الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الدين -الفضائى- والكاتبه المبدعه

عبد العزيز الخاطر

2012 / 2 / 12
المجتمع المدني


شُن هجوم عنيف جدا على الكاتبه السعوديه سلوى العضيدان عندما إتهمت الشيخ عائض القرنى بسرقة كتابها الذى عنونه "لاتحزن" والذى حقق شهره كبيره على الرغم بأن المحكمه حكمت لصالحها وبتغريم الشيخ مبلغ 300 ألف ريال وبسحب الكتاب من التداول. تقول الكاتبه سلوى أنها وعائلتها تعرضت لأذى أدبى وإجتماعى كبير جراء مطالبتها بحقها, وتمت ملاحقة ابنائها بأبشع الالقاب فى مدارسهم نتيجة التعدى على الشيخ الكبير وكيف يحق لها وهى النكره أن تنتقد الشيخ واتباعه بالالاف وسمعته تملأ الدنيا إنها تعدت على الدين وعلى العلم ونهشت من لحوم العلماء وهى محرمه كما يشاع. جاء رد الشيخ بأنه ليس أفضل من إ بن تيميه الذى كان يأخذ دون ذكر مراجع وأشار اليها أن تأخذ من مؤلفاته الكثر ماتشاء. هذه الواقعه تكشف عن هشاشة المجتمع المدنى وعن تغلغل المقدس الدينى حتى إستوى بشرا يمشى بين الناس. ولى هنا بعض الملاحظات.
أولا:شيوخ الدين قبل القنوات الفضائيه شىء وبعدها شىء آخر, ظهر مفهوم الشيخ"النجم" بعد أن كان شيخ الدين لايتكلم إلا عند الحاجه ويذهب إليه الناس فى مكانه ليسألوا عن قضيه أو حادثه , فرض عليه مفهوم النجوميه والظهور أن يتحدث أكثر مما يطلب منه فتحول بعضهم إلى قاص وشاعر وطبيب نفسى ومعالج للعجز الجنسى والمعاشره الزوجيه كذلك.

ثانيا: من يحتكر الحيز الدينى فى عالمنا العربى يظل بمنآى عن النقد إلا فى حدود ضيقه لتصور الذهنيه العربيه إن فى ذلك نقدا وتعدياعلى الدين ذاته, إنسحاب الرؤيه النقديه العامه ترك المجال لأصحاب هذا المجال فأصبح الصراع بينهم البين والتنافس كذلك والتسابق فى الفتيا , فتحول بالتالى الحقل الدينى إلى كونه مجتمع قائم بذاته فى حين أنه جزء من المجتمع.

ثالثا: الدين عقل ولكننا نتعامل معه بعاطفه غلابه وذلك راجع لماضى تليد وحاضر مفلس, هذه العاطفه هى مايدغدغ أحلامنا يوميا ويبعث الامل فى اجسادنا فلذلك من يمتلك ناصية الحديث فيه يتحول الى شيخ له مريدوه, يصعب بعد ذلك منهم قبول أن يشاع عنه أنه اخطأ أو زل وهو ماحصل مع الكاتبه حتى بعد صدور حكم المحكمه.

رابعا: الذهنيه الممتلئه بالشيخ الدينى " الدين + شخصية الشيخ" لاتعبأ بالتخصص فى المجالات ويسيطر عليها طابه شمولية الشيخ وخطابه فتصبح عقليه مايكروفونيه تستجيب للصوت وكلما علا الصراخ فيه.

خامسا: أوضاع الأمه البائسه مدنيا فى مجال الحريات وحقوق الانسان دفعت بهذه الظاهره ظاهرة الشيخ الفضائى القادر على سحب أكبر كميه سلبيه فى صدور المشاهدين وتحويلها إلى مطمئنات دينيه أخرويه وأحلام تفسر وإسقاطات على الواقع الاجتماعى بحيث ينقله من صورته الحقيقيه الى صوره مجازيه كإن تصبح الراقصه شهيده عندما تقتل فى ميدان التحرير فى مظاهره ضد الحكومه ومثل ذلك من أمور لاتهم الواقع بل وليس بتلك الاهميه لكى تثارأصلا.

سادسا: ثمة علاقه مباشره بين فساد السياسه وشيوع ظاهرة الشيخ الفضائى لو كانت هناك فعلا سياسه قائمه على تقسيمات المجتمع المدنى وتمثيل حقيقى للمجتمع لأمنلك المجتمع والياته كثير من زمام الامور المصيريه ولبقى الشيخ على منبره وفى حدود ثقافته وتخصصه فلا يحتاج المجتمع بعد ذلك لكل هذا التدخل والتداخل والسلطه الممتده خارج سياقها ونطاقها حتى وإن جاءت بأسم الدين..

سابعا: من رد الشيخ القرنى على الكاتبه سلوى يظهر لامحدوديه السلطه التى يشعر بها بفضل مايمثله فى المجتمع وفى قلوب أصحابه, الاستشهاد بإبن تيميه فى واقعه ليست مضيئه مع الاسف ومن ثم الاشاره الى الكتابه بعمل ماقد قام به أن تأخذ من كتبه ماتشاء دون الاشاره لذلك. وهو رد مؤسف بكل المقاييس , نحمد الله أن القضاء كان نزيها فأنصفها وتبقى خيالات الناس وذهنياتهم بحاجه الى كثير من الصدمات لإخراج صورة الدين المثال من عباءة البشر مهما سمت أنفسهم ففيها من الفجور كما فيها من التقوى ولذلك نحن جميعا بشر من هذه الثنائيه النفسيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف