الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران ليست صديقة ولا مسلمة

سامي فريدي

2012 / 3 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سامي فريدي
ايران ليست صديقة ولا مسلمة
"تنبّهوا واستفيقوا أيّها العَرَبُ .. فقدْ طَما الخطْبُ حتى غاصَتِ الرُّكَبُ" / ناصيف اليازجي (منذ قرن..)

هل يستطيع أحد أن يذكر شيئا واحدا يثبت موقفا صديقا لايران تجاه جيرانها العرب على مدى التاريخ؟؟..
هل هناك طرف استخدم موقعة الجمل وحادث الطفّ وجعله مطية لامتهان العرب والاسلام مثل ايران لاحداث الشقاق والفرقة فيهم؟؟..
لو لم يكن في التاريخ (الاسلامي) شيء من الاسباب والمبررات الواردة في تاريخ حركة التشيع أو الشيعة، كما اصطنعته العقلية الايرانية، لتجعل من نفسها وصية مسؤولة عن الاسلام والعروبة أكثر من العرب والمسلمين أنفسهم ومن قوم قريش وبني وائل، لوجدت عناصر أخرى تتولى تضخيمها ونفخها لتعطي نفسها الولاية والوصاية على ما ليس لها في أمور الناس؟؟..
لو لم يكن للعرب والمسلمين دولة امبراطورية هزمت العرق الفارسي واخترقت ثقافتهم وعقيدتهم، هل – كان الفرس- بلغوا مبلغ العداء والشوفونية هذا ضد جيرانهم الأضعفين؟؟..
تفتخر ايران بأن لها علماؤها وشعراؤها ومفكروها، ولكن هل مِن أولئك مَن قال قولة حقّ في نفسه وفي قومه،؟؟..
ولماذا لم يظهر هؤلاء قبل دخول الاسلام العروبي فيهم؟؟..
*
أول ظهور لجماعات ايرانية كان في صورة قبائل ينتظمها زعماء على الهامش الشرقي من حضارة ميسوبوتاميا، وكان لأولئك تربص وكمين بأحوال أهل النهرين، وطالما كانت الأحوال مستقرة بيد حكومة قوية لم يجرؤ بنو ايران على الاقتراب، فإذا اعتورها ضعف أو خلاف، انتهزوا فرصة الضعف لغزو ميسوبوتاميا والسيطرة عليها حتى تظهر قيادة نهرينية قوية تستعيد زمام السلطة وتطرد المحتلّ. حدث هذا في أعقاب سومر وتكرر في أعقاب دولة حمورابي، حينما سرقوا مسلته القانونية وحاول ملكهم تزويرها ونسبتها لنفسه حتى وصل إلى خاتمتها التي تتوعد كلّ من يضيف أو ينقص أو يغير شيئا في المسلة أن يكون نصيبه مزيد من اللعنات، فتورع وانسحب، وهكذا عثر عليها الأثاريون في الشوش (سوسه) مع آثار التخريب.
وفي أعقاب دولة نبوخذ نصر وتولي أولاده الضعفاء عاد غزو القبائل الايرانية في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي سمحوا خلاله بعودة بعض اليهود إلى فلسطين، نكاية باعمال البلبليين وليس حبا باليهود ممن سبق وحاولوا اقتصاصهم من أطراف دولتهم.
وبعد اندحارهم الذليل أمام جيش الاسكندر الكبير، عادوا في عقب خلفائه وانتشروا في أرض النهرين حتى مجئ الاسلام، ويعرف كثيرون طرق الفرس وأساليبهم في اختراق دولة بني العباس عقب دولة بني أمية التي كانت شدبدة على العجم (غير العرب من جهة الشرق).
وعلى مدى القرن العشرين كانت لايران تخرصات حدودية واستخبارية طائفية لاضعاف هيبة الدولة العراقية، في عهديها الملكي والجمهوري، ورغم سوء فهم البعض لدوافع حرب الثمانينيات لكنهم غير قادرين على وضع حلّ جذري ونهائي لمسألة التخرص الايراني على حدود العراق الشرقية منذ عصور ما قبل الميلاد حتى اليوم الذي تجاوزت فيه أطماع ايران أرض العراق إلى سورية وجنوبي لبنان، جنوبا تجاه غزة ومصر وشمال أفريقيا، وفي نفسها أن تستغل الظروف وتعدّ العدة لاحتلال مكة واستعادة غزو شبه الجزيرة ، والتي يذكر التاريخ القديم، ترددها في الاستجابة لنجدة (سيف ذي يزن) للحدّ من نفوذ النجاشي الحبشي في أرض اليمن.
*
هل ثمة مبرر لتوطن مركزية ايران السياسية والعسكرية والاقتصادية على حدودها الغربية مع دولة العراق التاريخية، و ترك ثلثي أراضيها في الشمال والشرق مفتوحة. فالوجود السياسي والتاريخي لايران لم يكن سوى الهامش المحدود إلى الشرق من دجلة، والذي سبق وأطلق عليه مؤرخو العرب (عراق العجم) أو اقليم الري.
ان ايران التي وضعها المستشرقون في مصاف الحضارة والتمدن ليست غير الهامش الشرقي لحضارات العراق، والمتربصة به عسكريا وسياسيا، على مدى التاريخ، وطائفيا منذ ظهور الاسلام. ولا يتساءل أحد أولئك عن مصير شعب الهضبة الداخلية أو الجنوبية أو سكان الشرق الواقعين خارج أو دون خط الحضارة. ان حضارة ايران وثقافتها مدينة للقرصنة والابتزاز التاريخي، ولذلك جاءت حافلة بالرموز والملامح والمضامين الرافدينية في قسميها الحضاري القديم والاسلامي. *
تتقبل ايران الهزيمة بروح رياضية، ولكنها تكمن وتخطط للانتقام دون أن تعرف لليأس طريقا. وهذا لا يعكس قوة الارادة الذاتية أو الحرب من أجل الوجود، بقدر ما يعكس فقرها الحضاري وعجزها عن الوجود اللاطفيلي. ان مبرر وجودها الوحيد، هو تطفلها على هوامش سواها، مع عجزها التاريخي والمعاصر عن الوجود الذاتي المستقل والخاص. أما أن تكون غازيا محتلا متطفلا حضاريا أو لا تكون.
وفي هذا السبيل لا يمكن الاقرار بجدارة العسكرية الايرانية، لأنها عسكرية مهزومة أمام الأقوياء، بما فيها قوات الاسكندر والروم والعرب وجيش صدام، أما انتصاراتها فهي رهينة بتربص ضعفات الآخر، ولا يحسب لها انتصار دون استغلال ضعفات العدو، ولذا عجزت عن الاحتلال المستمر أو السيطرة المتواصلة، حيث تتعرض للهزيمة والهروب عندما تستعيد البلاد قوتها وتماسكها.
ويبقى السؤال الوارد في مقدمة الموضوع.. ما هي وجوه صداقة ايران للعرب، أو للعراق تحديدا؟..
*
إذن، هل تستحق ايران أن يخدمها بعض من رجال الدين الشيعة والساسة، ويغرروا بعقول السذج لتوجيه ولائهم لها بدلا أن يخلصوا لوطنهم وشعبهم؟!!...
يتبع.. (ايران.. الطرف الثالث)




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هل وجدت دعوة الشاعر ناصيف اليازجي استجابة فعلية وعقلية من قومه، بعد قرن من اطلاقها.
• حول المعلومات التاريخية الواردة في الموضوع، يمكن العودة إلى مؤلف توينبي الكبير (تاريخ البشرية)، من ترجمة نقولا الفرزلي، وكتاب (تاريخ العرب) لفيليب حتي بالانجليزية حسب الأصل.
• يحاول نفر من المستقفين إعادة تفسير أو تأويل الحضارات الرافدينية القديمة بمرجعية لغوية أعجمية، مما يخدم ثقافة القرصنة وتدمير الأصول، أو قلعها من منابتها إلى مواصع بديلة أو دخيلة، دون ملاحظة البؤس الثقافي الايراني المستقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هكذا تورد الابل يا ؟؟ر
قحطان الشمري ( 2012 / 3 / 5 - 15:40 )
اكتفي برد الاخت شهد

ان روحك الطائفية لا حدود لها اولا اولا ليست هي من اوجدت حركة التشيع هناك شيعة معاوية و شيعة علي ولم تتهجمون على ايران زمن الشاه ثانيا لانها طردت السفارة الاسرائيلية ورفعت العلم الفلسطيني على عكس قطر الوفود الاسرائلية كالمكوك ثالثا كل بلدان العالم الجيران بينها حروب طاحنة انت لم تذكر المغول ولم تذكر الاتراك في مد سيطرتهم على عموم الوطن العربي وهي مباحة لانها سنية واسرائيل ايضا سنيه والغرب الذي سوف يقسم الاقطار العربية.

اليست دول الخليج محتلة من اساطيل الغرب؟ ام ان الغرب صاروا اسلاما في نظرك
ليس دفاعا عن ايرلان وانما ايران كاية بلاد والنظر الى مصلحتها اولا حالها كحال بيقة الدول


2 - فمن اوجد ؟
جاسم محمد ( 2012 / 3 / 5 - 16:29 )
اذا كانت ايران اوجدت التشيع فمن اوجد مذاهب التسنن الاربع بصحاحها الستة واذا كانت ايران محتلة للعراق قبل الاسلام فكيف تكون عاصمتها المدائن القريبة من بغداد وايوان كسرى لازال شاهدا والعراق كان منذ السومرين ولحد الاحتلال العربي بلدا فارسيا صرفا والحضارة التي تسمى مجازا عربية اسلامية لم تكن الا فارسية بحتة كتبها رجال فارس العظام بلغة عربية ابتداءا من الجاحظ وابن المقفع وجابر ابن حيان والمتنبي وابن سينا والاف غيرهم واذا تكلمت عن الحاضر فاذهب بنفسك الان الى ايران لترى اي بلد حضاري هو نتمنى في العراق لو نبلغ عشر مالديهم من حضارة ونظام ونظافة في شوراعهم وبيوتهم .. وليس عيبا ان يكونوا مجوس فزرداشت نبي المجوس كان احد حكماء التاريخ ومثار اعجاب العالم وكفى بان يعجب به فيلسوف مثل نيتشه ليقول في مقدمة كتابه الحكمة كانت وستبقى فارسية وكان الفرس يعبدون النار في وقت كان العرب يصنعون لهم اصنام من تمر يتعبدون لها ويقدمون القرابين حتى اذا ماجاعوا فتتوها واكلوها .. كلامك وكلام غيرك من العروبين ان دل على شئ فانما هو الاحساس بالنقص تجاه هذه الحضارة المبدعة والعريقة .. انها حضارة الاريين الاوائل فافهم الدرس


3 - بدون تعليق
احسان ( 2012 / 3 / 5 - 16:41 )
المقال لا يحتاج لتعليق مجرد تذكير للكاتب انه يكفينا ادعاءا ان ننسب تخلفنا على شماعة جاهزة في كل مرة من الاستعمار الى الماسونية والامبريالية واخيرا اتفقنا ونادرا مانتفق الا في المصائب والاكاذيب على ان جارنا الشرقي المتحضر اكثر منا بمئات المرات هو سبب تخلفنا


4 - تعليق 2
jamal alsalim ( 2012 / 3 / 5 - 18:04 )
ايران دولة متحضرة هههههههههههههههه ايران بلد متخلف ينتمي للعالم الثالث بعض مظاهر التقدم التي تراها في طهران هي مردود بترول الاهواز الذي لا يرى منه شيعة الاهواز شيئا والتي ينظر اليها الفرس على انها غيتو


5 - الغلط لا يستمر ولا بد من صحوة
سامي فريدي ( 2012 / 3 / 5 - 18:18 )
اشكركم كثيرا على تعليقاتكم رغم أن أيا منها لا يتعلق بالموضوع أو يرد على الأسئلة الواردة فيه، قدر ما تعبرون عن مبلغ استفزاز طروحاتي لكم، مما يؤكد أيضا أن ايران احتلت العراق فعلا .. ولا بد للعراق وكل شعوب المنطقة من صحوة عقل وضمير، فالخطأ لا يستمر


6 - عقلية طائفية..
عبد الفتاح فاضل عباس ( 2012 / 3 / 10 - 13:26 )
اشكركم كثيرا على تعليقاتكم رغم أن أيا منها لا يتعلق بالموضوع أو يرد على الأسئلة الواردة فيه، قدر ما تعبرون عن مبلغ استفزاز طروحاتي لكم، مما يؤكد أيضا أن ايران احتلت العراق فعلا .. ولا بد للعراق وكل شعوب المنطقة من صحوة عقل وضمير، فالخطأ لا يستمر


--------------------------------------------------------------------------------
لا اظن ان المو ضوع يحتاج الى شكر من احد لك وجهة نظر طائفية
فيا ريت كنا نتنازع معهم كما يتنازع الاوربين في التقدم والتكنلوجيا ومجال حقوق الانسان
رغم ان الاوربين ايضا يبحثون عن مصالحهم..
كل امة لها زمن تصعد وتنزل ويبقى تاثيرها على الامم الاخرى
وكل امة ولها عيوبها
واذا نظرت الى الهند وبا كستان والى تركيا واليونان فدائما الجيران الاقوياء يتنازعون ان لم يجدوا ما يشغلهم من العلم والتقدم وامثالك كثيرون من الكتاب في الامم التي تحاول طرح مشا كلها على شماعة الاخريين...

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء