الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ الاسود للعلاقات الروسية الصينية والعالم الاسلامي 3

سمير بشير محمود النعيمي

2012 / 2 / 26
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


التاريخ الاسود للعلاقات الروسية ..الصينية والعالم الاسلامي-3

بقلم :سمير بشير محمود النعيمي



لا ادري لماذا دولة (روسيا ) حاليا و(الاتحاد السوفيتي) سابقا تكن الكره والحقد والغل للعروبة وللاسلام منذ الزمن القديم وحتى اللحظة وقد سارت على طريقها الصين الشيوعية !!

تصرفات الدولتين الشيوعيتين بعلاقاتهما الثنائية تصرفات ساخنة دائما يشوبها لصق الاتهامات ببعضهما وتبادل التشهير بالاذاعات والصحف وقد كشفت الاوراق زيف هذه العلاقات عندما بدا الموتمر الشيوعي الثاني والعشرون في (الاتحاد السوفيتي سابقا ) عام 1961 واستمرت المناوشات والانتقادات الكلامية بكل وسائل الاعلام والتصريحات ...... تارة يتصاعد من قبل روسيا ثم يخمد ليتصاعد من الصين وهكذا تمر الايام والاشهر والسنوات والنزاعات والاختلافات قائمة وفي ازدياد وكشف للفضائح ..
ومضى عام 1962 متثاقلا واذا الفتور يزداد قوة والتباعد تتسع فجوته حتى اذا ما شارف على الانتهاء اذ البركان ينفجر هذه المرة ويلقي بالحمم لان تطورات طرأت على الموقف الدولي فكانت فرصة لتبادل المزيد من الاتهامات فقد حدث ان اعلنت الولايات المتحدة الاميريكية انها تطالب باصرار بنزع قواعد الصواريخ (السوفيتية او الروسية)المقامة في كوبا وقررت فرض الحصار على الجزيرة وتفتيش السفن المتجهة الى كوبا
واوضحت ان عدم الاستجابة لمطاليبها ستكون له تداعيات خطيرة حيث ستؤدي الى غزو كوبا بقوة السلاح..واتجه المراقبون صوب موسكو عاصمة الروس لمعرفة ردة الفعل وخيل للبعض ان روسيا سوف لا تتنازل لطلب امريكا ولو ادى الامر لحرب عالمية ثالثة وازاء اشتداد حرارة الموقف دارت الاتصالات المباشرة بين الرئيسان انذاك .... الرئيس الامريكي (جون كنيدي) وبين الرئيس السوفيتي (خروشوف) ووافق الرئيس السوفيتي على سحب قواعده من الجزيرة وبرر موقفه بان موقفه هذا لم يكن عن ضعف وانما ليجنب البشرية حربا تعصف بالكثير من مقوماتها كما برر ايضا لتجنيب كوبا من غزو محقق من امريكا !!
والحقيقة المرة ان الازمة حين بدات اعلنت الصين الشعبية انها تقف بكل قوة بجانب كوبا وتساندها وتؤيدها في مطالبها وحقوقها ثم حركت المظاهرات الضخمة التي اشترك بها مئات الالاف من الصينيين واجتاحت هذه المظاهرات العاصمة الصينية بكين والمدن الاخرى معربة عن تايدها ومساندتها لكوبا.. وفي الوقت الذي سارعت الاتصالات والمحادثات الروسية الاميركية بقصد تسوية الازمة اتخذت الصين موقفا مضادا وذريعة للهجوم والتشهير بالروس ففي مذكرة الى القائم بالاعمال الكوبي في بكين قال وزير خارجية الصين ( شن يي) بالحرف الواحد ( ان مصير كوبا في ايدي الشعب الكوبي وليس في ايدي بلد اخر وعلى كوبا حلها بدون اي تعارض مع حقوقها ومصالحها ...(في اشارة ضمنية بعدم تدخل روسيا بمستقبل كوبا وقراراتها )
وعلق الصينيون ايضا ... ان موقف الرئيس الروسي سوف يظهر الكتلة الشيوعية بمظهر الضعف والخنوع وسوف يقلل من ثقة الدول الصغيرة فيها لانها لا تستطيع الاعتماد على التاييد الفعلي اذا ما جد الجد وتعرضت هذه الدول لمحنة وهذا كله ينطوي على تقوية لمركز الدول الغربية عامة والولايات المتحدة خاصه مما يؤدي الى اختلال ميزان القوى في الامد الطويل ثم سخرت المصادر الصينية كعادتها مما تدعوه خرافة التعايش السلمي اذ لا سبيل اليه بين نظامين مختلفين وهم على تناقض تام في فلسفيتهما واهدافهما واساليبهما ...!
وكان من الطبيعي الا يقف (الاتحاد السوفيتي) ساكنا فقامت صحفه تندد باؤلئك الذين لا يدرون حقيقة الطاقه النووية في احداث الدمار والذين يفتقرون بهذا الى النظرة الواقعية التي يجب ان تتفق مع الثورة التكنولوجية الحديثة (في اشارة للصين التي لم تكن تمتلك الطاقة النووية) وهاجمت الصحف وعلى راسها صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب الشيوعي الروسي اؤلئك الذين يتمسكون بحرفية النصوص عن حتمية الحرب بين الرأسمالية والشيوعية ناسين ان معناها ينصب على الفترة التي كان ميزان القوى كله يميل لصالح الرأسمالية وهذا وضع لم يعد له وجود بعد النجاحات التي حققها المعسكر الشيوعي في الميادين الاقتصادية والعسكرية والسياسية ..(حسب قول الصحيفة ).
بعد انتهاء الازمة الكوبية تنفس العالم الصعداء لاختفاء شبح الصدام المسلح وفجاءة يتلقى العالم صدمة تصيبه بالذهول بعد ان حولت الصين المناوشات البسيطة على حدودها مع الهند الى عمليات حربية واسعة النطاق ودفعت بجيشهاالى احتلال مساحات واسعة من الاراضي الهندية حتى شارف جيشها على اقليم اسام الهندي ...وجوهر الخلاف بحقيقته يدور على ما يعرف باسم خط مكماهون فالهند تراه قد حسم الموضوع بينما ترى الصين انه اقتطع اجزاء من اراضيها والخلاف هذا قائم منذ سنوات على الاقل منذ وصول الشيوعيين في حكم الصين ودارت بشانه مباحثات ودية قربت وجهات النظر.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى اللقاء مع الجزء-4








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح