الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البغاء المقدس في اليهودية، 1/5

طريف سردست

2012 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هنا نتناول نصوص عن العهد القديم، (King James Version) من اللغة الانكليزية، ويقارنها بمثيله في اللغة العبرية. اهميه الامر ليس فقط في انه يقدم نظرة على تعابير العبرية نستخدمها ايضا في العربية وتعود في جذورها الى السامية القديمة إذ تصل الى الآكدية، ولكن ايضا يقدم لنا الامكانية على رؤية الاختلافات الثقافية التي خلقت المقدمات لظهور وموت البغاء المقدس واسباب نظرتنا الحالية للمثلية الجنسية.

البغاء المقدس في اليهودية
في سفر التثنية 23: 17-18 نقرأ التالي:
(*) ولا واحدة من بنات اسرائيل يجب لها ان تكون عاهرة (قاديشا) و لااحد من ابناء اسرائيل يجب له ان يكون لوطي (قاديش).
(*) لايجوز لك إدخال اجرة عاهرة (الكلمة الاصلية زنى) او ثمن (كلب)الى بيت نذر يهوة، كليهما رجس لدى يهوة." (راجع النص الانكليزي في اسفل الفصل الاخير*)
(في العهد القديم، النص بالعربي يأتي كالتالي:
(17) لا تكن زانية من بنات اسرائيل ولا يكون مابونون من بني اسرائيل
(18) لا تدخل اجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب الهك عن نذر لانهما كليهما رجس لدى الرب الهك).

نلاحظ انه من الاية 17 جرى ترجمت الكلمة قاديش العبرية الى عاهرة ولكن في مقابل 18 جرى ترجمتها الى عاهرة من الكلمة العبرية زنى. (تقريبا الامر نفسه ، من عدم الدقة، في الترجمة من العبرية الى العربية)
ونلاحظ ايضا ان العبرية تستخدم قاديشا للمؤنث وقاديش للمذكر، ولكن ترجمتها للمذكر تصبح لوطي. ولكن نرى ان الكلمة العبرية كلب( نفس اللفظ العربي) هي التي استخدمت لوصف اللوطي.

لذلك من المعقول ان نفترض ان قاديشا وقاديش المستخدمة في الاية 17، هي مترادفات لكلمة زنى وكلب المستخدمات في 18. على مايبدو كان تعبير كلب لاذلال المثلي الجنسي الذكر او العاهر. ومهما كان الامر، فالاختصاصيين اقترحوا اساسا للتمييز بين لفظي زنى وقاديشا من واقع ان قاديشا هي من جذر سامي قدش بمعنى (قدس) او المكرسة.
وبالتالي، مصطلح قاديشا يشير بالخصوص الى عاهرة المعبد ، في حين ان المُذكر منه قاديش جرى استخدامه ليشير الى العاهر الذكر، المخنث، الذي يخدم في المعبد، (عند الكنعانيين كانت ربة الخصب والجنس، عشيرة، كانت تسمى ايضا قديشة، "Qedesha" وفي المصرية القديمة قودشو "Qudshu").
وإذا كان قاديشا يشير الى عاهرة المعبد فإننا نفترض بالتالي ان مصطلح زنى يستخدم للاشارة الى المرأة العاهرة العادية او اي امرأة سهلة الوصول.

من دراسة لنصوص العهد القديم نرى ان العبرانيين القدماء استخدموا كلمتي زنى وقاديشا بالتبادل. نرى ذلك في سفر التثنية 23: 17-18 (*) وسفر التكوين 38:15(**) " وعندما رآها يهوذا أعتقد انها كانت تزني" ولكن ، بعد بضعة اسطر في مقابل الاية 23 (***) ، في الاشارة الى ذات المرأة السابقة " تامارا، زوجة ابن يهوذا التي لم تنجب، متنكرة في زي عاهرة" صديق ليهوذا، ادولاميت، يستفسر: " اين قاديشا التي كانت جالسة في الاماكن العامة على جانب الطريق؟" والرجال الذين سألهم قالوا " لم يكن هنا اي قاديشا".

استخدام مصطلحات زنى وقاديشا بالتبادل، كمترادفات، في سفر التكوين، واستخدامهم بوجود نمط مماثل للتوازي في الشعر العبري يشير الى أن قاديشا وزنى، قاديش وكلب مترادفات (على الاقل في الاستخدام اليومي الغير رسمي).
إضافة الى ذلك ففي العصور القديمة الجنس كان خارج المعبد، وتحول الى العمل بصورة روتينية تحت سقف معبد الالهة والخدمة الدينية، ولذلك لم يكن هناك إكراه على التمييز بينهما، فالوضع كان منطقي، حسب تصورات ذلك العصر.

وفي المدرسة الغربية نرى الفرق بكل وضوح بين الزنى وقاديشا ولكن يبدو ان هناك مشكلة في فهم الاشارة الى قاديش (بصيغة المذكر) والكلب، كمرادف لها في الاستخدام. من كانوا هؤلاء (قادش او الكلب)؟ ماهو الدور الذي لعبوه في النشاط الكهنوتي للمعبد؟

(ملاحظة: ستكون المصادر والحواشي في الفصل الاخير)
الفصل القادم: : دور الكاهن المخنث في البغاء المقدس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة