الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو (خنه ) يمسك بمفتاح الجنه !!

احمد مصارع

2005 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أبو ( خنه ) يمسك بمفتاح الجنة !
إذا أردت أن تمتحن قوة الترجمة عند أحد المختصين , في أي لغة أجنبية , فما عليك , سوى أن تسأله :
ماذا يقابل المفردة (خنه ) أو زراقة , أو حاح ؟!
في ( الأود ه) وهي مفردة تركية , أو في المضافة كما يقال بالعربية , يوجد المجتمع المحلي , الذي تقلص بفعل التطور إلى الوراء , الذي حدث في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية , وذلك لصالح قيم التطور والتقدم والحداثة , ولم يحدث ذلك إلى يومنا هذا إلا باستيراد القيم الشكلانية .
الشكلانية كانت قد حدثت بين اثنين من الفقراء , وكان أحدهم يدعو الله أن يبعث له الخير , وكان الآخر يدعو الله أن يبعث له الذي فيه الخير .
أثناء سعيهما في البلدان , وجد الأول محفظة وفيها مال وفير , وعند القسمة فيما بينهما , أعطاه المحفظة , وأخذ هو المال كله , وحين سأله مستنكرا , القسمة غير العادلة فيما بينهما , قال له هل نسيت دعاءك يا أخي ؟
ألم تكن تدعو الله أن يبعث لك الذي فيه الخير , فخذ هذه المحفظة , وهي التي وجدنا فيها الخير ..!!
في المضافة العربية والإسلامية , التي تقلصت حتى عاد منظرها مثل الكتكوت الضعيف , منتوف الريش , والمبلل بالماء ,بسب الإهمال , نحو ( الدوائر ,والمؤسسات والنوادي والجمعيات ) وكل ماهو محدث ولكن معقم وعلى طريقة دعاء أخينا الفقير الثاني .
ما لذي يمكن قوله عن تراجيديا العالم الإسلامي أو الشرق أوسطي , وعن مقدار ضياعه وتيهه , ومدى قشور يته , وتمسكه بالأغلفة , الشكلانية المضحكة .
من المفارقات الهزلية , ومن وحي السيناريو الأسود , أن تجد عبثية الحياة بأسرها , متجمعة حول هذا الغريب , الذي لم يستطع , وخلال قرون مضت من إيجاد نفسه , وتحول تنوعه إلى لعنة , لن تنقشع عن سمائه بسهولة ,ولن يكتفي الملاحظ في وصفه , بالخارج من حفرة ليقع في البئر .
لقد عقم الشرق ( الثوري ) نفسه , بمضادات حيوية , وألغى بكل بلاهة : ضده الحيوي , وذلك لأن من قدم له الوصفة في هيئة أجنبية ولكنها غير موثوقة ( أنتي بيوتك ) , ولذلك تفوقت الحشرات والكائنات الحية المجهرية عليه , حين استطاعت اختراع صاداتها , ومقاوماتها , بينما المحفظة الشرق أوسطية , ظلت خاوية على عروشها , وأول وأهم ما أنتجته , هو غرابة الإحساس بالنوع وبالتضامن الجواري , الذي قد يتفرق , ولكن من أجل أن يعيد عملية التوحد , وهذا هو مضمون العمليات الجدلية المثمرة .
فما يصنعه التاريخ تفرقه الغرابة في صفة الحداثة ؟!
يوجد في النهر مالا يوجد في البحر ..
في المضافة العربية , يوصف الداهية الحقيقي , بالاسم ( كيسنجر ) بينما يوصف الثرثار بدون معنى , بل الذي لايمكن فهمه , ب( محمد حسنين هيكل ) , ويوصف الاشتراكي ب( ماركس ) ويوصف الثوري ب ( لينين ) , والقائمة طويلة لو انتبه لنفسه، وراقب سلوكه الضحية .
كان أحد المتفقهين بالدين غير الحنيف , يتكلم وهو يكلم , أي يجرح , وكالدب حين يرقص , فانه يقتل عدة أنفس وكان صاحبنا المشهور بدويا بأنه أبو خنه , وكان قد أمسك بيده مفتاح الجنة , وقرر في لحظات مهربة أن الجنة حكر لي أنا أحمد بن محمد أسمه في الأرض وفي السماء , ولن يحلم بها أحد .
أحد المهملين لسبب بسيط , ولكونه غير قادر على صياغة فكرته المركزية بلغة فصحى , لأنه غير محظوظ مع هؤلاء الذين يرددون ببلاهة تامة : أنا بقى عايز أأول , وتستقبلهم الفضائيات الدولية , وفي هذه الحالة لم يعد هناك فرق مابين الشكل والمضمون , وما بين الخير والذي فيه الخير
قال الفقير متسائلا وبكل بساطة ؟
مخترع البنسلين سيدخل النار , بينما أبوخنه سيدخل الجنة ؟!!!.
فماذا كان جواب صاحبنا المحدث جدا ؟
اسكت يا فاسق ..!!!!
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل