الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول الطريق واحد حب

شذى احمد

2012 / 3 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


اول الطريق واحد حب
واحد حب
اثنان صداقة
ثلاثة تعارف
أربعة كراهية وخصام
خمسة زواج
ستة هدوء
سبعة مفاجأة
ثمانية أمنية تتحقق
تسعة فراق
عشرة ربما نسيتها لكن على الأغلب لم يكن هناك عشرة!. تتساءل عزيزي القارئ من كلا الجنسين ما هذه الأحجية ؟. إنها أول الطريق في تعلم الفتيات الغيبيات ، السحر . الشعوذة . بعض من الإعدادات المبكرة للأيمان بعالم الأرواح للتسليم به كقدر بالنهاية
عشرات هي القصص بل مئات تروي كيفية تعلم الفتيات منذ نعومة أظفارهن وعن طريق التسلية دروب البحث والاتكال على الغيبيات للتحكم بمزاجهن ، ورسم خطوط حياتهن ، وتعويل كل ما يحصل لهن بعد ذلك بناءا عليه.
ثم تبدأ طرق معرفة الطالع . البخت . الخيرة. قراءة الفنجان . قراءة خطوط الكف. الاستخارة بالقران. ثم هناك صلاة الاستخارة التي يؤمن بها المسلمون أيما إيمان عندما يصعب عليهم القرار ، ويوصي بها الدعاة دوما. وكلما مرت السنوات ازداد تعلق النسوة بحبال الوهم. وصرن أسيرات كل بارقة أمل. أو همسة لطريق يمكنها سلوكه ليوصلها الى نهاية عزوبيتها. او يعيد لها الزوج النافر. الحبيب الغائب. البخت الضائع. الضايع كما نستخدمها على الأغلب.
تذكرت قصة طريفة حصلت معنا في بغداد أثناء احد المهرجانات التي كانت تقام هناك . حيث تبرع احد الأصدقاء المرموقين المكانة والتحصيل العلمي بقراءة الفنجان لنا جميعا. وكنا حزمة من المتأملات . لحظة ليس المتلهفات لإيجاد الشريك الحلم ، وخصائصه.بل مجرد حب استطلاع!.
راحت فناجين قهوتنا تصل إليه تباعا. ولأنه المعي وحيال كما يقال عند إخواننا المصريين يلعب بالبيضة والحجر كان يعرف بعض خصوصياتنا بحكم قربنا من بعض بالعمل. فصار يحدثنا ويفصل لنا أحلام قريبة من مزاج كل منا. كانت بعض عباراته مكشوفة تماما. وأخرى برع في تمويهها. استمعنا إليه وشكرناه بعد قراءته لفناجيننا ، وأقفلنا راجعين الى بيوتنا . في اليوم التالي سألت زميلة لي.. هه ما رأيك بما قاله؟. فردت بطريقتها المرحة المحببة الى النفس: يمعوده دروحي . هذا يا قارئ فنجان. سألت بدهشة :لما ما المشكلة؟ . قالت : هو يقرأ لنا الفنجان بالفصحى . ونحن نريد من يقول لنا: ولج داده اكولج .. (الخ من الكلمات الشعبية المعتادة بالعراق ) انفجرت ضاحكة وشاركتني الضحك. كنا محتالتين ، لم يكن من السهل اصطيادنا بفنجان قهوة. وصديقنا كان عليه التنازل عن قصيدة النثر لبعض الوقت ونظم قصيدة شعر شعبي حتى يكمل طاقم قناعات النسوة بان قراءة الفنجان من مكملات الفلكلور الشعبي ،والخرافة التي يتلذذ بها الناس منذ أزمة غابرة. ولا تتحكم إلا برؤوس من عدم وسيلة حقيقية في الحياة وظل طريق نجاحه وتعطلت إرادته.
أما عني فسأكتفي بما يقابل الجدول الأول من كلمات وارقب حظي . هذا الجدول الذي كنا نستمتع به لما كنا فتيات صغيرات كل صباح. ونحن نقطع تذكرة الحافلة (الباص) الى المدرسة تلك البطاقات الملونة الجميلة وأرقامها التي نجمعها ونقسمها لتعطينا رقم اليوم الذي سيفرحنا او نتوجس من سوء الطالع إذا ما جاء ـ لا سامح الله ـ عكس ما نحلم به. عني سأعود للجدول و أتمنى الرقم ثمانية راجية بتحقيق كل أنثى لأحلامها الشرعية بالحياة الحرة الكريمة. وعني أرجو بان تتحقق أمنيتي بنشر المقال قبل او في الثامن من آذار.
كل عام وسيدتي في كل مكان بخير. واخص بسلامي تلك التي لا تعرفني ، ولا تقرأ لي لكنها تمدني بأسباب الكتابة وروح التحدي للمواصلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ


.. هبة المُقلي 25 عاماً من بلدة ميس الجبل وسكان بيروت




.. سارة المُقلي إحدى مؤسسات المقهى


.. نهروان رفاعي 26 عاماً من مدينة زحلة




.. -عيد العمال يوماً للنضال من أجل الكادحين في العالم-