الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصوصنا السماوية نحترمها...لكنها بشرية 3

إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ

2012 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أتعرفان؟
أحيانا أقف حائرة.
أنظر إلى شخص نبينا الكريم، ولا أتمالك من الإحساس، أني انظر إلى شخصان، لا شخص واحد.
شخصان.
رجلان، لهما طبعان مختلفان، ورؤية للحياة مختلفة.
رجل يدعو إلى التوحيد، وعدالة اجتماعية، ورسالة تسامح، وله زوجة واحدة.
هذا شخص نبينا الكريم في مكة.
وشخص اخر، يبدو لي، وارجو أن لا أتسبب في جرح مشاعركما، يبدو لي كما لو كان أمير حرب ورئيس قبيلة، له زوجات عديدات. يلجأ إلى الغزوات التي عرفتها قبائل شبه الجزيرة العربية، ويوزع الغنائم كما تفعل قبائل شبه الجزيرة العربية، ولا يجد غضاضة في الدخول على امرأه، قتل زوجها وأبيها في نفس اليوم.
تلك كانت عادات قبائل شبه الجزيرة العربية.
لكن هكذا كانت ملامح شخص نبينا الكريم في المدينة.
شخصان يتناقضان في الطبع. الأول نبي يحمل رسالة محبة وإصلاح اجتماعي، والثاني محارب و قائد حرب قبلي. وهذا التناقض يتبدى أيضاً في النصوص القرآنية. يعكسان إتجاه كل منهما.
بعضنا سيقول، ليس هناك تناقض في الطبع. بل هو تطور طبيعي.
خطاب النبي الكريم في مكة كان خطاب شخص يدعو إلى رسالة تجد الرفض من الجموع. وكان من الضروري لا محالة أن يطور خطاباً لا يجرح بل يجذب. لكن هذا الخطاب ومعه السلوك تغير حالما تمّكن النبي الكريم وأصبح رئيساً لدولة صغيرة.
هؤلاء سيقولون لنا ايضاً، فقط تخيلا لو أن المسيح عليه السلام لم يصلب، وعاش حتى اصبح رئيسا لدولة صغيرة. هل كانت رسالته ستبقى رسالة محبة وسلام؟ سؤال يبقى جوابه في رحم الغيب. لكن هذا ليس موضوعنا.
الإسلام الإنساني الذي تدعو إليه هذه السلسلة يؤسس في جوانب من خطابه على الطبيعة الإنسانية لشخص النبي في مكة المكرمة. ثم ينظر إلى شخصه في المدينة ولا يعتبرها مصدر إلهام. تلك مرحلة تاريخية لها طبيعتها الحربية. لكنها لا تقدم لنا نموذجاً يمكننا من تطوير وإصلاح الدين الإسلامي.
وإصلاح وتطوير الدين الإسلامي هو الهدف من هذه السلسلة عن الإسلام الإنساني. الإصلاح بمعنى البناء لا الهدم. والتطوير بدافع المحبة لا الكراهية. لكن كل هذا يتطلب منا الإقرار بالطبيعة البشرية للنصوص السماوية، هذا الإقرار ثم تداعياته هو العنصر الثالث الذي يقوم عليه مفهوم الإسلام الإنساني.
----
وليسمح لي القراء والقارئات العزيزات باستطراد بسيط هنا، لكنه ضروري بسبب ردود وتعقيب بعض القراء والقارئات العزيزات.
أنا مدركة طبعاً للتناقض الذي افرضه بالعنوان الذي اخترته لهذه السلسلة من المقالات: نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية.
كيف تكون سماوية ثم بشرية في نفس الوقت؟
أنا اسميها سماوية، لأن من يؤمن بها يعتبر أن مصدرها سماوي. وهذا حقه.
بكلمات أخرى أنا أحترم هذا الاعتقاد، رغم قناعتي بغير ذلك.
أكرر، رغم قناعتي بغير ذلك.
ولينتبه الأعزاء إلى أن الإنجيل الذي خضع لأساليب البحث العلمي، يظل مصدره بالنسبة للكثير من المسيحيين المتدنيين سماوي، رغم إدراكهم أن من كتبوا نسخه المتعددة هم بشر.
هذا لم يقلل من قيمته الدينية لديهم.
أقول الدينية لا التشريعية. رغم إدراكي لوجود تيارات مسيحية تسعى إلى التشريع به.
ولذلك تجداني أصر على التعامل مع هذه النصوص الإسلامية، من قرآن كريم وأحاديث نبوية، في حديثي عنها أو التعامل معها بأحترام، في الوقت الذي لا احيد فيه عن اقتناعي أنها بشرية، كتبها، وجمعها، ثم دونها بشر.
وأكُرر: هدفي ليس الهدم.
ودافعي ليس الكراهية.
بل المحبة.
أحب وطني، وأبناء وبنات جلدتي.
تماماً كما أحب ديني رغم إدراكي للقصور الكبير فيه.
وأظل عنيدة في قناعتي أن هناك ضرورة حتمية لإصلاحه، لكن الإصلاح الذي اعنيه لا يكتفي بالقشور. ويبدأ بالنصوص الدينية، التي اتفادى تسميتها بالمقدسة، لأن هذه التسمية تمنعنا من النظر إليها ونقدها.
ونقدها أيها الأحباء ضروري.
نقدها ضروري.
أرجو أن اكون قد أوضحت موقفي هنا.
----
أعود من جديد إلى موضوع النصوص الدينية.
سيرة الرسول الكريم دونت بعد وفاته بمائتي عام، ولذلك فإن تلك الصورة التي وصلتنا عنه لا تحمل في مكمونها فقط تناقضات مقلقة، بل مغالطات لا يمكن النظر إليها بحياد، ثم تجاهلها. ولذلك عندما أقول أني اشعر أننا نتحدث عن شخصين، رجلين، لا عن شخص واحد، عندما أقول ذلك، فإني لا أبالغ. نحن بالفعل نتحدث عن شخصين لا شخص واحد.
يكفي أن نقرأ سيرة الرسول الكريم في مكة، ثم في المدينة، يكفي أن نقرأ كتاب الشخصية المحمدية، حتى ندرك أننا نتحدث عن شخصين لا شخص واحد. هناك ضرورة لدراسة السيرة النبوية بطرق بحثية حديثة تبتعد عن التمجيد والتأليه، ثم تطرح السؤال: عمن نتحدث هنا بالتحديد؟
تماماً كالأحاديث النبوية (والحديث عن القرآن الكريم قادم، فلا تستعجلا).
ما يقلقني في الأحاديث النبوية أنها تحولت كالقرآن إلى مصدر للتشريع.
وما يقلقني اكثر، أنها تحولت إلى مصدر للتشريع بالرغم من معرفة الفقهاء للقصور الكبير فيها، ولحقيقة أنها دونت بعد مائتي عام من وفاة الرسول الكريم. هم يدركون ما يعيبها، لكنهم يصرون علينا أن نأخذها كمصدر للتشريع، ثم يصرون علينا أن نقتنع أن أساليب جمع الحديث والتأكد من صحتها، والتي ركزت فقط على الإسناد لا المتن، كانت كافية كي نأخذ بالسنة على علاتها كمصدر أساسي للشريعة.
كتاب الباحث إبراهيم فوزي، تدوين السنة، الذي منع نشره في بلداننا العربية، اظهر لنا بشكل واضح طبيعة هذا القصور.
ينقسم الكتاب إلى ثلاث اجزاء، الأول خصصه الباحث لتعريف السنة والخلافات على تدوينها، والثاني عن علوم الحديث وأنواعها والخلافات حولها، أما الجزء الثالث فقد تمحور حول السنة بعد التدوين والأحكام التي نشأت منها. أنصحكما بالبحث عن هذا الكتاب، وستجدانه.
الفكرة الأساسية للكتاب تقوم على أن: "جانباً كبيرا من النصوص التي جاءت في السنة، مختلف على صحتها بين المذاهب، لأن السنة لم تدون في عصر النبي، ولا في عصر الصحابة ...، وبقيت طيلة القرن الأول لم يدون شيء منها، فتعرضت للتحريف والتزوير والكذب على النبي، وهذا ما افقدها صفة التشريع الموحد". (ص 67)
هذا الكذب على الرسول الكريم ساهم فيه حقيقة اساسية هو أن تدوين السنة والأحاديث لم يتم إلا في القرن الثالث الهجري.
فهو يقول: "مضى القرن الأول للهجرة ولم يدون من السنة شيء ... ولم يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين انه دون صحيفة او كتب كتاباً يحوي احاديث النبي وسننه، سوى ما روي عن بعضهم أنهم كتبوا لأنفسهم أحاديث عن الرسول لكي يحفظوها ثم اتلفوها (بسبب نهي الرسول الكريم عن التدوين عنه) ولم يصل شيء منها إلى الذين قاموا بجمع السنة في القرن الثالث الهجري".(ص 67)
أما النتيجة التي توصل إليها الباحث فهي تقوم على أساس عبارة: "يتفق اكثر المؤلفين في الفقه الإسلامي على أن الكذب على النبي ظهر منذ قيام الفتنة بين الصحابة، أي منذ قيام الثورة ضد عثمان والتي انتهت بمقتله وبدء ولاية على بن أبي طالب، وظهور العصبية في قريش، والصراع على السلطة بين الأمويين والهاشميين". (ص 77)
بكلمات اخرى، الطابع السياسي المتفجر لمرحلة بناء الدولة بعد وفاة النبي الكريم، الصراعات القبلية، التنافس بين الفصائل القبلية الأموية والهاشمية واليمانية، ثم التناحر بين المذاهب الدينية الجديدة، حَّول النص الديني إلى سلاح يستخدمه كل جانب لتدعيم موقفه. هذا التوظيف للنص الديني انعكس على عملية التدوين في القرن الثالث الهجري. فأصبحت هي أيضاً مرآة لواقع سياسي متفجر. ورغم ذلك نأخذ بها كمصدر للتشريع؟
اليس من الغريب مثلاً القبول بأحاديث عبدالله بن عباس، والتي زادت عن 1660 في كتب الصحاح والسنن، والتي قال إنه سمعها من النبي مباشرة، رغم أنه أن عمره عند وفاة الرسول الكريم لم يزد عن عشرة أعوام!!!
كان طفلاً، ورغم ذلك نأخذ بأحاديثه التي نسخت أحكاماً قرآنيه؟ هل كان عبقريا حتى نقبل بهذه الأعجوبة؟ لكنه لم يكن عبقرياً. ولذلك فالقبول بتلك الأحاديث يبدو لي استخفافا بعقولنا.
اليس من الغريب أن نأخذ بأحاديث أبي هريرة التي زادت عن خمسة ألاف حديث، رغم أن بعض الصحابة أتهموه بالكذب، خاصة وأنه تحول إلى ضيف في قصر معاوية بن أبي سفيان، بعد تولى الأخير الخلافة؟ ضيفٌ مدلل!
لاحظا أن التوظيف السياسي له علاقة بطبيعة الحكام الجدد، الذين أرادوا من المحكومين أن يسمعوا ويطيعوا ثم يغضوا الطرف عما يفعله الحكام.
على سبيل المثال، من أحاديث أبي هريرة ان النبي الكريم قال له: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني".
عن أي أمير كان يتحدث أبو هريرة؟
وحديث أخر له يقول إن النبي الكريم قال له:" عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك".
هو نظام سياسي، قام على الاستبداد، وسعى المستبدون فيه إلى دعمه بركائز من نصوص دينية اختلقوها.
أكرر اختلقوها.
ورغم ذلك يريدون منا أن نأخذ بها في حياتنا ونظامنا السياسي!
الفكر السلفي يقوم على هذا المفهوم من طاعة الحاكم، وهو مفهوم بررت به الحركة السلفية في مصر دعمها لنظام الرئيس مبارك، تماماً كما تبرر به المؤسسة الدينية السعودية والقطرية ولاءها لنظامي الحكم المستبدين فيهما.
وللحديث بقية، أكمله معكما في المقال القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شخصية واحدة للرسول وألاهين
شاكر شكور ( 2012 / 2 / 8 - 17:14 )
شكرا لك استاذة الهام على هذا التوضيح المستفيض وهذا التحليل الرائع وبرأي ان الرسول لم يكن له شخصيتان بل شخصية واحدة ولكن المختلف كان الملقن المسمى (جبريل) فهذا كان له شخصيتان مختلفتان في المكه والمدينه ، وهناك رواية توضح شخصية جبريل في مكه حيث تقول ان الرسول اراد الأنتحار بعد موت القس ورقة بن نوفل وهذا التلميح بأعتقادي يوضح مصدر الوحي في مكة وخاصة ان الرسول كان مرتبط بعقد زواج نصراني من زوجة واحدة هي السيدة خديجة التي كانت تموله في دعوته لنشر المذهب الأبيوني للنصارى الذين لا تعترف المسيحية بمبادئهم وفي نفس الوقت كان غرض السيدة خديجة هو تأسيس دولة لحماية قوافلها ، اما جبريل المدينه فكان انتقامي بسبب تهجير الرسول وحاجته للأموال بعد موت خديجة ويتمثل هذا الجبريل بالشورى مع الأنصار للبدء بالغزوات ومن ثم تأليف آيات القتال للأنتقام من اهل قريش ، تحياتي للأستاذة المبدعة الهام مانع وللجميع


2 - الله
ALP ( 2012 / 2 / 8 - 19:27 )
لو تم التسليم بان النصوص سماوية اي من عند الله ، اذن لما نراه في العهد القديم يغضب ويندم و

ينتقم من اعدائه ( كل من هو غير عبري) ،وفي العهد الجديد ( الانجيل) ذليل ، وديع ، يحب أعدائه

وفي القرآن مصاب بأنفصام الشخصية، ( شخصان وليس شخص واحد)، كما تقول كاتبة المقالة؟؟؟

أذن أما أن يكون هناك أكثر من آله ، أو ان النصوص بشرية

وحتى نابليون وهتلر وبوش الابن كان لهم أعتقاد بأنهم ينفذون آوامر سماوية

مع تقديري واحترامي الشديد للسيدة الهام المانع ، واد ان اقول للاخ شاهر بأن الكاتبة

ليست مسيحية بل مسلمة من القطر اليمني


3 - شخصيّته في مكة
علي بن بابل ( 2012 / 2 / 9 - 09:09 )
تحية للكاتبة البدعة الهام مانع ...
أرى ان شخصيته في مكة كانت انتهازية مصلحية تمثّلت بزواجه من امرأة تفوقه بعمر 15 سنة ومتزوجة سابقا لكثر من رجل و لكونها ميسورة الحال بينما ظهر لنا انه يحب النساء بشكل كبير وخاصة الصغار منهن وبنفس الوقت له حديث صحيح بان الله اعطاه قوة فحولة 40 رجلا فأين كان يخزن هذه القوة ايام العجوز خديجة حيث توفيت عن عمر 65 ورأيناه مجرد وفاتها حتى انفجرت ثورته الجنسية مع مختلف الالوان والاجناس والاعمار ورأيناه كما تفضّلتي انت كيف يتمتع مع العروس صفيّة بعد قتله زوجها ولم يتمكن هذا النبي العفيف من كبح جماح شهويته فبعد ثلاثة ايام من معركة خيبر واثناء رجوع جيش غزوته وخلال استراحة المسير أنفرد بها الى جانب الطريق فوضعها بين جملين فواقها ولا يمكن ان نقول تزوجها لانها اولا لم تكمل العدّة حسب شريعته السماوية وبدون عقد او مهر او قبول


4 - التلفيق في آية الغرانيق
Abulios ( 2012 / 2 / 9 - 10:41 )
ما تطرحه الكاتبة هو فكر تلفيقي توفيقي انتهازي يحاول ان يسوّق بضاعة فاسدة منتهية الصلاحية .. فيغلفها بورق ملون يحمل عبارة (صالح لكل زمان ومكان) . وقبل هذه المحاولة البائسة كان ابو موسى الأشعري قد وجد حلا مماثلا لمشكلة آية الرجم التي حذفها عثمان من قرآنه ، غير ان عائشة (صرّحت) بأن عنزة لها قد اكلت الرقعة التي كتبت عليها تلك الآية - فيما اكلته من رقاع تدوين القرآن - فجاء السيد ابو موسى الاشعري ليقول ان الاية قد نزلت ثم رفعت ، وهو قول املاه منطق لا يختلف كثيرا عن المنطق التبريري التلفيقي البائس الذي تصدر عنه الكاتبة في هذا الهرطقة .


5 - رؤي اخري
محمد البدري ( 2012 / 2 / 10 - 04:39 )
وهناك منهج جديد لازال مفكريه وبحاثه يسعون بجدية تنقيبا في ركام المخلفات الاسلامية لبناء نموذج جديد يخرج بنا من متاهة تلك الالغاز فيما بين مكة والمدينة. والتي اوصلتنا لهذا التخلف المهين والكرامة المهدورة ونحن نباهي العلم نفاقا لذواتنا بان ديننا هو الحق. فماذا لو ان محمدا المرتبك فيما بين مكة والمدينة والمتقلب بين نصوص الرحمة واقوال البرابرة لم يكن له وجود في الاساس وان كل ما كتب هو من وضع بشر اضطروا لتبرير اجتياحهم للحضارات الاقدم ومناطق الثروة بغرض النهب والسلب قاموا بكتابة هذا التراث العريق كقاعدة مقدسة تسمح لهم باستمرار النهب والسلب. لن اسوق مبررات واسباب لهذه الفكرة لكن ان يكتب التراث بعد حوالي 200 عام وان يكون ما بنص القرآن حاويا لكل هذه التناقضات والصياغات المتعددة لما يشبه الجاهلية مرة وما يشبه لغة الحضر تارة لامر مريب بقدر استرابه العقلاء في وجود خالق للكون ساكت علي كل المصائب التي تحدث ويقال انها من افعاله الحكيمة. تحياتي وتقديري.


6 - Abulios الأخ
الباشت ( 2012 / 2 / 10 - 08:08 )
أكاد أجزم أنك لم تقرأ المقال حتى


7 - سيدتي الفاضلة إلهام مانع
مدحت محمد بسلاما ( 2012 / 2 / 10 - 09:05 )
ما زلت أحتفظ بمقالة لك عنوانها -إخلعي الحجاب يا أختاه- فتوسمت بها خيرا وكم سعدت بقراءتها مترجمة إلى لغات عديدة. وكذلك إطلعت على كتابك الصادر باللغة الألمانية -لن أصمت بعد اليوم-، فقلت: هذه السيدة منارة رائعة لا بد من أن تسهم حتما في إنقاذ شعوبنا من براثن البربرية القرآنية والهراء المحمدي. غير أن نظرتك اليوم قي هذا المقال، رأيت فيها رجوعا إلى الوراء ما زال يشير إلى قوة الجذور المتأصلة في عقول الكثيرين من المسلمين الذين يحاولون مهما بلغ بهم النضوج الفكري والعلمي التحرّر من تراثهم الماضوي المأساوي. ما الفائدة يا سيدتي في جمع الأضداد والقبول بالإزدواجية النبوية وتبييض قرآن المدينة بقرآن مكّة. تأكدي أن مصلحين كثيرين في الإسلام رفضت جهودهم والقيت في سلّة المهملات نظرا لعدم فائدتها. الأبيض يبقى أبيض والأسود يبقى أسود. فمهما فعلت لتجميل القرآن فلا فائدة. ألشوك لا ينبت وردا. فكما يبدو مستحيلا إصلاح النازية ، كذلك هو الحال مع الإسلام الذي لا يفرق بين الله والشيطان ولا يقوم إلا على الخداع والحروب والأوهام.
أيتها الأستاذة الجامعية الفاضلة، إستفيدي من وقتك الثمين ولا تتمثلي بالمستمتين في


8 - أيتها الأستاذة الجامعية الفاضلة،
مدحت محمد بسلاما ( 2012 / 2 / 10 - 09:39 )
إستفيدي من وقتك الثمين ولا تتمثلي بالمستميتين في الدفاع عن القرآن والإسلام، بل -إخلعي القناع الأسود- عن هذا القرآن وعن نبي المسلمين وعن الإله الشيطان الذي اخترعوه. فقط الحقيقة وحدها تحررنا من هذا الظلام ومن هذه الإزدواجية القاتلة وتدفع بنا إلى النور. كثر هم الذين أرهقوا أنفسهم للجمع بين هذه التناقضات فوصلوا إلى طريق مسدود. كل محاولة لتطهير وتنظيف القرآن من تناقضاته وأساطيره وأوهامه ساقطة عقيمة لا فائدة منها. فتجار الهيكل ووعاظ السلاطين ومافيات رجال الدين الإسلامي سيسقطونها بكل الوسائل خوفا على مصدر أرزافهم وقوة استعبادهم لشعوبنا. رجاء لا تسيري في هذا الصراط. كوني رائدة وقيادية في التمرد والثورة على هذه التعاليم المضللة للعقول والمسممة للنفوس. مع الاحترام والتقدير.


9 - عشت اخي مدحت واخي علي ابن بابل
ديار ستار عثمان كركوكي ( 2012 / 2 / 11 - 16:55 )
بارككم الهي اله العقل ..واشكر الاستاذ مدحت والاخ علي ابن بابل ..الى الامام لتحرير المجتمع

اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran