الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر تضخم الهاجس الديني

عادل بشير الصاري

2012 / 2 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تلح عليَّ منذ فترة مجموعة من الأسئلة التي تُعنى بالشأن الإسلامي ، وكم كنت أتمنى أن أتوجه بها إلى السادة العلماء والدعاة والمفتيين ، لكن خشيتي من سلاطة لسان بعضهم ومن ردات فعلهم الهستيرية المشفوعة بالاتهامات والأحكام الظنية الجائرة تضطرني إلى أن أتوجه بأسئلتي إلى القراء الكرام :
أولا :
كل أمم الأرض لها أديان ، وتعيش مع أديانها بسلام ووئام ، إلا ـ نحن المسلمين ـ يشكل الإسلام عند الملتزمين به شغلا بل هاجسا في كل لحظة من حياتنا .
لماذا لا نحيا حياة مدنية طبيعية كسائر المؤمنين من خلق الله الذين يعملون بصمت ويبدعون ويحمدون خالقهم؟ .
لماذا نجعل الدين هاجسا في كل حين ، نتحدث عنه ونجعله المقياس الوحيد والرأي الوحيد والحَكَم الوحيد في كل قضية وأمر ؟ .
لماذا لا نفهم دلالة الحديث النبوي الشهير: ( إن هذا الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه) ؟ .
ألم يتضخم هذا الهاجس الديني حتى تحول عند بعض المتدينين إلى هبل ودروشة وإسفاف وأحيانا إلى إجرام؟ .
أليس من مظاهر الهبل والدروشة أن ترى شبابا يافعا يحدثون الناس في المساجد عن قصة المسيح الدجال وعن ملك الموت المفقوء العينين وعن ثعابين القبر وعن أوصاف وأعمال الحور والغلمان في الجنة ؟ .
ما الذي جنى على أسامة بن لادن فحوَّله من رجل طبيعي ناجح في دنيا المال والأعمال إلى مجرم سفاح ؟ .
ومن الذي حوَّل سيد قطب من شاعر وناقد محب للحياة إلى متنطع يكفِّر المجتمع ويشبهه بمجتمع الجاهلية ؟ .
أليس ما حل بالرجلين وأمثالهما كان بسبب أن كلاً منهما شادَّ الدين فغلبه وعطَّل أحاسيسه ؟ .
ألم يتضخم الهاجس الديني عندهما ، وتحول إلى مخدِّر شلَّ مَلّكاتهما العقلية حتى باتا لا يميزان الحق من الباطل والخير من الشر ؟ .
ثانيا :
كلما قرأت القرآن الكريم أحسست بأن الإسلام دين يسر ، لا يكلف المؤمن به عنتا ولا مشقة ، لكني كلما طالعت الأوامر والنواهي والمواعظ المبثوثة في الأحاديث النبوية وكتب الفقه أشعر بأن ليس هناك إنسان واحد على وجه الأرض يقدر على القيام بهذه التكاليف ، لأنه يحتاج إلى مئات السنين لكي يلتزم بها كلها .
لماذا يُقدم الإسلام على أنه دين عصي على الاتِّباع ؟ .
لماذا يُحشر الإسلام في كل كبيرة وصغيرة من حياة المسلم ، في أكله وشربه ومنامه وحركاته وسكناته وكلامه وصمته وآرائه وأفكاره ومشاعره ، حتى بات المسلم المسكين يسأل الفقهاء ببلاهة عن عدد رضعات الكبير وحكم جماع الزوجة المتوفية وخلع المرأة لثيابها أمام كلب ذكر ؟ .
لماذا يُصوَّر الله جل جلاله أنه إله قاس ، يتعقب المسلم ويرصد له كل مرصد حتى يقع في قبضته ، فيحاسبه على تثاؤبه وعطسه وطريقة تبوله واضطجاعه وكلامه وأحلامه وما يخطر أوما سيخطر في باله في المستقبل ؟ .
ثالثا :
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتولى شيوخه وعلماؤه مهمة شرح شريعته ونصوصه والدعاية له على مدى أربع وعشرين ساعة ، فلا تمر لحظة من لحظات الزمن دون شرح آية أو حديث أوحدث من أحداث السيرة أو موعظة أو ذكر.
ما الذي استفاده جمهور المسلمين من هذه الدروس والمحاضرات والندوات والمواعظ التي تذاع كل يوم على مدار الساعة من المساجد والساحات والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة ؟ .
هل استطاعت أن تحسِّن من أخلاق المسلمين ، فتحد من شيوع الكذب والنفاق والغش وإخلاف الوعد بينهم ؟ أو أن ترسخ فيهم القيم الإنسانية الراقية ؟ .
هل المسلمون بحاجة إلى هذا الضخ الإعلامي الكبير ؟ .
ألم يزدهم هذا الضخ الإعلامي بلبلة وتفرقا وتمذهبا ؟ .
ألا يكفي المسلم ما يتعلمه في البيت والمدرسة من أصول العبادات والمعاملات ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ المحترم عادل بشير
سلامة شومان ( 2012 / 2 / 29 - 21:46 )
السلام عليكم

الامور الفقهية عند الاسلام متجددة حسب كل زمن بسبب المستحدثات التى لم تكن فى بداية الرسالة
وتنوير المسلمين لكثرة عددهم مطلوب والاعادة والتكرار يكون للمستحدث من مواليد جديدة
الشهيد -اسامه بن لادن مسلم موحد مجاهد فى سبيل الله -فبدلا من الكلام على مجاهد تكلم عن الروس الذين ارادوا سرقة افغانستان وقتلوا الاولاد والشيوخ والنساء
تحدث عن العراق وعلى الافتراءات التى تمت لاجل غزوه
فلما ياتى مجاهدين لكى يدافعوا عن عقيدتهم واوطانهم يكونوا ارهابيين -هل هذا منطق

الشهيد -سيد قطب الذى فسر القران كله -قد ترك الادب الرخيص وكتب فى العلم النافع للدنيا والاخرة-وصحح للمسلمين مفهومهم للاسلام فهل هذا خطأ


2 - السبب هو انغلاق العقول على مفاهيم مغلوطه
حكيم العارف ( 2012 / 3 / 1 - 01:25 )
سبب تضخم الهاجس الدينى هو انغلاق العقول على مفاهيم مغلوطه..

عندك مثلا الاخ شومان ...
فهو يقدس الارهابين ويضعهم كمثله الاعلى ...
بدلا من وصف بن لادن بالارهابى اعتبره شومان شهيد ...


تمام كما يعتبرون السرقه والخطف هو انفال
تمام مثل الكذب ... يطلقون عليه معاريض او كذب ابيض .
تمام مثل القتل والتمثيل بالجثث هو جهاد فى سبيل الله.
تمام مثل هتك الاعراض تحت مسمى ملكات اليمين
تمام مثل الدعاره تحت مسمى زواج عرفى او مسيار او فريند او...
تمام مثل غزو البلاد تحت مسمى فتوحات
.......
.....

الاعمى لايستطيع تفادى المطبات طويلا وحتما سيسقط اذا لم تحدث المعجزه ويقول -كنت اعمى والان ابصر-


3 - مرحبا
عادل بشير الصاري ( 2012 / 3 / 1 - 16:52 )
الأستاذ المحترم سلامة شومان
موضوع المقالة يستند إلى مفهوم الحديث النبوي ( إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه )
والمعنى أن الفهم المشوه لمفهوم ووظيفة الدين يشوه عقلية وآدمية من يؤمن به، فالأديان جاءت في الأصل للرفع من المستوى الخلقي والنفسي والفني للإنسان، لكن حين يحوِّل المتحمسون والمتنطعون الدين إلى طقوس روتينية باردة وسفسطة لغوية ممجوجة وبهرجة استعراضية فلن تكون له فائدة أو منفعة لمعتنقيه
وأنا لا زلت أرى أن ابن لادن وسيد قطب وقعا ضحية فهم مشوه لمفهوم الدين، لأنهما لم يفهما الدين فهما طبيعيا بسيطا كما يفهمه الناس الطبيعيون بأنه إيمان بالإلوهية والربوبية وعمل طيب وخلق حسن ، بل لوَّث كل منهما دينه بالسياسة ، فتحول بهذا الدين من أداة لفعل الخير ولإسداء الموعظة الحسنة إلى أداة إرهاب وتكفير وقتل، وتحول معنى الجهاد من جهاد النفس لأجل صقلها وتهذيبها إلى حرب ضروس ضد المخالفين لنا في الرأي والعقيدة


4 - مرحبا
عادل بشير الصاري ( 2012 / 3 / 1 - 16:54 )
الأستاذ المحترم سلامة شومان
تقول إن سيد قطب فسر للمسلمين القرآن وصحح لهم مفهومهم لدينهم ، والواقع أن المسلمين لم يكونوا بحاجة إلى تفسير سيد قطب ولا إلى غيره من التفاسير، فآيات الأحكام التي يقوم عليها الدين واضحة ولا تحتاج إلى تفسير لأن السنة القولية والعملية تكفلت بشرحها ، وأما أنه صحح مفهوم الإسلام ، فهذا غير صحيح والأصح أنه حرَّف هذا المفهوم ، حيث توهم في كتابه الشهير ( معالم في الطريق ) أن مسلمي هذا العصر عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم في رأيه تخلوا عن حكم الله وارتضوا بحكم البشر، وهذا الرأي الأخرق هو الذي أشاع بينهم التكفير وشرَّع فيهم القتل ، حتى صار المسلم إذا تجادل مع مسلم آخر في قضية دينية أو دنيوية عمد إلى تبديعه وتكفيره ، وربما عمد إلى قتله لأنه لا يؤمن بحاكمية الله


5 - من افضل ما كتب الشهيد سيد قطب
سلامة شومان ( 2012 / 3 / 2 - 03:05 )
المعالم
هو كتاب فهمه الكثير خطأ مع انه بين الحقيقة التى نحن عليها من جاهلية اسوأ من الجاهلية فى عهد النبى
الرجل اراد عودة مفهوم الدين الحقيقى للناس ومنها ان ا كتاب الله منهج حياة والسياسة هى اساس من اهم اسس الحياة الدينية
فهى ليست حكرا على الملاحدة والشيوعية والعلمانية الخ
بل من باب اولى ان يكون اصحاب الدين الاسلامى هم اهل السياسة النقية الحقيقية بدون كذب ومداهنة وتلاعب وخبث ومكر الخ
فلماذا تكون السياسة للاخرين دون اصحاب الدين
والله قال (وان احكم بينهم بما انزل الله اليك ولاتتبع اهوائهم
وقال (ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه
وقال (ومن لم يحكم بما انزل الله فالئك هم الكافرون
والقران عندما يصف احدا او ينزل ايات لاتكون لقوم بعينهم فقط بل تكون نصيحة الا نكون امثال من لم يحكم بما انزل الله ونحكم باهواء البشر
وانا اذكرك بما يحدث وما حدث للمسلمين فى حقبة طويلة من الزمن من قتل وسفك دماء وتدمير البلاد والعباد
وانت تتحدث عن من يجاهدون فى سبيل الله لاجل بلادهم واهلهم الخ وتتهمهم بالارهاب
وتنسون اصحاب الارهاب الحقيقيين
لماذا العراق-افغانستان-البوسنة-السودان-فلسطين-الخ




اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال