الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع المرأة المظلم

علي غشام

2012 / 3 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إن واقع المرأة العراقية لا ينبئ بخير بعد التغيير الذي حصل عام 2003 فقد وصلت الى السلطة أحزاب الإسلام السياسي المتشدد والتي همشت دور المرأة في تنظيماتها أصلاً ، وهذا واضح من عدد النساء اللاتي لا يتعدى عدد أصابع اليد داخل أجسام تلك الأحزاب ، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على النظرة الدونية للإسلاميين السياسيين تجاه المرأة وذلك نتيجة ارتباط تلك الأحزاب بأيديولوجية تعتمد على الاجتهاد الفقهي والعقائدي (فهي عورة بنظرهم) وخلال ممارسات عقائدية ودينية تخص المرأة وطبيعة تكوينها الجسدي والعقلي حسب تفكيرهم وقناعاتهم الفكرية ، ولقد تجسدت هذه النظرة من خلال فرض الحجاب والتعاليم الدينية بالقوة بداية وقوع التغيير مقروناً بالقوة والتهديد بالتصفية الجسدية متجليا هذا التصرف بالشعارات الغيبية والوعيد وأحاديث السُنة النبوية والتاريخ الدموي للغزوات في صدر الإسلام .
فكان هذا الموروث التاريخي المجحف مستمد من ممارسات أتباع الدين الإسلامي في فترات متفاوتة في التاريخ العربي والإسلامي أثناء الخلافة الأموية والعباسية وحتى في الفترات المتأخرة من تاريخ الأمة العربية التي نشأت في الصحراء وحياة التقشف والعوز والحرمان مما انعكس سلباً على حياة المرأة ككائن يتقاسم الحياة مع الرجل ، فكانت تعتبر من الغنائم والهبات والأشياء التي لا يعيرونها غير غرائزهم وافتتانهم بجسدها واهتمامها بأشغال البيت وتربية الأولاد..!
واليوم ونحن نعيش فترة ما بعد الديكتاتورية فقد بقيت المرأة أسيرة التجاهل والتهميش كما كانت غرضاً يتناقله الرجل في ممارساته واحتياجاته اليومية ..!!
ان المتتبع للأحداث بالعراق لا يمكن ان يتجاهل كمية الظلم الواقع على المرأة في محاولات طمس كيانها ورأيها انطلاقاً من مجلس النواب وصولا الى اصغر تجمع وهو الأسرة ، فمحاولة البعض في مجلس النواب الالتفاف على قانون الأحوال الشخصية في العراق أو تغيره وفرض أراء دخيلة على المجتمع العراقي من خلال انتماء تلك الأحزاب الى أطروحات ونظريات خارج الحدود تتعلق بأسلوب الحكم محاولين تقليد ما جاء به الخميني بثورته الإسلامية في إيران وأطروحة ولاية الفقيه ، او إرجاع المجتمع الى عصور التخلف من خلال فرض تعاليم وممارسات بحق المرأة كما هو حاصل من الذين ينتمون الى القاعدة او يطبقون تعاليم السلفية المتخلفة في السعودية.
اذن المرأة في ظل وجود أحزاب الأسلام السياسي لا وجود لها إطلاقاً ، والذي يراقب عن كثب التطورات الأجتماعية الحاصلة بالعراق يجد أرقاماً مخيفة من الأمية والأرامل والمطلقات والأيتام في مجتمعنا وهذا كتحصيل حاصل مرتبط ارتباط وشيج بالأحزاب ذات التوجهات الدينية واشتداد الصراع على السلطة ، وأيضاً من ممارسات تقاليد وعادات بالية تتخذ أسلوب الإكراه من خلال تزويج القاصرات وإنجابهن وهنَّ لا يفقهن شيء عن الأسرة والحياة والزواج مما يولد حالة تباين في الفهم المادي والفكري للحياة وتربية وتنشئة الأطفال متعكزين على السيرة النبوية وسيرة الصحابة..!
هذا من جانب ومن جانب آخر منع او إجبار المرأة من تكملة مراحل الدراسة او الحصول على تعليم أفضل وإعطاء الاهتمام للذكر باعتبارنا مجتمعاً ذكورياً بجدارة ..!!
من جانب آخر ضعف أداء الأحزاب اللبرالية والعلمانية وركاكة دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات المتنورة التي تنادي بحقوق المرأة في العراق باعتبارها مؤسسات ذات هيكليات فاسدة أدارياً ومالياً غير مستقلة أساساً وتقع تحت تأثير الأحزاب الكبيرة من تلك التي تتبنى نظرية الدين او التقاليد والعادات البالية والرجعية .
إذن لا توجد حالة تفاؤل في خضم هذه الظروف خصوصا وان بعض تلك العادات الدخيلة على المجتمع العراقي تأخذ مكانها في السلوك العام للمجتمع وتتجذر بطريقة مخيفة نتيجة تسلط أحزاب الأسلام السياسي وامتلاكهم الموارد الهائلة للبلد مما يتيح لهم تأسيس مفاهيمهم وتعميقها بالمجتمع ضمن قطاعات واسعة في المجتمع منها تحديداً قطاع التربية والتعليم قياساً بالإمكانيات الضعيفة للجهات والمنظمات الحقوقية التي تنادي بحرية المرأة أو حتى تلك المفاهيم القديمة التي كانت سائدة إبان فترة السبعينيات والثمانيات والتي أعطت أهتماماً ولو كان بسيطاً للمرأة وحقوقها ، فالأنظمة الدكتاتورية لم تعرّ اهتماً بالغاً بالتقاليد والعادات الدينية على اقل تقدير فقد كان هناك هامش حرية نسبية ، وكان هذا متجسداً من خلال قوانين الأحوال الشخصية او ممارسات المرأة اليومية عند خروجها وطريقة لبسها ونسبة التعليم الإلزامي وعدم تهديدها او تعرضها للعنف كما هو حاصل في أيامنا هذه لان كان معظم تلك الأحزاب محظورة النشاط السياسي وليس لها أي دور حالها حال الاحزاب المتنورة واللبرالية التي تنادي بحقوق المرأة والإنسان بشكل عام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يستوي ان نسير الى الامام
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 1 - 21:09 )
تحياتي استاذ علي غشام مقالتك جدا معبرة لواقع لم نكن نرجو ان تصل فيه المرأة او المجتمع بقطبيه الى مثل هذه الحالة البائسة جعلتنا نبكي حالا واقعا يسير بخطوات حثيثة نحو دماره الى غير رجعة تحياتي اليك استاذ علي غشام

اخر الافلام

.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرض لحملة تنمر على مواقع ا


.. العالم الليلة | استطلاع: النساء تدعم بايدن والرجال في صف ترم




.. العالم الليلة | النساء أكبر كتلة تصويتية في أميركا.. وترمب ق


.. UNSILENCED: Stories of Survival, Hope and Activism | Episode




.. UNSILENCED: Stories of Survival, Hope and Activism | Episode