الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شعارات قومية عربية إلى أوهام إسلامية إسلامية

مجدي عطاالله

2012 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حقا ما أشبه اليوم بالبارحة وما أكثر التاريخ الذي يعيد نفسه معنا ، أو نحن من يعيد نفس الأحداث التاريخية ولكن بمسميات مختلفة .هذا العام تنتقل جثة المشروع القومي العربي إلى مقبرة التاريخ بسقوط النظام السوري ومن قبله انتهاء حكم القذافي والنظام الصدامي في العراق وانتهاء حكم العسكر في مصر ذلك المشروع الذي انتهى عمليا بتوقيع مصر لكامب ديفيد ....والأخطر هو المشروع المتأسلم القادم الذي يعيش على شعارات وأكاذيب وأوهام مشابهة كالخلافة ....وإسلامية إسلامية ...تطبيق شرع الله ..... واذا استسلمنا ستين عاما أخرى كتجربة لهذه الشعارات فستختفي هذه الأوطان بالكامل وسيتضاعف عدد الدول العربية وستتحول لدويلات ....ولن يحتملنا العالم أكثر من ذلك ..
كان العسكر هم آداة المشروع القومي العربي واليوم صار الشيوخ ورجال الدين وقادة الجماعات المتأسلمة الإرهابية هم دعاة المشروع الجديد وبروز كلا الفريقين كان بسبب ثقافة القطيع التي تروج لكل منهما وتسير خلف أوهام وأكاذيب ظنا منها أنها الخاص من نيران الفقر والقمع ومازادتهم هذه الشعارات إلا عبودية وفقرا
كان المعارض لفكرة القومية العربية حتما يتهم بأنه جاسوس أو خائن أو عميل واليوم المعارض والمنتقد لفكرة الخلافة أو مايعرف بأوهام تطبيق الشريعة يوصف بأنه كافر أو علماني أو ليبرالي أو يساري .....
اتخذ العسكر في دولنا فكرة القومية العربية كأساس مناهضة الاستعمار ومقاومته وتحرير الشعوب العربية والإرادة من هيمنة القوى الاستعمارية واليوم لابد لنا من كشف حساب لهذه الأفكار والتي لم تعد موجودة وأصبحت وهما وشعارات جوفاء ولو تأملنا كل الدول التي رفعت هذه الشعارات لوجدنا انها الآن ترزخ تحت سيطرة القوى الكبرى :
-فالعراق رهن الاحتلال الأميركي
-ومصر منبت الناصرية تنفذ الآن مباشرة الأجندة الأمريكية دون أي اعتبار للمصلحة المصرية
- وليبيا استنجد شعبها بالناتو وبجيوش المستعمر للخلاص من زعيمها الذي صدعنا وصدعهم بقتال وجهاد المستعمر طوال أربعين عاما مضت
-وسوريا يصرخ أهلها اليوم مستنجدين بالغرب لانقاذهم من وريث طالما تغنى بالشعارات العربية ومقاومة سيطرة المستعمر كأبيه الذي ورثه الحكم.
المشروع لعربي فشل فشلا ذريعا على كافة الأصعدة فشل حتى في أبسط الامور وهو على سبيل المثال إنشاء خط سكة حديد يربط بين الدول العربية بعضها بعض أو حتى توحيد العملة أو فتح الحدود وإلغاء التأشيرات حتى الدول الخليجية نفسها فشلت في كل هذه الأمور وتكره بعضها بعضا حتى لو ادعت غير ذلك وما أمر السعودية والإمارات فيما يخص العملة الخليجية الموحدة منا ببعيد ..!!
فشل حتى في حماية أطرافه التي تآكلت كما في إقليم درستان العراق ودولة جنوب السودان الوليدة والبقية تأتي في الطريق !!
هل من معترض الآن على ان هذا المشروع القومي العربي ينبغي أن ننقله إلى مقبرة التاريخ ولا تأخذنا به شفقة ولارحمة ؟
وها نحن اليوم نستبدل نفس الشعارات ولا نتعلم أبدا ونستعد لنقيم مشروعا آخر جديد وإن كان مختلفا وعلى توسع أكبر ليشمل العالم الإسلامي الغير عربي وفي نفس الوقت سيتجاهل حقوق الأقليات الغير مسلمة في الدول المنادية بهذا المشروع : وإذا فشلنا على مستوى المشروع الأصغر وضيقا في دائرة استيعابه فهل سننجح في المشروع الأوسع مساحة والأضيق دينا واستيعابا في نفس الوقت ؟؟!!
إلى متى ستظل أعمارنا تضيع وأعمار أبنائنا أجيالا وراء أجيال ؟!
إلى متى سيتحملنا العالم ونحن ننتقل من وهم إلى وهم ومن شعارات حنجورية إلى شعارات أخرى ولا نجني سوى الشوك والحنظل وتفكك الأوطان وانهيارها ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعلق لتحية الكاتب
عادل حزين ( 2012 / 2 / 16 - 20:39 )
تحية على مقالك هذا... ولربما يوما تصل إلى قناعتى أننا شعوب متخلفة يحق علينا الفناء.


2 - اسلامية اصلا
عبد الله اغونان ( 2012 / 2 / 17 - 01:50 )
كل البلاد العربية اسلامية الا بعض المسيحيين كاقلية
اذا نجح الاسلاميون فلان الشعب خبرهم وهي ظاهرة من المحيط الى الخليخ
الاسلاميون حكموا بشرعية دمقراطية واغلبية فمادخلك انت في الموضوع


3 - الاستاذ عادل حزين لاتحزن
سلامة شومان ( 2012 / 2 / 18 - 23:56 )
انت ضمن المتخلفين فلا ضير
ام انك ترى انك متحضر وتغير من جسمك عضو بالتحضر
نريد ان نرى منكم الهمة والعمل وليس الكلام
لك منى تحياتى

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_