الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا جرى لمصر

احمد ابراهيم

2012 / 2 / 14
المجتمع المدني



نتابع الان ما يجرى من تفرقه بين المصريين فنفزع .. ونطالع صفحات فى التاريخ المصرى فنرى كم كانت مصر متسامحه تجاه كل ابنائها مهما اختلفوا فى الديانه فنزداد فزعا اذ نجد اننا نتراجع ولا نتقدم وأن مدعى التدين فى مصر يفسدون عليها تقاليدها وتراثها العريق فى التأخى والحب بين الديانات وفى اعلاء وحده الوطن والمواطنين على دعاوى التكفير والتفرقه

أريد تحديدا أن اتحدث عن الفتره ما بين ثوره 1919 وما بعدها ربما نصل لاجابه لهذا السؤال

فى هذا الوقت حاول رجال الاحتلال البريطانى تفريق المصريين وقتها الى مسلم وقبطى ( وللاسف الان يتبارى بعض مدعى العلم فى هذا ) استطاعت مصر فى الوقت المناسب أن تزجر الجميع وتسكت صوت الفتن وتحافظ على وحده ابنائها وثوره 1919 هى تتويج لهذه الوحده الوطنيه وتقدم الدليل الاكيد عليها

فى أبريل 1919 يأتى عيد الفصح ويتحدث عنه استاذ عبدالرحمن فهمى فى مذكراته فيقول ( كان يوم 20 أبريل هو الموافق لعيد الفصح عند الطوائف المسيحيه لكنه أنقلب هذا اليوم الى عيد قومى عام ظهر فيه التضامن بأجلى مظاهره فقد ذهبت وفود المسلمين الى دار بطريركيه الاقباط مهنئين اخوانهم الاقباط بعيدهم وهناك خطب الخطباء من العنصرين أكدوا بذلك روابط الموده والاخاء وفى 24 ابريل ذهب وفد من السيدات القبطيات لى مسجد السيده زينب حيث كان فى انتظارهن فريق من السيدات المسلماتفكان ذلك حدث فذ فى هذا التاريخ ) وهذه الواقعه التاريخيه ردا على بعض الفتاوى التى تؤكد انه لا يجوز تهنئه النصارى بأعيادهم معتبره ذلك تعاونا على الاثم والعدوان

وأورد واقعه أخرى مقتبسه من مذكره لمكرم عبيد تحدث فيها عن العلاقه بين الاقباط والمسلمين فى مصر و مشاركه الجميع فى الثوره فيقول ( كان قسوس بنى القبط القاده المنشودين لجموع المتظاهرين وما أحلى صيحات البشر التى كانت تصعد من قلوبهم كلما مر بهم علم يتعانق فيه الهلال والصليب ويقول لقد دخل الاقباط فى الحركات التحريريه فى أول عهدها وان اهل الرأى فيهم لا يقلون فى حماستهم عن اخوانهم المسلمين وان صبغه الروح لدى العنصرين واحده فى الوطنيه الصادقه وانى اذكر ذلك وفى قلبى مراره من التكلم عن الاقباط والمسلمين كأنهما فريقان .. ان اختلاف الدين لا يجوز أبدا ان يغير شطر الوجهه السياسيه فى أمه اتحدت لديها القوميه والجنس واللغه وعهود التاريخ والعادات وانى اشعر بأن الوقت حان كى لا تعرف بيننا الا كلمه مصرى ولا يذكر المسلم والقبطى الا فى دور العباده ..نقرأ هذه العبارات فيملئنا الاسى عندما نرى الان اناس يتحدثون بأن كراهيه غير المسلم فرض وأن أبغضه فى الله !!

وهنا تسنح لنا الفرصه للتحدث أيضا عن القس سرجيوس الذى يعتبر بحق واحدا من قاده الثوره والذى اشتهر بخطبه الناريه من فوق منبر الجامع الازهر معلنا وحده كل المصريين فى مواجهه الاعداء فهو يقول ( اذا كان الحال تدعو لتضحيه المليون قبطى فى سبيل حريه سائر المصريين .. فأن التضحيه واجبه وثمنها غير ضائع ) ويقول ايضا ( اذا كان الانجليز اتوا الى مصر كى يحموا الاقباط .. فليمت الاقباط وتحيا مصر حره ) وموقف اخر يمتد فيه نفس الخيط وهو عند انسحاب اعضاء الوفد لم يبقى سوى سبعه أشخاص سته اقباط ومسلم واحد ( مصطفى النحاس ) قال سعد زغلول مقولته الشهيره ( أحكم مصر بهؤلاء .. الدين لله والوطن للجميع ) .وبعد هذه المواقف لا نملك الا أن نعود ونسأل دون ملل من تكرار السؤال .. ماذا جرى لمصر ؟



وموقف أخر لموسى سلامه كان يرد فيه على الشيخ رشيد رضا عندما كان يهاجمه ويتهمه بالكفر والالحاد وانه نصرانى مدسوس على الاسلام فكان يقول .. ان الاسلام دين بلادى وواجبى أن أدافع عنه أمام الاجنبى وهذا ما فعلته فى كل الظروف ففى عام 1920 كتب السير هاردى جونستون مقالا ينعى فيه على الاسلام ويطالب بالغاء الازهر فرددت عليه وقلت مع انى قبطى أعيش بين المسلمين لا أجد ان الاسلام يؤذى غيره بل هو يعمل للتسامح والرخاء وفى العام الماضى أقترحت الاحتفال بمرور ألف عام على تأسيس الازهر باعتباره أقدم جامعه فى العالم وليس فى ذلك غرابه لان الفخر بهذه الجامعه يعود على المصريين جميعا فهو لا يخدم الاسلام فحسب بل هو جامعه مصريه تخدم الثقافه .

لن نمل من ملاحقه هذا الامر .. بل ان هذا الامر لن يمل من ملاحقتنا وملاحقه ضمائرنا ومصريتنا .. ولن نمل من تكرار هذا السؤال المرير ماذا جرى لمصر ؟ .

لسنا بهذا السؤال نطارد وهما بل هو فعلا متجسد فى فكر يتردد يوميا ويظهر علينا ليس فقط من شباب متطرف فيه فهم متعجل للامور وغلبه العاطفه على العقل وانما أيضا من رجال دين يفترض فيهم صحيح العلم وصحيح الرغبه فى حمايه الدين وحمايه الوطن .. يظهر علينا ليس فقط من خلال أوراق تطبع وتوزع وانما عبر صحف حكوميه وفى التليفزيون

هؤلاء الذين يعرفون مصر فى بحر من الدماء بدعوى الدفاع عن الدين وهؤلاء يمزقون وحده الوطن بدعوى مناهضه الكفار هؤلاء لا يخرجون فقط على صحيح الدين ولا يعملون فقط ضد الوطن ووحدته وضد مواطنيه وحقهم فى المساواه .. لكنهم يخرجون على التقاليد المصريه الاصيله التى منها التسامح والحب واحترام كل الاديان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبب هو تفعيل نصوص تدعوا للكراهية والعنف
بشارة خليل قـ ( 2012 / 2 / 14 - 18:34 )
استاذ ابراهيم المحترم: غيرتك على مصر شرف تستحقه وهذا المقال خير دليل
للاسف هي رغبة البدو في السيطرة على البلد مدعومين باموال لا يكدون ولا يتعبون في جنيها ولا يستغلونها لرخاء وتنمية بلدانهم اللهم الا في القشور , المال يا عزيزي هو اله هذه الدنيا وباستطاعته استعباد وتطويع واذلال العقل والفكر وعلى الاخص في مصر بشعبها الميال الى التدين وفقره المادي بسبب فقر البلد بالثروات الطبيعية وغناها بالفساد السلطوي
ماذا جرى لمصر؟
نكاية في سلفه الراحل كان السادات هو السبب المباشر في نشر الفكر المتطرف للوهابية في مصر وفتحه المجال للاخوان وللنبرة الطائفية بالانتشار.كيف لنا ان ننسى كاسيتات الشيخ كشك التكفيرية وتهديدات الشعراوي علنا للاقباط ؟ هذه كانت بدايات التغلغل للاسلام السياسي حسب رأيي. من جهة نصوص قابلة للتفسير المتطرف مروية ببخشيش صعاليك الجزيرة العربية ومن جهة اخرى اناس استمرأوا الدينار وباعوا ضمائرهم وداسوا على حسهم الوطني استنادا لاتون المغالاة والتنافس في التطرف والعنصرية
اعتقد انه لن تمر سنين عديدة قبل ان يكتشف المصري المقلب الذي وضع نفسه به
سلامي لك

اخر الافلام

.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو


.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين




.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب