الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملكوت الله القادم(3)

وليد مهدي

2012 / 2 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1)

لا ادري إذا ما كان بعض علماء الاعصاب في الغرب مقتنعين ، وحسب ابحاثهم الاخيرة عن " الرب " في ادمغة البشر ، بأن يمكنهم الوصول إلى نتيجة موضوعية ام لا ..؟
ما اقصده منفصل تماماً عن " القدرة الكامنة " في الدماغ التي تعلمها اسلافنا وورثناها جامدة غير فعالة ، التي لا نستعمل منها سوى ما يقارب الـــ 2% والتي تحدثنا عن فلسفة تجليها لدى كهنة المعابد القديمة البائدة .. وكهنة المعابد الحديثة ( المحافل الماسونية ) ..
ما اقصده هو الميل نحو " الاعتقاد " بوجود إله او آلهة تسير شؤون هذا الكون يظن بعض العلماء بأن من الممكن ان تكون لهذا الميل جذورٌ تكوينية في الدماغ البشري ..
كما وضحت في موضوعنا السابق " الماركسية الانثروبولوجية " ، فإن ادمغتنا لا تزال في طور تخليق شكل دماغي جديد ووضائف دماغية جديدة تتعلق بتطور ملكة الخيال وظاهرة الاحلام ، واللتين من شانهما تطوير مفاهيم الدين الجمعية على صعيد فردي وجمعي كلي بعد عشرات الاف السنين ربما ..
ففي حالة طقوس " الثيورجيا " التي كان يمارسها الكهان ، يمكن تحصيل " كمية " اكبر من مجال استخدام الطاقة الدماغية عبر تفعيل مسالك مهملة في التكوين الدماغي كما وضحناها في موضوع " الماسونية والثيوصوفيا " ..
لكن ، حدوث تحورات جهازية في الدماغ لاجل ادراك ابعاد اضافية اكبر عن العالم ، يعني تحول في الاستخدام " النوعي " لطاقة الدماغ حتى لو كانت ضئيلة كما وضحنا في الموضوع آنف الذكر ..
بالتالي ، لا يمكن للرب ، سواء كان موجوداً أم لا ، ان يأخذ اي محل " خاص " في ادمغة البشر في الوقت الراهن .. ابداً !
مع إن الرب الذي اعنيه هنا هو الايقونة الرمزية المستخلصة من تعريف الإنسان التاريخي للحاجة و الحاجة للعدالة خصوصاً كونها الحافز الاساس التي دفعت الانسان " المعاصر " للاستعانة به ..
فالعدالة اليوم ، بشكلها الليبرالي " الصوري " المجرد المستبطن للدفاع عن الراسمالية ( مصالح الفئات والاقليات الصهيوبروتستنتية النافذة عبر العالم ) ، إنما هي شديدة الالتصاق بقيم العدالة التي تخص الفرد الواحد من هذه الاقلية ..
فهي مموهة خادعة بما يتعلق باشكالها الوطنية والحضارية الإنسانية الشاملة الجامعة ..
بالتالي ، وبسبب الهجمة الامبريالية الشرسة على حضارات العالم وما تبقى من كياناتها التاريخية الارثوذوكسية والكاثوليكية والكونفوشية والإسلامية ، بعد إعصار العولمة والمعلوماتية الكاسح ، نجد ان مفهوم العدالة الجمعي التاريخي يحاول العودة بقوة مستدعياً صورة " الرب " في العالم الثالث ، و " الله " في عالمنا الإسلامي بوجه التحديد كقيمة مركزية عليا للدين تتجاوز حتى الحاجة الفردية للقلق الانساني التاريخي وحاجته للرب كملاذ ومنقذ لكل طارئ آني ومزمن ممثلاً بهذا القلق ..
الحاجة للرب اليوم تتجاوز القلق الفردي إلى القلق الجمعي المصيري ..
هي اليوم اكثر الحاحاً لمفهوم حقيقي ونقي للعدالة مضاد للمفهوم الصوري المعاصر في الغرب الذي تتعامل به الراسمالية كسلعة تباع وتشترى في اسواق مصالحها ..
فبالامس فقط ، تعلن اميركا عن اشمئزازها للفيتو " الظالم " من قبل الصينيين والروس بحق " الشعب " السوري ، وتنسى بتلك اللحظة اكثر من " ستين فيتو " استعملته اميركا ضد " شعب " فلسطين وعلى مدى خمسين سنة ..
مثل هذا التناقض في مفهوم " العدل الانساني " للدول التي تقود العالم بنظام الاقلية الراسمالية الحاكمة ، هو الذي يجعل للرب حاجة مصيرية شاملة في ثقافتنا ..
مثل هذا التناقض ، وله ما يماثله في تعامل هؤلاء في بلدانهم الغربية نفسها ، ربما كان هو السبب الحقيقي وراء بحث العلماء من حيث لا يشعرون عن الرب في ادمغتنا لانهم وجدوا البشر مهووسين بالدين بشكلٍ لا يصدق ، ربما هو ما جعلهم يظنون بان لله جذوراً راسخة في الدماغ ..
فما دام هو الخالق ، لماذا لم يخلق " أداة " تواصلٍ بينه وبين مخلوقاته حسب المتدينين منهم ، او لماذا لا تكون هناك بنية طبيعية على الاقل تستدعي هذا الميل ..؟؟
هم يبحثون في قمة الشجرة دائماً ، ونادراً على جذعها ، متناسين بشكلٍ كامل جذور المشكلـة ..
العدالة الإنسانية بمفهومها الشامل الغائب كلياً عن مسرح الصراع والتنافس الدولي المحموم هي المشكلة الجذرية في عالم الامس و اليوم وهي التي استدعت " الله " لحل مشاكلنا ..
قال في ذلك النبي محمد :
" لولا الخبز ما عُبدَ الله ! "
تمتد " لولا " هذه بنطاق عريض في عالم اليوم يسمى " العدالة " التي لولاها لما كانت هناك حاجة للدين ..

(2)

اذا كان الربُ موجوداً ضمن الحافظة الثقافية الجمعية للناس كتعويض جوهري عن العدالة النقية الكلية الضائعة وليس ضمن بنية الفرد البيولوجية وما تحتاجه في مجتمعنا الحديث ..
فهذا يفسر لنا على الاقل ، لماذا تكون " المبادئ " صعبة التطبيق في الواقع العملي ..
فالحاجة لهذه المبادئ تتجاوز كيان الفرد الواحد إلى كيان " الامة " ، وهذا ما يجعل الامة الإسلامية على سبيل المثال متعلقة بالقيم الإسلامية كمجموع كلي ، لكنها كافراد ، تجد نفسها عاجزة كلياً عن الإلتزام بهذه المبادئ والقيم الاخلاقية ..
فادمغتنا في حقيقتها ، لا مكان " اصيلٌ " فيها للمبادئ والقيم ، لا مكان فيها للرب مطلقاً..
لكن ، حسب فلسفة التكيف العصبي في مسار التطور البيولوجي .. قد تصنع معاناتنا وبحثنا الدائب عن شكل العدالة الشاملة الكلية مكاناً للقيم والاخلاق فيها .
مكانٌ حقيقي للرب يجعل الإنسان لا يحيا دون ان تكون العدالة اصيلة في تكوينه ..
وهكذا ، الانسان يصبح هو " الرب " نفسه ..!
قد يحدث هذا ربما بعد آلاف السنين ، من صنع التطور البشري ، من صنع البشر انفسهم وهم لا يشعرون ..
لكننا اليوم ، لا نزال لا نمتلك مثل هذا التكيف العصبي بصورة واضحة على ما يبدو ..
فلم نحصل على المعرفة بها او تداولها في حياتنا الاجتماعية إلا عبر التربية الإجتماعية التي اصبحت حائلاً في الضد من تكويننا الغريزي الحيوي الدفين ..
المبدأ الاخلاقي في الاثرة والعطاء يتنافى مع " التكوين " الغريزي في التملك ..
قيم البذل والعطاء مفاهيم موروثة من العقل الجمعي ، قيم العدالة الاجتماعية الرمزية المفقودة ، بمثابة اصفاد تقيد الغريزة خدمة للمجتمع و " الصالح العام " ..
اما الانانية فهي اصيلة التكون في جوهر ادمغتنا الزاحفية القديمة و لا تاتي " الالفة " و " المودة " إلا في المقام الثاني ، في الكيان العاطفي من قشرة المخ ..
ثم تاتي من بعدها الانشطة المنطقية اللغوية في المقام الثالث ليس إلا كما فصلنا هذا في الماركسية الانثروبولوجية ..
إذ بينا بان الدماغ المنطقي هو ما يميز جنسنا المعاصر ، وهو ما ساعد على بناء الحياة الاجتماعية ( التي هذّبت الغريزة واسفرت عن بناء اللاوعي العميق المكتوم ) ..
تطور العقل المنطقي في نفس الوقت بفعل تعقد وتطور الحياة الاجتماعية وما تتطلبه من تواصل لغوي – فكري اسهم في انبثاق الوعي بالقيم وسبل التعايش الاجتماعي ، لتكون الميول الغريزية مغيبة في جب اللاشعور ..
لكن ، تبقى " الانا " هي المقام الاول حتى لو كانت مطمورة في اللاشعور ، تبقى هي المستوى الجوهري المتحكم بسلوكنا العام ..
فالرب اذن ، استعارة رمزية لمفهوم العدالة العام يقف في ضد " الانا " ..
وكلما تحققت قيمة عليا للعدالة الاجتماعية في بيئة ما .. كلما خفت صوت الرب الممثل بالإطار الديني في ضمائر البشر ( كما يحدث في الغرب ) ..
وكلما ضاعت هذه القيم في مجتمع آخر واختلت موازينها ، نجد الحضور الطاغي لمفهوم الإله بشكلٍ لافت في الثقافة كما هو في عالمنا الإسلامي ..
العدالة الاجتماعية المطلوبة هي التي نصبت الرب حاكماً اعلى للتاريخ وقامت بتعريفه عبر آلة الفكر المعقدة المنطقية اللغوية من قشر الدماغ البشري ..
الشيوعية السياسية ( ولا اقول الماركسية العلمية ) ، وحينما حاولت الإطاحة بالرب من على اعلى علياء عرشه التاريخي الموروث ، إنما تعدى مفسروها على الرمز التعويضي للعدالة المفقودة ..
الشيوعية نفسها ، وحين تعجز عن تحقيق العدالة ، لا تجد عقول الشيوعيين انفسهم من بد بسوادهم الاعظم للعودة إلى " الرب " كرمز تعويضي لهذه العدالة ( عدا استثناءات موجودة دائماً ) ..
لهذا السبب ، الدين و رغم عدم رسوخ الايمان به على وجه اليقين الكامل ، نجده قوياً في السواد الاعظم من الناس في البيئات مختلة القيم ..
ففي حين يحدثنا القرآن عن الناس بأنهم :
وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
( وهو ما يؤكد قناعة الرسول محمد بفقدان البشر لاي تواصل حقيقي مع الملكوت السماوي الذي كان يشعر هو بالتواصل معه )
نجد في المقابل من هذه المعادلة ، ان اكثر هؤلاء انفسهم لا يستغنون ابداً عن دين هم لا يؤمنون بجوهره .. لماذا ؟؟
بسبب الجور والظلم الذي يميز طابع الاجتماع البشري ، فلا توجد عدالة حقيقية دائماً ، حتى في الغرب المتحضر الذي يطبق القانون على مواطنيه بحذافيره ويحتكم للدستور ..
نجد هذا الغرب الراسمالي المتوحش يؤسس عدالته النسبية تلك على كوارث انسانية واستعمار وهيمنة وغطرسة على باقي الشعوب والامم التي تتداعى لموروثها الثقافي وخزينه التاريخي لمواجهة الغرب والبحث عن العدالة المفقودة ولو بدينٍ لا يقبله العقل الحديث ..
وهو ما يحصل مع امتنا الإسلامية باسلامٍ " صحراوي " متشدد يمضي بالضد من حركة التاريخ إلى درجة أن الامة باتت ترفض " العقل " الحديث لحساب هذا الدين .. الذي لا نجد اكثرية الناس ازاءه " ولو حرصنا " به مؤمنين ايماناً يقينياً راسخاً ..

(3)

متى يصبحُ هذا العالمُ اكثرُ عدلاً ..؟
سؤالٌ بديلٌ هو ربما عن سؤالٍ آخر فقد الوعي الجمعي العربي إجابته :
متى يحل العدل في ارض المسلمين ؟
الغرب يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة الشعوب خصوصاً العربية ، فاصبح المصير العربي الاسلامي مرتبط بمصير العالم برمته ..
المصير الذي ننتظر فيه زوال الهيمنة الراسمالية ورفع يدها عن المنطقة العربية الاسلامية حتى تقرر الشعوب مصيرها ونمط حياتها دون تدخلٍ من احد ..
زوال الهيمنة الراسمالية قد لا يعني حلول العدالة المفقودة ، لكنه يعني حتماً فرصة لولادة عالمٍ جديد ..
لكن ما هو العدل وفق المفهوم الإسلامي " الروحاني " العميق ..؟؟
العدالة الحقيقية تتجاوز الشريعة كنصوصٍ مكتوبة إلى " نظام الحُكم العادل " الذي يفهم الناس والتاريخ والشريعة ..
اقول الروحاني العميق دون ان اكتفي بالمفهوم السطحي للعدالة في الإسلام والممثل بتطبيق الشريعة ..
فالشريعة ليست بدستورٍ مقدسٍ يمكن ان يجري على رقاب الناس بمختلف ميولهم وسلوكهم وتصرفهم قائماً بالقسط والميزان .. كما يتصور السواد الاعظم من المسلمين البسطاء ..
بل الشريعة ، في بعدها الواقعي ، متحولة متغيرة تحت مظلة " التفسير " و " التاويل " بما يتفق وطبيعة النظم الاجتماعية والسياسية الموجودة في البيئات الإسلامية المختلفة تاريخياً وجغرافياً والتي تنجب الحاكم الصالح والطالح ..
لهذا السبب ، فهم " العدالة الإسلامية " خلق عدة مذاهب ، بسبب اختلاف " معدن " المفسرين للشريعة في المكان والزمان ..
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، الفكر السلفي يحرم الخروج على الحاكم "السني" حتى لو كان فاسقاً مثل نظام حسني مبارك ، فقد اعلن السلفيون حرمة الخروج على مبارك بداية الثورة ..
لكن نجاح الثورة المصرية ، دفع بوصلة السلفيين للتبدل ، ما اعطى للسلفية بعمومها فسحة من المناورة وقبول فتاوى مشايخ البترودولار الاميركي امثال القرضاوي للخروج على القذافي وقتله شر قتلة في ليبيا اليوم كما فعل المغول بآخر خلفاء بني العباس في بغداد قبل عدة قرون ..
وهكذا ، تدور عجلة الفتوى بتحشيد العقل الجمعي الإسلامي البسيط لبناء جبهة سنية سلفية لمواجهة المد الشيعي الإمامي المزعوم في المنطقة ، خدمة للمصلحة الامبريالية العليا .. وهو ما لا تشعر به جل الجماهير المأخوذة المشحونة بفعل وسائل الإعلام المسيسة بحميتها على " هذا الدين " كما كان يردد الراحل سيد قطب و " هذه الامة " الثائرة ضد بشار الاسد ونصر الله والخامنائي من المحيط إلى الخليج .. !
هذه الجماهير تتصور ان العدالة ستتحقق بتحقيق الهوية الإسلامية والشريعة الإسلامية ..
ولم يعد مستغرباً ان نفهم لماذا يحصد الإسلاميون جل مقاعد البرلمانات في دول " الشتاء" العربي ..
ما لم تفهمه هذه الجماهير حتى اللحظة ، إن الشريعة مرهونة بالعامل البشري ممثلاً بطبيعة الحاكمين ..
امثال القرضاوي او السستاني ، او الصدر او الغنوشي ..
مثل هؤلاء لا يمكنهم فهم المعنى الحقيقي للعدالة التي تطلبها الجماهير حتى لو التزموا بتطبيق الشريعة على الصغير والكبير ..
النبي المؤسس للحضارة الإسلامية ، محمد بن عبد الله ، وربما بعد تاملٍ طويل ٍ في مفهوم النظام العادل والدولة العادلة ..
ربما كان قد تنبأ بأن هذه الارض لن تمتلئ قسطاً وعدلاً حتى تخرج للناس :
(( دابةً من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون )) ..
وهي اهم آيات خروج المهدي ليملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً حسبما ورد في التراث الاسلامي ..
وقصة دابة الارض هذه ، التي يبدو بها المخيال الجمعي الإسلامي متفرداً حين نقابله بما موجود في المخيال العبري والمسيحاني ، انما تمثل " الافق " الرمزي الروحاني العميق الذي على قادة " الامة " ومن يتصورون انفسهم بانهم دعاة " الله " فيها فهمه فهماً علمياً حقيقياً واستيعاب مغزاه ومقصده الجوهري بتجرد عن الصيغة الاسطورية المتبدية في الشكل الخارجي لهذا الفهم ..

(4)

ان تبدل الشريعة الإسلامية ذات المظلة السياسية العثمانية إلى الشريعة الوضعية المستوردة من الغرب و التي عملت بها الحكومات العربية بعد حصول دولها على الاستقلال " الشكلي " بعد انهيار الخلافة الإسلامية .. لم يجلب العدل لهذه الامة ..
الشعور الجمعي العربي – الإسلامي العام ايام العثمانيين ، ايام الخلافة ، كان الشعور بالحيف تجاه استبداد السلاطين والولاة ..
هو نفس الشعور الذي يدفع الشعوب العربية اليوم للثورة ، بل حتى الديمقراطية الدموية في العراق ، الطائفية المذهبية الإنقسامية في لبنان ، ورغم تجربتها الطويلة نسبياً قياساً بالديمقراطية الوليدة في مصر وتونس وليبيا ..
فهي لحد اللحظة ، عاجزة تماماً عن منح الناس في تلك البلدان اي لمحة امل بان القادم افضل ..
يكاد ان يكون الشعور العام هو ان القادم اسوأ ..
الديمقراطية ، كأسلوب في ادارة البلاد ، لا تكفي وحدها لتحقيق العدالة الاجتماعية وإشاعة روح من الشعور بالرضا عن النظام والدولة ..
هناك اولويات واسس تحدثنا عنها في مواضيع خلت في العام الماضي عن الديمقراطية والثورة العربية وطبيعة النظام الراسمالي كحامي للديمقراطية ذات النظام الذي يخدم الاغنياء دون الفقراء ..
رغم ذلك ، منطق العقل السليم يقول ، الديمقراطية بكل مساوئها ، افضل من حكم الخلفاء !
سواء اكانوا خلفاء " شورى " اهل الحل والعقد ، او شورى المجالس الموسعة التي تضم عقلاء ووجهاء الامة على غرار النظام التداولي الموجود في ايران ..
لان طبيعة التاريخ تبدلت ، لان ثقافة ومعرفة الانسان تغيرت ، لان التقانة التي يستعملها الناس باتت ثورية تاريخية ..
من الحري إذن بالنظم السياسية ان تكون ثورية تاريخية اقرب للعقلانية من سواها ..
ورغم ان للديمقراطية مساوئ لا تعد ولا تحصى ، لكنها تبقى الاقرب لمستوى العقلانية من مفاهيم البيعة و إجماع وجهاء ورجالات " الامة " ..
قصة دابة الارض التي يتفرد بها الوعي الجمعي الإسلامي ، توحي بخلاصة التاريخ ومآله ..
فهي دابة تخرج في آخر الزمان مع المهدي كما يروى هذا عن النبي محمد ، تسمى " الجساسة " تسم الناس على خراطيمهم : مؤمنٌ وكافر ... !!
اذ ان المخلص الموعود سيقيم " الحدود " الشرعية على المجرمين بدون برهان او حجة ، بدون شهادة الشهود المطلوبة حسب القرآن وسنة محمد ..
" الجساسة " ستتجاوز قرآن محمد ، سوف تتعدى على سنته ، بل هي ، قرآن وسنة المهدي الثورية التاريخية الجديدة ( حسبما توحي به الاحاديث التي تذكرها وتذكر المهدي ) ..

(5)

واذا وقع القول عليهم ، اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا باياتنا لا يوقنون ..

سياق هذه الآية القرآنية وما تصوره كان يوحي إلي شخصياً في طفولتي ، و بمشهدها الاسطوري الماورائي ، وكأن تنيناً يخرج من تحت الارض يكلم الناس ، ديناصور من نوع عجيب غريب ..
لطالما سالت نفسي في حينها :
لماذا يتحمل هذا الديناصور ( حسب تصوري في وقتها ) مسؤولية تمييز الناس مؤمنٌ وكافر ؟
لماذا لم يظهر هذا الوحش مع الرسول محمد ليميز الناس ويحل المشاكل فيكافئ الاخيار ويقيم الحدود على الاشرار من رجم وجلد وقطع يد .. إلخ إلخ ..؟؟
لماذا الانتظار حتى ياتي " آخر الزمان " ليخرج مع المهدي ؟
مضت سنين طويلة منذ ان طرأت في ذهني تلك التساؤلات ..
واليوم ، في عالم مايكروسوفت والنانو تكنولوجي ، وبعدما نهجت في تفكيك وتحليل رمزية الاسطورة بواسطة الانثروبولوجيا ، اجد نفسي امام صورة متكاملة تظهر كإجابة من الوعي الجمعي الإسلامي للسؤال التاريخي الخالد الذي أرّق ذهن محمّد :
متى يحل العدلُ في هذا العالم ؟
لم تكن الثقافة البشرية في وقتها لتسمح برؤية صريحة للمسار الذي يتخذه التاريخ تقنياً ..
فالجاسوسة هذه ، او " الجساسة " كما اسماها محمد ، تعبير عن " آلـــة instrument " تعفي البشرية من صداع الديمقراطية والخلافة معاً ..
ويمكنها ان تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ( حسبما تصوره هذه الرسالة الكونية ) ..
فهي فيما يبدو ، وحسبما وردت صفاتها في احاديث كثيرة مروية عن محمد في تفسير الآية السابقة اعلاه ، عبارة عن تقنية تاريخية ثورية لم تصل إليها البشرية بعد ، وربما هي على عتبات ابوابها اليوم ..
تتمثل هذه التقنية بامكانية " نسخ copy " لذاكرة اي فردٍ من افراد الجنس البشري الدماغية والإطلاع عبر فك شيفراتها على كل تفاصيل الاحداث الماضية والوقائع الآنية والافكار المستقبلية التي في ذهن هذا الشخص .. !
فالشريعة الإسلامية ، بمبدا الترغيب والترهيب ، سبق وادعت بان ملكين اثنين يقومان بهذا النسخ وهما من سيكونا الشاهدين على الانسان يوم القيامة ، وحسب سجلاتهما وما نسخاه ، سيدخل المرء الجنة او يدخل النار ..
لكن ، جساسة آخر الزمان هذه ، التقنية الثورية المتقدمة التي بدأت بوادرها تظهر تدريجياً في القرن الحادي والعشرين ، لن تقوم بتسريح الملكين الكريمين الكاتبين عن الخدمة فحسب ..
هذه التقنية الإلكترو – عصبية التي بدات اولى تطبيقاتها " البدائية " تظهر في الغرب اليوم ، يمكنها اذا ما تطورت ان تغير وجه الثقافة والتاريخ وتطيح بمفاهيم الليبرالية والتحرر في نفس الوقت الذي تمسح فيه " الدين " من خارطة الوجود ..!!
ستكون اكبر ضربة " قاتلة " تتلقاها الديمقراطية التي انجبتها الحضارة اليونانية القديمة وطورتها الحضارة الغربية المعاصرة ، وستترك كل الكتب المقدسة وراء ظهرها ..
لانها ببساطة ستكشف لاول مرة في تاريخ الانسانية وجوهاً سلوكية للبشر .. غاية في القبح .. لم يتعود البشر على التعامل معها .. مع إنها حقيقتهم ..!!

(6)

توضيح المسالة بسيط ..
العملية تشبه رؤية الإنسان البدائي لاول مرة لصورته المنعكسة على سطح الماء ، ادراكه الاول لمعالم شكله التي تشبه نوعاً ما شكل اسرته والافراد الذين ربوه ويتعامل معهم في محيطه قبل ان يتمكن من صنع " مرآة " تعرفه على وجهه وما يطرأ فيه من تبدل كل يوم ..
البدائي كان يرى الناس وجهه ، لكنه كان عاجزاً عن رؤية نفسه ..!
المسالة هنا تصبح " مقلوبة " ، اذ يمكن لغيرنا ان يرى حقيقتنا التي نخفيها ..
مرآة الذاكرة البشرية نعرفها نحن عن انفسنا ، لدينا انطباع عن التصور العام حول التساؤل :
من نحن ومن نكون ؟
لكن ، سجل ذاكرتنا ، نكاد نحن الوحيدون انفسنا من لديهم القدرة على رؤيته بشكل كامل ..
نسخ الذاكرة البشرية وحل ترميزاتها سيتيح للمؤسسات " الحكومية " التعرف على ماهية وحقيقة كل انسان ، كل فردٍ في المجتمع إلى درجة تصبح الديمقراطية فيها المبنية على وعود وبرامج عمل انتخابية لمرشحين غير فاعلة وغير ذات اهمية لان سذاجة وسطحية ودونية هؤلاء المرشحين تكون مفضوحة مكشوفة .. !!
الناس يدركون انهم خاطئون ، لكنهم لا يحبون ابداً ان يحكمهم خاطئون مثلهم ..!!

فالفضائح الجنسية ، وحنث اليمين ، تطيح باكثر الحكام ثقافة وقوة شخصية في المجتمعات الليبرالية الديمقراطية المفتوحة .. فكيف بمن تكشفهم " الجساسة " وما يحملون من تاريخٍ على رؤوس الاشهاد ..؟؟

ربما ، وفي يومٍ قريب ، لن يتجرا امرء على تقديم نفسه للناس اميراً للمؤمنين ويطلب البيعة كما فعل الراحل بن لادن او الظواهري ، " الجساسة " ستكون كفيلة بفضح حقيقة التكوين السايكو عصبي لعصابي مثل الشيخ يوسف القرضاوي او عبد الحميد المهاجري الشيعي الباكي على ضلع الزهراء ليل نهار ..
والعكس ، فحص السيرة والسلوك " عصبياً " سيجعل من المؤسسات هي التي تختار الافضل والانسب ، برامج مايكروسوفت وميراث ستيف جوبز ربما ليست هي التي ستختار للامة مخلصها الموعود فحسب ، بل ستضع لكل انسان " قيمة " جديدة في المجتمع ، ستكون قاسية على اغلب الناس ..
التقنية الإلكترو عصبية حتى الآن ( في 2012 ) بدات تتعرف على الكلمات في الدماغ قبل النطق بها .. ولا يزال المشوار في بدايته ..

وباعتقادي هي مجرد سنوات قد لا تتجاوز عقدين او ثلاثة حتى يكون بين ايدينا تقنية قاسية تخرق خصوصياتنا الفردية وتنتهكها بطريقة لا يمكننا استيعابها اليوم ..
قد يتعود عليها الجيل القادم وتصبح طبيعية .. في عالمٍ لا تتحقق العدالة فيه بشكل مطلق ، لكنها ستكون افضل بكثير من دولة الخلافة الاستبدادية ، واحسن من خداع الديمقراطية وتزييفها المعاصر ، دون انكار فضائلها في عالم اليوم !
عالم المستقبل لن تتحكم به منظومات الاقتصاد الرقمي فحسب ، انما منظومات جديدة رقمية تطال العمل والأداء السياسي والاجتماعي ..
عالمٌ مرعبٌ حقاً بالنسبة للخصوصية التي نتغنى بها اليوم ، والتي مهدت للاقليات الصهيوبروتستنية ان تحكم رقاب الاغلبية ، لكنه سيكون عالمٌ افضل بالنسبة لاجيالٍ تعيشه وتحياه وتعلي صرحه ..
اتمنى حقاً من هذا الجيل التوجه نحو الاشتغال النظري اولاً والعملي ثانياً بمثل هذه التقانة منذ الآن ..
فما اتمناه حقاً لهذه الامة " النائمة " ان تنجب اجيالاً لا يخدعها شيوخ السلف الصالح الذين جندتهم المخابرات المركزية الامريكية والموساد ..
ان يصبحوا واعين فلا تنطلي عليها مزايدات الوطنية والقومية و الإنسانية الاممية من قبل سياسيين ضحلين لا يمتلكون من رصيد قيمي واخلاقي وحتى معرفي إلا ديباجة من الكلمات ..
يومها لن تنفع اصحاب الالسن الكلمات مع جيلٍ يجد الخطا على درب عيسى و محمدٍ وماركس

( وما صاحبكم بمجنون .. اعي جيداً ان العدالة جوهر ما يشترك بين هؤلاء )

بل سيضطر الحاكم لما تبقى من مجد اميركا بالايعاز بقتل كل ضباط المخابرات الاميركية المشرفين على افتعال احداث 11 سبتمبر والتاكد من إذابة ادمغتهم بالاسيد قبل ان تسترجع منها الذكريات وتبثها الفضائيات بالصوت والصورة كاقذر مؤامرة وفضيحة في التاريخ .. !
انتهت هذه الاجزاء من " ملكوت الله القادم " ..

الفصل التالي من السلسلة هو " مع الله في ملكوتـه " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مازلت ارتع في ملكوت الله
وليد يوسف عطو ( 2012 / 2 / 8 - 13:30 )
الاستاذ الفاضل الكاتب والمفكر الكبير وليد مهدي الجزيل الاحترام انها سفرة ممتعة في ملكوت الله وانا عائد للتو من الوظيفة .اقول ان الشريعة ضد الطبيعة لانها مفروضة من الخارج ولذلك كل من يستند الى القلب والضمير يمثل الانسان والطبيعة والاله اما من سجن نفسه خلف اسوار الشريعة كاليهود والمسلمون وبعض من المسيحيين فقد حكموا على انفسهم بالسجن المؤبد . اعجبني اكذوبى 11 سبتمبر والتي سيكشف المستقبل اكاذيبها ومقالك لذيذ .. لذيذ يحتاج اكثر من قراءة مع خالص مودتي ايها الغالي .


2 - المدعو وليد المهدي
سوري فهمان ( 2012 / 2 / 8 - 14:29 )
يضحكني بعض الكويتبين متل المدعو وليد المهدي الذي يظن نفسه محلل سياسي كبير ويعتمد بذلك على تعليقات وسلامات ثله من العاطلين عن العمل الهاربين من بلادهم للعيش الرغيد في بلاد الناتو العايشين على حساب الشعوب الأوربية الكريمة . أقول لك كما يقول العراقين .
يا معود لاتدوخ بيتك طرش لو ملبوخ


3 - البعرة تدل على الاسلاميين
ابراهيم ( 2012 / 2 / 8 - 18:32 )
الملفت للانتباه هوالسلوك والكلمات التي يتبذا بها اصحاب الاديان واقول كلهم فلن تجد احدا ولو لمرة واحدة يحاول ان يناقش مع الكتاب المتنورين اطروحاتهم بالادلة والاسلوب العلمي الرصين بل جل مداخلاتهم استهزاء وسب ولعن كالمعلقين رقم 1 و3


4 - الصديق والزميل وليد يوسف مع الاحترام
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 9 - 05:18 )
تحية لك اخي الكريم

شكرا على مرورك الطيب الكريم

الشريعة - فهم - بشري متغير تحت مظلة القداسة ولكن اكثر هؤلاء لا يعلمون

دمت بالف خير


5 - الاخ ابراهيم مع التحية
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 9 - 05:20 )
شكرا لمرورك اخي الكريم

الاخوة المعلقين اعلاه كما ترى يحرفون الكلم عن مواضعه لاسباب لا افهمها

انا اتحدث بموضوع ... وهم يتحدثون بموضوع آخر وقضايا اخرى لا علاقة لها بقضية ما نود مناقشته في هذه المواضيع

شكرا جزيلاً لتعليقك


6 - لافرق ان كان جدنا ادم او قرد
جواد الصالح ( 2012 / 2 / 10 - 09:49 )
الاستاذ وليد تحيه ارى الحيره والريبه تجوس في العبارات والكلمات وارى الشك ينثر بذاره بعيدا في اصقاع الروح وربما انزلقت سمكة الحقيقه من سنارة الصياد وولت 0وغدت السكينه بضاعة عز وجودها وندر التربع في افيائها 0فالافكار مازالت مكبوته مشوشه غير منعتقه يلفها غموض الحداثه ووحواسيبها ويسكنها هوس البدء واشراقاته التكوينيه 0ربما استفاق فينا وهج من ومضة الكشف الاول بصورته 0فوهلة نظن الايمان متيقنا يفوح شذا الحلاج في الكلمات ويقين الخضر بتهويماته الممزوجه بالسديم الاول 0اوعنفون موسى ونزقه الوجودي ورؤى ابي القاسم التامليه 0وتارة تطفح ظلال الشك ريانة تناطح اسوار اليقين الهش ويتلاشى فينا النور وتكلح الوجوه بزرقة الانين 0يبدو ان دوامة هايزنبك قد جذبتنا في سورتها الابديه 0ربما عانينا جميعا لهيب القلق وغثيان المجهول وهو يغلف كل متاهات حياتنا ارى فيك قلقا وذهولا يتجاوز الرؤى الورديه التي تبشر بها وهما يدلس سحر الليالي ويهرق خمرها المعتق وينشر على اديم ظهورها لسعات الاسئله المحيره 0تلك ياصاح حالها منذ درج جدنا الاكبر ادم على بسيطتها اوكنا كما يقول البعض نتاج تطور وتنازع 00يتبع


7 - تلك متاهه مستمره
جواد الصالح ( 2012 / 2 / 10 - 10:50 )
لاتبتأس كلاهما لايفيان بالغرض ان جئنا من ادم او كنا احفاد القرود فها نحن نشاطر الليل سواده ونغرف من الوحل نلطخ به سوأتنا 0مازلنا نقتتل ونظلم ونتلقف العفن كي نسقيه ارواحا معذبه 0مازال الغدر فينا يجتر كل تاريخنا المفتون بالغباء والغرور
0ان فكرة الله التي تبحث عن مبرر لها ان في مكونات الدماغ او جدليات التطور او نزوعنا الضمئ نحو العداله وهذا ما اشار به السيد (كانت )باعتباره دليلا اخلاقيا لوجود الله او اصحاب البراهين باختلاف نزعاتهم ومشاربهم 0كلها ياسيدي لا تحل المشكله ولاتضع حدا لهذه اللعبه لان صاحبها واقصد به السيد الهوموسابينس معجون من تركيبه مبهمه وغريبه ربما كان التناقض والقلق احد مكوناتها المهمه بعد الكاربون والحديد وبقية العناصر وهذه حسبه يصعب حلها او الوقوف على قرار لها 0 قد نسير ونقترب من حل اللغز ولكن من صيروة الحل ينبت برعم التساؤل 0وكما قال المتنبي فيك الخصام وانت الخصم والحكم 0


8 - وليد مهدي - لاتهتم كلنا معك
وليد يوسف عطو ( 2012 / 2 / 11 - 10:18 )
عزيزي واخي الاستااذ وليد مهدي الجزيل الاحترام - اقول لك لاتهتم فجميع الانبياء والفلاسفة والعظام جرى التهجم عليم او قتلهم او تسقيطهم سياسيا واخلاقيا . تابعت موضوعك يوميا رغم انشغالي بالكتابة والوظيفة وتعب النفس والجسد والمني الهجوم الذي تتعرض له ومحاولة ربط الموقف السياسي بالموقف الفكري ولهذ1ا تجنبت ان اكتب في السياسة مؤخرا لانها تفرق ولاتجمعولان المشروع الثقافي والفكري يتضمن داخليا شيئا من السياسة وشعرت احباطك من سرعة خروج الموضوع من العرض على الصفحة الرئيسية ومن اجاباتك ولهذا انا مرا ت اتجنب الهجوم بغلق التعليق والتصويت مثل موضوعي الاخير عن الناسخ والمنسوخ في الانجيل وكثيرا ما احببت ان اكتب اليك مقالا اهديه اليك ولكنني دائما اجد نفسي رغم سلاسة قلمي اجد قلمي وافكاري وذهني اجدهم عاجزين عن ايفاء حقك كشخصية ثقافية وفكرية وادبية متنوعة وموسوعية . اقول لك كما قال المسيح ( دع الموتى يدفنون موتاهم ) والقافلة تسير والباقي انت تعرفه . لك خالص محبتي وتقديري ايها الكبير وعلى المودة نلتقي دائما .


9 - الاستاذ جواد الصالح مع الود
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 15 - 06:47 )
تحية اكبار ، وشكراً وافراً لا حدود له على مرورك الطيب الجميل

نعم يا صاح ...

نمشيها نحن بين المكتوب وبين مالم يكتب ..!!

اكرر شكري الجزيل لكلماتك وتعليقك الرائع


10 - الغالي الاستاذ وليد يوسف مع الاحترام
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 15 - 06:52 )
تحية لك

وشكراً على مؤازرتك لي

لم اقرأ تعليقك في هذه الصفحة الا الآن , وحقيقة لا يهمني الهجوم
للكلمة ثمن يا صديقي .. ونحن على استعداد دائمٍ لدفع المستحقات للوصول إلى الغاية

هي ليست سهلة بكل الاحوال

دمت بكل هذا البهاء والالق ايها العزيز

اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-