الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواقع العراقي ..

حسين الصالح

2012 / 2 / 25
المجتمع المدني


التظاهرات المدنية / هي بحد ذاتها تعبير سلمي ومدني من فئات الشعب تجاه سياسات او ممارسات السلطتين التنفيذية والتشريعية اللتان تديران البلاد .. حتى وان كانت هاتان السلطتان منتخبتان من قبله.. فهي ثقافة يجب ان يتمتع بها الشعب نفسه ويؤمن بنتائجها وان لاتجير بطريقة حزبية ضيقة او ترتبط بمطلب سياسي معين . تظاهرات شباط الماضي كانت نسخة من تظاهرات كلاسيكية قام بها الشباب نتيجة سخطهم على الحكومة ولكن محاولاتهم جائت استنساخ للتظاهرات العربية محاولين استعارة رمزية ساحة التحرير ونسخ الممارسة العربية التي تختلف جوهريا عن ممارستنا فنحن مشكلتنا مدنية اكثر من كونها نظام دولة دكتاتوري فاسد كما هو حال الانظمة العربية .. لذلك نجد ان شبابنا اما كانوا ضحايا للقوى السياسية التي دعمتهم او ضحايا للاعلام البعثي المعارض للسلطة الذي استغل الموقف بكل خسة ليطبل له وانجرف معه الشباب محاولين التشبت باي خيط ينجيهم من ردة فعل السلطة متناسين ان اغلب هذه المنابر الاعلامية هي مسيسة ولاتختلف عن السلطة الفاسدة نفسها .. ووبهذا قدم المتظاهرون للسلطة الحجة بدحضهم والصاق التهم الكاذبة بحقهم, من تهم بعثية الى ارهابية ....الخ.
برئيي نحن نحتاج الى تعميم ثقافة التظاهرة المدنية التي يقوم بها الانسان المدني لاسباب مدنية بحتة .. فالانسان العراقي يجب ان يعرف قيمة نفسه ويؤمن بقابليته على التغيير الموضعي في محيطة الصغير .. نحن لانحتاج لتسميات وعناوين شاملة وعامة لتظاهراتنا .. نحن نحتاج الى الجرأة على الاعتراض في اماكن عملنا ومناطقنا السكنية وجامعاتنا ومعاملنا واسواقنا ودوائرنا الحكومية .. فمظاهرت طلبة ضد عميد كليتهم اللامدني لايمكن ان تستغل من قبل الحكومة او من قبل الاعلام المسيس .. ومظاهرة موظفين في محافظة اخرى ضد سياسات مديرهم لايمكن ايضا ربطها بمظاهرات شباب الجامعة سياسيا واستغلالها وكذلك في مظاهرات شعب يطالب بكهرباء وماء وسكن او مظاهرات منظمات مدنية في جزء اخر من البلاد تطالب بتشريعات قانونية وحريات مدنية ولكن كل هذه المظاهرات كمحصلة ستقدم للعالم والاعلام والحكومة رسالة واحدة الا وهي ان الشعب ناقم على سياسات السلطة في اكثر من موقع ولاسباب متعددة ومختلفة وهذا هو الحراك الشعبي المدني الذي نحتاجه .
ولاجل ان نصل الى هذه الثقافة فعلينا كمدنيين ومنظمات مجتمع مدني تعميم هذه الثقافة وطرحها بصورة جديدة للمواطن بعيدة عن صورة مظاهرات التحرير التي اختلطت فيها المطالب بصورة عشوائية فهي لم تكن مظاهرات حزبية بحته تطالب بمطالب سياسية عليا مثل تشريعات قانونية وحقوق مدنية تليق برقي افكارها وايدلوجياتها ولم تكن مظاهرات مدنية شعبية بحتة تطالب بمطالب شعبية بسيطة من ماء وكهرباء وانما خرجت كخليط بين ايدلوجيات حزبية (لابعثية ولاارهابية) وبين مطالب شعبية لشباب ناقم من الوضع المزري في البلاد .. وفي اول ممارسة عنف حمقاء من قبل السلطة الفاسدة خفتت مطالب الشباب (الناقم) واستمرت مطالبات الشباب (المؤدلج) لايمانهم بالمصطلحات الثورية التي خرجوا من اجلها .. ناهيك عن بعض الاسواط النشاز من بعض المندسين من اصحاب الخلفيات الهدامة من بعث او بعض احزاب الاسلام السياسي من امثال الصدريين .. وبعد مدة بسيطة اهملت التظاهرات ومورست عليها الضغوط الحزبية واتجه الشباب للتظاهر على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي .. مااريد الخروج به من هذا المقال البسيط او المحاكات المتواضعة في ذكرى مظاهرات شباط هو اننا يجب ان نثقف ونثقف لممارسات مدنية مهمة يجهلها المواطن .. والتي كان قد فقد الثقة بفعاليتها على التغيير والتطوير .. ولتكن هذه الممارسات مدنية بحتة لايؤطرها زمان او مكان معينان .. نريد ايصال صوت الشعب الناقم على سلبيات السلطة وادارتها وعلى مختلف الاصعدة بحيث يكون هذا الصوت بمثابة ((علامات استفهام حمراء)) في مختلف محافظات العراق وعلى مختلف الاصعدة من خدمات الى حريات ومحاسبات رقابية وتشريعات قانونية وكل حسب اختصاصه .. نحتاج لحراك مجتمعي يسبقه تثقيف وتعريف واضح لهذه المصطلحات التي نجحت الحكومة بتشوييها ولصق تهمة الارهاب والبعث بها ... وان نحاول استغلال بذرة التمرد التي يتمتع بها الانسان بفطرته فطفلنا يبكي عندما يتعرض للظلم بفطرته التي للاسف عملت الحكومات المتوالية على مسخها وكبتها على مدى اعوام من عمر الدول العراقية الحديثة

حسين الصالح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة