الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكوردية في سوريا وثوابتها

شيار دالي

2012 / 2 / 5
القضية الكردية


لا شك في ان الربيع العربي ألقى بظله على القضية الكوردية في سوريا بشكل لا يمكن تجاهله وحولت القضية الكوردية من مرحلة الركود السياسي إلى مرحلة الانتعاش بحيث أصبح حل القضية قاب قوسين أو ادنى, لأن العقبة الأكبر أمام الحل هو النظام الاستبدادي الحاكم... سارع ولأول مرة بهذا الشكل إلى الاعتراف (الإعلامي)بوجود شعب آخر في سوريا إلى جانب الشعب العربي وهو الشهب الكوردي, وأن الجزء الشمالي من الارض السورية تتزين بألوان علم الأمة الكوردية, ويحنفل شعبها بعيد النوروز العيد القومي للشعب الكوردي ولعل صدى هذا الاعتراف تدق آذان المعارضة السورية التي تتبنى النهج الديمقراطي لحل كل القضايا في سوريا الغد.
وبما ان القضية الكورديو في سوريا دخلت حيزا جديداً لم تكن بالحسبان, فإني أرى كمواطن كوردي سوري ليس إلا انه ينبغي على الشعب الكوردي في سوريامن احزاب وسياسيين مستقليين ومثقفين الالتفاف حول ثوابت القضية, لأن المرحلة التي تمر بها شعوب المنطقة بشكل عام, والشعب الكوردي في سوريا بشكل خاص مرحلة خطيرة جدا ومفصلية, ويتطلب من الكل بذل الجهود لوحدة الصف, وهنا أعرج إلى هذه الثوابت المستقاة من خلال قراءة المرحلة , وذلك وفق الفقرات التالية:
1- مركزية القضية الكوردية في سوريا بالنسبة للشعب الكوردي في سوريا.
2- الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي كقومية أساسية ورئيسية إلى جانب الشعب العربي في البلاد وحقه في تقرير المصير.
3- ديمقراطية البلاد.
4- تغيير اسم الجمهورية والنشيد الوطني.
5- استقلال البلاد الكامل, وأنه كل واحد, وليس جزء من أي دولة او دول أخرى.
وهنا لا بد من التحدث بشيء من التفصيل عن ثوابت القضية الكوردية في سوريا وذلك على النحو التالي:
أولا: مركزية القضية الكوردية في سوريا: غني عن التعريف بان الكورد في سوريا جزء من الامة الكوردية القاطنة في قلب الشرق الاوسط منذ آلاف السنين وان الأرض الكوردية في سوريا هو جزء من أرض كوردستان الذي قسم وفق اتفاقيات
( سايكس بيكو) و ( سان ريمو) وأن الأمة الكورديةهي امة عريقة في هذه المنطقة وكل ذلك جزء من تاريخ الامة الكردية وماضيها فهو بلا شك إرث سياسي و ثقافي نعتز به و لكن من الخطأ أن نجعل من أنفسنا أسرى ماضينا لأننا إن فعلنا ذلك سنخسر مستقبلنا ,و كوننا اليوم نعيش في سوريا ونحن جزء من الشعب السوري و أرضنا جزء من الأرض السورية و قضيتنا تعيش معنا ولا أعتقد أننا نريد إبعادها عنا , لأن القضية متى ابتعدت عن اهلها اصبحت يتيمة فقد يتصدقوا عليها ويتعاطفوا معها و لكن ما كان ليتيمٍ أن ينسى أهله بالصدقات و العطف , و لذلك أرى أنه على الكرد في سوريا أن يدركوا جيدا بأن قضيتهم في سوريا هي القضية المركزية لهم وأن القضية الكردية بوجه عام هي قضية دولية تتطلب حلا دوليا و أننا كشعب كردي في سوريا جزء من هذه القضية الدولية و لكن لا يمكننا التفريط بقضيتنا المركزية على حساب قضيتنا الدولية لأن هذا التفريط لا يساهم في حل قضية الشعب الكردي , ولكننا نستطيع المساهمة في حل القضية الكردية دوليا عندما نصبح احرارا نتمتع بحقوقنا في وطننا سوريا و هنا استشهد بقول الكاتب الكويتي احمد الكبير احمد الصراف الذي يقول (من لا يستطيع مساعدة نفسه لا يستطيع مساعدة الآخرين , وإن الشعوب العربية لا تستطيع مساعدة الشعب الفلسطيني لأنها ليست شعوب حرة ) 0ومن جهة أخرى فإن مركزية القضية الكوردية في سوريا تأتي من كوننا جزء اساسي في تكوين الدولة السورية منذ الاستقلال عن فرنسا ,فالشعب الكردي جزء من الشعب السوري و الجغرافية الكردية من الجزيرة و كوباني وعفرين جزء من الجغرافية السورية وأن قضيتنا تحل في قبة برلمان منتخب ديمقراطيا في دمشق ليست في أنقرة أو بغداد أو طهران0
ثانيا: الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي: إن الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي من اهم ثوابت القضية الكوردية كون الدستور هو القانون الأسمى لأي دولة حديثة, وانطلاقا من قناعاتنا بأنه لا يمكن صون حقوقنا إلا بوجود اعتراف دستوري بوجودنا وبحجمنا وتأثيرنا في المجتمع السوري, وان يكفل الدستور حق المواطنة الكاملة من حقوق وواجبات, وبالإضافة إلى ذلك الاعتراف بحقه في تقرير مصيره, والذي كفله المعاهدات والاتفاقات الدولية لشعوب الأرض كافة دون استثناء وحق تقرير المصير الانفصال عن سوريا كما يروج البعض لذلك.
ثالثا: ديمقراطية البلاد: إن سوريا المدنية الديمقراطية البرلمانية العلمانية التعددية هي في الحقيقة من اهم تطلعات الشعب الكوردي في سوريا لأنه منطقيا – لا يمكن تصور حصول الشعب الكوردي على حقوقه في ظل نظام دكتاتوري, فالنظام الديمقراطي البرلماني المدني الذي يحترم حقوق الغنسان هو الطفيل بمنح الحقوق لمواطنيه فالنظام الاستبدادي الذي لا يحترم حقوق وحرية الشعب العربي في سوريا لا يمكنه منح الحرية لشعب آخر أو لأي أقلية اخرى تعيش في سوريا.
رابعاً: تغيير اسم الجمهورية والنشيد الوطني: إن هذين المطلبين يدخلان في صميم مطالب الشعب الكوردي في سوريا, لان اسم الجمهورية الحالي " الجمهورية العربية السورية" منافي لحقيقة تكوين الدولة السورية حيث أن سوريا تتكون من قوميتين رئيسيتين هما العرب والكورد وأقليات قومية أخرى مثل الأثوريين والتركمان والأرمن وغيرهم... وهذا مناقض لمبادئ العدالة والإنصاف, وتحريف للحقيقة والواقع, ولذلك يجب أن يصبح اسم الجمهورية" الجمهورية السورية" لكي تستوعب – من الناحية النفسية- كل أطياف المجتمع السوري, وكذلك تغيير النشيد الوطني سواء كليا او جزئيا بحيث تحذف منه العبارات التي تمجد شريحة من المجتمع دون اخرى مثل عبارة" عرين العروبة" وغيرها.
خامساً: استقلال البلاد الكامل وأنه ليس جزء من أي دولة أو دول اخرى: ولأننا كشعب كوردي عانينا من هذه الشعارات" سوريا جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الامة العربية, وكان ومازال الغرض من هذه الشعارات العريضة تضخيم مهمة النظام والتعتيم على الحالة الاستبدادية وان بقاء هذا الشعار في سوريا الغد يجب ان يقابله شعار ان الشعب الكوردي في سوريا جزء من الأمة الكوردية وكوردستان سوريا جزء من كوردستان الكبرى, لأننا ككورد نعيش الوضع نفسه الذي يعيشه العرب السوريين إذ لنا أقارب يعيشون في كوردستان تركيا وفي كوردستان العراق كما للعرب السوريين اقارب في الأردن والعراق ولبنان, ولكن من الافضل – من وجهة نظري – ان تكون سوريا الغد دولة مستقلة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى وأن نعمل مع بعضنا البعض – كسوريين اولا – من أجل بناء دولة ديمقراطية تحق لمواطنيها العيش الكريم, ومن ثم ليس هناك من حرج في ان يدعم العرب السوريين القضايا العربية , ويدعم الكورد السوريين القضية الكوردية, بل وبالتآلف والتأخي سيدعم السوريين ككل عربا وكوردا كل القضايا العادلة بما فيها القضية الكوردية والقضايا العربية.
وصفوت القول إنني أتوجه إلى كل المهتمين بالشأن العام من سياسيين ومثقفين إلى العمل من أجل وحدة الصف والموقف والالتفاف حول ثوابت القضية الكوردية لأن المرحلة حساسة إلى درجة لا يمكن التنبؤ بما سيحمله المستقبل لنا كشعب وكقضية وأن وحدة الصف الكوردي هو الكفيل بتحقيق اهدافنا في الوصول إلى حقوقنا المشروعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفوضى في سوريا الأصيلة
نايـــــــــــا ( 2012 / 2 / 5 - 13:06 )
يا سيدي، أليس مطلبك كقومي كردي فيه تعدي على حقوق العرب في سوريا عندما تطالب كقومي كردي بإلغاء كلمة العربية من الجمهورية وتطالب بتغيير النشيد السوري؟ هل تعلم يا سيدي أن عددا كبيرا من أكراد سوريا بدؤوا منذ وقت التحدث عن لا مركزية الحكم في سوريا، واعتبار المثال العراقي (الذي تم تجزيئه وقطع أوصاله إلى دويلات حيث تعم الفوضى الآن) هو النموذج الذي يسعى إلى تطبيقه الأكراد في سوريا؟ كل ذلك بحجة الاعتراف بالحقوق والمطالبة بالمواطنة ؟أية مواطنة تطالب بها ككردي وأنت تلغي قومية الآخر وتطالبه التنازل عنها، بالإضافة إلى تكريس المطالبة بحقوق الأقليات الاخرى وتغذية نزعتها القومية ودفعها للمطالبة بحقوقها كشعب كالآشوريين-الكلدان-السريان أجدادنا... ودعم حقوقهم في تقرير المصير؟ هل تعلم يا سيدي أن أصول هذه النزعة تفشّت في المنطقة في نهاية القرن 19 مع وصول البعثات التبشيرية البروتستانتية الأمريكية إلى الشرق الأوسط ؟ استنتج من ذلك أن مطلب الأقليات ستحول سوريا إلى عراق ثاني وهذا ما تسعى إليه أمريكا وإسرائيل... فهل تقسيم سوريا وقطع أوصال الشعب إلى دويلات لتحقيق دولة الأكراد القومية هو الوسيلة والهدف ؟


2 - الحقائق
زارا مستو ( 2012 / 2 / 6 - 19:29 )
تحياتي تايا:
الكورد لم يطلبوا يومل بإلغاء أية قومية بل يطالبون المساواة, في الحقوق والواجبات, كلمة سوريا ليست عربية بل هي أثورية, وسوريا لكل سوريين ليس للعرب فقط, لكل القوميات والمكونات الدينية, إذا كان معيار العدد هو الشرط إذا علينا ان نقول سوريا سنية, لان السنة هم اكثر, عدديا, العراق يختلف تسكنه شعوب غير عربية ودمج بين كوردستان والعراق وفق أتفاقية سايكس بيكو أي ألحق جزء من كوردستان بالعراق, وإذا كنت لا تعترفون بكوردستان هذه يعني أن الكثيريين يفكرون مثل الصهاينة في هذا الوطن, أما سوريا الكورد وغيرهم يطالبون بالديمقراطية والاعتراف بحقوقهم ضمن سوريا موحدة لا مركزية, وكلمة لا مركزية تحمي الخصوصية وعدم التدخل في شؤون العباد, الأوربيون يعتمدون هذا المبدا بعد الحرب العالمية الثانية مثلا المانيا تتألأف من 16 ولا ية لا مركزية, لماذا تبنى المان هذا المبدا, لأن هتلر جلب لهم الويلات! , لا أحد يريد تقطيع سوريا بل الذي يقطع هو الذي يقتل السوريين,أما الذي لا يقرأ ولا يقبل التعدد هذا شيء آخر, سوريا قبل البعث كانت اسمها الجمهورية السورية العربية أضيفت في مرحلة البعث, الكورد مع وحدة سوريا...

اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع