الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتكال على بركة السماء.. الجزء الثالث

اجرعام ساكورا

2012 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فلسفة الرضى قوة خارقة يستعين بها الاسلام في جعل كل ماهو غير مقبول يعد مقبولا على هذه الحياة.. تلك الفلسفة البليدة جعلت لمسلمين يرضون بحياتهم كيف ما كانت غير متمردين.. فان انت ولدت اعمى فتلك حكمة الله ان جعلك مخصيا من اعظم الحواس ليحميك من اغراء الحياة.. و ان ولدت مبتور اليدين فتلك ارادة الله و عليك ان تحمد الله لانك حي ترزق.. و ان انت ولدت بالفشل الكلوي او السرطان لتتعذب و تعاني طوال حياتك بلا سبب سوى تقدير الله و ارادته و حكمته ليغفر لك..
فلسفة بليدة لبناء الاستسلام و الخضوع البشري.. لكن عقلي يرفضها كلها و اتساءل هل يرضى الله "ان وجد" بما ننسبه له من كوارث و شقاء و بصرخت الطفل المشلول و باستغاثة المظلوم و آلام شخص يعاني طوال حياته؟؟
هل يرضى حقا بصرخة طفل مقهور و بملايين الجائعين الذين يتوسلون باكين راجين خائفين من بطشه متوسلين منه بعض الشفق.. هل يرضيه هذا حقا؟؟

هذه الفلسفة البليدة فلسفة البكاء والتباكي والاتكال والتواكل لا تصنعون ثورة الانسان الحقيقية ضد الحياة و عنف الطبيعة.. هذه الفلسفة لم تصنع يوما الخبز لملايين الجوعى الذين يغرقون الحياة بالصراخ و البكاء والصلاة بينما المسلمون يدعون بأن الاله قد كتب لهم أرزاقهم.. هذه الفلسفة البليدة تجعل الحر عبدا دليلا حقيرا يتوسل السماء باكيا خاضعا مستسلما.. و تسيئ الى الاله "ان وجد" بجعل حاكما ظالما حين يقوم المملوك بارجاع كل ما يصيبه اليه.. انها فلسفة مريحة بليدة و تسيء لاله "ان وجد" لتنفع ذاتها لتشعر فقط بالرضا و تتهم الاله "ان وجد" وتدعي بأنها تمدحه و تمجده..

و انا احترم ذلك الاله "ان وجد" الذي يسمح لي بسؤاله لماذا خلقت كل هذا البؤس الحتمي الذي أراه في الملايين من البشر؟؟
لماذا خلقتنا وقد قدرت كل ما سيكون بنا وسنمر به؟؟
هل من حكمة من ذلك وما هي؟؟
ام انهم كاذبون في ما يصورونك به من اجل مصالحهم في البقاء والخضوع والرضا ومن اجل سياسات أخرى؟؟
و هل يجب أن يمرض الانسان بمرض عضال ويعاني الشقاء ويموت ولا استطيع مداواته او حل مشكلته ليؤمن حينها بأن قوتك فوق ارادته وارادة العلم والأطباء؟؟

هناك تفاصيل كثيرة لا أجد لها منطق او معنى او حكمة.. سوى أن يرتاح المسلم حين يلقي مصائبه و اوجاعه الى الله الذي لا نستطيع اعتراض أقداره حتى وان كانت قاسية ولا منطقية ولا حكمة لها.. كما اجد أكثر الناس ايمانا بالغيبيات واتكالا عليها بشكل أعمى دون الايمان بالرياضيات و بالعلوم الأخرى وبقدرتها هم أكثر الناس فشلا و تخلفا والتصاقا و زاحفا بهذه الحياة مثل السلحفاة العرجاء.. فجهلنا بقوانين الفيزياء مثلا جعلنا لسنوات طويلة ملتصقين على الارض.. لكن بسؤالنا المتكرر عن السماء قادنا الى فهم و اكتشاف قانون الجاذبية مما جعلنا نتحرر من هذه المشيئة ونخلق مشيئة اقوى من الجاذبية تنطلق بنا الى السماء والى القمر و زحل.. ووعي الانسان بالرياضيات و العلوم و الانسانية وغيرها من العلوم ومحاكاتها هو ايضا ما جعله ينتقل من امريكا الى اليابان و نقل قلوب الاموات الى اجساد الاحياء..
اذا يجب علينا أن نؤمن بانفسنا اولا ثم بالعلم حتى نستطيع خوض الحياة دون أن تتلاعب او ان تتحكم بنا فلسفة الرضى بما فعل الله.. لانها تحريض غير مباشر للناس لأن يرضوا بكل ما يصيبهم.. وايكال ذلك الى قدرة الله.. دون أن يعزموا الحرب على ما يصيبهم وعلى أسباب ما صابهم .. و المستفيد لاول من هذا اخضوع هو السلطة ومن يريد للناس البقاء على حالهم غافلين راضيين متكلين ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah