الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة وثقافة الابواب المغلقة

عشتار الثقفي

2012 / 3 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يضع الجميع في دائرة الاتهام ماتناقلته وسائل الاعلام مؤخرا عن امرأة تفكر باجراء عملية جراحية للتحول الى رجل وقد يبادرني احد بالقول ان مثل هذه الحالات شائعة في عالم اليوم وهذا صحيح لكن الامر يتعلق بامرأة هي ام لعدد من الاطفال واعتقد ان حالة بهذه المواصفات تستحق التأمل لمعرفة الدوافع لهكذا اجراء فيه الكثير من القسوة فهي بصدد اقتلاع امومتها وانوثتها دفعة واحدة



كثيرون سيتبرعون سريعا لتصنيف سلوك هذه المرأة الام على انه اختلال عابر في السلوك العام من دون وضع الامر برمته في سؤال جوهري متعلق بلحظة مختلة في تأريخ مجتمعاتنا


ما الذي يدفع امرأة في طور الامومة الى اجراء كهذا سيكلفها ثمنا قاسيا لانه سيتلاعب بانسانيتها فسلجيا وسايكلوجيا واجتماعيا في مجتمع مكرس كليا لثنائية مقيتة هي ثنائية السيد والعبد التي بموجبها يراد للمرأة ان تكون قطعة اثاث او محض وجود عضوي تمارس معه الاجراءات كافة لمحو اية فرصة للتحديث والاستقلال فكرا واقتصادا وسلوكا فالهدف النهائي لثنائية السيد والعبد هو تكريس كل مايحمي سلطة السيد أيا كان هذا السيد حاكما او قبيلة او أبا او زوجا وخير مثال لهذا التكريس حال المرأة في مجتمعاتنا حين يصب التوجه العام في هدف تاجيلها وتأبيدها في ما اسميه الانسان مع وقف التنفيذ او المحارب القديم وقد فقد حق الاعتراض


ان ثقافة تغليق الابواب على المرأة بوصفها عورة وتكريس تبعيتها الاقتصادية وتقزيم قدرتها على صنع القرار على الصعيدين الشخصي والعام لهي ثقافة من شأنها ان تزيد مساحة المسكوت عنه الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اية لحظة وفي ذات الوقت تشتغل ثقافة العورة لصالح تكريس سلطة الحاكم الفرد بكل تدرجاتها وهي سلطة تعلن عن نفسها بقوة في اداء ذكوري معلن يختزل الآخر ايا كان هذا الآخر
الاختلال في السلوك العام معبر عنه بحالة هذه المرأة وهي تبرز على سطح المسكوت عنه يؤكد ان مشروع التحرر والتحديث في مجتمعاتنا امر بالغ التعقيد والصعوبة وسيكون البديل مفجعا حين تتخذ المرأة قسريا شكل البيت السجن حد انها لاتتعرف على نفسها الا في مفردات الطبخ والتنظيف وتتحول الممرات في البيت المنفى الى نظرة احتقار طويلة كما يقول احد شعرائنا لتتصاعد وتيرة الاختلالات والسلوكيات المريضة ويتعمق الجهل وتتسع سلطة الحاكم الفرد وثقافة الاختزال كما اسلفت
نولد احرارا بمشترك معرفي بدئي واحد نتمايز به عن المخلوقات جميعا وبه نبدأ خطواتنا الاولى في انسنة ذواتنا ومحيطنا وبه تكون المساواة قدرا وحقا فمن اين لمجتمعاتنا كل هذه القسوة وهي تنسج سلوكا عاما تنهشه اختلالات واسعة تجعل من اقتلاع الامومة والانوثة امرا قابلا للتعايش معه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة مهندس -تقديس الأسرة الحاكمة- في كوريا الشمالية


.. صباح العربية | لم يقتصر على النساء فقط.. ما لا تعرفه عن تاري




.. حديث السوشال | بأعجوبة.. امرأة تمنع لصا من سرقة سيارتها


.. الأكاديمية والإعلامية الفلسطينية مي أبو عصب




.. الصحفية المغربية نعيمة بومور