الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفجار العنف فى المجتمع المصرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2012 / 2 / 5
المجتمع المدني


تميز المجتمع المصرى بحالة استقرار نسبى لمدة غير قصيرة منذ انقلاب العسكر عام 1952 والذى تحول بعد ذلك الى ثورة بفضل التغيرات الجذرية والحاسمة فى بنية المجتمع المصرى مما ادى الى تقارب فى الفوارق بين الطبقات ومجانية التعليم وخلافه
ولم يشهد مجتمعنا المصرى اى ثورات جماهرية الا فى حالات قليلة مثل الثورة على عبد الناصر عام 1968 ردا على احكام القضاء على المتسببين بهزيمة يونيو67 ..ثم اعقبها مظاهرات 72 عقب عدم تنفيذ السادات وعده باستعادة سيناء بسبب الضباب كما ادعى انذاك.. ثم اعقبها مظاهرات الخبز واخيرا تمرد الامن المركزى فى الثمانينات.. وعقب ذلك دخل المجتمع المصرى حالة طويلة نسبيا من الاستقرار المجتمعى ولا يوجد ذكر الا لمطالبات بسيطة فئوية من ان لاخر هنا وهناك
ثم شهد العامين الاخيرين مظاهرات فئويه ملحوظة فاتخذ النظام السابق احيانا الاستجابة بعد ضغوط طويلة واحيانا اخرى سياسة عدم الاستجابة تحت مسميات مختلفة ,,, واتسع الفارق تدريجيا بين مطالب الشعب وبين الارادة السياسية ولوحظ فى الاونة الاخيرة انعزال تام للقيادة السياسية عن الشارع المصرى
الى ان قامت الثورة التونسية ونجح الشعب التونسى بعد صبر ان يزيل زين العابدين.. وكان هذا هو المفجر الاول الذى عجل بانفجار المجتمع المصرى
ثم كانت حادثة كنيسة القديسين بالاسكندرية التى فجرت الغضب القبطى لاول مره وخروجه من تحت عباءة الكنيسة وسط تعاطف مجتمعى اسلامى وعالمى وكان هذا هو المفجر الثانى الذى عجل بانفجار المجتمع المصرى
تجمعت المظاهرات الفئوية فاصبحت تكاد تعم معظم شرائح المجتمع المصرى فاصبح الاحساس بالظلم شبه عارم على مستويات عديدة فى المجتمع المصرى وكان هذا هو المفجر الثالث الذى عجل بانفجار المجتمع المصرى
يقول فولتير ان الانسان لا يثور عندما يظلم انما يحس بالظلم ... وقد شهد المجتمع المصرى تجاوزات لا تعد ولا تحصى للشرطه المصرية واصبح اهانة المواطن المصرى هوالقاعدة والمعاملة الطيبة هى استثناء وكانت هذه التجاوزات هى المفجر الرابع الذى عجل بانفجار المجتمع الصرى
كان التزوير فى الانتخابات الاخيرة فاضحا اشعر المواطن بياس كبير فى المسقبل وانه داخل على نفق مظلم يهدد مستقبله هو واولاده واسرته . وكان هذا التزوير هو المفجر الخامس بانفجار العنف فى المجتمع المصرى
كانت كل المؤشرات تدل على ان القيادة السياسية تسير نحو توريث الحكم لابن الرئيس السابق وكان هذا المسار لايجد اى استجابة تماما فى الشارع المصرى واشعر المواطن المصرى بمزيد من الياس . وبذلك كان التوريث هو المفجر السادس بانفجار العنف فى المجتمع المصرى
واخيرا خرج البخار المكتوم من صدور الشعب المصرى ووجد الشعب شراسة عنيفة من الشرطة المصري ادت لسقوط الالاف القتلى والمصابين فى ثورة يناير ورجع الشعب سعيدا الى منزله فرحا بما حققه من انجازات لم يكن اكثر المتفائلين يتوقعها
وانتظر المواطن المصرى يوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع وشهر بعد شهر ولم يحس باى تحسن على مستويات عديدة ثم جاعت احداث ماسبيرو والبالون وشارع محمد محمود وكنيسة امبابة ولم يجد اى رادع او عقاب لاى جانى بل حتى جناه النظام السابق اصبح الشعب متشكك فى مماطلة محاكمته ومرة اخرى امتلات الصدور ببركان الغضب ... ودائما كلمه جريمة يعقبها كلمة عقاب ولكن كلمة عقاب لم تعد تنفذ تماما فى الاونة الاخير فاصبح المجتمع بدون رابط حقيقى ..هل يمكن ان نتصور مجموعة من الناس لمجرد ان تعطيها بعض المال وطلب منها القتل الجماعى لمجموعة افراد ان يوافق كل هذا العدد على القيام بمذبحه جماعية بدون تردد الا اذا كانت اختفى لديهم او لدى مجتمعهم عنصر الضبط والربط لاشك اننا امام خلل مجتمعى خطير والحل لن يكون الا بالتطبيق الصارم والحازم للقانون ولا يوجد اى مخرج اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي


.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:




.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي