الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ونرى من الناس العجب !!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2012 / 2 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في محطات حياتنا تمر بنا أصناف مختلفة من البشر الذين يترك بعضهم أثراً طيباً في النفس والذاكرة ، بينما البعض الآخر تتمنى لو إنك لم تكن قد عرفته .
الذي يحز في النفس حين تضطر الى وضع بعض الأعزاء في خانة من تتمنى لو لم تعرفهم يوماً ، حين تشعر بأنك دائماً تصل معهم الى باب مقفل ، فلا هم يثمنونك كما أنت ولاهم يغادرونك بلا جروح .
قد يكون أحدهم معجوناً بالتفسيرات السلبية تجاه كلامك وتصرفاتك ، فبينما تتعامل معه بحسن نية وطيب خاطر ، تجده يشكك بنيتك الصافية .
وبينما أنت تقدم له كل خير برحابة صدر ، تجده يحقد عليك لمجرد خلاف او كلمة تصدر منك نحوه فيهولها او يفسرها على غير مقصدها ، من غير أن يضع في عينيه ( حصوة ملح ) كما نقول باللهجة العامية الدارجة .
تسدي له نصيحة إذا ما أخطأ في سلوك ما ، لكنه يقابلك بعنجهية ويوجه إصبع الإتهام اليك ! كأنك لست صديقه !!
وقد يكون متغطرساً يملؤه الغرور ، فيظن أن فكره أعلى من فكرك ، ويتهمك بالغباء . وإذا نبهته الى خطأ اعتقاده وأنه إذ يعقد ويلتوي بتفكيره ، فلا يدل ذلك على ذكاء ، فإنه يقلب عليك الدنيا ، فمثله لايتقبل منك مكاشفتك له إذا لم يكن يدرك ماتقوله وما يعتقده !! وعليه وكما هو معروف فإن الحوار مع الأغبياء هو أثقل شيء نقوم به ، بل هو أغبى مانرتكبه بحق أنفسنا .
وقد يجهل معنى الموضوعية في التعامل مع الآخر ، فيحل لنفسه مالايرضاه لك ، ولايبرر لك مثلما يبرر لذاته .
وقد يستغلك بشكل مباشر او غير مباشر ، لكنه ينكر على نفسه حقيقة مايفعله .
ومايؤذيك أكثر حين تشعر بأن ضميره لايدرك مايفعله ، ويقلب الأمور ضدك ، ويسقط عليك عيوبه وسلبياته .
قد لاتكون تلك الصفات والسلوكيات مجتمعة في شخص واحد من أعزائك ، حينذاك يكون العبء النفسي أقل وطأة ، لكن المشكلة حين تجتمع تلك العيوب في شخص واحد تحاول ان تساعده ليصلح من ذاته ، لكنه يدفعك الى الفشل معه ، وفوق ذلك يتهمك بأنك فاشل !! ولايدرك كيف إنه يخسر الناس حين ينتظر منهم أن يتقبلوه كما هو ومن غير أن يحسن من نفسه ، متحملين أمراضه النفسية وإساءاته لهم .
المشكلة حين لايفهم هذا الصنف من البشر أن العلاقة الإنسانية كالزهرة تحتاج الى ماء لتنمو وتستمر ، فتراه بسلوكياته يتمادى في سحب الزهرة من منبتها الى أن يقطعها ، حينذاك يلومك ويتهمك بالتخلي عنه !
إن للآخر حقاً علينا ، لكن لأنفسنا حقها أيضاً ، فإذا باءت كل محاولات الإصلاح بالفشل ، أصبح من الجائز أن نترك المسيء خلفنا او نحدد علاقتنا معه ، لنغلق الباب بوجه المزيد من الجروح التي تسببها علاقات غير متكافئة روحياً او فكرياً ، نرى فيها العجب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 2 / 5 - 15:34 )
نعم هي فعلا مشكلة ولكن تجاوزهم بالحسنى ربما يكون هو الحلّ السليم ! إن سفينة نوح لها سعة محدودة ولا تستطيع أن تحمل كل من وجدنا كما أنه من غير المعقول أن نحمل فيها من لا يستحق عالم ما بعد الطوفان .. كان الله في العون..!

اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه