الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبيلة أيت حديدو بإقليم ميدلت: توزيع المساعدات وفق معيار توافر حطب التدفئة!

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

2012 / 2 / 17
المجتمع المدني


يمر مجال قبيلة أيت حديدو بمنعطف تاريخي ثالث من نوعه، بعد المنعطف الأول الذي صادف سنة 1934 يوم دخول الاستعمار الفرنسي المنطقة، وإعلان نهاية الحكم القبلي العرفي، والمنعطف الثاني الذي كانت بدايته ما بين 3 من مارس 1973 و8 منه، وهو التاريخ المحدد لبداية الفترة الثانية من سنوات الرصاص بالمنطقة، والمؤرخ لما يسمى (تين السونتات) أي واقعة السونتات بالأمازيغية، والسونتات قرية تقع في قلب التجمع السكني القروي لقبيلة أيت حديدو بواد أسيف ملولن، بجبال الأطلس الكبير الشرقي. وأما المنعطف الثالث وهو الذي كانت تمر به المنطقة ابتداء من انتفاضة الكهرباء في مارس 2003، لأن أحداث المنطقة غالبا ما تنشط مع بداية الربيع. ويمكن القول، إن المنطقة الآن اكتشفت، خصوصا مدوا إليها شبكة الكهرباء والطريق الجهوية رقم 706، الرابطة بين الريش وإملشيل، وأصبح السفر إلى أغبالة نايت سوخمان ممكنا عبر باب نواياد، والآن، يسافر أيت حديدو كل يوم السبت إلى تينغر، وهو يوم السوق.
إن اكتشاف المنطقة جلب إليها ويلات الانفتاح، فأصبح تسييح بؤسها يسيرا، ورغم ذلك فقد أريد لها أن تدرب على التسول، وهي سلوك سيء ممقوت لدى أيت حديدو، ولكن لكل ترويض، أو تربية، وقع متفاوت في القوة والدرجة. ففي بحر شهر يناير 2012، اشتد البرد، واستمر نزول الصقيع، فكانت المنطقة في حاجة إلى بعض المساعدات، وبالفعل استفادت المواقع العمرانية التالية، أقانوانين، وإيمي نتاقات نايت علي السو، وأيت عبدي، «أولغازي، تمزاغرت، توصفصدي، تايدرت، إغالن...»، وأيت عمرو«تيغدوين، تيرغيست، أنفكو، أغدو»، من بعض المساعدات، وهي في أمس الحاجة إليها لمواجهة قساوة الطبيعة، بعض الوقت. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يستفد التجمع السكني القروي تلمي من تلك المساعدات، علما أن تلمي لا تبعد عن تيغدوين إلا بحوالي سبع كيلومترات فقط؟
لم تستفد تلمي، ولو أنها أكثر برودة وثلجا من المناطق المذكورة، لأنها تختلف عن هذه المناطق في وقوعها في منطقة جرداء لا غابة فيها ولا نبات. وأما المناطق المذكورة فتتوفر على حطب التدفئة. قد يكون السبب قائما على هذا الاختلاف، وأما الأسباب الأخرى فيصعب تحديدها، لأنها محددة بقياس آخر، من صنع أجهزة الاستعلامات. صحيح أن الطريق التي تربط إملشيل بميدلت هي التي تمر بمجال تلمي وأيت عمرو، وأما أقانوانين وأيت عبدي فلا يمكن الوصول إليها إلا على ظهر البغال لا الحمير، لأن المسالك المؤدية إليها وعرة للغاية.
وللطريق الرابطة بين إملشيل وميدلت قصتها، فقد استهدفت الشريط الزراعي الضيق في كثير من النقط احتراما لمسار الطريق كما هو مرسوم في التصميم. ولا عيب في احترام التصاميم، لكن، ثبت، أنه لما يحتج أحد على اكتساح أرضه الزراعية، يأمر المسؤولون عن شق الطريق بتحريفها قليلا درءا للمفسدة، وإن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة كما يقول الفقهاء. ولقد تضرر التجمع القروي تلمي كثيرا من ازدواجية احترام التصاميم بأرض تلمي ودرء المفسدة في أماكن أخرى، خصوصا وأن هذه الازدواجية غير مفهومة. وأما القنطرة الكائنة بين تلمي وتيغدوين فقد أُمر بغلق أفواه أنفاق صرف المياه بها، لتطفو مياه الواد على قارعة الشريط المعبد، وعلى الأراضي الزراعية المجاورة، فتسبب ضررا بينا في الميدان وظاهرا وقعه على السكان. ولم تحترم الطريق المذكورة المقابر القديمة حيث اكتسحت مقبرة أيت موسى وحدو القديمة، التي عمرت مواضع قرب تلمي، قبل رحيلها إلى السفح الجنوبي لجبل العياشي بأقصى شرق دائرة إملشيل الإدارية. ويستفاد من تصريح منتخب تلمي في المجلس الجماعي القروي إملشيل، عحول الماء الشروب، أن المشروع كان أنجز قبل القيام بالدراسة، ولما تبين أحد المسؤولين من ذلك أزال الشبكة المنجزة، قنواتها، فكانت الخسارة. كان ذلك هو وضع تلمي في المنعطف التاريخي الذي بدأ تمر به قبيلة أيت حديدو، ابتداء من سنة 2003.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Three Israeli air strikes that killed 44 Palestinian civilia


.. مصادر: الأمم المتحدة قد تضع إسرائيل في القائمة السوداء




.. مدير مكتب العربية بفلسطين زياد حلبي: إسرائيل تخفض عدد الأسرى


.. Is The Death Penalty on the Rise?




.. هل تدرج الأمم المتحدة إسرائيل في -قائمة العار-؟