الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينفع العراق حكماً اسلامياً .. ام ان الدين طارئ على السياسة ..؟؟

محمد مهدي الديواني

2012 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا ينكر احد الدور الذي لعبته المرجعية الدينية في العراق في التحكم بمسيرة السياسة والسياسيين في البلد ، كما لا ينكر احد المواقف الكثيرة التي كانت تصدر من المرجعيات الدينية لتاييد موقف سياسي معين او امضاء عمل سياسي معين ، وكلنا يعرف ان المرجعية الدينية في العراق انقسمت منذ منتصف السعينات الى نهج له دخل في السياسة بشكل يوحي بدولة الفقية ونهج اخر ابتعد كثيرا بل حرم الانتماء الى الاحزاب السياسية والعمل السياسي او التدخل في السياسة من قريب او من بعيد ، وقد انتهج النهج الاول السيد الشهيد الصدر الاول ومن بعده الصدر الثاني بينما كان النهج الثاني معقودا بالسيد الخوئي والسيد السيستاني والمرجعيات الاخرى التي بقت لحد الان قابعة في برانياتها معتمدة على ما يصل لها من اموال من طرق مجهولة ..وبعد انهيار الحكم الطاغي في العراق بعد 2004 انقلب النهج السكوتي (كما اطلق عليه الصدر الثاني ) الى نهج سياسي فاعلا في الساحة العراقية فاصبحت المرجعية التي كانت بالامس تعارض التدخل في السياسة اصبحت مرجعية السياسيين العراقيين بكل فئاتهم وتغير النهج في ليلة وضحاها .. ولا نعرف هل المرجعية الدينية العليا في العراق او لنقل (المراجع الاربعة في العراق) اصبحوا ينتهجون النهج الذي عارضوه في زمن النظام البائد بل وعارضوا كل من ينتهج التدخل في السياسة ومعارضة الحكومة من قريب او من بعيد ، واعتقد كل العراقيين يعرفون مدى الهوة الكبيرة التي كانت انذاك بين السيد الخوئي وبين الشهيد الصدر الاول ، والهوة الاخرى بين السيد السيستاني وبين الشهيد الصدر الثاني واختلاف النهج بين المدرستين ، لكن الان نرى ان المدرسة (السكوتية) اصبحت نافذة في العملية السياسية حتى كانت بصماتها واضحة في اقرار الكثير من القوانين بل وفي اقرار الدستور برمته .. رغم ان الدستور لم يكن دستورا اسلاميا بل لم يكن دستورا نظاميا صحيحا ، لكن
المراجع الاربعة وافقوا عليه وحثوا الناس على التصويت له رغم ان فيه ما فيه من الالغام غير الشرعية ..وقدظهر في السنتين الاخيرتين بوادر الخطأ الذي ارتكبته المرجعية الدينية في التدخل المباشر في العمل السياسي لسياسيين لا يفقهون من السياسة سوى التسلط والدكتاتورية الممضاة من قبل رجال الدين فيمارسون طغيانهم وفسادهم بامضاء من امضى لهم عملهم وحث الناس على اختيارهم بشتى الطرق المعروفة لدينا ..ولكن عندما طفح فسادهم تنصلت المرجعية منهم واغلقت ابوابها بوجوههم معلنة العودة الى النهج السكةتي السابق الذي اعتادت عليه وكانما التدخل في السياسة امر طارئ على النهج المرجعي ،وبالمقابل الفشل الذريع لحكومة المتدينين اعطى انطباعا لدى الكثير ان النظام الاسلامي لايزال يعاني من النقص في التطبيق من قبل هؤلاء ، وان البلاد لايمكن لها ان تصل لمستوى العمل السياسي الحقيقي الا بابتعادها عن التدخل المرجعي في السياسة لتعطي المجال امام الفكر التحرري من خوض التجارب بصورة تضمن نجاح المهنية والتكنوقراطية في قيادة البلاد .. فالدين اصبح وفق هذا النهج امر طارئ على السياسة ولا مجال لقبول التدخل المرجعي وهو يؤدي بالامة الى الكثير من التناقضات والنتائج المخيبة للامال .

محمد مهدي الديواني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انزواء
حمورابي سعيد ( 2012 / 3 / 4 - 08:41 )
الاخ محمد....قامت المرجعية بالدور المرسوم لها بالاتيان بهؤلاء الجهلة الى سدة الحكم ,وبعد ان اطمانت انزوت لتبعد عنها الشبهات .تحياتي


2 - إسرائيل و أمريكا فهموا هذه الحقيقة
Amir_Baky ( 2012 / 3 / 4 - 12:55 )
إن أردت أن تدمر بلدا مرر فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية فيه

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah