك كامل إلا أن المؤرخين نقلوها بهذا الشكل لتفصيل ما جرى بالواقعة أو أن المعركة جرت بهذا الشكل فعلا ، وفيما يتعلق بهذا الامر لدينا أدلة تشير إلى أتباع الاسلوب الثاني منها طول مدة المعركة على الرغم من الفارق العددي الكبير ، وإذا ما صح ذلك فلعل أصحاب الحسين أرادوا أطالة أمد المعركة على أمل وصول المزيد من الانصار الى ساحة المعركة ، أما الجيش الاموي فلعله هدف من ذلك الى تأخير قتل الحسين على أمل أستسلامه الذي يعني الكثير لـ عبيد الله بن زياد .
أما الشخصيات النسائية في المعركة فيبدوا أن المؤرخين قد أختلفوا حول أسم المرأة التي ظهرت في الاحداث من قائل أنها زينب الكبرى إلى قائل أنها أم كلثوم وكلتاهما أبنتا فاطمة بنت الرسول ، وقد ينسحب هذا التساؤل على أمكانية كونهما شخص واحد أو أنهما كانتا موجودتان معا إلى جانب الحسين ، لكن إذا ما أردنا تحليل المسألة بشكل أعمق سنجد أن الروايات التأريخية تشير إلى أن زينب كانت أنذاك في عهدة زوجها عبد الله بن جعفر البصير ، أما أم كلثوم فتشير الروايات الى كونها أرملة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ناهيك عن روايات اخرى تقرنها بـ عبد الله بن جعفر ، ولان عبد الله بن جعفر لا يمكن أن يقترن بالاختين معا فأن هذه الرواية أما أن تكون كاذبة أو أنها تدل على أن كل من زينب وأم كلثوم شخص واحد لان أم كلثوم قد تكون لقبا لـ زينب ، ومما يدعم هذا الرأي الروايات التي تشير إلى زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب إذ ليس من المعقول أن يخطب عمر الأبنة الاصغر مع وجود أبنة أخرى أكبر منها سنا ، هذا ناهيك عن تساؤلات اخرى كثيرة حول ذكر أم كلثوم في أحداث تأريخية عديدة وأغفال ذكر زينب فيها كما هو الحال في الروايات التي تتناول أستشهاد الامام علي ، أما الروايات القليلة التي تذكر زينب مثل خطبتها من قبل الاشعث بن قيس فهي كذلك تثير التساؤل عن الوقت الذي تمت به هذه الخطبة ، فليس من المعقول أنه خطبها أثناء حكم الامام علي لانها كانت أنذاك في عمر يزيد عن الثلاثين ولابد أنها كانت أنذاك متزوجة من أبن عمها عبد الله بن جعفر، لان الروايات نفسها تشير الى ان لها ابناءا قاتلوا مع الحسين في كربلاء على الرغم من أن ذكرهم لم يكن بارزا كما حصل مع سواهم ولم نجد أصداء لاستشهادهم في الروايات التي تتناول زينب ، فالخطبة إذا ما صحت لابد أن تكون لامرأة اخرى غير زينب .
أما عن الجيش الذي قاتل الحسين هل كان يتكون من العرب وحدهم أم كان فيه من الموالي ؟ وهل كل الجيش شارك في قتل الحسين ؟ أن هذه الاسئلة تسمح لنا بمعرفة طبيعة الجيش الذي واجه الحسين في كربلاء ، فقد أشارت الروايات أن هذا الجيش يتكون من عشائر معينة كمذحج وعليهم عمر بن الحجاج وكندة وعليهم محمد بن الاشعث وبني اسد وتميم وغيرهم ، ومعظم هؤلاء ممن راسلوا الحسين ودعوه للقدوم إلى كربلاء وهذا ما كشفه الحسين في المعركة على الرغم من أنكارهم ، ما يعني أن الكثير من هؤلاء قد أشتركوا في هذا الجيش دفعا للشبهة وتخلصا مما ينتظرهم على يد عبيد الله بن زياد مع أن من بينهم من أشترك لحقد وكراهية ، أما الموالي فلم يكن يحسب لهم حساب في تلك الفترة ولم يسمح لهم بالانخراط في الجيش الذي يقتصر في الغالب على العرب من قطنة العراق ، ولان المعركة جرت في معظمها بطريقة المبارزة كما نرجح فمن الطبيعي أن لا يشترك الجميع فيها بل أن الكثير قد فضل التفرج على المشاركة المباشرة ، الامر الذي قد يفسر أقتصار القصاص الذي جرى في عهد المختار بن ابو عبيدة الثقفي على عدد محدود من المشاركين في المعركة ضد الحسين .
أما وصول السبايا إلى الكوفة فقد صورت لنا بعض الروايات تجمع الناس لمواساتهم وحصول حوارات بين الناس وبعض أفراد عائلة الحسين ، وهنا يجدر بنا أن نتسائل عن الدافع الذي دفع السلطة الى السماح للناس برؤيتهم وأستقبالهم ؟ هل أن السلطة كانت كريمة إلى الحد الذي تسمح للسبايا بالحوار وعرض واقع حالهم على الناس ؟ أم أن السلطة كانت تريد من ذلك أرهاب الناس لا سيما النبط منهم بأنها لن تكون رحيمة معهم فيما إذا قاموا بأي تمرد ضد السلطة ، وهذا ما يتيح لنا بأن نعتقد بأن النبط ( سكان العراق الاصليين ) كانوا من المعارضين الاساسيين للسلطة بعد لمسوا منها الكثير من الغبن ، وأن السلطة تدرك ذلك وتعمل على ردعهم بشتى الطرق ، ومن ذلك نفهم تعاطف الناس مع سبايا آل الحسين بأنه نوع من مقاومة السلطة كما يمكننا تفسير لوم المتحدثين من آل الحسين لهم بأنه نابع من أن جزءا كبيرا من خطة الحسين هو تحريك النبط ليكونوا عونا له في مواجهته ضد الامويين ، الامر الذي دفع بعض رؤساء القبائل العربية إلى مناهضة الحسين ومواجهته .
أما ذهاب السبي إلى دمشق مركز السلطة الاموية فهو جزء من تقليد أعتادت عليه السلطة منذ بدأ الغزوات الاسلامية ، لقد صورت لنا المصادر يزيد بن معاوية نادما على قتل الحسين وأنه أتهم أبن زياد بقتله بل وأنه أراد التكفير عن ذنبه بأعادة آل بيت الحسين إلى المدينة وهم محملين بالهدايا ، كما صورت لنا المصادر مجلس يزيد بأنه شهد تذمر الحاضرين مما حصل للحسين وأنهم بدوا متعاطفين من الخطبتين الذان القيا من قبل علي بن الحسين وعمته العقيلة ، وللاجابة على ذلك لابد أن نتمعن في موقف يزيد من بعض ما حصل في مجلسه فقد بدى ضعيفا ويشوبه الارتباك ما يعني أنه كان يعيش أصطراعا في نفسه ، لكن علينا أن ندرك أن أبن زياد ماكان له أن يفعل ما فعل بدون أذن يزيد أو على الاقل أنه لمس الموافقة منه على أتخاذ ما يراه مناسبا لمواجهة حركة الحسين ، وبالتالي فأن ندم يزيد إذا ما صح هو لانه عرف عاقبة ما فعل بعد أن أستغل الامويين الآخرين الامر لصالحهم وبدوا معارضين ولو بحذر لما جرى في كربلاء وهو ما يفسر تخلي معاوية بن يزيد عن الحكم لصالح آل مروان .
وبخصوص عودة آل الحسين إلى المدينة اشارت معظم المصادر إلى أتخاذ الرحلة الطريق التقليدي من الشام إلى الحجاز أي أنهم لم يمروا بكربلاء ، وهذا ينسحب أيضا على أعادة الرؤوس إلى الاجساد لان السلطة الاموية أمرت بتدوير الرؤوس بين الامصار الاسلامية من أجل تخويف معارضيها ثم جرى دفنها في مكان سري حتى لا تكون رمزا للمعارضة ضد السلطة ، وبالتالي لا صحة لما تشير إليه قراءات المجالس عن زيارة آل الحسين لجثامين القتلى في كربلاء وأعادة الرؤوس أليها ، فهذه الرواية التي لا أساس لها تعطي أنطباعا أن يزيد كان كريما مع آل الحسين بحيث سمح لهم بالمرور بكربلاء برفقة الرؤوس التي وافق على أعادتها إلى الجثامين على الرغم من خطورة ذلك على حكمه .
كذلك يمكن لبعض الروايات أن تكون مضللة ففضلا عن كونها ضعيفة وغير مسندة تعطي صورة غير مألوفة عن الواقع السائد أنذاك ، فأحدى الروايات تقول أن أبن زياد عزم على قتل علي بن الحسين بعد جدال جرى بينهم إلا أن أبن زياد توقف عن ذلك نزولا عند طلب العقيلة زينب ، فهل هذه هي الحقيقة أم أن الهدف من هذه الروايات طمس السبب الرئيسي لتراجع أبن زياد عن قراره ؟ وهو تدخل عمرو بن حريث نائب أبن زياد الذي أبلغه أنه لا يجوز قتله لصغر سنه وأبن حريث له ثقل كبير في الكوفة بحيث لا يمكن تجاهل تدخله بسهولة ، وقريب من ذلك رواية تناولت أحداثا وقعت في مجلس يزيد أذ أشارت الرواية إلى أن يزيد قتل أحد الشاميين لانه طلب أخذ أحدى بنات الحسين جارية له ، فقد صورت الرواية أن أمتناع يزيد عن تلبية طلب الشامي ومن ثم قتله جاء بعد حوار جرى بينه وبين العقيلة زينب التي أبلغته بعاقبة ما يفعل ، وهذه الرواية والرواية الاخرى تبرز كل من يزيد وعبيد الله بن زياد على انهم يمتازون بالكرم والشهامة بحيث يستجيبون لكل ما تطلبه العقيلة زينب ، والواقع غير ذلك تماما فقتل يزيد للشامي جاء لتجرئه بطلب فتاة لها صلة قربى به لان حكمه مبني على العصبية القبلية وليس لسبب آخر .
أن أبتعاد الواقعة عن البحث التأريخي جعل التعاطي معها يأخذ منحا وجدانيا فتخرج من منطقية الحدث التأريخي إلى لا منطقية الحدث الاسطوري ، ما جعلها واقعة ضمن نطاق البحث الرايزخوني البحث الذي يغلب العاطفة والوجدان على عناصر الحدث الاخرى ، فلكي نفهم الحسين ونفهم ثورته لابد أن ندرس الواقعة التي أدت إلى أستشهادته فهناك تكمن الكثير من الحقائق المفيدة والضرورية لفهم التأريخ والتجول في أبعاده بكل حرية ، وإلا فسنبقى بعيدين عن أدراك ما حملته ثورة الحسين من معاني وأهداف وما أبرزته من صور أنسانية نحن بأمس الحاجة لاستلهامها في حاضرنا ومستقبلنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها اساطير الاولين
سليم الصفار ( 2012 / 2 / 4 - 08:18 )
ليس هناك دليل اركيولوجي واحد على حقيقة معركة كربلاء او معركة صفين او القادسيه او غيرها من المعارك انها حكايات الف ليله وليله من خيال صانعيها بل ليس هناك دليل واحد على وجود شخصية الحسين اصلا
يقول الكاتب المجتهد نادر قريط ان معركه هائله كمعركة صفين الذي قتل فيها الالاف لم تؤكد نفسها للاركيولوجيين ولو بكسرة سيف
فالحكم يكون للاكتشافات التاريخيه لانها الفيصل وما سواها روايات منسوجه بهوى المحبين والكارهين ولايمكن الوثوق بها
تحياتي


2 - ألسؤال ألأهم والذي لم تطرحه !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 2 / 4 - 09:29 )
السؤال ألأهم في تفكيك ألأساطير ( والحدوتات ، على قولة المصريين ) وألمروية عن أحداث العقد السابع الهجري بعده بعقود والمكتوبة على شكل أشعار بعدها بقرون ، هو السؤال الذي يتحاشى الجميع الجواب عليه : إذا كان الحسين خرج لإصلاح أمة جده كما يروى عنه ، فلماذا إذا جاء ليبدأ ألإصلاح من أرضنا في العراق والتي عاثوا بها قتلا ونهبا وفسادا قبل فترة قليلة وسموها هم أرض الشقاق والنفاق ؟ أليس الإصلاح إن أراده يجب أن يبدأ في مكة أو المدينة وما بينهما حيث تتواجد كل أمة جده وأقاربهم وحيث كانت تتوجه الغنائم التي سرقوها من بلادنا وتنازعوا عليها فيما بينهم ؟


3 - اصول البحث
عباس سامي ( 2012 / 2 / 4 - 09:30 )
لااعرف ماذا اقول للاستاذ الباحث ان عرض موضوع بهذه الطريقة دون الاستنادالى وثائق ومصادر تاريخية لكلاالطرفين يعتبر مخالفا لاصول البحث العلمي السليم يضاف اليه اجتهاد الباحث في امور جدالية لايقدم ولايؤخرشيئا حول الموضوع.


4 - الى سليم الصفار
عباس سامي ( 2012 / 2 / 4 - 09:40 )
لااعرف ماذا اقول لك .سوى ان عدم ايمانك اواعتقادك بالاديان لاعلاقة له بوجود هذه الواقعة او غيرها من الوقائع التي ذكرتها .


5 - لا اسلام في القرن السابع
Al Telal T Samad ( 2012 / 2 / 4 - 20:11 )
اخي الغالي
تحيه عراقيه عطره
كما تعلم انه يوجد فرق كبير بين الروايه وعلم التاريخ
لو الغيت الروايه يتهدم الاسلام كله ويندثر
لو سمحت ارجوك ان تقرءا دراسه اوليه نشرتها لي صفحات الحوار مشكوره وعنوانها الخليغه معويه ذات الرقم الحوار 3228 في 27-12-010
كل الادله الماديه ومنها المكتشفه في العام 1997 -2006-2010 تؤكد انه لم يكن هنالك اسلام في القرن السابع حيث لا نبي ولاقرعان ولا راشدون وبالمناسبه راشدون اصلها فارسي وهي راستون وان معويه لم يكن لديه ولد اسمه يزيد وهذا بدوره لم يقتل شخص اسمه حسين
واذا كان يزيد مجرم لانه منع شخص واحد من الماء ما رايك بشخص حول مجاري 5 انهر الى داخل ايران ومنع عن العراقيين الماء
بشرفك مه هو اكثر جرما يزيد الوهم ام يزيد ايران الحالي المقدس
والذي يخلع سلطان العراق الحالي رباط عنقه امام سيده
اخي الغالي الى الماء يسعى من يغص بلقمه الى اين يسعى من يغص بماء
سامحني قد اطلت عليك واشكرك
اسلم لاخيك
صمد ال طلال


6 - لولا يزيد لما عرف الحسين
سامي المنصوري ( 2013 / 9 / 2 - 16:58 )
موقعة كربلاء واقع وتاريخ لكن تفاصيل المعركه بها مبالغات -السوؤال هنا لماذا الحسين يخلب آا بيته عائلته ونسائه وبناته وهو ذاهب للقتال واصراره على الخروج للعراق رغم نصائه الاهل والاقرباء والمحبين و مع ذلك اصر المواصله رغم معرفته بمقتل سفيره مسلم بن عقيل هذه الاسئله تحيرني واحب معرفة الاسباب لانهم رجل عاقل وحكيم - كذلك احب ان اطرح ان لولا يزيد قتا الحسين واهل بيته لما سمعنا بالحسين وكربلاء ولك تحياتي

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب