الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاحات الدينية في ميزان المنطق واحداث الفوضى

خالد تعلو القائدي

2012 / 2 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الاصلاح مصطلح قيم وحديث العهد في المجتمعات بعدما كانت اغلب المجتمعات تعاني من العقم التحضر والتطور وفي شتى ميادين الحياة الاجتماعية والدينية والثقافية ، ونحن نرغب في اصلاح شامل في جميع مؤسسات الحياة الحالية ، حتى تلك المؤسسات الحكومية او السياسية ، وكنا الى وقت قريب نتخوف من التطرق الى موضوع الاصلاحات الدينية ، بل كنا نرغب بصدق ان نكون تحت السلطة الدينية التي لا تؤمن باحداث اصلاحات في جوهر فلسفتها المتوارثة من الاسلاف ، ويبدو ان الاصلاحات الدينية الحديثة تصب في اتجاهين فقط ، اولهما التطرف الديني وثانيهما الالحاد الديني ، وبينهما فراغ شاسع نحن بحاجتها في الوقت الراهن وهي الاعتدال ( المعتدل ) أي الاخذ من الاتجاهين بالتساوي ، وفي الاونة الاخيرة طرح احد الزملاء موضوعا وجب الوقوف على ما طرحه بشكل منطقي دون التسرع في الرد عليه بتشنج او تعصب فارغ ، بل قراءة موضوعه بدقة متناهية حتى لا نقع مثله في خانة الاصلاحات الفوضوية واللاعقلانية ، ولا نرغب ايضا ان نكون متهمين ضمن خانة الاصلاحيين والمحافظين ، بل نرغب ان نكون ضمن خانة التوسط الايجابي والحفاظ على مبدأ الاعتدال في الدين ، واخطر ما يهدد البشرية هو ان يكون الانسان متقلب الادوار بين التدين والالحاد ، وان لا نكون متناقضين في افكارنا الاصلاحية التي تؤدي الى انهيار وانصهار الدين ضمن طبقة سابعة كما اشار اليه الزميل بدل فقير حجي في اطروحته ( الايزيديون و الاصلاح المجموعة السابعة ( الطبقة السابعة) ، في الحقيقة ان الزميل بدل ادخلنا في متاهات متشابكة بين سرد تاريخ حضارات وفلسفات قديمة يصعب فهم فحوى غايته الاساسية بسهولة ويسر ، ولكن المهم ان نتطرق الى فكرة الطبقة السابعة التي ارادها الكاتب اقناع ابناء الديانة الايزيدية الترحيب بها ، وقد نسى الزميل ان الايزيديون هم في الحقيقة ضمن خانة المحافظين وممنوع التفكير في الوقت الحالي بفكرة الاصلاح الديني بل حقيقة الامر تؤكد ان غالبية ابناء هذه الديانة يرفضون فكرة الاصلاح او فكرة احياء الطبقة السابعة ، او حتى توحيد الطبقات الدينية ضمن ثلاث طبقات فقط ( شيخ – بير – مريد ) المقصود جميع فصائل الشيوخ ضمن طبقة واحدة والحال ايضا مع طبقة البيرة ، هذا يشكل اصعب واخطر مرحلة اصلاح في هذه الديانة ، البعض يؤيد فكرة الاصلاح التدريجي مع مرور الزمن ولكن يصعب التكهن بعدم انحراف ديني مع مرور الزمن ايضا ، أي ان الاصلاح والانحراف يسيران بنفس الخطى ضمن الفلسفة الاصلاحية الحديثة ، وقد يسأل البعض لماذا الطبقة السابعة وليس الرابعة ، وهنا وحسب الفكرة التي طرحها الكاتب بان الايزيدية هم ضمن ست مجاميع زواجية ، ثلاث منها من الشيوخ واثنان من البير وواحدة من المريد ، وبذلك فان الطبقة المستحدثة تأخذ الرقم السابع ، وانا وحسب قرأتي لردود افعال الاخرين وجدت ان الطبقة السابعة تقع في كفة ميزان الفوضى بعيدا عن المنطق والمصداقية الاصلاحية الحقيقية والتي بدورها تؤدي الى احداث فلسفة دينية مضطربة لا تعطينا أي نتائج ايجابية في الحفاظ على قدسية هذه الديانة بل تبحرنا الى عالم مليء بالفوضى الدينية الانحرافية وتشجيع ابناء هذه الديانة ضمن مصطلح الانحراف الديني غير المبرمج وتؤدي الى تراكم مشاكل يصعب ايجاد حلول لها ، اضف الى ذلك اننا الان نحتاج الى اصلاحات اخرى والتي بدورها تؤدي الى توحيد البيت الايزيدي في الاتجاه الثقافي والسياسي والاجتماعي وتوحيد الخطاب الايزيدي في العيش مع بقية الاديان والمعتقدات الاخرى ، والزميل بدل فضل سكب الزيت بدلا من الماء على النار ، فبات نجمه ساطعا بين اعداء هذه الديانة في وقت كنا نحتاج الى من يضمد جراحات هذه الديانة ، لا ان نصبح اضحوكة بين القاسي والداني على صفحات المواقع الالكترونية ، وتنهار مصطلح الاصلاح الى مصطلح فوضوي غير منطقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط