الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الأطباء قفّاصون!!

سعد تركي

2012 / 2 / 12
المجتمع المدني


ليست قصة من نسج خيال قاص أو روائي، ولا هي مبالغة ابتدعها عقل سقيم، لكنها حقيقة لم يستطع كشفها إلاّ موت بطلها بعد أن باع الورثة عيادته التي كانت تستقبل يوميا العشرات من المرضى الآملين بالشفاء على يديه، اكتسب هذا الطبيب شهرة واسعة لأنه اكتشف قدرة بعض الأدوية إن أعطيت بجرعة أكبر على شفاء سريع من الأوجاع والآلام، لكنها في المقابل تدّمر جهاز المناعة وتسبب أثارها الجانبية أمراضاً وعللاً أخرى!!
كان من عادة هذا الطبيب الشهير أن يبدأ فحوصاته لأي مريض يشكو من أي علّة بأن يطلب منه أخذ صورة شعاعيه لصدره أو معدته، وأن يجري بعض التحاليل مشترطاً إجراءها جميعاً في عيادته. وبرغم أجرة "الكشفية" العالية التي كان يفرضها فقد كانت أجرة الفحص الشعاعي وتحاليل المختبر ونسبة أرباح صيدلية يُلزم مرضاه أخذ الدواء منها، كانت كلها تؤول إلى حسابه.. لقد كانت العيادة بما صنعته من اسم منجماً لا ينفد بحق!!
قضى هذا الطبيب الشهير في مهنته أكثر من خمسين عاماً، ومات كثير من مرضاه وهم يلهجون بحمده والدعاء له والثناء عليه، فمهارته في التعامل مع المرضى حالت من دون أن يشكّوا لحظة انه قد يكون سببا في تقصير آجالهم. مات كثير من مرضاه ولم يخطر ببال أحدهم أن جهاز الفحص الشعاعي، الذي كانوا يقفون أمامه، عاطل منذ سنوات عديدة يصعب حصرها، وأنه ليس أكثر من خدعة مارسها طبيبهم الشهير ليضيف أرباحاً إلى أرباحه وينمّي تجارته من دون أن يكلف نفسه عناء إصلاح الجهاز أو استبداله!!
تذكرت هذا الواقعة حين أجبرني أحد الأطباء على شراء الدواء الذي وصفه من صيدلية محددة، وطلب مني أن أريه الدواء بعد شرائه كي يتأكد.. اشتريت الدواء وكان مجموع ثمنه 53 ألف دينار بالتمام والكمال لأنه من منشأ رصين كما اخبرني الطبيب وصاحب الصيدلية. وللتجربة ذهبت في يوم لاحق إلى صيدلية أخرى وحصلت على الدواء نفسه، ومن المنشأ الرصين نفسه، فكان الثمن 14,250 ألف دينار.. تيقنت حينها أن موت الطبيب الذي كان يفحص المرضى بجهاز عاطل لم يدفع عن المرضى ألاعيب ومكر آخرين.. وتيقنت أنه أضحى لهذا الطبيب ورثة وأتباع ومريدون ينهجون طرقه ويطورون أساليبه لإفراغ جيوب من (تسوّل) له نفسه الأمّارة بالسوء فيصاب بمرض وعلة تلجئانه إلى بعض أطباء هذا الزمان!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين نقابة الاطباء ودورها في المحاسبه
احمد جبار الحلي ( 2012 / 2 / 12 - 09:43 )
اشاطرك الراي استاذ سعد واتمنى من الجميع ان يساهم في نشر الوعي التجاري للطب فالكثير من عامة الناس يفتقدون الى ادنى رؤيه او بعض التنبه الى ان الطبيب ليس ملاك وبالتالي يمكن له ان يمارس الخداع والدجل حاله حال اي لص او نشال اذ الفرق يكمن فقط في الوسيله فذاك يشفط نقودك عنوة والطبيب يلتقطها بارادتنا وجهلنا 0المشكله انهم اوجدوا طرقا ما انزل الله بها من سلطان للتحايل والمخادعة ان بدعوى المنشاء الاصلي او بدعوى فعالية الدواء وللاسف فقد ساهمت الدوله ودون ان تشعر بذلك من خلال السماح لمن هب ودب باستيراد الدواء ومن مصادر البعض منها مشبوهه وهذا ما ساعد الاطباء والصيادله باستغلال هذه الثغره للنفاذ منها الى قلب المريض واللعب على عواطفه واغرائه بان الذي تحتويه مذاخرهم هو المناسب للعلاج اما غيره فلا يعول عليه 0اضافه الى عقلية البرجوازيه التى تحاول ان تنشر ثقافتها البغيضه بان كل ما علا ثمنه زادت قيمته العلاجيه وهذا مايسهل للبعض ممن يقلد الاخرين با يكون دوائه غالي ومن دكتور فلان وصيدلية علان 0بعض الاطباء يمارسون اليوم اكبر عملية نصب واحتيال من خلال غياب الرقابه النوعيه وانشغال نقابة الاطباء عن ممارسة دورها


2 - تجربة شخصية
سعد تركي ( 2012 / 2 / 12 - 10:06 )
الاستاذ أحمد جبار الحلي
سعدت كثيراً بما أبديته من ملاحظات عن الموضوع ربما فاتني بعضها أو تعمدت
تجاهل التصريح ببعضها الآخر رغبة مني في أن أتحدث عن الموضوع من دون أن أتعرض إلى أسبابه.. الحقيقة أنه (موضوع المقال) بُني على تجربة شخصية لعلّ كثيرين تعرضوا إلى ما هو أخطر وأكثر ضرراً

اخر الافلام

.. ساري عرابي: السياسة الحربية الإسرائيلية أدت لمعاناة الأسرى ا


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين تعلق على إعلان أبو عبيدة




.. كيربي: الأنباء بشأن اتهام إسرائيل بإساءة معاملة المعتقلين مث


.. الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة في مدينة مدريد الإسبانية




.. ما مكاسب فلسطين من قرار الأمم المتحدة بتأييد عضويتها؟