الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرشد العام - محمد حسني- طنطاوي

محمد السعيد دوير

2012 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" المرشد العام- محمد حسني – طنطاوي "

شاءت الأقدار أن يكون المشير طنطاوي حلقة الوصل التاريخي في استلام السلطة من مبارك وتسليمها عبر عملية ولادة متعثرة الي مرشد جماعة الأخوان محمد بديع. وعملية الانتقال هذه مرت بأكثر من مناورة وعبر عدة مسارات خنقت خلالها روح الثورة الكامنة في شبابها وحولت الاستعداد الثوري عند المصريين لبناء دولة ديمقراطية حديثة الي إعادة إنتاج النظام القديم بنظام آخر بديل يختلف في الشكل لا المضمون.
فاختزل السيد المشير في فترة إدارته للمرحلة الانتقالية كافة سوءات النظامين اليمين الطفيلي الذي غرب شمسه مع مبارك واليمين الديني الوافد الجديد لحكم مصر في السنوات القادمة . وربما سوف يبقي الرجل رمزا لقدرة الثورات المضادة علي نقل السلطة دون إسقاط النظام ، وعلي التحول من قمع المناضلين في معتقلات العادلي الي قتل الثوار في شوارع عواصم المحافظات أمام كاميرات الإعلام. والرجل سلم مفتاح الثورة للجنة طارق البشري كي تضعنا علي طريق الأشواك الغامض المظلم كي لا نعبر المرحلة الانتقالية إلا بمناديل الندم ، ثم ماطل في تسليم السلطة من ستة أشهر الي عام ونصف ، ثم اجري الاستفتاء الدستوري علي بعض مواد ذات صلة برأس النظام لا بالنظام ذاته ، ثم اجري الانتخابات البرلمانية بين أحزاب دينية يجرم وجودها الدستور واهدي لها السلطة التشريعية بأغلبية برلمانية فقدم للإسلام السياسي ما لم يقدمه حسن البنا أو سيد قطب أو أي من دول الخليج النفطي.
لقد عرف المشير كيف يخدم قوي الإسلام السياسي وكأن الخلاف بينه وبين مبارك لم يكن علي التوريث في المطلق بقدر ما كان علي الوريث. فمنذ اللحظات الأولي ما بعد التنحي وإشارات المشير العابرة التي تزوغ من عينيه تقول لهم منا الأمراء ومنكم الوزراء ، نحكم نحن وأنتم تديرون ، ويبدو أن العيون تلاقت بالوفاء المتبادل فبادر المجلس العسكري بتقديم يد العون وإخراج المعتقلين والمسجونين علي ذمة قضايا وغض الطرف عن الدعاية الدينية والضرب في نوايا الناس ورميهم بالكفر والزندقة والعمالة للغرب . ولكن يبدو أن لعبة المكر السياسي كانت كلدغة الثعبان حينما انقلب الإسلاميون كعادتهم علي من يمد لهم يد العون ، فكما انقلبوا علي السادات وقتلوه انقلبوا أيضا علي المشير فتركوه وحيدا يواجه مصيره من الثوار وإن حاولوا إنقاذه لن يفلحوا، فصار هو القائد المغدور الواقف علي يسار الرئيس المقتول والرئيس المخلوع في صفحات التاريخ السوداء.
شاءت الأقدار لهذا الرجل العسكري أن يكون حلقة الوصل بين مبارك وبديع ، وخاتمة العقد لطابور من العسكريين هيمنوا علي الحياة السياسية في مصر لأكثر من نصف قرن . بدأت بعبد الناصر ورفاقه الذين خلصوا مصر من الاحتلال البريطاني وانتهت بطنطاوي الذي وضع الحركة الوهابية علي رأس الحكم في أكبر دولة عربية . لم تشأ الأقدار لطنطاوي هذا المصير صدفة بل تؤكد كل المؤشرات أنه أراد لمصر ان تكون هكذا ، فهل وفاء لمبارك ونظامه أم انتقام منه ومن رجاله ، أم حبا وإخلاصا لفكرة متأسلمة ربما تخمرت في عقله منذ سنوات. ولكن المؤكد أنه جمع بين راحتيه ما قاله مبارك منذ شهور " أنا أو الفوضى " وما قاله مصطفي مشهور المرشد العام الأسبق منذ سنوات " سوف نحتفل عام 2028 بمرور مائة عام علي إنشاء الجماعة ونحن نحكم مصر " صدقت توقعات مبارك .. وصدقت تنبؤات مشهور وربما قبل هذا الموعد .. والفضل كله يرجع الي رجل اسمه " المرشد العام محمد حسني طنطاوي " ليصبح هذا الاسم هو عنوان المرحلة الحالية ، كما كان " السلام شوبنج سنتر لملابس المحجبات " هو عنوان مرحلة الثمانينيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كونوا امناء واصدقوا القول ولو لمرة واحدة
سلامة شومان ( 2012 / 2 / 20 - 20:35 )
مرحبا للاسلام حكما وحاكما ومشرعا
طالما كان الجهاد والعمل والكد والاجتهاد والسجون والصبر لكى يصل المجاهد لما يفكر فيه من سمو وعلو وخير للبشرية انتم فى غفلة عنه
كانت النتيجة المبهرة من الاحفاد اولاد موتى السجون بسبب التعذيب فى عهد
الطاغية الكبير
علت ارادة الله بعد المرار الى الحلاوة وبعد الذل الى العز وبعد السجون الى الفرج
تظهر الحقائق يوما بعد يوم وتندحر الكذبات وتتهاوى الى مزبلة التاريخ
ولاتزال طائفة تكذب وتبتكر وتتهم وتلفق القصص والاكاذيب ليس لكرههم للاخوان ولكن لكرههم للاسلام
والاخزان منذ زمن وهى تلقى الطعنات والاكاذيب بصدر رحب ولم تعقب ولم ترد على التفاهات
ونحن اليوم علمنا مدى الكذب والتلفيق المدلس عليهم كشعب
فكفاكم تلفيقا وتدليسا من استنتاجات لاقيمة لها فالاسلام قادم بامر الله كما وعد والنصر والعلو ات لاشك فى ذلك ولو كره الكافرون
فكونوا امناء واصدقوا القول مع انفسكم ولو لمرة واحدة حتى نصل الى بر الامان
تحياتى






2 - تحيه طيبه للكاتب المحترم
عبد الوهاب زيتون ( 2012 / 2 / 21 - 02:35 )
المقال قيم، مختصر مفيد وفي الصميم. التعليق رقم 1 صادر عن واحد من أشهر العميان الذين يساقون أمام الشيوخ تماما مثل قطعان النعاج، وللاسف الشديد فان هذا العمي هو عمي البصيره الذي لا شفاء منه، وعاده ما يكون مصحوبا بوباء الهلوسه الدينيه
الأستاذ محمد السعيد المحترم: أرجو ألا تلتفت ألي تعليقات الرعاع، وان تستمر في انتاجك القيم. دمت طيبا


3 - سيادة المشير
‎هانى شاكر ( 2012 / 2 / 21 - 03:03 )

سيادة المشير
دا راجل امير
لا عمره يكذب
ولا له فى التزوير

الاسم طنطاوى
و السحنة غمقاوى
و النيه سِماوى
و المخ فرافير

مشيرنا رايق
عجوز وعايق
فى الزى لايق
ميرى او كشمير

فى حكمه عادل
نزيه وفاضل
مع ألفلول يغازل
و للألتراس الجنزير

لك يوم ياظالم
والرب عالم
نهايتك لو فاهم
مشنوق فى التحرير


4 - ردا علي الأخ الفاضل سلامة شومان
محمد السعيد دوير ( 2012 / 2 / 21 - 14:00 )
لن يعلو الاسلام بمثل كلماتك هذه .. ولن تتقدم الأمم بخلط الأوراق هكذا .. فالاسلام الحنيف شيء والفكر السياسي الديني شيء آخر. والحب والكراهية ليسا من مفردات السياسة ، فهناك التزام من حزبي الحرية والعدالة والنور تجاه حل مشكلات الناس فإن أصابوا فلأنفسهم وإن خالفوا الحق فعليها ، ليس في اسلامهم فائدة ترجي إن فشلوا ولا ضرر فاحش إن أصابوا.. وشكرا لك علي التعليق وأتمني أخيرا أن تدحض ما في المتن من اعتراضات تراها. ولا تفتش في النوايا

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah