الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البغاء المقدس : الرحمة، بقايا الاله الام 4/5-5

طريف سردست

2012 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في الثقافات الحديثة تظهر لنا صورة الاله من وجه الاب الغاضب والشديد العقاب نحتاج لرشوته بالدعوات والطقوس والاضاحي لتليين قلبه للوصول به الى نوع من التوازن، او كما في التعبير الصيني: ying-yang, لنصل الى إبراز وجهه الاخر، الامومي، الرحمن الرحيم. نرى كيف ان الله الذكوري التوراتي يهوة يملك قناة طبيعية ينتقل عبرها ليصبح بالامكان تصوره بخصائص انثوية، كالربة الفينيقية عشيرة.. (لاحظ انه لاتزال عشيرة تعني بالعربية المصدر الذي انحدر منه الانسان البدوي، والانتماء بمصدرية الخلق، اي الرحم). والله يهوة، في تجرده الانثوي، يصبح بيته ملجأ للمظلومين في المجتمع، منطقة حرة من يدخلها فهو آمن. آناشيد دافيد تحتوي على العديد من النصوص التي تشير وتؤكد على ان المعابد امكنة آمنة يجب احترام حرمتها، وعلى الاخص (Psalm 91). مثل هذا المفهوم نجده حتى عند محمد عندما احتل مكة وأعلن الكعبة ( بيت الإله) وبضعة اماكن اخرى ( لاسباب سياسية) آمنة ولها حرمتها، على الرغم من ان حرمة مكة لم ترقى عنده الى مستوى حماية بضعة اشخاص اهدر دمهم " حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة" ، لإختلافات شخصية. وحتى الان، في تصور الناس على الاقل، المعابد والمساجد مراكز لجوء آمنة، يمكن الاحتماء فيها في وقت النزاعات.

وبشكل عام، فأن البغاء كمهنة للبقاء على الحياة، يضطر اليها الانسان، الذكر والانثى، تحت ضغوطات اجتماعية-اقتصادية لاترحم. والاعاقة الاجتماعية - الاقتصادية التي تفرضها المجتمعات الذكورية على المرأة، عن وعي، بحيث تنتهي بهم الى الدعارة، معروفة على نطاق واسع. ولذلك فالحماية التي تقدمها المعابد تعطيهم الفرصة لإعاشة انفسهم بدون اذى، وهو الامر الذي جعل البغاء المقدس جزء من حضارة الشرق الادنى واحد اوجهه الانسانية المشرقة. في حين ان توفير ملجأ للمخنثين لم تدعي الكتابات انه لاسباب اخلاقية وانما فقط كعمل من اعمال الرحمة الإلهية.

معضلة الرجل المخنث
على العموم، المجتمعات متسامحة اكثر تجاه بغاء المرأة عنها مع بغاء الرجل المخنث. في احسن الاحوال يكون موقف المجتمع لخنوثة الذكر ، متناقض. اطلاق صفة قدس ( قاديش) على الكاهن المخنث المشارك في الطقوس الالهية محاولة لتخفيف العار الذي يشعر به لإختلافه الجنسي والنفسي عن الصف العام للذكور. إلا ان هناك نقاط تحول تاريخي، تتحول فيه محاولات تخفيف الالم الى فشل عندما تنتصر ثقافة الاستعلاء على اخر جزر الثقافة القديمة فيبدأ التغيير الثقافي و إستخدام مصطلحات التصغير والاذلال، مثل الكلب، للدلالة على المخنث او اللوطين، او ملاحقة اتباع الاديان والثقافات المنهزمة، بدون ترك اية اماكن آمنة.

في تعابير العهد القديم كلمة قاديشا، الشكل المؤنث للجذر قدش، تستخدم للتعبير عن العاهرة، والمرادف المذكر لها يكون قادس. ونجد ان مترجمي كتاب العهد القديم، الى الانكليزية، لم يكونوا واثقين من معنى الكلمة لذلك ترجموها الى "whoremonger" بمعنى عاهرة او قواد، في بعض الاناجيل. البعض الاخر اعتبرها تعني عاهر المعبد الذكر. نسخة الملك جيمس تترجم كلمة قاديش الى اللوطيين. ولكن نحن رأينا كيف ان الكلمة متخصصة ببغاء المخنثين الذين انضموا الى النساء في بيعهم للجنس كخدمات في طقوس عبادة الالهة.

نحن راينا افراد يملكون نوع من انواع الاعاقة النفسية او العقلية او الفيزيائية او منحرفين عن المقاييس الاجتماعية ويحتاجون الى حماية بيت الالهة، غير ان ذلك لم يمنع الصورة العامة لسلوك المجتمعات بجلب الاحساس بالعار لهم او ممارسة الاغتصاب والتغيير الثقافي ضدهم.

في الثقافة البابلية القديمة كان الكهنة المخنثون في خدمة المعبد يطلق عليهم تعبير assinu, وتعني الكلب. والاغريق ايضا يطلقون كلمة kunaidos على المخنثين على العموم، وتعني شبيه الكلب، وعلى الاغلب المقصود فيها الكلبة في فترة الشبق الجنسي الدوري الذي يصيبها.

في سفر التثنية 23:18 (****) في وصايا موسى، تقول:
لا تدخل اجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت يهوة عن نذر لانهما كليهما رجس لدى يهوة.
فمعنى الكلب هنا تعني الاشخاص الذي عنتهم كلمة الكلب kunaidos الاغريقية وكلمة كلب بابل assinu.


تحطيم القديم لصالح الذكورة العسكريةكما نرى كل مجتمع انساني ينتج " كلبه". وإذا كانت هناك مؤسسة دينية تستقبل المنبوذين فإنهم سيلتحقون بها، هروبا من عدائية المجتمع المدني. وفي المجتمع الاسرائيلي القديم كان هناك مجتمع من " الكلاب" نسمع عنهم في ملوك الثاني 23:7 ، حيث يقول:" وهو هدم منازل القاديشيم التي كانت عند بيت يهوة حيث النساء كن ينسجن بيوتا للسارية"
2 Kings 23:7 (النص العربي : و هدم بيوت المابونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية)
هذه المعلومات غاية في الاهمية إذ يظهر ان المخنثين (المابونين)، وعلى مدى عهد الانحدار كان البيت يجذب اليه المخنثين ليعيشوا في ظل حمايته، تماما كالبغاء المقدس، بما يعني ان يهوة قام بوظيفة الربة الام، عشيرة.

وبغض النظر عن نوع وشكل إتحاد طقوس الربة الام القديمة مع طقوس الرب الذكر يهوة ، فإن هناك شئ واحد مؤكد، بفضل الاشارة الى المخنثين القاديشين في ملوك 2: انهم كانوا يشكلون مجتمع مزدهر في اورشليم، وبيوتهم كانت بالطبع مواخير.

ويبدو من المؤكد ان قرب منازل " قوم لوط" من بيت يهوة ليس بلا مدلولات. على خلفية فترة الانحطاط في يهودا واسرائيل نشأ قبول للواط الى درجة انهما تمكنوا من بناء بيوتهم قرب المعبد ليصبحوا في خدمة زائري المعبد من كل الانواع.

نحن نقرأ في سفر الملوك 1 Kings 15:12 عن الملاحقات التي جرت بحق القديشين kadeshim وطردهم الى خارج البلاد، من قبل ملك اليههود اساس ومن بعده ابنه جوزيفات طرد البقية. وفي النهاية قام جوزسية بهدم منازل القاديشين الى جانب معبد يهوة، (2 kings 23:7).

وكما نرى فإن الفصائل البروتستانتية لاتباع يهوة لم تكن تعرف التسامح تجاه ثقافة الربة الام القديمة وعملت على اجتثاث الماضي من الذاكرة. هل كان ذلك بسبب الايمان الايديولوجي ام انه تعبير عن قناعات المجتمع في كيفية معالجة الانحرافات البسيكوجنسية؟ في الزمن الحديث بدأنا نتعلم ان روح التراث اليهودي المسيحي، الذي كان يقيم الحرائق للمثليين الجنسيين والاشخاص الاخرين من ذوي التوجهات التي آلهتنا لاتوافق عليهم، تصرفات نابعة من الجهل.

وحتى إذا اصرينا على ان هؤلاء مرضى، يبقى من الصعب تفسير لماذا يجب معاقبة المرضى.


*Deuteronomy 23:17-18(King James Version),"None of the daughters of Israel shall be whore (kadeshah) nor shall any of the sons of Israel be a Sodomite (Kadesh). You shall not bring the hire of a whore (zonah) or the wages of a dog **(keleb) into the house of YHWH for a vow, for both of these are abomination to YHWH."
Genesis 38:15: "When Judah saw her, he thought she was a zonah,"
***(Tamar, Judah s childless daughter-in-law disguised as a whore),
****Deuteronomy 23:18,"Thou shalt not bring the hire of a zonah (whore) or the price of a keleb (dog) into the house of YHWH for a vow."
*****"And he broke down the houses of the kadeshim that were by the house of YHWH, where the women wove hangings for the grove."


حاشية اولى: البغاء المقدس في الهند
في ملحمة المهابهارتا كان الملك يوديشترا يحظى ليس فقط بعدد من الزوجات، بل كان يبعث تحياته الى النساء المتأنقات. ومن جهة اخرى تبرز التوترات في الحياة وفي التعاليم الهندية من خلال ما ذكر في الملاحم ايضا من حملات مضادة للبغاء العادي. فقد كانت تفرض رقابة صارمة على المباغي وصالات الشراب، لانها تتسبب بالاذى للملكة. اما الديفا - داسيز (أي خادمات الله) فكن محظيات من منزلة رفيعة، مكرسات لخدمة الالهة في المعابد الهندوسية. هذه الممارسات ترقى الى عهود غابرة، حين كانت الفتيات يتلقين دروسا في فنون الاثارة الشهوانية حتى يصبحن مؤهلات لخدمة زوار المعبد لقاء اجر، لان واجباتهن كانت تشتمل على الرقص والغناء، وغالبا ما كان يُنظر الى الرقص في وصفه عملا لا اخلاقيا، الى ان ساهمت الاصلاحات الحديثة في نزع هذه الصفة عنه.

لقد ساءت سمعة البغاء المقدس في المعابد الهندية، وبات الحجاج يتشكون احيانا بسبب اغواءات فتيات المعبد التي كانت تلهيهم عن العبادة. اما إلغاء البغاء في المعابد فتقرر على يد البريطانيين وبدعم من الاصلاحيين الهندوس، وترافق ذلك مع حظر حرق الارامل. ( عن فرج جبر، النهار اللبنانية)

الحاشية الثانية
Psalm 91: "He who dwells in the secret place of the Most High shall abide under the shadow of the almighty…He shall cover you with his feathers…": like the Cherubs cover the mercy seat of YHWH atop the Ark of Covenant



Confessions of God: The Gospel According to St. JohnThomas Didymus",JohnThomas Didymus is author of








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أريد أن أفهم
غازي كبه ( 2012 / 2 / 19 - 18:39 )
أنا لا أفهم من هده المقالات سوى أنك تريد أن تزعل العرعور و القرضاوي

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس