الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيشرق على وطني زمن أنفتاح

منى حسين

2012 / 2 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


متى ينتهي هذا الخلاف وكيف أصبح لدينا الأدب عبارة عن غلاف.
والكتابة عبارة عن حضيرة تجمع الخراف ماذا حدث لحروفنا، لثقافة الأعماق فينا.
كيف أخذت منا أنفاق الظلمات أقلامنا الناطقة بالفن والحب والحياة.
أصبحنا لانفهم من الأخبار شيء إلا الأزمات السياسية، ولانقرأ في الصحف عن شيء إلا الكوارث الطبيعية.
مشاكل النظام الرأسمالي وحروب الدمار الأنساني.
ولانشعر في حواسنا شيء إلا مواويل الألم القاسية، كأننا جميعا نسير نحو الكآبة، نحو أنفكاك العلاقة الأنسانية وهجرة السعادة.
أطفالنا نسيت شيءأسمه تعليم شيء اسمه آمان.
نسائنا نسيت شيء أسمه خدمات.
رجالنا مات فيهم سباق الغد والأحلام.
الحرب ما أبشعها تاريخ وما أقواها سلاح.
أخذت من وطني طيوره والصباح. تركتنا نبني في خرائب دمارها سنوات.
أقشعر فيه اللحم والبدن.. التصنيع والكساء.
هل سيشرق على وطني زمن أنفتاح.
هل ستطير الفراشات، ويرقص الجناح، هل ستعود أقلامنا تخط حروف الرقي، وتترك القشور التي طحنها الأحتلال، وعبئها في مسامات عقولنا، وعنونها الى الضياع.
من أين الطريق ياوطني.
لاتزال القمامة تبتلع الأحرار.
من أين الطريق ياوطني.
لاتزال دجلة والفرات أوتاري.
ولايزال النخيل كتابي.
ولاتزال الأهوار وسامراء عنواني.
من أين الطريق ياوطني.
لدينا برلمان عريض طويل كتاريخ العراق، ولدينا أحزاب ومقاعد سياسية لاتحصى من شدة الخلافات والدمار.
فلم يبقى لنا شيء إلا أن نرقص ونغني.
والفضائيات ما أكثرها في بلدي وهي تتحدث عن الأيمان والتقى.. والعقاب والثواب؟؟!!.
ما أكثر شاشات الخراب في بلدي كلها تظهر النساء محتجبات الرأس وخادمات الفقه. جزائهن اليسر عند الرب؟؟!!
ثوب حرية بلدي ممزق.. رث.. متكسر.. والمرأة فيه تجبر أن ترتدي الجبة وعصابة الرأس. تجبر أن ترتدي تاريخ التخلف وعصور الماضي.
شرف بلدي يغتصب على يد ساسة وأحفاد الفساد الخلقي. كرامة بلدي تهان بمطرقة المصالح السياسية المنتعلة الفكر. والنساء لدينا متدثرات بالكفن. ملتزمات بالصلوات الخمس، وبالزيارات ورضى الرب.
الى اين ياوطني
تأخذ نسائنا وتاريخك السياسي.
الى أين ياوطني.
صغيرات العراق في المدارس الأبتدائية محتجبات العقل. وزارة التربية في العراق تهتم بالألتزام بالزي الأسلامي ولاتهتم بالعلم والعقل.
الى أين ياوطني.
آه واحسرتاه على سيابك والمتنبي.
آه واحسرتاه على الثقافة فيك صارت تستجدي.
صار المثقف عتال للكلام. والمغفل على سلالم المعتقد ينام، يلطم على الوجه ويمزق الثوب.
آه واحسرتاه على ادبك والفن.
الصحف في وطني تتصدرها أوقات الصلاة والتكبير والتذكير بالصلاة والصوم.
الفضائيات كلها خائفة تتحدث عن الغيب المجهول. وآله التغيير أن يعصف بهم الأرض يزلزلها ويحي العظم.
الفضائيات في بلدي كثيرة تتحدث عن الأخرة، العقاب والثواب، والماضي المغلف بالوهم والأسطورة، وصاحب الغيبة والساحر الملتحي.
ينتظرون في وطني أن يظهر لهم الساحر الملتحي. ليعيد لهم الماء صافي، ويجعل التيار في الأسلاك يسري، يوفر لهم الماء والكهرباء. وبعصاه الدينية يبني الشقق ويحل مشكلة السكن، وبطاقاته السماوية يعبد الشوارع ويرسم الخرائط.
آه واحسرتاه عليك ياوطني. سُرق شبابك، مر عهد الأخضرار عليك وأنت تنتظر مجهولهم الغيبي، ليترأس عصابات الأرهاب، ووزارة الصحة والنقل، يغلق المطارات ويحرم ولادة الفكر.
************
الأمضاء
بقلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اني ارآه قريب
صادق امين ( 2012 / 2 / 12 - 17:43 )
الاستاذة منى حسين ان ثمن الحرية باهظ ونحن لكي تطمئني في الخطوة الاولى من الالف ميل التي وضعها اهل الصين فامامنا طريق لابد ان نسلكه بعد ان وجدناه في عتمة الليل وبعدان كنا لانسمع سوى صدى اصواتنا ووقع خطوات الزائر الغريب --- الان بدأت اسراب النمل احسها تتجه الى رأسي من اخمص قدمي وانا أقرأ رثائيتك الرائعة على اطلال العراق ان الثقافة سيدتي بخير ---وان كلماتك الساحرة اعادتني الى تلك البدايات --- عندما سطرنا الابداع بمداد الدماء وتسامينا فوق الجراح التي تقيحت لنكتب اناشيد الفرح للوطن والعامل والمرأة ---- دعيهم يولولون وينحبون لانهم انما يبكوا أنفسهم لو كانو يعقلون --- وسيلجأؤن لنا لنسقيهم الفرح وبالكأس التي نريد ممزوجا بالترياق الذي يريدون بعد ان يعرفوا بان الساحر لن يظهر وان الوطن لايبنى الا بالفكر النير وبالسواعد القوية وهذا ما اراه قريبا بل جدُ قريب --- فانزعي سيدتي ثوب الحزن الذي ترتدين لاني سافرت مع كلماتك الى حيث الامل الذي ابغيه فوجدتها بلسما لجراحي-- مع تحياتي


2 - العامل.. المرأة.. الاشتراكية
منى حسين ( 2012 / 2 / 12 - 22:36 )
الرفيق صادق امين تحياتي
انا اعلم ان سبات اقلامنا لن يطول ستتفجر براكين الجمهورية الاشتراكية عاجلا ام اجلا، ستنهض ملفاتنا تطاردهم تقيم عليهم الحد وتحاكمهم.. بابتسامة الاطفال وتحرر النساء.
اكرر تحياتي ودمت رفيقي العزيز

اخر الافلام

.. الحوادث أكثر من نصيب الرجال.. حقائق حول القيادة عند النساء و


.. كيفية التعامل مع المرأة متقلبة المزاج -التوكسيك-




.. الناشطة الحقوقية نبيلة واضحي


.. فطيمة سعيدي نائبة برلمانية سابقة




.. أصوات من غزة| ارتفاع نسب الإجهاض لدى النساء الحوامل جراء الح