الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولادة صدّام : أحزاب دينية ضد الحياة

واصف شنون

2012 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد وصفني أحدهم في تعليق ما أني ككاتب من أصحاب (القهاوي ) حسب اللهجة العراقية أي من الرعاع العاطلين الذين يثردون التفاهات في المقاهي الشعبية، وليس من طبقة المثقفين البارزين وأصحاب المؤلفات والكتب !!، الذي يعنيه أني من أبناء ثقافة الشارع ،وهو سعيد بشتيمته وأني فخور بحكمه ، لأن الشارع هو صاحب المسلّة مهما كانت مقدسة ، فالشارع مثلما يصنع العنف يصنع القوانين ومثلما هو قطيع فأنه يختار الذئب لأنه أذكى من الخروف وأشدّ وأحيلّ !!،وثورات الشارع تطيح بأعلى رأس سياسي وثقافي مهما كان ،لذلك ومنذ البداية إرتبط الدين بالذات العليا ،ألله ، الرحمن ، الذي لايقدر عليه ظالم وقاهروسافل وسفاك للدماء ..!!
*****
وحين قرأت البارحة مقالاً لكاتب عالمي وصحفي مرموق ، يصف فيه رئيس وزراء العراق نوري المالكي على أنه (نسخة شيعية في طريق التكوين من صدام حسين ) لم أضحك ولم أستغرب ولم يبادرني أي شعور بالإحباط أو بالحقد والضغينة والإنتقام من السيد نوري المالكي ،لسبب بسيط وتافه هو أني اعرف وعن تجربة كيف يفكر العراقيون المعارضون لحزب البعث وصدام أنذاك قبل هبوط بوش ،انها السلطة والتسلط والإنتقام ، سلطة الحزب والأقارب وليس الناس المحكومين أو الشعب المقهور الذي مزاجه البكاء والشكوى ، أنه دورنا الأن فقد ولى البعث !!، هكذا هو حزب الدعوة الإسلامي رديف البعث القومي ،وكذلك أيضاً أعرف أهل بغداد ، فهم يريدون الإستقرار والعمل والتمتع بالحياة والتنزه وتربية الأطفال وليس صداماً او نورياً أو فليحكم اي حجاج المهم السلام والهدوء !!، مع ملحقات أمانة العاصمة التي واجبها النظافة ..فبغداد يسكنها 22% من العراقيين وهي أسم العراق الأن في النهوض رغم التفجيرات ..، فبغداد تستطيع شراء من يفجرون شوارعها بنفس سعر شوارع دبي او الدوحة بل أكثر ..!!سياسة واقتصاد وارهاب هذه سنّة العالم الأن وديدنه..!!؟؟
*****
ومع مرارة الحقائق والموت والفساد والطمع والخيانة ، والتفجيرات والإغتيالات وإشاعة ثقافة ( القتل السهل ) في تصنيع (اللاصقة ) و(المعوقة )و (القاتلة ) ، فأن التغيير في العراق بات أمراً مستحيلا ً أو غير ممكناً ،حتى ان الصديق "شلش العراقي كتب وهو يختصر ألمنا المعقول "هناك عدة خيارات لحل مشكلتنا ،ومن بينها ، تغيير الحكومة ، أو تغيير الشعب ، أو تغيير الحكومة والشعب معا ، او الجلوس في المقهى وانتظار المهدي ،،،"، وأضيف ويقتلون ويقتلون والسبب هو أن هناك شعوباً وبلدات وأقضية ومحافظات وطوائف وفيدرالية لا تفرقة فيها ..!!هذا هو نظام الدولة الدستوري – الإجتماعي - الذي يعيش تحته الجميع في العراق ..، الجميع أصدقاء - اعداء في البرلمان والحكومة ،حتى تسقط بغداد بيد الحزب أو الطائفة ..هذه المرّة ..يالبغداد وسقطاتها..!!
*****
ولأن العراقي – الشخص الذي يعيش مع الموت كوظيفة يومية يكون من أشدّ الناس رقّّة في المشاعر كي يحصل على أجور دفن الميت أمام أهله في مقبرة السلام في مدينة النجف العراقية مع التكريم والتقديروالمال الوفير ،فهو وبنفس اللحظة مستعد كي ُيغني من أجل الموت الأبدي !!،فنحن نرى بأعيننا كشهود أحياء كم يرتبط الموت بالدين خاصة بالنجف حيث المرجعية الشيعية ؟؟والتي انتفض في التاريخ المعاصر ضدها شباب نجفيون حيويون هم من افضل أبناء عائلات النجف والعراق وابرزهم الجواهري والشبيبي والحصيري والصفّار ..الخ والذين انتقلوا الى بغداد وعملوا وضحوا وماتوا من أجل اهدافهم السامية كبشر ،لذلك فأن الأحزاب الشيعية الحالية ترتكز على العاطفة بل على غالبية الناس والملايين منهم من الذين يؤمنون بالآجل ..وليس العاجل ، بقدسية تراب القبر وليس بالمثوى الأنساني ،وهذه هي ايدولوجية مظلمة شأنها شأن الأخرى..،و ما لم يتم تطبيقها على الأرض سوف لن يكون سلاما ً ..!!.
*****
لايمكن لأية انتخابات ديمقراطية أن تحقق الديمقراطية الخالصة في اي بلد كان عربي شرقي غربي اسيوي افريقي ..الخ ، لأنها نظام يعتمد التعليم والعلم والمهارات والوقائع ،نظام اقتراع انتخابي فقط ولايعني الحريةالكاملة ، انه يؤسس للحريات ..وكذلك تحرير النفس وهذا هم الأهم !!، كم الدرب طويل امام شعوب مثل العراق وسوريا ومصر والخليج..درب طويل ..طويل ..!!؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المثقفون طبقة لو فئة..!
حسين قادر ( 2012 / 2 / 28 - 22:07 )
عزيزي واصف
ذكرت في السطر الثاني مصطلح طبقة المثقفين وأنا أعتقد أن المثقفين هم فئة تنحدر من عدة طبقات وهم ليسوا طبقة لأنهم غير مرتبطين بوسائل الأنتاج الموحدة كالعمال والفلاحين مثلاً وهم كالطلاب والمهندسين والأطباء والأدباء والفنانين ..الخ لا يمكن إعتبارهم طبقة بل فئة ومنهم فئة المثقفون البرجوازيون والمثقفون البروليتاريون وشغيلة الفكر وغيرهم وشكراً لك..


2 - Mothaqaf
Saad Basri ( 2012 / 2 / 29 - 16:53 )
المثقف والسلطة في الإسلام الموالي تصور عقيدي – سياسي جبري وقدري وخوارج، من خلل نفس لوامة متصوفة وابتعاد عن السياسة بالانشغال بسياسة النفس إلا أن السياسة لم تدعهم وشانهم.
الهدف من الحلم حلم المأمون، يقول إن احد الأسباب في ذلك إن المأمون رأى في منامه (كالمثقف/
كصورة وجه من قم المقدسة ماجن مأبون مأفون معفون بارد أملط) أبيض اللون مشربا بالحمرة واسع الجبهة مقرون الحاجب أصلع أبيض اللون أصلع الرأس أسهل العينين حسن الشمائل جالس على سريره قال أنا ارسطاليس. الحلم مقاومة (المعارضين) كفلسفه سياسية دينية معارضه للسلطة السائدة الوصية والعصمة، ووراثة النبوة ما يستتبع وراثة الخلافة والحكم ما دفع المأمون إلى إدخال (العقل الكوني) بوصفه سلاحا يقف بوجه العقل المستقل. جاء الرد من خلال رسائل إخوان الصفا على ستراتيجية المأمون الثقافية تلك، كلقاء المأمون بـأرسطو في الحلم. الكندي (185- 252هـ) أول فيلسوف عربي بدولة العقل في الإسلام اتخذ موقف التصدي (للمعارضة) ومهاجمتها بأراء أرسطو. ترجم ابن المقفع أجزاء من منطق أرسطو المقولات ونظرية الفيض فلسفة (واجب الوجود)!.


3 - المثقف كصورة وجه من قم بارد أملط
Saad Basri ( 2012 / 2 / 29 - 17:05 )
تتمة

..ومفهوم سياسي (الرئيس)، تداخل واحتواء وهيمنة بلغة أرسطو عالم الأفلاك وعالم الكون والفساد علاقة قائمة على هيمنة السماء على الأرض داخل نظام غائي في الثقافة العربية الإسلامية قبل عصر التدوين في الحقل المعرفي في العصر الهلينستي حيث سادت الهرمسية في الأوساط المسيحية وكان المنطق معروفا وظفوا جانبه الصوري.


4 - المشكلة ليست بالشعب العراقي، المشكلة هي الأسل
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 2 / 29 - 23:12 )
المشكلة ليست بالشعب العراقي، المشكلة هي الأسلام، فحيثما يوجد إسلام يوجد الظلم وألأرهاب، إنظر كيف كنا نعيش في عقود إضمحلال سيطرة الأسلام على الشعب من الأربعينيات وحتى نهاية الثمانينيات، إنظر إلى باكستان الآن وقارنها بنصفها الأخر الهند وإلى أين وصلتا، رغم ألأخيرة مازال لديها مظاهر سلبية كثيرة بسبب ألأحتلال ألأسلامي لها لقرون، إنظر تركيا التي تركت الأسلام لعقود، رغم إنها بدأت رحلة العودة على يد الحزب ألأسلامي، إنظر ماليزيا وغيرها من الشعوب الغير مسلمة، وكما تقول الدكتورة وفاء سلطان، حياة الشعوب إعكاس لمعتقداتها الدينية.

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب