الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشيء الجسد المعنى والممارسة

حنان جميل هلسة

2012 / 2 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كثيرا ما أصادف هذا الموقف، بعد طول غياب لأحد الأصدقاء أمد يدي للمصافحة كما اعتدت سابقا أيام كنت صبيه، وافاجاء باعتذاره بان يضع يده على صدره، سلوك يومي يمارسه الرجال والنساء على حد سواء ، عندما كنت صغيرة في السن ممكن، لكن الآن بعد هذا العمر، بعد تجاوزي سن الشباب وقاربت نهاية العمر، ماذا بعد حتى أصبح مساوية للرجل وينظر إليَ كما ينظر لإنسان دون تميز ذكر وأنثي.
إن عادة المصافحة موجودة في ثقافتنا الاجتماعية بين الجنسين وهي دليل الود والسلام ،ولكن ما بدأنا نراه في الوقت الحالي عدم مصافحة الأخر وكأن المصافحة أصبحت أثم، لماذا عند التحليل هذا السلوك وهو جزء من سلوكات اكثر تمارس ضد المرأة اجتماعيا، ولم تكن موجودة سابقا، ماذا يعني ان لا تصافح الآخر، تعني ان الأخر الذي أمامك هو شيء يثير الغرائز والشهوات ومجرد المصافحة يعني انه سوف يحاول ان ينقل لك مشاعر إثارة للحاجات الأولية ، وكأني أقول عندما أشم رائحة الطعام اشعر برغبة بتذوقه ، ما الفرق وكأني بهذه المرأة عبارة عن جسد ووعاء للرغبات الأولية المحرمة اجتماعيا، وكأني بها شيء فقط يستخدم للحاجة الجنسية والإنجاب الأطفال، هذا ما اعنيه بتشيء جسد المرأة وحصر المرأة فقط بهذا الدور، دور إمتاع الأخر وإعادة إنتاج المجتمع، وغير ذلك لا يوجد، فالمرأة بنظر ذلك الرجل شيء ،هي هكذا،ومن يقرأ هذه الكلمات او يسمع احتجاجي، سيدافع ويقول لي انه موجود في الأديان، وأقول له اجل معك حق، وهنا بدأت مأساة المرأة عندما حدث الانقلاب الذكوري في بداية الحضارة الإنسانية وتحول الإله من الأنثوي الى الذكوري، لنبدأ مع التوراة مع قصة ادم وحواء،-" كانا يسكنان معا في الفردوس، دون يعرفا ذلك، وبدأ كل واحدا يبحث عن الأخر،"- إلى هنا تعني المساواة أي أنهما إنسان قد انقسم الى نصفين وبدأ كل نصف يبحث عن نصفه الذي ضاع منه، ولكن إمعانا بإنهاء دور المرأة الإله عشتار لكي يتحول الى الإله إيل اله السماء يجب تقزيم الدور الإلهي المهم للمرأة والذي كان عبارة عن الام الحامل المقدسة (الام السوريه) وهذه اقدم اله عرفها الإنسان، وتعني أهمية دور الإنجاب وإعادة إنتاج المجتمع وهذا الدور المقدس للمرأة، لهذا تم عكس الخلق وجعل المرأة تخلق من الرجل، ثم ربط الخطيئة والاثم والخروج من الفردوس بحواء وبمشاركة الحية والتي ترمز للحكمة عند القدماء وما زالت فهي اليوم شعار الدواء الشافي نتاج العلم والمعرفة، امعانا في ذل المرأة ودونيتها لهذا ربطت بالخطيئة الاصلية ( والخطيئة هي المعرفة)، ومع تطور راسمال وزيادة الثروة والملكية الخاصة حولت المرأة الى شيء تماما، وتم حصرها في دور إعادة انتاج المجتمع وامتاع الرجل وتم حصرها في المجال الخاص (البيت)، وتطورت الأديان مع تطور رأسمال وعملية الانتاج فالثقافة والقيم تتطور بالتزامن مع مراحل تطور راسمال والعملية الانتاجيه، فكان شعار الكنسية "الرجل رأس المرأة كما المسيح راس الكنسيه، وكوني امة له" هذه العبارات في الدين المسيحي والتي تؤكد على دونيه دور المرأة وينهي المرأة على ان تكون عقل او فكر ، و" ناقصات عقل ودين" المقصود ناقصات الدين يعني عندما تكون المرأة حائض (الدور الإنجابي) يجعل المرأة مواطن درجة ثانية وناقصات عقل يقصد العاطفة التي تطغي على عقلها(أي الدور الخاص المنوط بها-البيت-) هكذا يردونها دون تفكير او حكمة ومعرفة، مجرد شيء للمتعة والإنجاب، وتم تعزيز ذلك بمقولة" جسد المرأة وكل شيء فيها عورة" .
اذا هل عرفت يا صديقي معنى ان لا تصافح المرأة كما هي ثقافتنا عند اللقاء، ان تجعلني شيء حتى لو كان عمري قريب المئة، ولست انسان مؤهل لتصافحه، وحتى المرأة التي لا تصافح الاخر هي ايضا تعتبر ذاتها شيء لهذا تعمل على تغليفه والحفاظ علية لمن يدفع أكثر ثمن هذه البضاعة.
وقياسا على ذلك المرأة التي تعتبر ان جسدها هو راسمال، ويمكن استثماره لكي تكون من أغنى الأغنياء، كما الراقصة والفنانة التي ليست لها رسالة من الفن سوى جمع المال من خلال استثمار الجسد، في حين المرأة التي تعتبر انها انسان وعقل مثال العديد من الكاتبات والمفكرات، من يعرفهن وما هي أوضاعهن المادية مقارنة بتجارة الجسد، نقارن نوال سعداوي مثلا وهيفاء وهبي او فيفي عبده مقارنه ظالمة أليس كذلك ؟؟
واخيرا متى سأصبح انسانا ذو حقوق مساوية كما بقية افراد المجتمع، ان اكون ذاتا وليس شيئا، هذا كل ما أطالب به في هذه الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة في الحقوق
فؤاد النمري ( 2012 / 2 / 18 - 11:46 )
سيدتي الفاضلة
أنا أشد على يدك لأحيي فيك روح الثورة واستعراض تاريخ رسوف المرأة في العبودية بعد أن كانت هي ربة العائلة والإلهة
المشكلة بدأت مع الحقوق البورجوازية حين تقدم حق الرجل في الانتاج السلعي على حق المرأة في إنتاج الحياة
بعد إلغاء كل الحقوق فقط كما تنبأ كارل ماركس يتساوى الطرفان كونهما إنسانين
شرحت ذلك في كتابي (قضايا معاصرة) المنشور على الشبكة بالرابط
www.fuadnimri.yolasite.com
وفي مكتبات أرامكس


2 - عتاب
هلسا ( 2012 / 3 / 12 - 22:42 )
اولا انتي لماذا تحطي جام غضبكي على المسيحية لمجاملة الاخر غير المسيحي وانا لا ادافع عن الدين لكن ليس الحجاب واسبعباد المرأه وعدم سلامها لتصافح الرجل هذا ليس عن المسيحية التي تقول على الرجل ان يحب امرأته كنفسه وانهما روحان في جسد واحد اي طرفين كل بيكمل التاني . الي عم تقصديه في تراث العرب القبلي الي اجا فيه دين الاسلام من صحرا العرب والمسيح ما قال على المرأه الخنوع لزوجها بل هذا بعد المسيح على لسان بولس وجه حديثه لنساء اثينا المتمردات ونصحهن باحترام الزوج والتواضع . اذا كنت شيوعية انتي حره بس ما تقارني المسيحية التي لا يهمكي تطبيقها بدين آخر لانو ما حطت عليكي حد الردة والمسيح لم يفرض اراءه على الناس بالقوة

اخر الافلام

.. إزالة 150 دودة من فم امرأة بعد إجراء عملية أسنان فى بيرو


.. بايدن ينصح الشبّان المقبلين على الزواج: تزوجوا من عائلة فيها




.. القبض على امرأة كانت بصدد بيع فتاة بمبلغ 2300 دولار في العرا


.. مقتل امرأة بريطانية في هجوم لكلبين من فصيلة -إكس إل بولي- يث




.. المشاركة دارين عزام