الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواد الثورات ومختلسو ثمارها

السيد حميد الموسوي

2012 / 2 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ما بين شعارات الإستهلاك المحلي، وبين الأفكار والطروحات الرصينة الوقادة، مسافة. وما بين تبنيها مبادئا والإستشهاد دونها.. مسافات. وما لانهاية، تفصل بين رواد الثورات وبين قاطفي ثمارها. فالذين اختاروا النزال وخططوا للنصر مضوا. والذين صنعوا النصر، تهاووا على ضفافه كالنجوم الأزاهر.. ليرتوي الآخرون!، ذهبوا قبل أن يتلمظوا بذلك الرواء.. كان أكثر الناس نصيبا من ذلك النصر أقلهم تضحية في سبيل تحقيقه، وأضعفهم همة في تثبيته، وأوهنهم عزيمة في حمايته!.
منذ تسعة اعوام ، وأنا أتفرس وجوه.. وأدقق أسماء.. وأتصفح صور، مسؤولين حكوميين.. وزراء.. مستشارين ..مدراء عامون .. قادة جيوش .. أعضاء جمعيات ومجالس وطنية، ومحلية، وبلدية أعضاء بارزين متصدين لمناصب مهمة، وغير مهمة. واجهات عريضة وطويلة.. منذ اعوام أبحث بين هؤلاء وهؤلاء، عن اقاربي الذين ذوبت عظامهم في أحواض تيزاب حزب البعث العربي الإشتراكي وثراماته المرعبة!.
عن الذين دفنوا أحياء في مقابره الجماعية الممتدة.. الموزعة على خارطة العراق تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!.
أبحث عن أخواني وأصدقائي الذين سحقتهم دبابات الحقد الشوفيني وهي تمشط، وتمزق أزقة المدن والقرى التي اشعلت الانتفاضة الشعبانية.. عن الأطفال والنساء والشيوخ الذين ألقتهم "لوريات" العنصرية والطائفية على الحدود بعدما ذبحت شبابهم، أبحث عن أخوتي الذين أحالهم الكيمياوي في حلبجة والأنفال رمادا.. ونثرهم رصاص الحقد في سهل نينوى اشلاء..
أبحث عن أخواتي اللاتي هتك رفاق الزيتوني أعراضهن وذبحوا أطفالهن في أحضانهن.. واستأصلوا أثداءهن!، أبحث عن رموزي العلماء والمراجع والآباء والقساوسة الذين أهينوا وأعدموا من أجل رأي!. أبحث عن زملائي الذين عذبوا.. وقتلوا.. وشردوا من أجل كلمة!، عن جحافل المشردين، والمعذبين.. والمنسيين في زنزانات أنفاق سجون البعث المعتمة الموحشة. عن الذين بترت أطرافهم.. وجدعت أنوفهم.. وجذت ألسنتهم.. وصلمت آذانهم ووشمت جباههم!، عن الثواكل.. والأرامل.. واليتامى.. لم تلح لي رسومهم.. ولم تخيل إلي أشباحهم.. ولا توسمت أشباههم!، لم أجدهم في بيوتهم الموحشة التي لا تزار ولا يدري بها أحد!.
لقد اندرس ذكرهم بعدما إنشغل القاطفون بجني ثمار غرسهم المعمد بدماء شرايينهم النازفة الراعفة!.
يعزيني المتعاطفون بأن هذه هي سنة الحياة!، ولا والله انه جشع الطغاة.. ونهم البغاة.
ومعاذ الله.. وحاشا لله أن يكون الظلم والحرمان قدرا لا مفر منه!.
يبس الجرح فاسترجعوا وحوقلوا ايها المضحون المغبونون بعدما تناساكم القاطفون !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط