الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روزنامة نوروز

مسعود عكو

2005 / 1 / 10
القضية الكردية


بصراحة وبدون خجل اعتذر سلفاً عن هذا المقال من القائمين على إدارة كوما نوروز للفلكلور الكوردي لأنني ما رأيته في هذه السنة على تقويمكم السنوي جعلني أشمئز منكم وجعلتني أبدأ بكتابة هذا المقال حول التقويم السنوي الذي تعودنا أن نراه من فضائل الروزنامات التي تصدرها الفرق الفلكلورية الكوردية سواءً كانت هذه الفرق حزبية أو غير حزبية ولكن هذه السنة انقلبت هذه الروزنامة إلى كل شيء إلا أنها تمت إلى الفلكلور والشعب الكوردي بصلة لأشياء كثيرة نحاول أن نسردها مع بعضنا البعض.

إن إصدار أي تقويم من أية فرقة فلكلورية لهو عمل جلل من خلال جمع المساعدات المادية والمعنوية لهذه الفرقة بالإضافة إلى أنها تصبح رويداً رويداً جزءً من الحياة الشعبية الكوردية التي طالما مرت عليها الكثير من هذه المبادرات وظل الشعب الكوردي دائماً وفياً لأن يمد يد العون ليس فقط لفرقة فلكلورية بل حتى للأحزاب الكوردية جميعها ودون استثناء.

تأتي نوروز هذه السنة لتزف لكل بيت كوردي تقويمها الجديد الذي تتصدرها صور لبعض الشخصيات الكوردية البارزة في التاريخ الكوردي وبالإضافة إلى عرضها لصور فتيات كورديات وهن بالزي الكوردي الشعبي وليست المعضلة في هذه الصور ولماذا تصدرت صفحاتها ولكن ألم تكن هناك أشياء كوردية أخرى أو أحداث في التاريخ الكوردي أو حتى شخصيات أخرى كان لها الحق في أن توضع صورها كما وضعت على إحدى صفحاتها صورة الراحل فرهاد جلبي الذي توفي مع أخويه إثر حادث مروري بين القامشلي والرقة.

وكل ما يهمني في هذه الروزنامة أنها حملت كل الطوابع إلا الطابع الكوردي في مضمونها بغض النظر عن تلك الملابس التي زينتها صور فتيات كورديات ولكن أين آذار من هذا كله أين هي قدسية هذا الشهر الذي اجتمعت فيه كل ما للكورد من مآسي وأحزان وضمت طياتها ما للكوردي من فرح وبهجة وسرور ألا يستحق شهر آذار أن يكون لافتاً للنظر ولو قليلاً ويمتاز ببعض الخصوصية في هذا التقويم أم أنكم تخليتم عن آذار لنيسان وبعرضكم لصور ذهاب الناس إلى النوروز في صفحة نيسان كمن قال لولده يا بني متى ذهبنا أخر مرة إلى خطبة الجمعة فرد عليه الابن قائلاً لا أتذكر يا أبي ولكن أعتقد كان الثلاثاء أو الأربعاء واكتفيتم بأن تضعوا كلمة نوروز بالكوردية بين شعلتين صغيرتين وكأنكم لا تريدون أن تضعوا الطابع الكوردي على هذه الكلمة ورفعاً للعتب وضعتم تلك الشعلتين.

أما أن لا تذكروا ثلاثة مناسبات عظيمة في تاريخ الكورد وخاصة أكراد سورية فهذا يضع العقل بالكف فمئوية أ?و أوصمان صبري لم تقتربوا صوبها ولا بأية دلالة أو إشارة وكأنكم تنتقمون من الأموات وحتى هم في قبورهم وأحداث الثاني عشر من آذار لم أرى لها أية إشارة أو دلالة وكأن ما جرى في آذار من العام المنصرم لم يجري في قامشلو بل جرت في إحدى جزر المحيط الهندي بل عفواً حتى لو كانت الحدث هناك لذكرتم المناسبة ووقفتم دقيقة صمت إجلالاً لروح ضحايا تسونامي وزلزالها المدمر وكنتم ستعرضون صوراً عن تلك الكارثة التي نزلت على رأس السكان هناك.

أين أنتم من ما جرى في آذار أين ذكرى حلب?ة الشهيدة أين هي ذكرى نوروز أين كل تلك الحوادث أم إفراد صفحة لفرهاد ?لبي لهو أكبر وأعظم قدراً من اللذين استشهدوا وقتلوا ظلماً وبهتاناً ولكي لا يتصيد المنافقون في الماء العكر أنا لا أقلل من شأن ومكانة فرهاد الحزبية والاجتماعية عند أكراد سورية ولكن ما ناله فرهاد من تعظيم وإكبار وإجلال لم ينله أي بطل قومي كوردي على مر التاريخ فلا زلتم تتكلمون عن مناقبه وإنجازاته العظيمة في صفحات جريدتكم الغراء التي نصفها ردود على الأحزاب الكوردية ونصفها الأخر كلمات وبرقيات وشكر على تعزية ومبروك للعروسين وطهور مبارك و....الخ من سجالاتكم العقيمة التي نفرت كل الناس منكم فما جرى لفرهاد وأخوية هي كارثة اجتماعية بحق أهله وذويه وليست قضية من قضايا الشعب الكوردي وأنا كنت واحد من الذين تسارعوا إلى استقبال جثمانه ولا يوصف آلمي عليه وعلى أخوته لأنه كان صديقاً شخصياً لأخي وعائلتي ولكن فرهاد لم يكن مثل أوصمان صبري ولا شهداء الثاني عشر من آذار فكيف تعرض صورته ولا يتطرق ولو بإشارة إلى الذين كانوا سنداً لفرهاد وغيره من أعضاء الحركة الكوردية والذين شرحوا صدورهم للطلقات التي كانت تطال السادة القياديين وقفوا في وجه تلك الطلقات لتأخذ أرواحاً طاهرة بريئة لا ذنب لها سوى أنها كانت أرواحاً لشباب أكراد قال لا وتكفي هذه المهازل بحقنا.

أما صور النساء الكورديات المعروضة على طياتها فاحمدوا الله أن الشاعر صالح حيدو جمع لكم من الصور ما تكفي لعشرين سنة قادمة ولكن خبروا الشخص الذي قام بالتنضيد وإخراجها ومعالجتها على برنامج الفوتوشوب أن يكون بارعاً فيها مرة أخرى وأن يأخذ خلفيات طبيعية من جبال ومروج كوردستان لا أن يأخذها من صور معروضة على الإنترنيت أو عن طريق برنامج ويب شوتس الذي يتميز بخلفياته الرائعة الجمال كما هو واضح في تلك الصور.

لا أعرف هل هذه سياسية الحزب الذي تنتمي إليه كوما نوروز أم هي هفوات من أعضائها الذين نكروا جميل آذار وما حملته للشعب الكوردي في كل بقعة من كوردستان تارة هماً وحزناً وتارة أخرى فرحاً وشوقاً وحنيناً ليوم كان الظالم المستبد يسفك دماء الأكراد إلى أن جاء كاوى فحرر كل شعوبها من ظلم الأژدهاك الذي لم تشبع شهيته من ذبح وإبادة الإنسان المظلوم ومنهم الكوردي بخصوصية تامة فالأجدر بهذه الفرقة أن تحل نفسها أو أن تتحول إلى فرقة موسيقية تحي الأعراس وحفلات الطهور والمناسبات الأخرى!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع