الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوح المحفوظ (2)

ميس اومازيغ

2012 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في المقالة السابقة التي نشرت على الرابط التاليhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294294 اعدت ترتيب اركان عقيدة محمد بالشكل الذي يفرضه منطق منهج الدراسة و التحليل المعتمدين. وبعد ان اوظحت للقارىء ان ركن الشهادة كان من المنطقي عوض ان يتصدر باقي الأركان ان يكون في آخرها, باعتبار ان ما يفيد الأستنتاج أي ما سيخلص اليه تابع محمد مما اراد هذا الأخير تبليغه من خلال الأركان المذكورة انما يكون بعد ادراك المبتغى من خلالها ولتزكية الرايء يكون لزاما علي ان اضع القارىء الفاظل امام التعريف الحقيقي الذي كان هدف محمد من اركانه المشار اليها. علما ان ما سيلاحظه القارىء انما هي طريقة فريدة من نوعها ولم يسبق للكاتب ان بلغ الى علمه وجود مثلها منذ ان قال محمد لأتباعه خذو مناسككم عني.
وحتى يتمكن القارىء من استيعاب المرغوب تبليغه بالنظر الى ما سبق واشرت اليه من كون الموضوع له علاقة وطيدة بالميتافيزيقا فانه يستلزم توفيرما يتطلبه اعمال الفكر التجريدي من ظروف.


اتسائل معك كيف عن لمحمد تكليف تابعه القيام بهذا الكم المضني من حركات في الصلاة, وهذا المنع عن تناول الطعام و الشراب وممارسة الجنس لمدة شهرقمري كامل ,الى تلك المراسيم المتطلبة للحج دون توظيح كنهها ومعاني ما ترمز اليه وهو كما يدعي نبي؟ فاقتصر على تعليم هذا التابع, محاولا بكل اقواله المرافقة تحبيب هذه الأركان والترغيب فيها تارتا والغاية الثانوية منها اخرى.
كيف بلغ بمحمد استهتاره بانسانية تابعه وسمح لنفسه ان يكلف بالمسح بكفيه على صعيد ثم يمررها على وجهه ومسحهما؟ اليس هذا منتهى الجنون؟

لا يا عزيزي لقد علم محمد لتابعه ما توصل اليه هونفسه من حقائق. واليك اياها مع العلم مسبقا
انني ساحاول التبليغ لغويا وفق المستطاع فقط. ويبقى على المتلقي بذل جهد من قبله حتى تكتمل لديه الفكرة.

محمد لم يدعي كونه خاتم الأنبياء لو لم يكن يعلم انه استجمع ما توصل اليه الفكر البشري الذي استقى منه افكاره, لأنه حقا فعل. لأن كلا من الصلاة والصوم والحج كان معروفا قبل محمد .غير ان هذا الأخير اعتقد انه السباق الى اختيار الطريقة المثلى في تبليغ مغازيها للمتلقي خلاف ما لاحظه من قصور في طرائق غيره السابقين. وما اختلائه في غار حراء لمدد تصل الى الشهر بايامه ولياليه الا وسيلة لمراجعة ذمته الفكرية واستعمال هذا الغار مختبرا لما يمكن مما جمعه من افكار.اذ هنا سيصلي وسيصوم لماذا؟ هذا ما سوف يجيب عنه كنه هذين اللغزين.

الصــــــــــــلاة:
الصلاة وفق الملاحظ هي القيام بمجموعة من الحركات المختلفة المصحوبة بكلمات تنطق جهرا تارتا وهمسا اخرى.
وقبل القيام بها يتعين على الفاعل ان يعد لها بما يعرف بالوضوء الذي هو في الحقيقة ما هو الا تعبير عن كنه الصلاة وبطريقة مختصرة اذ بمجرد ادراكها من قبل الفاعل المريد يحق له عدم تكرارها ما دام انها تقوم مقام الصلاة في التبليغ و الصلاة ما هي في نهاية الأمر الا كتابا اقول كتابا موقوتا.و الكتاب يوظع على الرف بمجرد قرائته وفهم ما اراد كاتبه تبليغه.
في غار حراء سيجيب محمد عن الأسئلة المؤرقة التي رافقت الأنسان منذ ان بدأ يدرك, يميز ويختار.
من انا؟ اين انا ؟ من اين اينا ؟ والى اين انا؟
فكانت اول محاولة له هي الجواب عن السؤال من انا؟ وهذا السؤال يفرض اتوماتيكيا تامل الذات ومحاولة التعرف عليها فكان تحسس وتفحص الأعضاء المكونة لها. وحيث ان المكان والزمان المختارين سيسهلان العملية, اذ لا حرج حتى في التخلص من الثياب ومراقبة الذات وتاملها عاريا, والقيام بكل الحركات الممكنة والتي هي في متناول هذه الذات, تابع محمد الأعظاء المكونة لجسمه واحدا واحدا حتى خلص الى انها انما انفصلت عن بعضها البعض بعد ان كانت كثلة واحدة. بطبيعة الحال ان هذا الأستنتاج اصبح لدينا في عصرنا من البديهيات بحكم ما حققه الفكر البشري من اكتشافات واختراعات, حتى اننا نتعرف على جنس الجنين بعد فترة معينة من تكوينه .غير ان محمد لم يكن لديه غير قدرته الفكرية. فلما انتهى من ادراك ذاته على ما هي عليه من قدميه الى شعر راسه خرج الى الناس بحركات الصلاة .هذا المصطلح وكما اشرت اليه سابقا انما هو الصلات الرابطة بين اعضاء الذات او الجسم. محاولا بذلك حمل تابعه الى ادراك ذاته فقال له خذ عني.
فاتى باناء من ماء وغسل دبره وجهازاه التناسلي, ثم يديه ثلاث مرات. لاحظ معي ايها القارىء الفاظل كيف انه حدد عدد المرات بشان الكفين ولم يحدد ذلك لغسل الدبرو الجهازالمذكور. ثم انتقل الى المضمضة لثلاث ايضا , فالأستنشاق و الأستنثار و الوجه ثم اليدين الى المرفقين فمسح الراس والأذنين. هنا ينتهي المراد من اداء هذه الحركات اذ ايها اللبيب بلغ محمد من خلالها ان اصل الكفين الذين حاول اثارة انتباهك اليهما بتعداد مرات غسلهما انما هو الوجه. وقد انفصلتا عن الراس باشارته المتعلقة بالمسح عليه الذي ينتهي بالمسح على الأذنين. ثم ينتقل به الى غسل القدمين الى نهايتهما الذين هما الكعبين. وما دام يا لبيب ان الدبر والجهاز التناسلين ما يزالان مبللين الا تستطيع ادراك المراد من العملية؟ ان هتين القدمين وبكل بساطة قد انفصلتا عنهما وما تزالان يا عزيزي تحملان اثر ذلك كما ما تزال الكفين تحملان اثر انفصاهما عن الوجه فحاول الملاحظة. بهذه الحركات يكون محمد قد انتهى الى ادراك الشكل البيضوي كمرحلة من مراحل الذات. ولك ايها القارىء الفاظل ان تحاول تتبعها ليطمان قلبك الى ان ما اوردته انما هومراد محمد من تبليغه من عملية الوضوء. غير انه لم يقف عند هذا الحد اما لكونه سيعفي مريده من الصلاة متى ادرك مغزى اللغز, واما لكونه يؤكده فاقام الصلاة. وهي عملية تفصيلية لمبتغاه من الوضوء.لأنه بحركات الصلاة يوظح كيف ان اعضاء الجسم انما كانت في البدء اجزاءا لكثلة واحدة وتوالى انفصالها با لتتابع غير انه اضاف الى هذه العمليات كون هذه الذات ناطقة وهو ما عبر عنه بقوله وهو واضعا كفيه بمحاذات اذنيه مفصلا ايهما بالذي هو بمثابة صياح المولود عند مغادرته رهم الوالدة كتعبير عن اكتمال عملية انفصال اعضاء الجسم بعضها عن بعض.
بعد ادراك محمد لذاته بالكيفية المذكورة انتقل الى محاولة الجواب عن السؤال اين انا؟
وحيث انه ادرك ذاته كان من الضروري ان يتامل محيطه اين انا؟ فنضر الى ذاته ولاحظ انه يتواجد على جسم اكبر منه بحيث يستطيع التنقل عليه. فتسائل انا آكل واشرب فمن اين اقوم بذلك؟
كان هذا اساس التعرف على محيطه الخارجي. ولتبليغ ذلك للمتلقي لم يجد من وسيلة غير قطع ما يمكن قطعه عنه من روابطه بالعالم الغارجي, ففرض الصوم عن ثلاث الطعام والشراب والجنس.
و للمتلقي ان يظيف بعد ذلك لوحده ان هو ادرك المراد اذ هناك عناصر اخرى التنفس والسمع والبصر فبعد ادراك كنه رابطة الطعام والشراب بالمحيط الخاري سياتي دور التفكيرفي كنه الجنس الذي بادراكه وهذا لن يكون الا بعد المرور بمراحل تفكير تجريدي متعددة اذ هو مفتاح الجواب عن سؤال من اين انا فيبدا المتلقي الفاعل الممارس بالرجوع الى الوراء باحثا عن اصله.
و اقرب جواب هو انه سيلاحظ بانه نتاج شخصين اثنين. ليثار انتباهه الى انهما يختلفان احدهما عن الأخر في عضوين اثنين رئيسيين هما جهازيهما التناسلين وامتلاء صدر احدهما. وبغوصه في التامل و التفكير التجريدي سينتهي الى انه نتاج عملية جنسية بينهما .هذا الأستنتاج هو ما سيسهله جوابه عن سؤال ومن اين هذين الشخصين؟ لينتهي منطقيا الى ان كل واحد منهما من شخصين آخرين وهكذا دواليك حتى ينتهي به الأمر الى الشخصين الأولين في السلسلة البشرية.
ايها القارىء الفاظل اهما آدم وحواء؟ اين نحن من خلق الأنسان من صلصال كالفخار؟ اين نحن من الجنة ؟ اين نحن من ابليس؟ اين نحن من يوم القيامة؟
هذا ما ساحاول الأجابة عنه مستقبلا وبعد القاء المزيد من الضوء على استنتاج محمد بشان الكون.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
ميس اومازيغ ( 2012 / 2 / 10 - 19:59 )
ملاحظة للقرىء المحترم/لقد تظمنت المقالة مايلي:وهو ما عبر عنه وهو واظعا يديه بمحاذاة اذنيه ب (الله اكبر)....
فعذرة.

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah