الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هويتي ضائعة بين اربع عواصم ............!!!!

خالد تعلو القائدي

2012 / 2 / 20
القضية الكردية



انا كورديٌ من شنكال ، قررت ان اسافر ، ان اهاجر ، بحثاً عن هويتي الضائعة ، انا كورديٌ من اهل الجبال ، ، كنت املك بيتاً صغيراً على سفح جبل شامخ كشموخ الابطال في مهاباد وبادينان ، جرفته مياه الامطار وزحف الثلوج ، فقدت هويتي ، بحثت بين الوديان في دير عاص وقجراخ ، ولكني لم اجد هويتي ، فكرت مليئاً ، وسألت نفسي مرارا وتكراراً ، اين فقدت هويتي ؟ رن في مسمعي صوتاً رعدياً وسرمدياً أتيناً من قمة جبل ناصع البياض في شتاءٍ ثلجياً ، هويتك ضائعة بين اربع عواصم ، فابحث عنها ان اردت حريتك الابدية ، فكرت طويلاً وقررت ان ابحث عن هويتي فتوجهت الى كر عزير او كما يسميها البعض ( القحطانية ) فقد مرت بها اربع شاحنات قبل اربع سنوات ونيف ، ربما كانت محملة بالغدر من اربعة عواصم ، وصلت هناك فوجدت اكثر من 300 هوية ضائعة ، دققت في ارشيف السجلات ، فلم اجد دليلاً قاطعاً عن ضياع هويتي هناك ، فرجعت باكياً مقشعر البدن منفطر القلب ، فقررت من جديد ان اطرد فكرة اليأس من رأسي ، فعزمت العزم ان اذهب الى مدينة المنصور وهارون الرشيد ، مرورا بمدينة الحدباء وعوجة البعثيين ، وصلت الى بغداد السلام ، هناك تاكدت بان هويتي ضائعة منذ عقود طوال ، نبشت وتصفحت في ارشيف وسجلات المفقودين ، فوجدت سجلات المواطنين من الدرجة الاولى ولم اجد هويتي لاني كنت في حينها مواطنا من الدرجة الثانية ، لان الطغاة اقدموا على احراق سجلات الدرجة الثانية ، ودفنوا رمادها في صحراء الجنوب ، عندها ملكني اليأس من جديد وجلست على ضفاف الدجلة والفرات ليوم وليلة ، بعدها قررت ان اجتاز الحدود متوجهاً الى طهران عاصمة الفرس والعجم ، زرت في مسيرتي مدينة يزد ومررت بقبر زرادشت النبي وعرجت على اعراب الاحواز ، واخيراً قررت ان ازور ساحة المشاعل الاربعة ( جوار جرا ) في مهاباد لعلني اجد هويتي هناك ، كانت المشانق مازالت معلقة ، يتدلى منها دم الحرية والسلام ، والجلادين كالاصنام متمركزين في اماكنهم ، فكرت طويلا وانا واقف بلا حراك ، وفي لحظة خفية وقف بقربي شبحاً ناصع البياض يحمل في يديه سارية ترفرف فوقها علما مطرزاً بالاحمر والاصفر الاخضر ، وهمس في مسمعي وبصوت خافت ، وقال غادر المكان فهوية آباءك ضاعت هنا منذ 66 عاما وابحث عن هويتك في مكان اخر ، ايقنت في حينها انه القاضي محمد معلن جمهورية المهاباد ، غادرت بلاد الفارس متوجها الى ارض اتاتورك قاطعاً الاناضول ، اتسلق الجبال اعبر نهر اراس ، مررت بديار بكر وقفت في مدينة وان ومازالت الزلازل تقطف ارواح الاطفال والشيوخ والنساء الاكراد ، وبعد حين وصلت الى انقرة الاتراك ، تجولت في شوارع اسطنبول ،باحثا عن هويتي الضائعة ، ثم ايضا ، تأكدت بان الاتراك قد مزقوا هويتي منذ عقود طوال فلا امل ان اجد هويتي هناك ، فالطغاة مازالوا على عهد آباءهم واجدادهم في حرق هويات شعبي ، فقررت ان اغادر جمهورية الاناضول وبلاد السلاطين والباشوات ، بعدها دخلت غابة الاسود ، وبلاد العلويين والدرزيين ، معقل البعثيين المحافظين على الوحدة والحرية والاشتراكية ، التقيت بالربيع العربي في طريقي ، رميت عليهم التحية السلام ، وسألتهم عن هويتي الضائعة ، واذا بهم يرفعون شعارات يطالبون بهويتهم وحريتم من الاسد الجريح ، فقلت في نفسي والخوف واضح على ملامح وجهي الحزين ، انا فقدت هويتي وهم فقدوا هويتهم وحريهم ، فلا امل ان اجد هويتي هنا ، فقررت العودة الى موطني ، بعدما زرت رأس العين ودمشق فعندها تأكدت باني كنت ابحث عن هويتي الكوردية في اربع عواصم وهي ( بغداد وطهران – دمشق وانقرة ) وهم في الحقيقة لم يعطوا هوية منذ الازل تحمل مصطلح الكورد في ارشيف سجلاتهم ، فرجعت الى كوردستان عاصمة الاكراد ، معقل الابطال ، فهويتي هي بارزان وبادينان – شنكال ودهوكا داسنيان ، لالشا نوران ، فهويتي كوردية ومعقلي كوردستان عصمة الحرية والسلام ............ واخيرا وجدت هويتي
19 / 2 / 2012 شنكال ( [email protected] )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة