الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف وأثره في تحجيم الفكر الانساني

علي الشمري

2012 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((الخوف وأثره في تحجيم الفكر الانساني ))
الخوف مفردة ملازمة للانسان منذ ان يبصرالنور الى حين أن يقبر بملحودته,لا يستطيع الانسان ان يفكر بالرقي والتطور طالما هو خائف ,والمرادف للخوف هو الامان والاستقرار الذي في اجوائه يتولد الابداع وزيادة المعرفة .,والخوف يتولد اما من عدم قناعة تامة بما تحيطه من معارف وعلوم ,حيث يظل مترددا ما بين صحتها وعدمها,وأما مفروض عليه بأ شكال عدة منها:
1-الخوف من المجهول ,ويتمثل بما هو موروث من الثقافات التي تحض على الخوف من غضب الطبيعة أو السماء وعليه ان يبقى صاغرا لها ,وهذا يتجسد من خلال نقل الاساطيروالقصص الخيالية من الاباء الى أبنائهم وبحسب ما كانوا يعتقدون به ودون الالتفات الى التطور العلمي وما رافقه من تفسيرات علمية لكثير من الظواهر الطبيعية التي تصادف الانسان في حياته,وعندما تساله عن صحة تلك الاشياء ,فلا دليل لديه غير انه يؤمن بما كان أباءه يؤمنون به.
2_الخوف السلطوي :وهذا يتمثل بأستخدام الحاكم المستبد اقسى انواع الاضطهاد والتنكيل برعيته من اجل أخضاعهم الى مشيئته ,وهؤلاء الحكام يستخدمون كافة الاساليب المشروعة وغير المشروعة من أجل ان يستتب لهم الامر من خلال جعل أخلاق وسلوكية المواطن تابعة لمنظومتهم القيمية,ومن يحيد عن هذا فالسجن او النفي او القتل سيكون من نصيبه.يساعد الحاكم في تنفيذ رغباته في التحكم والاستعباد حواشيه والمقربين اليه الذين يبذخ عليهم الحاكم في العطاء من أجل كسب موالاتهم ,وربط مصالحهم الخاصة مع مصالحه وهؤلاء الفئة يمكن ان نطلق عليهم فاقدي الضمير .كونهم اداة قمع وتنكيل وسيف مسلط بيد الحاكم على رقاب أبناء جلدتهم.
3_الخوف الذي يفرضه من نصب نفسه وكيلا للسماء,ومن تدثر بثوب القدسية الزائفة
,أنهم تجار بلا روؤس اموال ,رأسمالهم الدجل والشعوذة للاستحواذ على مشاعر الناس والتلاعب بمقدراتهم ,همهم الاول والاخير العيش على أتعاب ومعاناة الاخرين دون بذل أي مجهود بدني ,هؤلاء يجيدون فن اخضاع الاخرين الى مشيئتهم من خلال اختلاق الروايات والاحاديث وتحريف التعاليم السماوية وكان الخالق شغله الشاغل التنكيل والتعذيب لمن خلقهم,وهؤلا ء على نوعين ,.
النوع الاول ,من يتحالف من الحاكم ليكون أحد وعاضه لقاء مصالح ومنافع مشتركة بين الاثنين تضمن للطريفين الاستمرار في أستغلال الاخرين واخضاعهم لرغباتهم الخاصة,وهذا النوع يسيس الدين والمذهب وبالتالي يسئ الى الاثنين معا.
النوع الاخر وهم القلة ممن يكون بمنأى عن السياسة والحاكم ,ويتفرغ لتقديم التعاليم السماوية لاتباعه .مكتفيا بالاموال التي يحصل عليها منهم ,وقسم منهم يقوم بانشاء امبراطورية له خارج نطاق السلطة وبالاتفاق مع الحاكم بان لا يتعرض أحد لاحد في سلوكايته ,وهذا النوع لايهمه ما يصيب الشعب من ويلات وكوارث يتسبب بها الحاكم طالما مصالحه غير معرضة للخطر
4-الخوف المتولد من الذات الانسانية,وهذا من ارقى انواع الخوف الذي يبعد صاحبه من كل عمل غير انساني وغير نبيل ,من يخضع لهذا النوع من الخوف يكون يقظ الضمير ويداه نظيفة لم تتلوث لا بأموال الاخرين ولا دمائهم,وهو يجهد نفسه في سبيل الابتعاد عن كل مايسئ للاخرين محاولا أيجاد البدائل لحلول قضايا بني جنسه من البشر ويقدم ما يستطيع تقديمه اليهم دون مقابل ,وانما ارضاء لضميره,ولهذا الخوف أوجه عدةمنها,الخوف على سمعته وعلى شرفه.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح لماذا الحكام ودعاة الدين والمفكرون لم يطرحوا سؤال أساسي على ما ينتجه الفكر الديني من خوف مسلط على الانسان ,وكيف نستطيع مواجهة مشكلاتنا السياسية والاجتماعية والثقافية المتداخلة مع التعاليم السماوية ,كونها تمثل العائق الاساسي أمام حركة التغيير والتقدم ,
متى نطلق العنان للعقولنا للبدء في التفكير دون خوف وتردد؟؟؟وما هي الخطوة الاولى للبدء بهذا الحراك.؟هو هو سيادة قانون مدني يساوي بين الجميع ويمنح الحريات بما فيها الفكرية للجميع عبر تخلصنا من الحاكم المستبد وقوانينه المفصلة بالقياس وفقا لرغباته,أم نبقى تحت وطأة الاستبداد الديني الذي هو اخطر انواع الاستبداد؟؟؟؟
فالخوف هو المصدر الرئيسي للخرافة وأحد أهم مصادر القسوة والاستبداد ,والبدء بتجريب عقولنا في التفكير هي هزيمة له والبداية للوصول الىالعلم و المعرفةوالحداثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المجموع ضد الخوف
محمد الرديني ( 2012 / 2 / 25 - 18:44 )
اخي الشمري
وانا اقرأ مقالك تذكرت ما حدث في الفليبين قبل سنوات حين اطاح الشعب بحكم الديكتاتور ماركوس
لم يفعلوا سوى ان يناموا في الشوارع ليمنعوا مرور الدبابات الى حيث التظاهرات وبالفعل نجحوا في اطاحة اعتى ديكتاتور في آسيا
اقصد من ذلك ان الفرد قد يخاف لانه يجد نفسه وحيدا بين الاشرار حين يريد ان يقوم باحتجاج ما ولكن حين يكون هذا الاحتجاج جماعيا فان الخوف يصبح في خبر كان
شكرا لك


2 - لن يصل الشعب الى التوحيد
علي الشمري ( 2012 / 2 / 25 - 21:13 )
الاخ العزيز محمد الرديني المحترم
الوعي الجمعي لدى الشعب لن يصل بعد الى درجة التوحد الفكري لاجل المطالبة بالحقوق ,ولم تتوحد قلوبهم ضد الخوف ,فلا زال الخوف التسرب من الديكتاتوريات يؤرقهم كثيرا وكابوس العبودية المرعب يجثم على صدورهم
تحياتي

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي